ما وراء زيارة وزير الدفاع الروسي للصين بالتزامن مع مناورات قبالة تايوان؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
سلط موقع "نيوز ري" الروسي الضوء على المناورات واسعة النطاق، التي أجراها الجيش الصيني قبالة سواحل تايوان، الأمر الذي اعتبرته تايبيه عملا استفزازيا والتي تزامن مع زيارة وزير الدفاع الروسي.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إن هذه المناورات تزامنت مع زيارة وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى بكين، وهو ما أثار التساؤلات عن طبيعة الرسائل التي بعثت بها روسيا إلى الصين في ظل تصاعد احتمال غزو تايوان.
وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر، أجرى جيش التحرير الشعبي مناورات عسكرية واسعة النطاق تحت مسمى "السيف الحاد المشترك 2024 ب" في مضيق تايوان، وكذلك في مياه شمال وجنوب وشرق تايوان.
خلال المناورات، تم التدرب على طرق التفاعل بين القوات الجوية والبحرية لضمان التفوق الجوي، فضلا عن ضرب الأهداف البحرية والبرية للسيطرة على الموانئ والمناطق الرئيسية في الجزيرة. وقد شاركت في التدريبات مجموعة حاملة طائرات بقيادة حاملة الطائرات لياونينغ.
في هذا الصدد قال لي شي المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني: "في 14 تشرين الأول/ أكتوبر أرسلت القيادة القتالية للمنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي مجموعة حاملة طائرات بقيادة لياونينغ لإجراء تدريبات مع القوات البرية والبحرية والجوية والصاروخية في البحر والمجال الجوي شرق تايوان".
ونقل الموقع عن مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المعهد العالي للاقتصاد الوطني، فاسيلي كاشين، قوله إن مشاركة حاملات الطائرات الصينية وسفن الإنزال الكبيرة في المناورات تعد مؤشرًا على نوايا الاستيلاء على تايوان.
ويضيف فاسيلي: "ينبغي إدراك أن الاستيلاء الكامل على الجزيرة مهمة يصعب إنجازها. لم تُنفذ أي دولة هجمات مماثلة من البحر منذ الحرب العالمية الثانية. مع العلم أن تايوان تمتلك العديد من الأسلحة الحديثة، والساحل الغربي للجزيرة، المواجه للبر الرئيسي للصين، محمي بشكل جيد. أما الساحل الشرقي فإنه أقل حماية، واستخدام حاملات الطائرات وسفن الإنزال الكبيرة، التي تحمل قوات وطائرات، يسمح للصين بمهاجمة الجزيرة من الشرق".
من جانبه، شدد الجيش الصيني على أن المناورات تشكّل "رادعًا قويًا للقوى الانفصالية التي تسعى إلى استقلال تايوان".
كيف تم استقبال تدريبات الجيش الصيني في تايوان؟
وصفت وزارة الدفاع التايوانية تصرفات بكين بأنها "غير عقلانية" و"استفزازية"، كما أعلنت الوزارة عن نشرها القوات المناسبة للرد واتخاذ تدابير ملموسة لحماية الحرية والديمقراطية والسيادة في تايوان.
وعقب انطلاق المناورات الصينية، عقد الرئيس التايواني لاي تشينغ تي اجتماعًا طارئًا لبحث قضايا الأمن القومي.
وأكد الموقع أن التدريبات الصينية أحيت مخاوف الشعب التايواني، ووفقا لأحد سكان تايبيه، فإن الجزيرة لا تخشى الحصار فحسب، بل أيضا غزوا مباشرا من جيش التحرير الشعبي الصيني.
ويرى فاسيلي كاشين أن التدريبات الاستعراضية المستمرة في جميع أنحاء تايوان يمكن أن تلعب دور العامل المنوم، حيث تخفي الاستعدادات الحقيقية للحصار والغزو.
وتابع: "يمكن أن تتحول المناورات التالية إلى استيلاء فعلي على الجزيرة أمام أنظار العالم. يعد إخفاء الاستعدادات للغزو من خلال تنظيم تدريبات واسعة النطاق عملا كلاسيكيا في تاريخ الفنون العسكرية".
لماذا زار بيلوسوف الصين؟
في خضم مناورات الجيش الصيني قبالة سواحل تايوان، أدى وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف زيارة إلى بكين. خلال الزيارة أجرى بيلوسوف مفاوضات مع القيادة العسكرية والسياسية، وقد أعرب وزير الدفاع الصيني دونغ جون عن ثقته في قدرة روسيا والصين على تطوير التعاون العسكري الثنائي.
بدوره، وصف بيلوسوف التعاون الروسي الصيني بأنه عامل مهم في "تعزيز القدرات الدفاعية والحفاظ على الاستقرار العالمي والإقليمي".
واعتبر الموقع أن زيارة وزير الدفاع الروسي إلى الصين تزامنا مع إجراء الجيش الصيني مناوراته يرسل إشارة واضحة حول تعزيز العلاقات العسكرية والسياسية بين موسكو وبكين.
في هذا السياق، يقول الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين إن "روسيا تؤيد بشكل قاطع سيادة الصين، بما في ذلك سيادتها على تايوان. وعلى هذه الخلفية، تتطور العلاقات الروسية الصينية على المستوى العسكري، بما في ذلك في المجال البحري".
من جانبه، يستبعد كاشين قدرة أي طرف على تحديد توقيت العملية العسكرية المحتملة للصين ضد تايوان، قائلا: "لا أحد يستطيع تحديد التاريخ الدقيق باستثناء السلطات الصينية، ومن غير المنطقي التنبؤ به من المصادر المفتوحة. لكن بكين ستأخذ في الاعتبار عوامل مختلفة، مثل قدرة الولايات المتحدة على تقديم المساعدة السريعة لتايوان".
ووفقا للمراسل الحربي الروسي ألكسندر كوتس "قد يصبح الشرق الأقصى ساحة معركة جديدة. يتفاقم الوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بسرعة كبيرة، العامل الذي يصب في صالح روسيا كون الأحداث في الشرق الأقصى والشرق الأوسط قد تصرف انتباه الغرب عن أوكرانيا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المناورات الصيني تايوان روسيا الصين روسيا تايوان مناورات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة زیارة وزیر الدفاع الروسی التحریر الشعبی الجیش الصینی
إقرأ أيضاً:
«الإصلاح والنهضة»: زيارة وزير الخارجية إلى بيروت رسالة دعم واضحة من الدولة
قال هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن زيارة بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، إلى بيروت، رسالة دعم واضحة من الدولة المصرية والقيادة السياسية للحكومة والشعب اللبناني.
الدعم المصري للبنانوأكد في بيان صحفي له، أن هذه الرسالة التضامنية التي نقلها الوزير عبد العاطي تجسد عمق الروابط الأخوية بين الشعبين المصري واللبناني، وتؤكد التزام مصر الثابت بالوقوف إلى جانب الدول الشقيقة في أوقات المحن والأزمات، خاصة أنها تتزامن مع إرسال طائرة مساعدات مصرية تحمل 22 طنًا من المساعدات المصرية ضمن الجسر الجوي بين القاهرة وبيروت، بما يعكس تضامنًا دبلوماسيًا وإنسانيًا بين مصر ولبنان.
وثمن عبد العزيز الجهود التي تبذلها مصر في التواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، ويعتبر أن هذا الدور يعكس حرص مصر على حماية الشعوب العربية ووقوفها ضد السياسات العدوانية التي تستهدف استقرار المنطقة.
وأكد أن هذه المساعي تُظهر موقفا ثابتا يعكس مسئولية مصر التاريخية في الدفاع عن القضايا العربية، خاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة وأمن الشعوب العربية، مشيدًا بخطة وزير الخارجية لعقد لقاءات مكثفة مع كبار المسئولين في لبنان، بما في ذلك رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وقادة الجيش، لمناقشة سبل وقف إطلاق النار وحماية المدنيين الأبرياء من تداعيات هذا النزاع.
وأكد أن هذا التوجه يعكس استشعار مصر لمسئوليتها نحو أشقائها في لبنان، ويؤكد دعمها للجهود السلمية التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد، مشيرا إلى أن هذه المساعي تنهي معاناة الشعب اللبناني وتعزز السلم والاستقرار في المنطقة، ما يمهد الطريق نحو مستقبل أفضل للشعوب العربية بعيدا عن الحروب والصراعات.