خلال اللقاء الذي عقد في مقر الرئاسة التركية قبل أيام بين أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طلب أعضاء الاتحاد من الرئيس التركي وبشكل رسمي وملح ضرورة إقامة جامعة إسلامية عالمية في اسطنبول على غرار جامعة الأزهر في مصر.
وكشف القيادي الإخواني محمد الصغير، الذي حضر اللقاء، أن علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قدم في كلمته أمام أردوغان 9 مطالب، منها ضرورة إنشاء جامعة إسلامية في اسطنبول، على غرار الأزهر بالقاهرة.


وأكد باقي المتحدثين من أعضاء الاتحاد خلال كلماتهم، أهمية التسريع بإقامة تلك الجامعة لتجمع الطلاب من شتى بقاع الدول الإسلامية ولتكون بديلا لهم عن جامعة الأزهر، وتوفر لتركيا مداخيل اقتصادية جديدة.
عداء قديم
ومنذ سنوات طويلة، ناصبت جماعة الإخوان للأزهر العداء، حيث سعت خلال حكمها لمصر في 2012 إلى الإطاحة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وافتعال أزمات طلابية وإحداث فوضى بالجامعة، فضلا عن تدبير عمليات تسمم بين طلاب المدينة الجامعية لإشغال غضب الأهالي، واتخاذ ذلك ذريعة لإجبار شيخ الأزهر على الاستقالة.
وعقب الإطاحة بحكم الإخوان في ثورة 30 يونيو من العام 2013، حاولت الجماعة أيضا النيل من شخص شيخ الأزهر بعد موقفه الداعم للثورة، وروجت خبرا يفيد باستقالة الطيب من منصبه. كما طالب قيادات الإخوان من خلال منصة رابعة العدوية مقر اعتصام الجماعة، تعيين الداعية الإخواني الراحل الشيخ يوسف القرضاوى شيخا للأزهر.
وعقب الثورة اتخذ الأزهر إجراءات حاسمة ضد المنتمين إلى جماعات العنف والتطرف والإرهاب ومنها الإخوان، حيث أصدر الدكتور عباس شومان، الذي كان يشغل منصب وكيل الأزهر، عام 2015 منشورا يخاطب فيه جميع العاملين بالأزهر بضرورة تقديم ما يثبت تبرؤهم من الكيانات التي تحرض على نظام الحكم وتهدد أمن واستقرار الوطن، ومنها جماعة الإخوان.
لكن هل ستستجيب تركيا للطلب الإخواني؟
في إجابة عن هذا التساؤل، رجح الدكتور محمد اليمني، الخبير في العلاقات الدولية ألا توافق أنقرة على هذا الطلب. وأوضح لـ»العربية.نت» أن أنقرة تعيد بناء دورها في المنطقة بما يتلاءم مع حقائقها الخاصة من جهة، وبما يتلاءم مع متطلبات التعاون مع محيطها الدولي والإقليمي من جهة أخرى، بما يتيح لها أن تلعب دورا إيجابياً. إلى ذلك، رأى أن السياسات التركية السابقة راهنت على إمكانية استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، إلا أن شعوب المنطقة رفضتها فانتهى مشروع الإخوان المسلمين بالإفلاس التام.
واعتبر أن هذا المشروع الإخواني التوسعي كشف عن نفسه عندما عجز عن إدارة السلطة في تونس ومصر، ليدفع هذين البلدين إلى حافة الهاوية ويتحول إلى مشروع ميليشياوي في ليبيا، يتصارع من أجل النفوذ والمال بقوة السلاح، كما تحول إلى مشروع إرهابي في سوريا، مؤكدا أنه مع إفلاس المشروع، أفلس التطلع التركي وأفلست معه النظرة العثمانية نفسها إلى المنطقة.
كما رأى أن مشروع العثمانية الجديدة الذي رفعه سابقا أردوغان سقط الآن، وبالتالي لم يعد الرئيس التركي يحتاج لجامعة بديلة للأزهر كما يسعى الإخوان، ولا منازعة دول المنطقة ومؤسساتها التاريخية والراسخة. وختم حديثه قائلاً إن هناك متغيرا رئيسيا في مقاربة أردوغان الجديدة، ألا وهو التخلي عن الإسلام السياسي كأداة من أدوات التدخل في شؤون المنطقة العربية، فضلا عن التهاء أنقرة بالبحث عن سبيل عملي لمعالجة مشاكلها الاقتصادية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر في يوم الشهيد: الشهادة في سبيل الله أرفع المنازل وأعظم الأعمال

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الاحتفال بيوم الشهيد يؤكد قيم الوفاء عند المصريين في الاعتراف بحق مَن ضحوا بأرواحهم لأجل الوطن.

في يوم الشهيد وانتصارات العاشر من رمضان.. عفت السادات يدعو للوحدة واستلهام روح النصرفي ذكرى يوم الشهيد.. ماذا تقدم القوات المسلحة لأسر الشهداء والمصابين

وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن من أصعب الأحزان هو ألم الفراق لكن عندما يكون الموت والفراق لغاية سامية وللارتقاء لمنزلة أعلى عند الله فهو أمر يستوجب الثناء؛ لأن الشهادة في سبيل الله من أفضل الألقاب وأجل الأعمال التي تعلي قدر صاحبها في الآخرة وتخلد ذكره في الدنيا.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن عزاءنا لأسر الشهداء أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم سيظلون يطوقون أعناقنا بحسن فِعَالهم وتضحياتهم بأرواحهم  لنعيش في أمن وسلام.

وقدم رئيس الجامعة تحية إعزاز وإجلال لكل أسر الشهداء من الجيش والشرطة والمدنيين.

آثارهم خالدة في وجدان الأمة

كما تقدم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بأسمى آيات الاعتزاز والاحترام لأرواح الشهداء ولأهليهم وللوطن أجمع، قيادةً وحكومةً وشعبًا، لقاءَ ما قدموا من قدوة عزّ مثيلها، ومآثر خالدة في وجدان الأمة وحاضرها ومستقبلها؛ إذْ صدقوا الله فصدقهم، وأقسموا على فداء الوطن فأبروا، ووعدوا بصون المواطن فأوفوا.

وأكد الوزير أن الشهادة في سبيل الله والوطن كما بر الوالدين – هما دَيْن لا يُرَد، ولا يقدر على الثواب عليه إلا الله وحده، وليس هذا المعنى الأوحد للشهادة، فالشهاد بِرٌّ وفداء، وبذل وعطاء، واستعداد وسمو؛ فمن عاش معاني الشهادة دانت له أسبابها وحاز فضلها.

وفي هذا المقام، توجه بالوزير بأسمى عبارات الاعتزاز والطمأنينة والافتخار إلى أهالي الشهداء وزملائهم ومؤسساتهم؛ مؤكدًا أن آلام الفقد مبرحة، ولا تبارح النفس والعقل وإن طال الزمن، لكن الصبر والسلوان من نعم الله الرحيم الحكيم، والنعيم المقيم في الآخرة وعد صادق، وليس أرقى ولا أسمى من بذل النفس في سبيل الله والوطن حتى نأمن بعد خوف، ونعمل بعد تعطل، ونصون الدين والوطن بما يليق بجلالهما في شرع الله وعيون من استشهدوا وأشهدونا على تضحياتهم ليكونوا لنا نبراسًا هاديًا، بعد أن جعلوا لنا -بأمر الله- من ضيقنا مَخرجًا. ونحن إذ نحيي يوم الشهيد فإننا نحيي في أنفسنا وفي أبنائنا معاني القدوة، وصون الوطن، وإتقان العمل، وامتزاج القيادة بصفوف المرؤوسين، والتفاني من أجل الوطن، والوعي الرشيد، واستلهام العبر والدروس من الماضي، واستشراف المستقبل بقلب واثق، وعقل واعٍٍ، وعزم كعزم الشهداء – لا يلين... أسكنهم الله أعالي الجنان، وأفاض علينا من رحماته وبركاته كي نصون مآثرهم ونهتدي بقيمهم.

كما أفاد الوزير أن حياة الوطن -جيلاً بعد جيل- تظل مدينة لأرواح الشهداء التي سطرت التاريخ وأنارت المستقبل؛ فبهم صار الوطن عزيزًا لا يضام، وأصبح المواطن آمنًا من خوف؛ فالشهداء بوابة المستقبل وإن لم يشهدوه، وهم درّة التاج وإن لم يلبسوه، وصمام أمان الوطن وإن غادروه... فرحم الله كل مَن وطّأَ ومهَّد، وهيَّأ وتعهَّد، ثم استُشهد قبل أن يَشهد.

مقالات مشابهة

  • مشروع أحاسنكم أخلاقا لطلاب قسم العلاقات العامة بجامعة الأزهر
  • بالفيديو.. رئيس جامعة الأزهر يكشف إعجاز القرآن الكريم في قوله: "وَزَهَقَ الْبَاطِلُ"
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الصلاة ركن أساسي في الإسلام ولا تسقط إلا بحالتين
  • رئيس جامعة الأزهر يشهد احتفالية الأوقاف بالذكرى 52 لانتصار العاشر من رمضان
  • أحمد موسى: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من جحيم الإخوان
  • رئيس جامعة الأزهر: القرآن أبدع في تصوير المعاني البلاغية العميقة
  • نائب: الشهداء صنعوا بدمائهم سياجا يحمي مصر من أنياب الفوضى
  • رئيس جامعة الأزهر في يوم الشهيد: الشهادة في سبيل الله أرفع المنازل وأعظم الأعمال
  • إبراهيم الهدهد: أخطر أشكال الفساد في الأرض هو استغلال النعم
  • البحوث الإسلامية ينظم الأسبوع الدعوي السادس للدعوة بكليات جامعة الأزهر