يرى محللان سياسيان أن تصاعد عمليات إطلاق النار في الداخل الفلسطيني يعكس حالة من الإرباك لدى حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية، مشيرين إلى استمرار المقاومة الفلسطينية في استهداف مناطق جديدة داخل إسرائيل.

وقد قتل شرطي إسرائيلي وأصيب 4 أشخاص بجروح ما بين خطرة ومتوسطة في عملية إطلاق نار وقعت على طريق سريع قرب مدينة أسدود جنوب إسرائيل، بينما تمكن شخص مسلح وجد في مكان إطلاق النار من منفذ العملية وقتله.

ولاحقا، ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن منفذ العملية قرب أسدود ينحدر من جباليا في قطاع غزة.

ويرى الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي أن ارتفاع عدد عمليات إطلاق النار على الإسرائيليين يعكس فشل إسرائيل في محاولاتها عزل الفلسطينيين في مختلف الساحات عن دعم الفلسطينيين داخل قطاع غزة.

وأشار عرابي إلى أن القدرات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، رغم قوتها، غير قادرة على إغلاق جميع المنافذ أمام الفلسطينيين الذين يسعون للقيام بدورهم في مواجهة العدوان المستمر على غزة.

وأوضح أن هذه العمليات تدل على أن الإرادة الفلسطينية ما تزال حية في مواقع أخرى، حيث يحاول الفلسطينيون توجيه ضربات للكيان الإسرائيلي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن القدرات الأمنية الإسرائيلية ليست مطلقة أو حتمية.

وتثير هذه التطورات -حسب عرابي- نقاشًا داخل إسرائيل على مستوى المؤسستين العسكرية والأمنية، لكنها لا تزال غير كافية لتغيير قرار الحرب الإسرائيلية، سواء على غزة أو لبنان.

جهد متواصل

قال عرابي إن هذه عمليات إطلاق النار جزء من الجهد الفلسطيني المتواصل في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، لكنها لم تصل بعد إلى المرحلة التي تجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمؤسسات الأمنية والعسكرية يتراجعون عن هذه السياسة العدوانية.

وأكد أن هذا الصراع هو مواجهة لإرادات متعددة، حيث لا تقتصر القوة على الجانب الإسرائيلي فقط بل يحاول الفلسطينيون إيجاد ثغرات للتأثير على الكيان.

وأشار عرابي إلى أن هذه العمليات، رغم أنها لم تؤثر بعد بشكل كبير على قرارات الحرب الإسرائيلية، إلا أنها تحمل أهمية خاصة أنها تستهدف مناطق جديدة داخل إسرائيل، مما يجعل بعض المناطق التي كانت تبدو محايدة تشعر بالخطر الحقيقي وتتفاعل بشكل أكبر مع الصراع الجاري.

بدوره، يرى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي أن اختيار موقع عملية إطلاق النار في أسدود قد يحمل رسائل سياسية من المقاومة الفلسطينية، خاصة أن هذه المدينة كانت هدفًا بارزًا لصواريخ المقاومة خلال عملية "طوفان الأقصى".

وأشار الشوبكي إلى أن هوية المنفذ قد تكشف ما إذا كانت هذه العملية جزءًا من قرار تنظيمي أو نضال فردي.

وأوضح أن أسدود، كونها سادس أكبر مدينة ومركزًا صناعيًا هامًا، يجعل أي خرق أمني فيها يؤثر على شريحة واسعة من الإسرائيليين. وأضاف أن ذلك يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية على توفير الأمن.

سياسات استباقية

وأشار الشوبكي إلى أن إسرائيل اعتمدت الآونة الأخيرة على سياسات استباقية لضمان الأمن، شملت اعتقال آلاف الفلسطينيين وتجزئة المناطق الفلسطينية، وخاصة الضفة الغربية.

وأضاف أن العملية، سواء كانت قرارًا تنظيميًا أو فرديًا، تدل على وجود حالة تفاعل عام بين الفلسطينيين، وإرادة جديدة تدفعهم للانخراط في أعمال نضالية، بغض النظر عن الانتماءات التنظيمية.

وأكد الشوبكي أن هذه الظاهرة تتجلى في العمليات الأخيرة التي وقعت في أماكن مثل بئر السبع ويافا، والتي حملت خلفيات وطنية أكثر من تنظيمية.

ويرى أن تنوع هذه العمليات يشكل تحديًا كبيرًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي قد تجد صعوبة في التنبؤ بمثل هذه العمليات ومتابعة تحركات المنفذين، مما يعكس حالة عدم اليقين لدى المجتمع الإسرائيلي حيال قدرة حكومته على توفير الأمن الكامل.

ويأتي إطلاق النار في أسدود بعد أيام على مقتل إسرائيلي وإصابة 5 بجروح في عملية طعن وقعت في 4 مواقع مختلفة من مدينة الخضيرة الأربعاء الماضي، في حين استشهد المهاجم.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قُتل 7 أشخاص في تل أبيب بهجوم شن بأسلحة آلية وسلاح أبيض تبنته كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه العملیات إطلاق النار إلى أن أن هذه

إقرأ أيضاً:

أردوغان: على إسرائيل وقف جرائمها في غزة والعودة إلى وقف إطلاق النار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل يجب أن توقف جرائمها في قطاع غزة فورا، والعودة إلى وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن هذه الجرائم تتسبب في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني.

وأضاف أردوغان خلال تصريحات له أن تركيا ستظل دائما إلى جانب أهلها في غزة وسوريا ولبنان، وأنه لن يسمح لإسرائيل بتحقيق أهدافها في محاولتها لإعادة رسم خريطة المنطقة. 

كما أشار إلى أن تلك الأهداف لن تتحقق تحت أي ظرف، مؤكداً على دعم تركيا المستمر للحقوق الفلسطينية في جميع المحافل الدولية.

وأشار أردوغان إلى أن الشعب السوري سيظل دائماً في قلب تركيا، قائلا: "سنظل إلى جانب السوريين حتى يتحقق الاستقرار في بلدهم"، في إشارة إلى دعم تركيا للمساعدة في إحلال السلام والاستقرار في سوريا.

وفي ختام تصريحاته قال أردوغان، إنه شهد بأم عينيه تعرض أهل غزة للقصف المستمر، مؤكداً أن حتى رجال الإسعاف والدفاع المدني لم يسلموا من الهجمات الإسرائيلية، داعيا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم.

مقالات مشابهة

  • وزارة الصحة في غزة: 1522 شهيدا و3834 مصابا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية
  • ‏إعلام فلسطيني: المدفعية الإسرائيلية تُجدّد قصفها للمناطق الشرقية من مدينة غزة
  • المجر: مصر تقوم بدور كبير في عملية الوساطة لوقف إطلاق النار بغزة |فيديو
  • وزير الخارجية التركي يشترط وقف إطلاق النار في غزة للتطبيع مع إسرائيل
  • عودة فورية لوقف إطلاق النار في غزة.. ماذا دار بالقمة الثلاثية أمس
  • السيسي: موقفنا راسخ في دعم الفلسطينيين و نبذل جهودًا لوقف إطلاق النار
  • أردوغان: على إسرائيل وقف جرائمها في غزة والعودة إلى وقف إطلاق النار
  • الصحة الفلسطينية: 58 شهيدا و213 مصابا جراء الغارات الإسرائيلية
  • مسئولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين فى غزة
  • مسؤولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين في غزة