صدى البلد:
2024-11-15@16:44:39 GMT

محمود يوسف يكتب: اتق الله

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

"اتق الله" هي جملة قصيرة، لكنها تحمل في طياتها معان عظيمة وثقيلة جدًا، فهي دعوة لكل شخص بأن يخاف الله في كل جوانب حياته، وأن يلتزم بالعدل والإنصاف، وأن يؤدي حقوق الناس بصدق وإخلاص.

اتق الله هي دعوة لأن يكون الإنسان أمينًا ونزيهًا في التعامل مع الآخرين، سواء في البيت أو في العمل أو في المجتمع ككل.

اتق الله في العمل

 تحمل "اتق الله" معان عميقة  تتعلق بالحقوق والواجبات في العمل، الإسلام أكد بشكل كبير على حقوق العامل وصاحب العمل على حد سواء، ومن أهم تلك الحقوق هو دفع الأجر في وقته وبدون تأخير، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) رواه البخاري.


وهي دعوة صريحة لصاحب العمل بأن يحترم جهد العامل ويعطيه حقه دون تأخير أو مماطلة، تأخير الأجور ليس فقط ظلمًا للعامل، بل هو خرق للأمانة التي وضعها الله على صاحب العمل.

إن تأخير الرواتب أو عدم سدادها يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على حياة العامل، فهو يعتمد على هذا الأجر لتأمين ضروريات الحياة مثل الغذاء، السكن، وتوفير احتياجات عائلته، وفي حال تأخر الراتب، قد يضطر العامل إلى الاقتراض أو مواجهة ضغوط مالية صعبة، لذا، فإن الالتزام بتسديد الرواتب في وقتها يعد جزءًا لا يتجزأ من الأمانة التي يفرضها الدين والأخلاق.

اتق الله في الأسرة

الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع، وتقوى الأسرة تعتمد على الحب، والتفاهم، والعدل بين أفرادها، "اتق الله" في أسرتك تعني أن تكون رحيمًا بزوجتك وأولادك، أن تحترمهم وتمنحهم حقوقهم، يقول النبي صلي الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله"، وهذا الحديث الشريف يوضح أن التعامل الجيد مع الأسرة هو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى الله.

الكثير من الناس ينشغلون بأعمالهم وأمور حياتهم اليومية، وينسون أن أسرتهم تحتاج إلى اهتمام ورعاية، "اتق الله" تعني أن تعطي وقتك وجهدك لأفراد أسرتك، وأن تكون عونًا لهم في حياتهم اليومية، الزوج الذي يعامل زوجته بحب واحترام، ويقدم لها الدعم النفسي والمادي، هو في الحقيقة يتقي الله في أهل بيته.

اتق الله في المجتمع

المجتمع يقوم على التعاون بين أفراده، و"اتق الله" في المجتمع تعني أن تكون عضوًا نافعًا ومسؤولًا، تتجنب الظلم والجور وتعمل على نشر الخير بين الناس، الإسلام يحث على الصدق في التعاملات المالية، وعلى الأمانة في التجارة والبيع والشراء، الغش والخداع في المعاملات يعتبر خرقًا صريحًا لأوامر الله، ويعتبر من الكبائر التي توعد الله أصحابها بالعذاب.

التحايل على الناس سواء في البيع أو الشراء أو في أي مجال آخر يؤدي إلى تفكيك الثقة بين أفراد المجتمع، لذلك، من يتق الله في تعاملاته مع الناس هو من يسعى لبناء مجتمع قائم على الصدق والإخلاص.

اتق الله في المال

المال هو وسيلة لتحقيق الحياة الكريمة، ولكن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نكتسب المال من مصادر حلال وننفقه في وجوه الخير، "اتق الله" في المال تعني أن تتجنب الكسب الحرام مثل الربا، والغش، وأي طرق غير مشروعة لكسب المال، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"، وهي أن تكون الأموال مكتسبة بطرق شرعية ومشروعة.

كما أن "اتق الله" في المال تعني أيضًا أن تنفقه بحكمة وأن تبتعد عن الإسراف والتبذير، الإنسان مطالب بأن يكون مسؤولًا في طريقة إنفاقه للمال، وألا يستخدمه في طرق تؤدي إلى الفساد أو الضياع.

اتق الله في الأخلاق

الأخلاق هي العمود الفقري الذي تقوم عليه العلاقات الإنسانية، الإسلام حث على الأخلاق الحميدة مثل الصدق، والأمانة، والتواضع، والعدل، "اتق الله" في أخلاقك تعني أن تتحلى بهذه الصفات في كل موقف من مواقف حياتك، سواء كنت في العمل، أو في المنزل، أو في الشارع.

الصدق في الحديث، والأمانة في التعامل، والتواضع في العلاقات الاجتماعية كلها صفات تجعل الإنسان محبوبًا بين الناس وتقربه إلى الله، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُعرف بأنه الصادق الأمين، وكان مثالًا للأخلاق الحميدة التي نقتدي بها في حياتنا اليومية.

"اتق الله" ليست مجرد عبارة تُقال، بل هي منهج حياة، هي دعوة لكل شخص بأن يتق الله في جميع تفاصيل حياته، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، "اتق الله" تعني أن تتحمل مسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه الآخرين، أن تكون عادلًا وصادقًا وأمينًا في كل موقف.

التقوى هي أن تشعر بمراقبة الله لك في كل وقت وفي كل موقف، وأن تعلم أن الله يراك ويسمعك، وسيحاسبك على كل أفعالك، لذلك، من يتق الله في كل شيء هو من يسعى دائمًا للابتعاد عن الظلم والجور، ويسعى لإرضاء الله في جميع أعماله.

"اتق الله" هي دعوة للبشرية كلها أن تكون عادلة، وأمينة، وراقية في تعاملاتها، هي رسالة للتفكير في الآخرين، في حقوقهم واحتياجاتهم، وعدم التعدي على حقوقهم سواء بالكلام أو الفعل، فالتقوى ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي عمل وجهد لتحقيق العدل والخير للجميع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اتق الله دعوة العمل الأسرة المجتمع فی العمل هی دعوة تعنی أن أن تکون

إقرأ أيضاً:

الناس بتحب فلسطين.. موقفان يجسدان حب أهل مصر لغزة

ماهر البريم مصور غزي خرج من القطاع إلى مصر بسبب الحرب الإسرائيلية، وكون ماهر مصورا يوثق حياته اليومية وينشر ما يصادفه عبر حسابه على إنستغرام.

وكان ماهر يركب عربة توكتوك (وهي عربة صغيرة للنقل تستخدم في مصر) في مدينة ههيا بمحافظة الشرقية، وبعد أن وصل إلى وجهته أراد أن يحاسب صاحب التوكتوك، ولكن الرجل رفض أن يأخذ الأجرة بعد أن عرف أنه من فلسطين.

وحين أصر عليه، واستحلفه بأخذ الأجرة انفجر السائق بالبكاء، وبدأ بالكلام قائلا "يا عمي الله يسهل عليك.. احنا (نحن) عارفين نعمل حاجة.. أنا صعبان عليا أصلا أنا عايش.. ومش عارف أعمل حاجة.. روح يا عمي.. سامحوني أنا شخصيا.. مليش دعوة بأي شعب.. لا الشعب العربي ولا الشعب المصري ولا أي شعب.. أي حد تعرفوه قولوا له سامحوه.. السيد محمد عبد المجيد سامحوه.. لأني مش عارف أعمل لكم حاجة".

"احنا عارفين نعمل حاجة.. روح ياعمي الله يسهل عليكم"

سائق توكتوك مصري تدمع عيناه بعدما استحلفه أحد الشباب الفلسطينيين بالشهداء لقبول الأجرة. pic.twitter.com/lJ1f8PJChd

— بلال البخاري (@BelalElbukhary) November 13, 2024

لم يكن هذا الموقف الوحيد لأهل مصر، إذ انتشر مقطع فيديو لطفل يبيع "غزل البنات" في الشارع وعندما واجه شابا فلسطينيا أصر عليه أن يعطيه مما يبيع، وقال له الطفل "تعال أسكن عندنا الناس حتحبك، الناس بتحب فلسطين أوي".

رغم ضيق الحال شوف الطفل المصري بياع غزل البنات بيقول لواحد فلسطيني ايه ???? pic.twitter.com/yAR2gIJ51m

— عمرو بالواو ???? (@AmrElSherif0) November 14, 2024

بكاء سائق عربة التوكتوك ومشهد الطفل بائع "غزل البنات" شهدا تفاعلات واسعة بين رواد العالم الافتراضي، وقال مغرد مصري "كلامه ده فوقني لحاجة مهمة جدا كنت غافل عنها.. هو احنا (نحن) صحيح علينا ذنب هنتحاسب عليه عشان شهداء غزة الله يرحمهم .. إذا أطفالهم ونساؤهم ورجالهم وقفوا لنا قدامنا يوم القيامة.. وقالوا لنا كنتم فين لما اتقتلنا بدم بارد.. وأنتم بتشوفوا ده مباشر".

وعلق آخرون على المقطع بالقول إن "مصر فيها حوالي 120 مليون بني آدم.. ما لا يقل عن 90% منهم حاسين بالذنب وأنهم ما يعملوش أي شي من واجبهم تجاه فلسطين سواء أهلنا اللي لسه في غزة واللي في مصر حاليا.. ونفسهم يعملوا أي شي ولو قليل بس للأسف ملهيين في لقمة العيش والوضع الصعب".

كلنا هذا الرجل وكلنا نطلب عفو أهل غزه …????

— Ahmed Nazeem (@A_Nazeem) November 13, 2024

وكتب آخر معلقا على مشهدي سائق التوكتوك والطفل "عبرا عن حالنا كمصريين بكلمات بسيطة والله يعلم ما في صدورنا من هم وحزن وإحساس بالعجز لنصرة إخواتنا المظلومين ومن لا يشعر بغير ذلك فأعلم بإن الله نزع من عينيه النظر ومن قلبه الأحساس".

تلقائية مفرطة وفطرة طاغية

— hossamossad (@hossamossad1) November 14, 2024

مقالات مشابهة

  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إن كانت للجدران آذان فإن للملائكة أقلامًا
  • أن تخالط الناس وتصبر على أذاهم
  • الناس بتحب فلسطين.. موقفان يجسدان حب أهل مصر لغزة
  • د.حماد عبدالله يكتب: إعلاء القانون فوق الجميع !!!!
  • منة شلبي تعلق على تكريم أحمد عز ويسري نصر الله بمهرجان القاهرة |فيديو
  • الجميّل التقى هوكشتاين: لضرورة أن تكون مصالح لبنان حاضرة في أي تسوية يجري العمل عليها
  • أحداث هولندا ماذا تعني؟
  • هل التناوب بين الجلوس والوقوف في العمل المكتبي مفيد؟.. دراسة تكشف تفاصيل مثيرة
  • أعراض صحية في الفم قد تكون إشارات لأمراض خطيرة تهدد الصحة العامة
  • أحمد محمود الذي عركته الصحافة