الجزيرة:
2025-03-16@09:15:17 GMT

دراسة الطب البشري ما لها وما عليها

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

دراسة الطب البشري ما لها وما عليها

الدكتور فيصل خالد حديد*

يتساءل الكثيرون: هل تستحق دراسة الطب البشري هذ العناء؟ هذا السؤال لا يستطيع الإجابة عليه إلا أنت أيها الطالب القارئ الكريم بمساعدة عائلتك.

من المسلم به قبل الإقدام على أي خطوة في الحياة أنه يجب أن تكون مدروسة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسباب المادية والمعنوية، ضمانا لنجاح هذه الخطوة مستقبلا.

ومن هنا وجدت أن من واجبي التوضيح للآباء والأمهات والطلاب بعض النقاط الإيجابية والسلبية التي آمل أن تساعدهم في اتخاذ قرارهم حيال دراسة الطب البشري.

في البداية، إن دراسة الطب البشري والعلوم الطبية بشكل عام أمر سامٍ وعظيم، يقول الإمام الشافعي "لا أعلم علما بعد الحلال والحرام، أنبل من الطب".

فدراسة العلوم الطبية، وعلى رأسها الطب البشري، أمر مستحسن ومطلوب، ولكن أيها الآباء الأفاضل والأخوة الطلاب لا يجب علينا أن نغفل عيوب دراسة الطب، قبل خوض غمار الطب والتبحر في علومه وتحمل مشاقه.

قبل البدء باختيار كلية الطب، كأي تخصص جامعي آخر، يجب على الطالب وعائلته التفكير بتأنٍ ويقظة لعدة عوامل.

وأرى أن من أهم العوامل هي الرغبة والقدرة والمقدرة.

الرغبة هي ما تجده نفسك سهلا عليها، وتجد نفسك متحمسا ميالا له، وقادرا على المكوث ساعات تقرأ وتبحث وتتعمق فيه، هنا تكون الرغبة قد وجهتك توجيها صحيحا، أو على الأقل دفعتك لتقترب من الاختيار الصحيح.

– أما القدرة فهي استطاعة الشخص خوض غمار هذه التجربة والتمتع بها والاستفادة منها، فمثلا من لا يجد الجلد على أن يكون الكتاب رفيقه لعدة ساعات يوميا معظم أيام الأسبوع سيكون صعبا عليه دراسة الطب.

وأود الإشارة هنا إلى أن أهل الطالب يجب أن يشاركوه الرأي ويصارحوه في هذا العنصر، فعندما لا يكون الطالب قادرا وصبورا على القراءة عدة ساعات يوميا في المراحل الثانوية، فإن هذا يعد عنصرا سلبيا تجاه دراسة الطب البشري.

المقدرة، وهنا يجب أن يكون الإنسان صريحا جدا مع نفسه وابنه، فعلى سبيل المثال، هل أستطيع أن أتكفل بدراسة ابني في الكلية الفلانية لعدة سنوات علما أن التكلفة كذا وكذا؟ وماذا بعد الكلية؟ هل سيكفي تخصص البكالوريوس أم إن ابني بحاجة للاختصاص حتى يدخل سوق العمل؟

الدكتور فيصل خالد حديد: هذا المقال ليس للترغيب ولا للترهيب من دراسة الطب البشري (الجزيرة)

كما أسلفت دراسة الطب البشري أمر سامٍ جدا، ولكن وكأي تخصص جامعي يجب الأخذ بالأسباب، هل هذا الطالب -وإن كان هو ابني وفلذة كبدي- يناسبه هذا الاختصاص بعيدا عن أمنياتي ورغباتي؟ وهل تتحقق فيه الشروط الرئيسية الثلاثة كي يخوض غمار هذا التخصص، ألا وهي الرغبة والقدرة والمقدرة؟

الآن دعونا نبحر ونتعمق أكثر في تخصص الطب. فسنوات الدراسة في كلية الطب البشري تتراوح ما بين ست وسبع سنوات شاملة سنة الامتياز، وفي بعض الدول العربية تصل إلى ثمان سنوات، بعد هذه المدة يتخرج الطبيب طبيبا عاما.

سنوات كلية الطب تقسم إلى قسم علوم أساسية وعلوم تطبيقية ومن ثم علوم سريرية تقريبا نصف بنصف، السنوات الأولى منها تكون الأصعب والأكثر جفافا وستأخذ من الطالب جهدا مضاعفا، ومن ثم تكون المرحلة السريرية (يتم فيها التعامل مع المرضى) التي تكون أخف بقليل كون العلوم بدأت تصبح أكثر عمليا منها كمواد جافة.

وفي كلا المرحلتين يحتاج الطالب لساعات طويلة بعد انتهاء دوامه الجامعي أو تدربيه السريري لكي يذاكر دروسه، ويحفظ المعلومات التي سيستخدمها في حياته اليومية بصفة طبيب.

ولا أخفيكم سرا أن مرحلة الاختبارات لأي مرحلة من هذه المراحل هي مرحلة استنفار وانعزال لطالب الطب كي يستطيع مراجعة المعلومات الغزيرة ليبلي بلاء جيدا في الاختبارات، مما يحتاج دعم الأهل للتخفيف عن الطالب ومؤازرته.

بعد الانتهاء من كلية الطب، يحتاج الطبيب في معظم الأحيان خبرةً لا تقل عن سنتين لكي يحصل على رخصة مزاولة المهنة طبيبا عاما، وفي معظم الأحيان تكون بمقابل مادي بسيط أو دون أي مقابل، لكن معظم الأطباء يتجهون لدراسة التخصص، أي اختيار تخصص معين كالجراحة العامة أو الباطنية أو الأطفال.. إلخ. وأقل هذه التخصصات زمنا لا يقل عن أربع سنوات.

وحسب اطّلاعي فإن معظم دول الوطن العربي يكون الاختصاص فيها بمقابل مادي بسيط أو دون مقابل، مما يضطر بعض الزملاء لكي يعمل في القطاع الخاص بالإضافة لدوامه في الاختصاص كي يسدد بعض التزاماته.

أما بعد الاختصاص فهناك عدة خيارات، منها:

1 – البدء في العمل، وهذا عادة يكون محصورا على بلدك فقط، إذ إن "معظم الدول" تطلب خبرة بعد الاختصاص لا تقل عن سنتين إلى ثلاث سنوات كي تستطيع العمل خارج بلدك.

2- الحصول على اختصاص دقيق لا يقل عن ثلاث سنوات، ويكون في أغلب الأحيان بمقابل مادي بسيط، وفي كثير من الأحيان دون مقابل.

ومن هنا عزيزي القارئ يجب وضع النقاط على الحروف والأخذ بجميع العناصر المذكورة كي تضع أمامك وعائلتك ما أنت مقدم عليه، ويجب على العائلة التنبه إلى أن الطبيب في معظم الأحيان يحتاج دعما ماديا ونفسيا لفترة ليست بالقصيرة.

أما أنت عزيزي طالب الطب فمتى اجتزت السنة الأولى فإياك والتراجع أمام الصعوبات فكل ذلك سيزول مع الوقت.

وفي النهاية هذا المقال ليس للترغيب ولا للترهيب من دراسة الطب البشري، إنما هو للتوضيح لمساعدة كل من العائلة والطالب على الاختيار الصحيح.
________________

* اختصاصي أطفال، واختصاصي أمراض المخ والأعصاب عند الأطفال، مستشفى سدرة للطب، قطر

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کلیة الطب

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. آخر مستجدات اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل بأمريكا

نيويورك - الوكالات

طالب متظاهرون في عدد من المدن الأمريكية، يوم الأربعاء، بإطلاق سراح الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي اعتقلته السلطات الأمنية الأسبوع الماضي.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمل صوراً لخليل، مندّدين بإلغاء تصريح إقامته (الغرين كارد)، وبما وصفوه بأنه "هجوم على حرية التعبير".

وأصدر قاضٍ في محكمة مانهاتن الجزئية قراراً الثلاثاء الماضي، يمنع ترحيل خليل من الولايات المتحدة.

واعتُقل خليل من مقرّ سكنيّ طُلابي تابع لجامعة كولومبيا في نيويورك.

وجاء اعتقال خليل بعد يوم من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إلغاء حوالي 400 مليون دولار تُقدّم كمِنَح فيدرالية لجامعة كولومبيا.

لحظة اعتــقال الشرطة الأمريكية للطالب الفلســطيني محمود خليل طالب جامعة كولومبيا بسبب دعمه للقضية الفلســطينية pic.twitter.com/4HkXkE1rGu

— عربي21 (@Arabi21News) March 15, 2025

ووقّع أكثر من 2.5 مليون شخص على عريضة يطالبون فيها بإطلاق سراح محمود خليل فوراً.

وطالبت عضو الكونغرس رشيدة طليب بالإفراج الفوري عن خليل، خلال عريضة مفتوحة وقّع عليها 13 برلمانياً أمريكياً، بينهم رشيدة، وجاء فيها: "يجب أن نكون واضحين تماماً: نحن أمام محاولة تجريم لعملية احتجاج سياسي، في اعتداء مباشر على حرية التعبير المكفولة للجميع في هذا البلد".

في المقابل، دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتقال خليل، قائلاً - عبر منصته الخاصة سوشال تروث - إن هذا الاعتقال هو "الأول وإنّ اعتقالات عديدة ستعقبه".

ووصف ترامب، خليل، بأنه "طالب أجنبيّ مناصر لحماس"، وكان الرئيس الأمريكي قد وعد بالسعي لترحيل الطلاب الأجانب الذين شاركوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عبر منصة إكس، إن السلطات الأمريكية تعتزم إلغاء التأشيرات والبطاقات الخضراء التي يحملها أولئك الذين يدعمون حماس، تمهيداً لترحيلهم من الولايات المتحدة.

يبلغ محمود خليل من العمر 29 عاماً، وهو مولود في سوريا للاجئين فلسطينيين نزحوا من طبريا (في شمال إسرائيل حالياً).

خليل حاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، ومتزوج من مواطنة أمريكية، وينتظر مولوداً الشهر المقبل.

وكان خليل قد ظهر بوضوح خلال مظاهرات طُلابية، داعمة للفلسطينيين ومنددة بالحرب في غزة، كانت قد اجتاحت عدداً من الجامعات الأمريكية، وأخرى حول العالم الربيع الماضي.

ولعب خليل دوراً بارزاً في تنظيم المظاهرات الطلابية بجامعة كولومبيا، وكان يخطب في المتظاهرين، ويتفاوض باسمهم، ويتواصل مع وسائل الإعلام.

وفي حوار مع شبكة سي إن إن، في أبريل لماضي، قال خليل: "مطالبنا هي سحب الاستثمارات من الاحتلال الإسرائيلي، ومن الشركات التي تتربح وتساهم في إبادة شعبنا"، على حدّ تعبيره.

وأضاف خليل أنه "كطالب فلسطيني، أؤمن بأن تحرير الشعب الفلسطيني يكون جنباً إلى جنب مع تحرير الشعب اليهودي؛ فلا يمكن لأحدهما أن يكون دون الآخر".

ومؤخراً، خضع خليل - بين عدد من الناشطين المناصرين للفلسطينيين- لتحقيق أجرته هيئة تأديبية شُكّلت حديثاً في جامعة كولومبيا، وهي مختصة بالتحقيق في شكاوى التحرّش والتمييز.

وأكمل خليل دراسته للشؤون الدولية في جامعة كولومبيا في ديسمبرالماضي، وكان يستعدّ لحفل التخرج.

وقدِم خليل إلى الولايات المتحدة في عام 2022 ليتابع دراسته ويحصل على درجة الماجستير في جامعة كولومبيا.

وخليل حاصل أيضاً على بكالوريوس في علوم الحاسب من الجامعة اللبنانية الأمريكية.

وسبق أن عمل في مكتب سوريا بالسفارة البريطانية في بيروت، خلال الفترة من 2018 إلى 2022، حيث كان يدير برنامجاً للمنح الدراسية.

وحالياً، يُحتجَز محمود خليل في لويزيانا، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن، نقلاً عن مصدر مطلّع.

ومن غير المعلوم ما إذا كان سيجري ترحيل خليل من الولايات المتحدة أم لا، فيما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الأمر.

 

مقالات مشابهة

  • ننشر تفاصيل إقالة معلم واستبعاد مدير ومشرف مدرسة بعد ضرب طالب بالمحلة
  • حبس المتهمة بالتخلص من أبنائها الـ3 بالخانكة وعرضها على الطب النفسي
  • حملة مكبرة لطب بيطري بورسعيد لضبط أسواق اللحوم والدواجن
  • بالفيديو.. آخر مستجدات اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل بأمريكا
  • “وما أدراك ما صيدنايا”.. وثائقي يكشف خبايا مسلخ نظام الأسد البشري / شاهد
  • وما أدراك ما صيدنايا.. وثائقي يكشف خبايا مسلخ نظام الأسد البشري
  • محامو الطالب محمود خليل: اعتقاله انتهاك للدستور الأميركي
  • ضرورة إبادة الجنس البشري
  • شحن بطارية الجوال فوق الـ 80% يقضي عليها
  • عاجل | الشرطة تعتقل معتصمين داخل برج ترامب يطالبون بالإفراج عن الطالب محمود خليل