جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-21@10:45:56 GMT

عين جالوت هل من عودة؟

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

عين جالوت هل من عودة؟

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

 

تعيش الأمة العربية والإسلامية هذه الأيام ربما أصعب الأيام وانكسارا ما بعده انكسار بلا رأي ولا حيلة ولا قوة ولا تأثير، وحتى نكون مُنصفين فقد مرَّت على الأمة أحداث مشابهة وإذا أعدنا قراءة التاريخ منذ قيام الدولة الإسلامية فهناك أحداث كثيرة يصعب حصرها أو الخوض فيها.

لكن الذي يمكن ذكره هنا عن بعض الأحداث أو المواقف أن هناك العديد من المرات برغم الانتكاسات والانتكسارات، فإن الأمة قامت ونهضت بعد أن سقطت في هذا الوحل وذاك ولا يمكن ونحن نستذكر التاريخ ألا نتذكر واحدة من أشد أنواع المحن أو السقوط الذي مرت به الأمة الإسلامية وهو سقوط الدولة العباسية على يد التتار الذين اجتاحوا الممالك والبلدان في ذلك الوقت، وقتلوا وذبحوا مئات الآلاف من المسلمين وأحرقوا المدن والقرى بما فيها من معابد ومساجد وأتلفوا الكتب والمؤلفات وغيرها فقد كان غزوا بربرياً بمعنى الكلمة حاول أن يقضي على كل شيء يتعلق بالإنسان والحضارة في ذلك العصر.

وقد كانوا يخدعون من يواجههم بعقد صلح مخادع وبعد أن يأمنوا لهم ويستسلموا فإنهم يقومون بإحكام السيف والقتل فيهم واستمروا في غيهم وبطشهم وأشاعوا في البلدان أنهم الجيش الذي لا يُقهر حتى أتى نصر الله على يد السلطان المملوكي سيف الدين قطز؛ حيث تمت مواجهة هؤلا الغزاة في موقعة عين جالوت في 25 رمضان 658 هجرية وهزموهم شر هزيمة، وخلصوا المسلمين من شرورهم، بالرغم مما كان راسخًا في حينه في أذهان البلدان والممالك بأن جيش التتار لا يقهر ولا طاقة لأحد بمواجهته.

هذا حدث واحد وبرغم من أهميته فإن هناك الكثير من الأحداث المشابهة تعرضت فيها الأمة إلى نكبة أو نكسة وتعود بعدها إلى االنهوض والانتصار وربما سوف نحتاج إلى مجلدات لحصرها، والعود لذي بدء وما تتعرض له الأمة من أحداث عسيرة، سوف نعود قليلا إلى الوراء ونتتبع الأحداث فإن هذه الأمة بعد حقبة الاستعمار والنكبة واقتطاع جزء عزيز من جسد الأمة؛ وهو أرض فلسطين التي تضم في ترابها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم، وهو المسجد الذي بارك الله حوله.

يجب أن نعترف مع الأسف بأن هذه الأمة قد تركت البناء الذي أمرنا الله به، وهو بناء الإنسان فتخلفت عن الركب، ولم تعطِ الاهتمام الكافي لتنمية الموارد والاهتمام بالتخطيط والرقابة وبالبحث العلمي والابتكار والصناعة وبناء المؤسسات ومد يد التواصل والتقارب بين القيادات والشعوب.

وبالرغم أن الصراع بين هذه الأمة والأمم الأخرى هو صراع عقيدة والتآمر عليها لكي تبقى في ظل التخلف والحاجة والضعف والانقسام، أمر لا يمكن إغفاله وهو بلاشك موجود، لكن في الحقيقة ليس هو السبب وحده، إنما الجزء الأكبر من هذه المسؤولية يقع على عاتق الأمة وما آلت إليه الأمور.

نعيش هذه الأيام، والنيران مشتعلة في غزة تحرق الأخضر واليابس وتدوس آلة الحرب الظالمة على أهل غزة وتحصد الأرواح وتتدمر القرى والمدن؛ حيث بلغ أعداد الشهداء ما يزيد عن 40 ألفًا، وهناك عشرات الآلاف من المصابين وهناك أجساد وجثامين أخرى تحت الركام.

قتل وإبادة لشعب مظلوم يطالب بحقه في الحرية وإقامة دولته على أرضه المسلوبة، ولا يستطيع أحد تحريك أي ساكن، ثم تنتقل الحرب إلى لبنان ويصرح رئيس قطعان التتار الجديد ويهدد ويزمجر بأنَّ أهل لبنان سيصيبهم ما أصاب غزة من قتل وتدمير. إنه اعتراف صريح أمام أنظار العالم المنافق دون خوف أو رادع من أي عواقب بأنه يدمر غزة ويقتل أطفالها ونسائها وشيوخها العزل وسوف يدمر أي مكان، لا يخضع لعربدته وهوسه وجنونه.

أليس هذا هو نفسه ما يشبه غزو التتار البربري الذي كان يُمعن في القتل بلا أي خوف في القتل لكل من يقابل في المدن والقرى سوى كان جنودًا أو مدنيين؟ اليس ما يقوم به هذا الكيان الغاصب من اجرام من قصف المدنيين العزل بالطائرات والقنابل وتدمير ممنهج لكل مقومات الحياة في غزة والان لبنان مشابه بما قام به التتار في ذلك الوقت؟ أليس التتار من كان يخون العهود ويوهم الممالك بالسلام وبعدها يستبيح دم الممالك ويدمرها ليفرض سيطرته وهيمنته؟ اليس هذا هو ما يحصل الان من هذه الدولة الغاصبة ومن يساندها من قوى البغي والشر؟

لقد كانت الممالك والولايات في ذلك الوقت قبل موقعة عين جالوت ضعيفة متفرقة وخائفة من بطش التتار، ولكن تجمعت رغم ضعفها ولملمت جراحها وذهبت لمقابلة التتار في موقعة عين جالوت وانتصرت بفضل الله وقضت على جيوش التتار الذي وصف بالذي لايقهر قي ذلك الوقت.

هل ما نشهده بعزة الله ونصره عين جالوت أخرى ونيران طوفان الأقصى ورجاله الاشواس بما سطّروه من بطولات وثبات دفاعًا عن الأمة وعن مقدساتها، هي ما سوف تحرق تتار هذا العصر وتحقق النصر المبين وتعيد للامة ما بقى لها من كرامة وعزة، وفي مجال مفتوح يقبل كل الأراء؟ سأترك الإجابة لكم وللايام وليس ذلك على الله بعزيز.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بُرمة والميليشيا .. تحالف “المتردية والنطيحة”

نحر حزب الامة بمشاركته فى اجتماعات نيروبي …
بُرمة والميليشيا .. تحالف ” المتردية والنطيحة”
ردود فعل غاضبة لظهور رئيس حزب الأمة القومي..
تساؤلاتٍ عن مصير كيان الأنصار السياسي وهل يتم عزل برمة؟
مطالبات بسحب الجنسية والجوازات من المشاركين فى مهزلة الميليشيا ..
الحاضنة السياسية برعاية الإمارات تتجه لتشكيل حكومة أونلاين..
تقرير : محمد جمال قندول- الكرامة
أحدث ظهور برمة ناصر ردود فعلٍ غاضبة في أوساط الرأي العام السوداني، ودلل البعض على تورط حزب الأمة القومي في جرائم الميليشيا بوجود رئيس الحزب ضمن حكومة الميليشيا.
وتعرض حزب الأمام أمس، لموجةٍ من الانتقادات، حيث وصف البعض ظهور فضل الله برمة في فعاليات الاجتماع التأسيسي لإعلان الحكومة الموازية بنيروبي بأنه قد قضى على تاريخ كيان سياسي عريق ومهم في الساحة.
وثمّة تساؤلاتٍ عن مصير منظومة كيان الأنصار السياسي بعد سقطة الأمس، وهل ستواجه برمة وتعزله؟ أم أنّها سترضخ لعنجهية ناصر.
استهجانٌ واسع
وخاطب رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر أمس، الميثاق السياسي للميليشيا في العاصمة الكينية نيروبي، في ظهور اعتبره كثيرون تحديًا لعددٍ كبيرٍ من قيادات الحزب التي رفضت منحى الحكومة الموازية.
وكانت القيادية بالحزب رباح الصادق قد انتقدت مسلك برمة في تدوينة قبل أيام، واعتبرت مشاركة برمة أشبه بالانتحار السياسي.
وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت رافضةً للفعالية والمشاركين فيها، وسط دعوات بسحب الجنسية والجوازات من الذين أطلوا في مهزلة الميليشيا بنيروبي.
الأطراف المدنية
ويرى القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل أنّ مشاركة رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة وإبراهيم الميرغني وكل الأطراف المدنية التي تمثل الحاضنة السياسية “تقــدم”، تأكيد لموقفهم من تأييد ميليشيا الدعم السريع المتمردة، ولذلك هذا هو الموقف المعلوم من “تقـــدم” وقد ظلوا في حالة إنكارٍ وادعاء الحياد، وبعد أن فشلت محاولاتهم للسيطرة على السلطة وتمدد القوات المسلحة والمقاومة الشعبية واقتراب إعلان نهاية التمرد وطرد الميليشيات والمرتزقة، اتجهت الحاضنة السياسية تحت رعاية الإمارات لتشكيل حكومة أون لاين.
الفحل تابع في معرض الرد وقال بإنّ ورقة التوت قد سقطت وانكشفت حقيقة مؤامرة حزب الأمة القومي بمشاركة وظهور رئيس الحزب فضل برمة وعدد من قيادات الحاضنة السياسية للميليشيات.
ويضيف محدّثي أنه لا خيار أمام حزب الأمة القومي إلّا فصل فضل الله برمة لبراءة الحزب من هذه الجريمة، وإما، فإن عدم ظهور قيادات الحزب الأخرى يمثل نظرية تبادل الأدوار، ولن تفلح محاولات نجدة الميليشيات والمرتزقة، فقد أحكم الجيش الوطني الحصار على ما تبقى من ولاية الخرطوم، وما هي إلّا أيامٌ وتعلن ولاية الخرطوم خالية من الميليشيات والمرتزقة، ثم تتوجه أرتال القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية إلى ولايات دارفور وكردفان لاستكمال النصر حتى آخر شبرٍ من أرضنا الحبيبة، وليس هنالك مكان للميليشيات وحاضنتهم السياسية في السودان.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن
  • محلل سياسي: نحتاج إلى عودة مفهوم الأمن القومي العربي
  • من اليمن إلى سيد المقاومة.. رسائل وفاء الدم
  • بُرمة والميليشيا .. تحالف “المتردية والنطيحة”
  • القائد الأمة
  • العماد الذي لا مثيل له في البلاد‏
  • استبعاد دوران من مواجهة الاتفاق
  • دعاء قضاء الحاجة الذي لا يُرد .. يقضي الأمور المستحيلة
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: الأفضل أن تكون العقيقة في المكان الذي يعيش به صاحبها
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور القبلة في وحدة الأمة الإسلامية