جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-16@23:03:36 GMT

طريق التكامل والتعاون والسيادة

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

طريق التكامل والتعاون والسيادة

 

سالم بن محمد العبري

 

تأتي زيارات وزير الخارجية الإيراني للمنطقة العربية كدليل امتداد وثبات لسياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودليل قاطع وبرهان ساطع على أن إيران الإسلامية تنحو بتوجهاتها منذ قيام ثورتها المباركة، واستلامها الحكم في فبراير عام 1979، بقيادة تلك الشخصية الإسلامية العظيمة الإمام آية الله الخُميني، تنحو إلى بناء منطقة عربية إسلامية في هذه المنطقة الممتدة  من المحيط الأطلسي وإلى المحيط الهندي، ومن حدود روسيا الممتدة في قارتين شمالًا، وحتى الصحراء  الكبرى، وأدغال أفريقيا جنوبًا -إن لم نَقُلْ- كُلّ أفريقيا؛ لأن أفريقيا تَنْضَمُّ -إن لم نَقُلْ- تَنْتَسِب  للإسلام والعروبة؛ مما يجعلها جزءًا أصيلًا من المنطقة التي أعني.

حين تقود المنطقةَ سياساتٌ صحيحةٌ عادلةٌ، وتتولى قيادة المنطقة قيادات مُؤَلِّفة صالحة مصلحة عادلة، هذه المنطقة الكبيرة بمساحتها (حيث تربو على 20 مليون كم)، ومناسبة بعدد سكانها (حيث يربو على نصف مليار نسمة)، والمختزنة والمنتجة لكل الثروات؛ زراعية، وتعدينية، وبترولية -غازية ومائية- ولموقعها الوسطي في الكرة الأرضية؛ لذا فهي مطمع لكل الامبرطوريات التي وُجِدَتْ في الكون عَبْرَ مسيرة التاريخ البشري المُسَجَّل في الرسومات، أو بالكلمات، هذا وقد سال لعابها على منطقتنا تعاملًا بالحسنى، أو استعمارًا.

ومما أذكر للأستاذ أمين بسيوني- رحمه الله- مدير إذاعة صوت العرب، ورئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون بمصر، لما جمعتني به جلسة خاصَّة؛ حيث حَدَّثَنِي باستفاضة عن تاريخ هذه المنطقة والامبرطوريات التي سعت للسيطرة عليها، وكيف أنها مَطْمَعُ ومَقْصَدٌ لكل القوى الإمبريالية التي تسعى لبناء قوة عالمية لكي تُسَيْطِرَ على هذه الجوهرة من العالم، ولعل الأستاذ أمين كان يُمَثِّلَ أمين الأمة، وهو يُحَدِّثُنِي حديث القلب للقلب، وفي فترةٍ بَدَت أنها حُبْلَى بالأحداث.

نعم هذه هي المنطقة، وهذا حالها، نِعْمَةٌ ونِقْمَة؛ نعمةٌ حين يُدْرِكُ القادةُ أن كُلَّ واحد منهم مأكول حين يؤكل الثور الأبيض، وإن كان ثورًا أسود لا شية فيه، فَيَبْنُوا أوطانًا، ومنطقةً تُمَثِّلُ الجسد الواحد إذا اشتكي فيه عضو تَدَاعَتْ له سائر الأعضاء بالسَّهَرِ والحُمَى، كما في الحديث النبوي الشريف.

هكذا أَدْرَكَتْ كُلُّ دول الحضارات السابقة والدولة الإسلامية؛ بل ودولها الجزئية، وهكذا هُزِم الاستعمار الصليبي، وكذا نظر محمد علي وهو يحاول إقامة دولة مصرية عربية، وقبلها كانت الدولة العُمَانية بقيادة «اليعاربة»، ومن أعقبهم، وهكذا كانت هادفية الجمهورية العربية المتحدة بقيادة جمال عبد الناصر، وشكري القُوَّتْلِي؛ لمواجهة إسرائيل بصورة جماعية.

ومن هنا تأتي النظرة الإيرانية الإسلامية منذ نجاح الثورة، وقيام الدولة، لولا أن العرب تَصَمُّ آذانها، حين يأتيها منادٍ منها، وتفتح آذانها وعقولها للغو العدو الظاهر والباطن الذي «يُعْطِيكَ من طرفِ اللسان حَلَاوةًن ويَرُوغُ مِنْكَ كما يَرُوغُ الثَّعْلَبُ»، وزُيِّنَ ذلك الكلام غير المنطقي حين ساد أنَّ كُلَّ الأوراق (99%) بيد أمريكا، وأن السلم، والأمن، والنمو، والرفاهية، مُتَحَصَّلَة بالسلام مع الكيان الاستعماري (إسرائيل)؛ لذلك قُوبِلَت الثورة الإسلامية بالرفض، والحروب العسكرية، والكلامية المذهبية، ولم يُسْتَمَع لرأي العُقَلَاء من السَّاسَة العرب من عُمان، وسوريا، والجزائر، وشُنَّتْ حروب الكلام، وانتفع الكُتَّابُ المرتزقةُ الذين يكتبون بمستوى ما يُعْطَوْنَ، ولعل من أولويات ما كُتِبَ مطلع الثمانينات من القرن الماضي لشيخٍ نحترم علمه وعقله ومكانته، ورُبَّمَا لا تزال زوايانا تخنزن كُتَيِّبَهُ ذلك، وأظن أنه لو كان يملك الأمر قُبيل وفاته لأحرق تلك الوريقات، كما فعل الشاعرُ الفلسطينيٌّ عَلِيُّ هاشم رشيد، حين تَخَلَّصَ من أشعاره التي بها مَدْحٌ للبعض، والمدح المذموم هو مثل الكتابة المأجورة.

حين نَتَتَبَّعُ مسيرة كل الرئاسيات الإيرانية، نجد أن كلها سَعَت لإرساء توجهات صالحة مصلحة، جامعة مُوَحِّدَة، تعمل على التآلف لا التخالف، والاجتماع لا التفرق، وتَبَيَّنَ أن الفُرقة يريدها الأعداء، ويعملون على إشاعة روايات منافقة ضالّة مُضَلِّلَة، غاياتها بعثرة الأمة؛ لتبقي مُفَكَّكَة مرعوبة ممنوعة من البصيرة، وعَمَّقَ تلك الأجواء بعضُ المسئولين العرب الذين لا ينظرون إلا بعين الأعشى، فهم في الحقيقة غير مُؤَهَّلين لتولي مسؤلية، فكيف إذا كانوا يرسمون توجهات لعلاقات وأحداث المنطقة المتجاورة منذ بَدْء الخليقة وإلى يوم الدين، وبينها من الأواصر والتاريخ المشترك مكانيًّا، وزمانيًّا، وعقائديًّا، واجتماعيًّا أسبق، وأوثق، وأعمق، وأنقى، وأطهر من علاقات أمريكا بكل  العالم؛ لذلك كنت أقول للبعض: إن تحصين الأمة من أن تُعَاد تلك الحقبة السوداء التي بدأت من بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عام (1991)، وتَوَلِّي عديمو الضمائر أمور الشئون الخارجية، وعصبة المال، وتبادل الهدايا والمنافع، كنت أقول على الحقوقين العرب والمسلمين أن يقيموا محاكمة معنوية لتلك الفترة السوداء التي أَتَتْ باتفاقية أوسلو ووادي عربة، وإلغاء قرار اعتبار الصهيونية، وإلغاء المقاطعة العربية الفاعلة لإسرائيل، وترويج إقامة العلاقات العربية مع هذا الكيان الدخيل على الوطن، والأمة، والعقيدة.

نعم يأتي الحِراك الإيراني –اليوم- في ظِلِّ مقاومةٍ عربيةٍ في غزة، والضفة، ولبنان؛ مقاومةٌ تُثْبِتُ بتضحياتها، وثباتها، واقتدارها أحقية وحتمية الوقوف معها إسنادًا بالسلام، والحرب إن أَبَتْ القوى الاستكبارية أن تنصاع لمنطق العدل والشرعية الدولية فيوقفوا العربدة الإسرائلية،  وينصاعوا معًا للقرارات الدولية منذ القرار (194)، وحتى القرارات الجديدة المصاحبة للحرب الحالية.

إنَّ التكامل والتعاون وبناء منظومة أمنٍ، وسيادةٍ، وتنميةٍ مُشتركةٍ مَرْعِيةً ومَبْنِيَّةُ من الجميع  لمصلحة الجميع،  وتنمية متوازنة شاملة مُحَدَّدَة بنُظُمٍ ومَواثيقَ صحيحة هي المدخل لما تدعو له إيران، و قبلها مصر، وسوريا، وكل المفكرين، والكُتَّابِ العَرَب.. فإلى مُحَدِّدَات ذلك في القادم بعون الله تعالى.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

13 صورة من داخل مترو الرياض.. كامل الوزير يبحث التكامل الصناعي مع السعودية

كتب- محمد نصار:

أجرى الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، زيارة إلى مشروع مترو الرياض، برفقة المهندس صالح بن ناصر الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي.

وخلال الزيارة، اطّلع الوزير على منظومة التشغيل والإدارة الخاصة بمترو الرياض، كما استقل القطار ضمن جولة ميدانية تفقدية.

وأكد أن مشروعات النقل الجماعي، لا سيما مترو الأنفاق، تُعد من ركائز البنية التحتية الحديثة، لدورها في تخفيف التكدس المروري وخفض الانبعاثات، مشيرًا إلى توجيهات القيادة السياسية المصرية بالتوسع في وسائل النقل الأخضر المستدام وتطوير شبكة المترو لرفع كفاءة الخدمة المقدمة للمواطنين.

وعقب الزيارة، عقد الفريق مهندس كامل الوزير اجتماعًا مع المهندس خليل بن إبراهيم بن سلمة، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، بحضور السفير إيهاب أبو سريع، سفير مصر بالرياض، واللواء نهاد شاهين، نائب وزير النقل للنقل البحري، والمهندس محمد فتحي، معاون الوزير.

وفي مستهل اللقاء، نقل نائب الوزير السعودي تحيات الوزير بندر بن إبراهيم الخريف، وأكد حرص المملكة على توسيع مجالات التعاون الصناعي مع مصر، وهو ما لاقى ترحيبًا من الجانب المصري، حيث شدد الفريق مهندس كامل الوزير، على أهمية دفع جهود التكامل الصناعي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويعزز من قدراتهما الاقتصادية.

وأوضح الوزير، أن مصر تسير بخطى متسارعة نحو توطين الصناعات المختلفة، وفق رؤية تهدف إلى تحويلها إلى مركز صناعي إقليمي، مستعرضًا قدرات مصر الصناعية في مجالات تصنيع الوحدات المتحركة، القاطرات البحرية، قضبان السكك الحديدية، إلى جانب الصناعات الثقيلة والخفيفة كصناعات الحديد والألومنيوم، زجاج السيارات، الإطارات، الطاقة الشمسية، محطات تحلية المياه، المنتجات الغذائية والألبان، ومكونات السيارات.

كما أشار إلى وجود فرص واعدة للتعاون في إطار 151 فرصة استثمارية حددتها وزارة الصناعة المصرية، منها 28 فرصة ذات أولوية، مؤكدًا أن البيئة الصناعية المصرية مهيأة لاستقبال استثمارات سعودية جديدة، بفضل توافر الأيدي العاملة المدربة والبنية التحتية المؤهلة.

وأكد أن تحقيق التكامل الصناعي بين البلدين من شأنه فتح آفاق جديدة أمام الشركات المصرية في السوق السعودي، وجذب استثمارات سعودية لإقامة مشروعات صناعية في مصر تستهدف التصدير للأسواق الإقليمية، خاصة الأسواق الأفريقية التي ترتبط مع مصر بشبكات نقل متعددة.

وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على تكثيف العمل بين الجهات المعنية في البلدين خلال الفترة المقبلة، بهدف تحويل الرؤى المشتركة إلى خطوات تنفيذية تدعم مسيرة التكامل الصناعي المصري السعودي.

اقرأ أيضا:

ارتفاع الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس حتى شم النسيم

وظائف قيادة شاغرة بوزارة الصحة.. تعرف على الشروط والأوراق المطلوبة

وظائف شركة "كهرباء الوجه القبلي".. تعرف على الشروط والضوابط المطلوبة

ءما النظام الغذائي الأمثل لتخلص الجسم من السموم؟

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الفريق مهندس كامل الوزير مترو الرياض التنمية الصناعية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة النقل: توقيع اتفاق تنفيذ خط سكك حديد "الروبيكي - العاشر من رمضان - بلبيس" أخبار توجيه عاجل من وزير النقل بشأن ركاب السكة الحديد أخبار صور.. بدء نزول معدات تجهيز موقع مجمع ألستوم الصناعي ببرج العرب أخبار كامل الوزير يزور مصابي حادث اصطدام قطار بميني باص بالاسماعيلية أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

13 صورة من داخل مترو الرياض.. كامل الوزير يبحث التكامل الصناعي مع السعودية

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

برودة ونشاط رياح.. الأرصاد تُعلن طقس الساعات المقبلة 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • 13 صورة من داخل مترو الرياض.. كامل الوزير يبحث التكامل الصناعي مع السعودية
  • فريق اليمن يحقق لقب بطل العرب ويحصد 8 جوائز في البطولة العربية الـ 16 للروبوت
  • «دبي ديرما»: أهمية التكامل بين الصحة النفسية والجلدية
  • ماعت تطلق تقريرها السنوي عن أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة العربية خلال 2024
  • محمد عز العرب: مصر صمام الأمان لمعظم القضايا في المنطقة
  • نهاية عليزا ماغن.. نائبة رئيس الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • نهاية عليزا ماجن.. نائبة الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • خبير سياسي: جولة الرئيس السيسي الخليجية تدعم العلاقات المصرية العربية
  • النيابات والمحاكم: الرئيس السيسي أعاد لمصر مكانتها بين الدول العربية
  • الغرف السياحية: تطوير منطقة نزلة السمان خطوة مهمة على طريق الـ30 مليون سائح