علاج شاب نيجيري تبلغ من العمر 24 عاماً تعاني من ورم دماغي نادر يهدد حياتها في مستشفى أستر في المنخول بدبي بنجاح
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أنقذ أطباء من مستشفى أستر المنخول، والمصنف رقم 5 على قائمة نيوزويك لأفضل مستشفيات العالم في الإمارات العربية المتحدة، مريضاً يعاني من ورم خبيث نادر يهدد حياته في نظام البطين في دماغه (مساحات مملوءة بالسوائل). وقد عانى المريض النيجيري إيمانويل نزريبي أوكيجبوي البالغ من العمر 24 عاماً، من نوبات متكررة (تصل إلى خمس مرات في الأسبوع) وكان لديه تاريخ من الصداع والدوخة المستمرة.
عندما زار إيمانويل مستشفى أستر منخول لأول مرة، كان لا يزال يعاني من نوبات وفقدان قصير للوعي. نجح الفريق الطبي في تقليل نوباته على مدى أسبوعين، مما جعل التدخل الجراحي قابلاً للتطبيق. ساعده الشرح الشامل للإجراء والآثار الجانبية المحتملة والمضاعفات، إلى جانب شهادات من مرضى آخرين خضعوا لعمليات جراحية مماثلة، في ترسيخ قراره، كما لعبت المرافق المتقدمة للمستشفى دوراً في ذلك.
تم علاج هذه الحالة المعقدة بنجاح من خلال عملية جراحية صعبة استمرت ست ساعات أجراها فريق جراحي متخصص، بما في ذلك الدكتور تشيلادوراي بانديان هاريهاران، أخصائي جراحة الأعصاب في مستشفى أستر المنخول، والدكتور براكاش ناير، استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى أستر المنخول، والدكتور جوبالاكريشنان سي في، استشاري جراحة الأعصاب وجراحة العمود الفقري في مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري ومستشفى ميدكير للنساء والأطفال، دبي.
وقال الدكتور تشيلادوراي بانديان هاريهران، أخصائي جراحة الأعصاب في مستشفى أستر المنخول، والذي قاد الفريق الجراحي، “كانت هذه حالة صعبة، ليس فقط بسبب موقع الورم ولكن أيضاً بسبب ندرة الحالة. يعد النظام البطيني جزءاً حساساً من الدماغ، وعادة ما تكون العمليات الجراحية التي تنطوي على هذه المنطقة معقدة. كانت جراحة إيمانويل ناجحة، ونحن سعداء بتعافيه”. كانت حالة إيمانويل فريدة من نوعها بشكل خاص نظراً لطبيعة الورم في الدماغ وموقعه داخل البطينات. تشكل الأكياس تحت العنكبوتية داخل البطين أقل من 1٪ من جميع أورام الدماغ، مما يجعلها نادرة للغاية، خاصة عند البالغين الأصغر سناً مثل إيمانويل. وقد كشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي عن آفة محددة جيداً في البطين الجانبي الأيسر، مما تسبب في تحول طفيف في بنية الدماغ. يُشتبه في أن الكيس عبارة عن كيس دماغي مملوء بالسوائل، وربما يكون كيسًا من المنظقة العنكبوتية أو كيساً بطانياً، وكلاهما نادر جداً
خضع إيمانويل في 10 أغسطس 2024 لعملية جراحية معقدة لفتح الجمجمة في مستشفى أستر المنخول. وقد تضمنت هذه العملية إزالة جزء من الجمجمة للوصول إلى الدماغ وإزالة الورم البطيني الخبيث. ونظراً لموقع الورم النادر، فقد تطلبت الجراحة مستوى استثنائياً من الدقة والخبرة. كما أجرى الفريق الجراحي إعادة بناء للجمجمة بعد استئصال الورم ووضع أنبوب تصريف مؤقت لإزالة أي سوائل زائدة في الدماغ. كما احتاج إيمانويل إلى رعاية ما بعد الجراحة لارتفاع ضغط الدم وتم وضعه لفترة وجيزة على جهاز التنفس الصناعي للمساعدة في تعافيه.
تعافى إيمانويل جيداً بعد الجراحة، دون ظهور أي علامات على التهابات أو المضاعفات مثل الحمى أو الصداع أو القيء، وقد كان يقظاً وواعياً بعد وقت قصير من العملية. كانت الأشعة المقطعية المتابعة في 19 أغسطس 2024 جيدة، وكشفت عن انخفاض في السوائل وجيوب الهواء في الدماغ.
وأعرب إيمانويل نزيريبي أوكيجبوي عن امتنانه قائلاً: “لا يسعني إلا أن أشكر الدكتور تشيلادوراي والفريق الطبي في مستشفى أستر المنخول على إعطائي فرصة جديدة للحياة. لقد أثرت النوبات والصداع عليّ على مدار العامين الماضيين، وكنت أعيش في خوف دائم. ولكن بعد الجراحة، أشعر وكأنني أملك مستقبلاً جديداً مرة أخرى. لقد كانت الرعاية التي تلقيتها استثنائية، وأنا ممتن إلى الأبد للأطباء والموظفين على تفانيهم ودعمهم خلال هذه الفترة الصعبة”.
تسلط حالة إيمانويل الضوء على تعقيد علاج الحالات النادرة والمهددة للحياة مثل الأورام داخل البطين (الأورام المملوءة بالسوائل)، والتي تمثل 1.3-3٪ فقط من جميع الأورام داخل الجمجمة. كما تؤكد جراحته الناجحة على أهمية الخبرة المتخصصة في جراحة الأعصاب والتكنولوجيا المتقدمة في معالجة مثل هذه الحالات الصعبة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: جراحة الأعصاب
إقرأ أيضاً:
نجم البطين
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم "البطين"، ويقع هذا النجم البرتقالي في كوكبة الحمل، ولأنه يقع في منطقة البطن في هذه الكوكبة أطلق عليه هذا الاسم، وهو أحد 3 نجوم أطلق عليها العرب "نوء البطين" هو أحد منازل القمر عند العرب، وهي المنازل التي كان القمر ينزل فيها أثناء دورانه حول الأرض، والتي كانت تستخدم لتقسيم السنة إلى 28 منزلة أو فترة زمنية، ولكل منزلة طقسها وموسمها،
وعند ظهور هذا النوء فإنه يستدل به على دفء الطقس وبداية فصل الصيف في بعض مناطق شبه الجزيرة العربية، فهو يظهر في السماء لفترة محددة من السنة، حيث يبدأ في 23 مايو ويستمر لمدة 13 يوما.
وإذا أتينا إلى الخصائص الفلكية للنجم الأبرز الذي ما زال يحتفظ باسمه العربي حتى في اللغة الإنجليزية، فإن هذا النجم العملاق يبعد عن الأرض حوالي 170 سنة ضوئية، وإذا أتينا إلى حجمه مقارنة بشمسنا، فإننا نجد حجم قطره يعادل حوالي 12 مرة قطر الشمس، وبهذا الحجم الهائل نجده أكثر لمعانًا من الشمس بحوالي 70 ضعفًا، على الرغم من أن درجة حرارته أقل من الشمس نسبيا، فدرجة الحرارة السطحية لهذا النجم حوالي 4,500 كلفن، بينما حرارة شمسنا تبلغ 5,500 كلفن.
وقد جاء ذكر نوء "البطين" في كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري، فقال: "البطين، هو ثلاثة كواكب خفية كأنها أثافىّ، ويقال إنها "بطن الحمل" وإذا أنت آثرت أن تعرفها، التمستها بين الشرطين وبين الثريا، وطلوعه لليلة تبقى من أبريل وسقوطه لليلة تبقى من أكتوبر وعند سقوطه يرتج البحر، ولا تجرى فيه جارية وتقطع الحدأ والرخم والخطاطيف إلى الغور، وتسكن النمل".
أما إذا التمسنا هذا النجم في الأشعار فإننا نجده في المنظومات الفلكية وفي القصائد الشعرية، فقد ذكره البحار العماني أحمد بن ماجد في معرض ذكره للمنازل القمرية فهو يقول:
فأَولاً مَعرفةُ المنازلِ
وهاكها شاميَّةً يا سائلي
النَّطحُ والبُطينُ والثُّرَيَّا
والدَّبرَانُ بَعدهُم تَهَيَّا
كما أن الفيلسوف محيي الدين بن عربي ذكر هذا النجم في قصيدة له ذكر فيها أسماء بروج الشمس ومنازل القمر على الترتيب فقال:
وبان لكل منزلةٍ دليلٌ
من الأسماء عن نظرٍ خفيّ
كنطحٍ في بُطين في ثريا
إلى الدبران هقعته تحيّ
كما نجد الشاعر العباسي الشهير مهيار الديلمي يذكر هذا النجم في قصيدة له يقول فيها:
مسافة لا يطول فيها
مدىً على ذي قصيرتينِ
ولا يراعِي بها دليلٌ
صوبَ سماكٍ ولا بُطينِ
أما القاضي التنوخي الذي عاش في العصر العباسي فقد ذكر نجم "البطين" في مقصورته وشبهه برجل يطلب ثأره من ظالم فقال:
كأنّما البُطين في آثاره
طالبُ ثأرٍ عند عاتٍ قد عتا
كأنما النجم الثريا عَلَمٌ
أبيض يعلو عَلَماً حين علا
في حين أن الشاعر ابن دراج القسطلي الأندلسي قد قرن هذا النجم مع نجم الغفر فقال:
تُهِلُّ إليها كُلُّ عذراءَ غادَةٍ
وتَخْجَلُ منها كُلُّ فَتَّانَةٍ بِكْرِ
وتشرِقُ من مَبْدَا سهَيْلٍ إِلَى السُّهى
وتَعْبَقُ من مجرى البُطَيْنِ إِلَى الغُفْرِ
ولم يكن هذا النجم بمعزل عن الشعراء في العصر الحديث، فنجد مثلا المتصوف العراقي بهاء الدين الروّاس يذكر هذا النجم في قصائده فيقول:
تدلَّت بساحات القلوب قلوبنا
وقد شربت أهل القولب زلالنا
سما بالرفاعي الإمام ارتفاعنا
وأفسح ربي بالبطين مجالنا
ونجد الشاعر والمتصوف الموريتاني محمد بن الشيخ سيدي يذكر هذا النجم فيقول:
وإن أبدت لي الجوزا وشاحا
سلكت بها سبيل الشعريين
وإن تشر الثريا لي بكف
خضيب قلت عني للبطين