د. علي بن حمدان السناني
يُعد الأمن ركيزة أساسية من ركائز تطور الدول، فتوفر الاستقرار لأي مجتمع سينعكس بشكل إيجابي على جوانب عديدة، أبرزها الاقتصادية والاجتماعية، فأمن الوطن لم يعد فقط مسؤولية الجهات الأمنية والعسكرية، بل هو عملية تكاملية بين المؤسسات الاجتماعية والأمنية والمواطنين، فدور المواطن ذو أهمية كبيرة بالوقوف يد بيد مع الجهات الأمنية.
وعندما يتمتع المجتمع بالأمن والأمان، يؤدي ذلك إلى خلق بيئة مُستقرة ومواتية للنمو الاقتصادي والاجتماعي، ويشجع الاستثمارات والأعمال التجارية ويعزز التنمية الاقتصادية مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة ورفاهية الأفراد في المجتمع.
ولا يأتي ذلك إلا من خلال الوعي المجتمعي، ففي ظل التغير الاجتماعي والتطور الإلكتروني وزيادة تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة استخدامها من جميع فئات المجتمع والانفتاح على المجتمعات الأخرى دون وجود ضوابط قانونية، ظهر عدد من السلبيات والتصرفات التي يجب التطرق لها، منها على سبيل المثال لا الحصر (نشر صور ومقاطع فيديو عن التحركات الأمنية أثناء تنفيذ المهام أياً كان نوعها) وأقرب مثال الحدث الأمني الذي وقع في منطقة الوادي الكبير بولاية مطرح؛ حيث شاهدنا بعض الحسابات تنشر أحداث العملية وأماكن تواجد رجال الأمن، فهذا السلوك ينطوي على مخاطر أمنية كبيرة، فقد يسهم ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر في تعريض حياة رجال الأمن للخطر، أو فرار بعض المطلوبين أمنيًا أو جنائيًا من العدالة، وكذلك يساعد على انتشار الإشاعات التي تؤثر على السكينة في المجتمع.
المشرع العماني لم يغفل هذا النوع من الجرائم؛ حيث نصت المادة (115) من المرسوم السلطاني رقم 7/2018 بإصدار قانون الجزاء العماني على أن "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ثلاث سنوات: أ- حرَّض أو أذاع أو نشر عمدا في الداخل أو الخارج أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو مغرضة أو بث دعايات مثيرة وكان من شأن ذلك النيل من هيبة الدولة أو إضعاف الثقة بمكانتها المالية..." ونصت المادة (19) من المرسوم السلطاني رقم 12/2011 بإصدار قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات على أن "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف ريال عُماني ولا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال عماني أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو وسائل تقنية المعلومات في إنتاج أو نشر أو توزيع أو شراء أو حيازة كل ما من شأنه أو ينطوي على المساس بالقيم الدينية أو النظام العام".
وعليه.. لا بُد من زيادة الاهتمام برفع مستوى المسؤولية لدى شرائح المجتمع، في ظل التحولات المعاصرة والمستقبلية الذي يشهدها العالم بشكل عام والإقليم بشكل خاص، وذلك بتضافر الجهود من قبل المؤسسات الأمنية والتعليمية والاجتماعية، والعمل على عقد المحاضرات والندوات التي تستهدف في المقام الأول جيل الشباب، وذلك للتعريف بالجانب المظلم لمواقع التواصل الاجتماعي، وبيان السلوكيات الخاطئة وخطورتها في حال الاستخدام السيئ لها، والتشديد على العواقب القانونية في حال نشر التحركات والتدابير الأمنية، وتأثيرها على أمن الوطن.
وأخيرًا.. يتوجب علينا كمجتمع عماني محافظ ومتمسك بعاداته وتقاليده ومبادئه والذي أصبح مضرب مثل في التعايش والتحضر، أن نحافظ على مكتسبات هذا الوطن، وأن نكون الدرع الحصين لبلادنا، ونكون عوناً للجهات الأمنية، وذلك بالابتعاد عن هذه السلوكيات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أمراض اللثة تزيد خطر الإصابة بألزهايمر
كشفت دراسة أجريت في الصين أن أمراض اللثة تؤثر على الوظائف العقلية وتزيد من مخاطر الإصابة بألزهايمر.
وعقد باحثون من كلية الطب بجامعة أنهوي الصينية مقارنة بين صور الأشعة بالرنين المغناطيسي للمخ الخاصة بـ51 شخصا بالغا لا يعانون من مشكلات في الوظائف العقلية، من بينهم 11 شخصا لديهم أمراض باللثة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإبادة الجماعية لقتل الفلسطينيين والإبادة الرقمية لإخماد صوتهمlist 2 of 2مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية مع عودة ترامبend of listوتبين من الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية مجلة علم اللثة Journal of Periodontology المتخصصة في أمراض اللثة أن المتطوعين الذين يعانون من أمراض باللثة، لا سيما في الحالات المتوسطة إلى الحادة، حدثت لديهم تغيرات في الوصلات العصبية بين أجزاء المخ المختلفة.
وذكر الباحثون، في تصريحات للموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية، أن هذه النتائج تشير إلى أن أمراض اللثة تعدّ من عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى حدوث أضرار بالمخ، كما أنها تمثل تحذيرا مبكرا لتراجع الوظائف الإدراكية.
وأوضح الباحثون أن البكتيريا التي تنمو داخل اللثة المريضة يمكن أن تغزو أنسجة المخ وتؤدي إلى استجابة مناعية. ويرى الباحثون أن علاج أمراض اللثة يمكن أن يلعب دورا أيضا في منع الإصابة بألزهايمر.
وأضافوا أن "هذا البحث ينطوي على تداعيات مهمة من أجل تحسين الاهتمام بصحة الفم والأسنان وتأثيرها على صحة الجهاز العصبي في الجسم".
إعلان