أمريكا تُدمِّر الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
محمد بن سالم التوبي
الشرق الجميل المُفعم بالحياة والتاريخ والتقاليد تأتي عليه آليات ومجنزرات العدوّ الصّهيوني من أجل تدمير تلك الحضارة الضاربة في القدم، ولا يُستبعد أن يكون الدّين هو العدو الأوّل بالنسبة لهم، فهو يحارب تفاهاتهم ومقامراتهم، فليس عجبًا أن يكون الدين هو المقصود من هذه الحرب التي تُدمّر كل شيء.
الحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية مُستخدمة العدو الصهيوني على الشرق هي نتيجة لتخطيط طويل الأمد الذي جعل من الكيان دولة تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية في حروبها من أجل تمزيق المنطقة، فهي تشنّ حروبها بين الفترة والأخرى من أجل خلق فوضى ليست بالخلاّقة طبعًا، فهذه الحرب تبتعد عن مصطلح الأخلاق بل تتعدى الجانب الأخلاقي إلى ما هو أبعد عن الحروب التي كانت تشنّها واشنطن بمسببات في ظاهرها مقنعة وهي ليست كذلك طبعًا. هذه المرة مفهوم الحرب تخلّت فيه كل الأقنعة التي كانت ترويها الحكومة الأمريكية وكشّرت عن أنياب الحقد الدّفين الذي تكنّه الصهيونية لهذا العالم وتحديدًا للشرق.
عام كامل على الحرب في غزة هي ما زالت مستعرة ومدمرة، بل تعدت حدود فلسطين إلى لبنان وغارت في جراحه النازفة منذ سنين وزادت من مُعاناته وآلامه. وهذه الحرب الشعواء التي تقوم بها ربيبة واشنطن لتدمير لبنان- بحجة تدمير البنية التحتية لحزب الله- طالت كل شيء، ولم تكن الضاحية في لبنان المقصد الوحيد، وإنما مقصدها الإرهاب والتخويف والتدمير والقضاء على كل من يُعارض الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل عيون إسرائيل ومن أجل إثارة الفوضى في الشرق الأوسط ومن أجل تدمير القيم ومن أجل محاربة الإسلام فهي حربا شاملة لتدمير ما تبقّى لهذا الشرق من مقومات يستطيع أن يبقى فيها حيّاً.
هذه الحرب الشعواء التي تقودها واشنطن ما هي إلاّ حرب تطهير وإبادة للجنس العربي وللمقاومة العربية والإسلامية التي أثبتت على مدى 70 عاما أنها لن تموت ولن ترضخ مهما فعلت إسرائيل ومهما قتلت من البشر ومهما اقتلعت وهجّرت وطَرَدَت واستوّلت على مناطق وبيوت وقرى ومدن عربية فلسطينية ولبنانية وسورية ومصرية. حتى وإن ذهبت بعيدًا عن ذلك فلا محالة أنها زائلة بقوّة الله "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف: 21).
إذا لم تَفِقْ الدول العربية من سُباتها فسوف تدمر إسرائيل دولنا دولة بعد دولة، ولا محالة أن تقسيمًا أسوأ من سايكس بيكو قادم للمنطقة، وصديق اليوم هو عدوّ الغد ولا يعرف الصهاينة صديقًا إلا الدّولار، فلا قيمة لصداقة ضاربة في القدم ولا قيمة لمصالح مشتركة مع دولنا، وإنّما ما يهم الولايات المتحدة الأمريكية هي مصالحهم. ولا عزاء للدول العربية الصديقة لواشنطن فمن يتنازل عن شبر للعدو بلا شك سيتنازل عن أرضه في قابل الأيام والأعوام. وقد أثبت لنا التاريخ كيف تبيع واشنطن أصدقاءها، وفي التاريخ عبرة لمن يعتبر.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: "جوتيريش" يشعر بقلق عميق إزاء احتمالات حدوث مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء احتمالات حدوث مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.
وقال ستيفان، أن الأمين العام حذر من أن الضربات الجوية على مواني البحر الأحمر ومطار صنعاء تشكل مخاطر جسيمة على العمليات الإنسانية.
وأمس الخميس، شنت إسرائيل غارات على عدة أهداف في اليمن، استهدفت بها مطار صنعاء الدولي، ومحطتي كهرباء حزيز ورأس قنتب.
كما قصفت إسرائيل موانئ الحديدة والصليف ورأس قنابل، زاعمة أن هذه الأهداف "استخدمها النظام الإرهابي الحوثي لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة".
وقال الجيش الإسرائيلي من خلال بيان له، " إن إسرائيل لن تتردد في العمل على أي مسافة ضد أي تهديد لدولة إسرائيل ومواطنيها".
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، إن قصف مطار صنعاء الدولي والبنية التحتية المدنية الأخرى، هو "جريمة صهيونية ضد كل الشعب اليمني".