جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-29@20:15:25 GMT

أمريكا تُدمِّر الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

أمريكا تُدمِّر الشرق الأوسط

 

محمد بن سالم التوبي

 

الشرق الجميل المُفعم بالحياة والتاريخ والتقاليد تأتي عليه آليات ومجنزرات العدوّ الصّهيوني من أجل تدمير تلك الحضارة الضاربة في القدم، ولا يُستبعد أن يكون الدّين هو العدو الأوّل بالنسبة لهم، فهو يحارب تفاهاتهم ومقامراتهم، فليس عجبًا أن يكون الدين هو المقصود من هذه الحرب التي تُدمّر كل شيء.

ولا عجب في ذلك فقد حاربوا النصرانية فترة من الزمن حتى أصبح الشباب لديهم بعيدين كل البعد عن التعاليم النصرانية وليس لهم دين يُذكر، فقد عمدوا إلى القدوات في هذا الدين فطمسوها واستهزأوا بها ولم يجعلوا لها قيمة.

الحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية مُستخدمة العدو الصهيوني على الشرق هي نتيجة لتخطيط طويل الأمد الذي جعل من الكيان دولة تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية في حروبها من أجل تمزيق المنطقة، فهي تشنّ حروبها بين الفترة والأخرى من أجل خلق فوضى ليست بالخلاّقة طبعًا، فهذه الحرب تبتعد عن مصطلح الأخلاق بل تتعدى الجانب الأخلاقي إلى ما هو أبعد عن الحروب التي كانت تشنّها واشنطن بمسببات في ظاهرها مقنعة وهي ليست كذلك طبعًا. هذه المرة مفهوم الحرب تخلّت فيه كل الأقنعة التي كانت ترويها الحكومة الأمريكية وكشّرت عن أنياب الحقد الدّفين الذي تكنّه الصهيونية لهذا العالم وتحديدًا للشرق.

عام كامل على الحرب في غزة هي ما زالت مستعرة ومدمرة، بل تعدت حدود فلسطين إلى لبنان وغارت في جراحه النازفة منذ سنين وزادت من مُعاناته وآلامه. وهذه الحرب الشعواء التي تقوم بها ربيبة واشنطن لتدمير لبنان- بحجة تدمير البنية التحتية لحزب الله- طالت كل شيء، ولم تكن الضاحية في لبنان المقصد الوحيد، وإنما مقصدها الإرهاب والتخويف والتدمير والقضاء على كل من يُعارض الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل عيون إسرائيل ومن أجل إثارة الفوضى في الشرق الأوسط ومن أجل تدمير القيم ومن أجل محاربة الإسلام فهي حربا شاملة لتدمير ما تبقّى لهذا الشرق من مقومات يستطيع أن يبقى فيها حيّاً.

هذه الحرب الشعواء التي تقودها واشنطن ما هي إلاّ حرب تطهير وإبادة للجنس العربي وللمقاومة العربية والإسلامية التي أثبتت على مدى 70 عاما أنها لن تموت ولن ترضخ مهما فعلت إسرائيل ومهما قتلت من البشر ومهما اقتلعت وهجّرت وطَرَدَت واستوّلت على مناطق وبيوت وقرى ومدن عربية فلسطينية ولبنانية وسورية ومصرية. حتى وإن ذهبت بعيدًا عن ذلك فلا محالة أنها زائلة بقوّة الله "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف: 21).

إذا لم تَفِقْ الدول العربية من سُباتها فسوف تدمر إسرائيل دولنا دولة بعد دولة، ولا محالة أن تقسيمًا أسوأ من سايكس بيكو قادم للمنطقة، وصديق اليوم هو عدوّ الغد ولا يعرف الصهاينة صديقًا إلا الدّولار، فلا قيمة لصداقة ضاربة في القدم ولا قيمة لمصالح مشتركة مع دولنا، وإنّما ما يهم الولايات المتحدة الأمريكية هي مصالحهم. ولا عزاء للدول العربية الصديقة لواشنطن فمن يتنازل عن شبر للعدو بلا شك سيتنازل عن أرضه في قابل الأيام والأعوام. وقد أثبت لنا التاريخ كيف تبيع واشنطن أصدقاءها، وفي التاريخ عبرة لمن يعتبر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عن زلازل وشيكة في الشرق الأوسط... إليكم ما أوضحه خبير لبنانيّ

كتب الخبير الجيولوجيّ طوني نمر عبر حسابه على منصة "إكس":   "الصفائح التكتونية تتغيّر سرعتها في إطار زمني يُقاس بملايين السنين وليس بالأيام، وبالتالي أي تناقلات عن زلازل وشيكة في منطقة الشرق الأوسط أو غيرها نتيجة تغيير في سرعة الصفائح لا تزيد عن كونها خيال علمي بعيد عن الواقع".      

مقالات مشابهة

  • لماذا تعد خطة ترامب لـتطهير غزة زعزعة لاستقرار الشرق الأوسط؟
  • سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية تزور العريش ومعبر رفح
  • اسرار العقوبات الأمريكية على حميدتي ومأزق الإمارات والسعودية
  • مستر ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
  • عن زلازل وشيكة في الشرق الأوسط... إليكم ما أوضحه خبير لبنانيّ
  • وزيرا خارجية أمريكا وبريطانيا يبحثان الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا ضمن قضايا عالمية
  • تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا
  • هل يتعارض شعار "أمريكا أولاً" مع المصالح الإسرائيلية؟
  • برلماني: ندعم «بوصلتنا الوطنية» ونرفض المخططات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط
  • هل تنجح واشنطن بفك التحالف بين روسيا والصين؟