أكَّد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي حول مجتمعات النجاح 2024 (ICCOS) الذي يُعقد في سنغافورة، على الدَّور المحوري الذي تلعبه دار الإفتاء المصرية في نشر الفكر الوسطي ومواجهة الأفكار المتطرفة، موضحًا أنها ستواصل جهودها الحثيثة في نشر الوعي الديني الصحيح وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

وأوضح الدكتور إبراهيم نجم أنَّ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، منذ تأسيسها، لعبت دَورًا بارزًا في تصدير الفكر الإفتائي الوسطي إلى العالم أجمع، وقدَّمت جهودًا كبيرة في مجال محاربة التطرف والإرهاب ومحاصرة الأفكار الحاضنة للجماعات الإرهابية، مؤكدًا أنَّ الأمانة العامة قد نجحت في بناء جسور التواصل بين المؤسسات الإفتائية في مختلف دول العالم؛ مما ساهم في توحيد الرؤية الفقهية وتقديم فتاوى موحدة تساهم في حل المشكلات التي تواجه المسلمين.

وشدَّد الدكتور نجم على أنَّ مصر تستطيع أن تستكمل دَورها الحضاري في صناعة الوعي الصحيح ونشر الفكر الوسطي والتدين الصحيح على مستوى العالم، وقيادة قاطرة التديُّن العالمي إلى برِّ الأمان، قائلًا: "إن مصر تمتلك من المقومات ما يؤهلها لقيادة هذا الدور، فالأزهر الشريف بمرجعيته العريقة وعلمائه الأفاضل يمثل قدوة للجميع في التمسك بالوسطية والاعتدال".

وأضاف: "لا تنمية ولا تقدم ولا تحديث ولا تطوير إلا بنشر الفكر الوسطي المتسامح الذي يدعو إلى السلام والتعايش وَفق الرؤية التي تتبنَّاها وتنشرها مؤسساتنا الدينية ذات المرجعية الأزهرية الوسطية".

كما أشار إلى أن الغرض من إنشاء الأمانة العامة هو التنسيق والتواصل بين دُور وهيئات الإفتاء والمجامع الفقهية ذات الصِّلة؛ وذلك من أجل الوصول إلى خطاب إفتائي رصين متَّصل بالأصل ومرتبط بالعصر، مؤكدًا أنَّ من الخطأ في حق وطننا وديننا أن نترك للمتطرفين الساحة الدولية فارغة يشوهون فيها صورة الإسلام والوطن.

وفي ختام كلمته، أكَّد الدكتور إبراهيم نجم أنَّ الفكر الصحيح هو الضمانة الحقيقية لانقشاع الإرهاب والتطرف، داعيًا إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء سنغافورة الدكتور إبراهيم نجم هيئات الإفتاء في العالم الفكر الوسطي الفکر الوسطی إبراهیم نجم

إقرأ أيضاً:

أيهما أفضل في كفارة اليمين الصيام أم الإطعام أم الكسوة؟.. اعرف الترتيب الصحيح

لعل ما يطرح السؤال عن أيهما أفضل في كفارة اليمين الصيام أم الإطعام أم الكسوة ؟ ، هو أن كفارة اليمين تعد من الأمور التي يبحث عنها كثيرون ويحتاجونها بسبب كثرة أيمانهم ، لذا يتساءلون عن أيهما أفضل في كفارة اليمين الصيام أم الإطعام أم الكسوة ؟ لعلهم يكفرون عنها ويفوزون بعفو الله تعالى .

ماذا يحدث عند قراءة سورة الذاريات كل يوم؟.. انتبه لـ20 حقيقة ينبغي معرفتها هل صبغ الشعر باللون الأسود حرام للرجال والنساء؟.. احذره في هذه الحالة أيهما أفضل في كفارة اليمين 

قال الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن العلماء اتفقوا على أن كفارة اليمين تكون على التخيير.

وأوضح “ العوضي” في إجابته عن سؤال : أيهما أفضل في كفارة اليمين الصيام أم الإطعام أم الكسوة ؟، أن ذلك يعني أنه يجوز للإنسان أن يختار في كفارة اليمين بين عدة خيارات، وهي: إطعام عشرة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام، أو كسوة عشرة مساكين.

واستشهد بقول الله تعالى: " لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ" الآية 89 من سورة المائدة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأيمان يُسمى اليمين المنعقدة كما جاء في كتب الفقهاء.

 وأفاد بأن الكفارة هي إطعام 10 مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم، أو كسوتهم، أو صيام ثلاثة أيام، أو تحرير رقبة، ولكن مع الأسف، لم يعد تحرير الرقبة متاحًا في وقتنا الحالي.

وأشار إلى أن الآية القرآنية توضح أن "ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم"، لافتًا إلى أنه عند عدم القدرة على الإطعام، يُمكن صيام ثلاثة أيام، وهذا الخيار أيضًا يأتي على سبيل التخيير وليس على سبيل الترتيب.

وتابع: بينما كفارة الظهار أو من جامع زوجته في نهار رمضان تأتي على سبيل الترتيب، حيث يجب إتمام الخطوة الأولى قبل الانتقال إلى الخطوة الثانية، منبهًا إلى ضرورة الاحتفاظ بالأيمان في أضيق الحدود.

وأكد أن ترك اليمين هو الأفضل، حيث قال: "يجب أن نكون حذرين في استخدام الأيمان، وعلينا أن نحرص على عدم جعلها محور حياتنا، مبينًا قيمة الكفارة، حيث قدّر تكلفة إطعام المسكين بـ 30 جنيهًا، وبالتالي فإن أقل ما يمكن أن يُعطى في الكفارة هو 300 جنيه.

ولفت إلى أن صيام 3 أيام جائز وأنه لا يشترط الترتيب بين الأيام، حيث يمكن أن تُصام أيام متفرقة، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على اليمين وعدم استخدامها بشكل مفرط.

كفارة اليمين 

بيَّن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ، أن المقصود باليمينُ شرعًا هو القَسَم بالله تعالى أو بصفة من صفاته على شيء أن يفعله الحالِف أو لا يفعله، ولا يكون الحلف إلا بعظيم، وليس أعظم من الله تعالى وصفاته.

واستند لما قال سيدنا رسول -صلى الله عليه وسلم- : «أَلَا إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ». [متفق عليه] ينبغي توقير اسم الله سبحانه وتنزيهه عن لغو الكلام، وكثرة الحلف به دون داعٍ، والاجتهاد في حفظ يمين الله وصيانتها من الحنث.

ودلل بما قال الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89]، وقال: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. [البقرة:224] وعدَّ سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- اليمين الغموس من كبائر الذنوب، وقرنها بالشرك بالله وعقوق الوالدين.

ونبه إلى أن اليمين الغموس هي اليمين التي يعقدها صاحبها موقنًا كذب نفسه، وتُسمَّى اليمين الكاذبة؛ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الكَبَائِرُ؟ قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ عُقُوقُ الوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «اليَمِينُ الغَمُوسُ» قُلْتُ: وَمَا اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قَالَ: «الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ» [أخرجه البخاري].

وأردف: وقد اختُلِف في الكفارة عنها، وهي أولى. تجب الكفارة عند الحنث في اليمين المنعقدة، وهي التي حلف فيها المسلم على شيء يَفعله أو لا يفعله، ثم لم يستطع الوفاء، أو ترتب على الوفاء بها إثم أو قطيعة رحم؛ فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «وإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ». [أخرجه البخاري] 

وأكمل : كفارة اليمين حدَّدها المولى -عز وجل- في كتابه الكريم، في قوله: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 89]، أي أن 

كفارة اليمين على الترتيب

 • إطعام عشرة مساكين من أوسط طعام أهل البلد التي يسكن فيها الحالِف، مما اعتاد أن يُطعِم منه أهله، من غير إسراف ولا تقتير. 

• أو كسوة عشرة مساكين، بثوب يستر العورة، ويكفي لأداء الصلاة فيه، والمرجع في ذلك إلى العُرْف وعادة الناس، وعتق الرقبة ذهب محلها بانتهاء الرقّ. 

• فإن عجز الحالف عن الأمور السابقة؛ صام ثلاثة أيام، ويلزم تبييت نية صيامها من الليل. 

حكم كفارة اليمين 

ويجوز إخراج قيمة الكفارة مالًا إذا كانت مصلحة الفقير في ذلك. إذا تكرر الحلف على محلوف عليه واحدٍ كفت عنه كفارة واحدة، أما إن تعددت الأيمان على أفعال مختلفة؛ لزم التكفير عن كل يمين منها بكفارة مستقلة، إذا حنث فيها جميعًا. 

وكفارة اليمين واجبة على الفور، لا يجوز تأخيرها إلا عند العجز عن الوفاء بها فورًا. يمين اللغو لا كفارة عليها، وهي اليمين التي قد تجري على لسان المسلم عفوًا دون قصد عقدها على فعل أمر أو تركه، وهذا من رحمة الله تعالى بعبادة، فقد ورد عن السيدة عائشة في تفسير قول الله تعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225] قَالَتْ: «أُنْزِلَتْ فِي قَوْلِهِ: لاَ وَاللَّهِ، بَلَى وَاللَّهِ». [أخرجه البخاري].

مقالات مشابهة

  • أمين عام "الشيوخ" يلقي كلمته باجتماع جمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية بجنيف
  • الدكتور إبراهيم نجم: مصر تستطيع قيادة قاطرة التديُّن العالمي إلى برِّ الأمان
  • قافلة للأزهر الشريف لنشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم بالشلاتين
  • المفتي يوجِّه وفودًا من علماء دار الإفتاء للمشاركة في 4 مؤتمرات دولية
  • وكيل وزارة الأوقاف بالغربية يدعو إلى أهمية الدعوة الإلكترونية في نشر الفكر الوسطي
  • أيهما أفضل في كفارة اليمين الصيام أم الإطعام أم الكسوة؟.. اعرف الترتيب الصحيح
  • النقل والأشغال العامة وصندوق ومؤسسة الطرق تكرم الدكتور أبو لحوم
  • تكريم الدكتور أبو لحوم من قبل وزارة النقل والأشغال العامة وصندوق ومؤسسة الطرق
  • الجامعة العربية تعقد الدورة 21 للجنة الإعلام الإلكتروني