د. سميرة محسن لـ صدي البلد : مصر بتمد إيدها و “ مبتعجبش برده ” .. والمنطقة “ ادربكت ” أقول لبعض صناع الأعمال “ نحن مجتمع شرقي وله دين وعادات وتقاليد ” تغير شكل الفنان نتاج التغييرات التى طرأت على المجتمع 

 

تعددت أسباب اختفائهن عن الشاشة لفترة طويلة، إلا أن النتيجة واحدة وهي غيابهن عن جمهورهن لسنوات، جميلات الدراما في الشكل والأداء يفتحن صندوق الذكريات لـ “صدى البلد”، في سلسلة حوارات يكشفن فيها رحلتهن مع عالم الفن، وكواليس تنشر لأول مرة عن أعمالهن الفنية وحياتهن الشخصية

فى هذه الحلقة من سلسلة حوارات عنها ، نلتقي بواحدة من اهم المؤثرات فى الحركة الفنية فى مصر ، فدورها فى اثراء الفن المصري ، لم يقتصر على كونها ممثلة من طراز خاص و تملك إداء فريد وخاص سواء فى المسرح الذي يعد مملكتها الخاصة ، أو السينما أو التليفزيون ، ولا لكونها منتجة أو مؤلفة ، ولكن دورها الاهم كان فى داخل واحد من أعرق وأهم المؤسسات الفنية فى مصر ، وهو المعهد العالي للفنون المسرحية ، والذى تعد واحد من أهم أعمدته ، انها الفنانة الكبيرة د.

سميرة محسن رئيس قسم التمثيل بالمعهد الاعرق والاهم على الإطلاق  فى المنطقة العربية .

د. سميرة محسن هي حالة فنية وإنسانية فريدة ، فقد أستطاعت من خلالها دورها فى معهد الفنون المسرحية ، ان تقدم وتعلم مئات من الفنانين المتواجدين على الساحة الفنية حاليًا ، وعلي الرغم من حزمها الشديد داخل هذا المكان العريق ، الا ان حب الطلاب الذين أصبح اغلبهم فنانين مشهورين حاليًا ، معروف لدي الجميع .

صدي البلد التقت بها فى حوار مطول ينشر على عدو أجزاء كشفت فيه العديد من الاسرار ، لنبحر معها فى ذكريات تنشر لأول مرة .

د. سميرة محسن 

فى البداية سالتها .. لماذا إتخذتي قرار إعتزال الفن ؟

لأني أصبحت “برة اللعبة”، وما يحدث حاليًا مش لعبتي “، فالموضوعات التى تقدم أصبحت ”متفرنجة“ أي أنهم يعتمدون على الفكر الغربي، فبعيدًا عن الأعمال التاريخية والوطنية التى تقدم أصبحت كل الأعمال تعتمد على الأكشن، والبيوت المسكونة بالعفاريت، فلا يوجد رسالة أسرية مجتمعية، وجيلي تربي على دراما مختلفة لها محتوي هادف، فأصبحت أرى ضمن الاحداث فتاة تسهر فى سكن شاب آخر حتي ساعات متأخرة من الليل، والدراما التى أعرفها وقدمتها لم تكن تقدم مثل تلك الأمور، ففي النهاية نحن مجتمع شرقي وله دين وعادات وتقاليد. 

ولكنك هذا القرار لا ينطبق على عملك بمعهد الفنون المسرحية .. اليس كذلك ؟

بالتاكيد فأنا مازالت مستمرة فى التدريس، فالدولة قد أرسلتني منذ عدة سنوات لأحصل على الماجستير والدكتوراه، ولا بد وأن أفيدها بهذا التعليم الذى حصلت عليه، فأنا أستطيع أن أترك التمثيل، ولكن لا أستطيع أن أفعل ذلك مع  التدريس.

انت معلمة أجيال من الفنانين، كيف ترين التباين الشديد فى شكل الجيل الحالي والسابق من الفنانين؟

بالفعل شكل الفنان تغير فى الآونة الأخيرة لأن المجتمع هو الآخر تغير، فحاليًا تجد فنان يحضر إلى المهرجان وهو يرتدي بنطلون “ مقطع ”، أو جاكيت “أحمر”، فجلينا من الفانين تعلم من الجيل السابق له، أما الجيل الحالي لم يتعلم من الجيل السابق ، هو “ كفران ” بهذا الجيل القديم ويريد أن يصنع شكلا جديدا. 

وتتابع د. سميرة محسن : أنا أستاذة لاجيال فى المعهد العالي للفنون المسرحية، وأعلم طلابي ان الفنان قيمة فى هذا البلد، وصاحب رسالة مهمة تصل إلى أكبر عدد من الناس، ولا بد وأن يكون مظهرك دال علي جوهرك. 

الفنانة القديرة سميرة محسن 

كيف ترين قيام بعض الفنانين بالظهور فى “ لايفات ” على تطبيق التيك توك ، والانتقادات التى تطالهم ؟

كل  شخص  حر في رايي ، وكل فنان له وجهة نظر فى  التخطيط فيما يخص اسمه الفني ، فكل شخص الظهور فى مثل هذه الأمور يؤثر على الفنان فلابد وأن يكون قليل الظهور ، وحين يظهر يكون فى عمل جيد أو برنامج تليفزيوني ذات محتوي هادف ، فأنا شخصيًا لا يمكن أن أشارك فى هذا الأمر

ولكن ما رأيك فى قرار نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي، برفض النقابة مشاركة «التيك توكر» و«البلوجر» في الأعمال الفنية؟

بالتأكيد للدكتور أشرف زكي وجهة نظر فى ذلك، وربما يكون أن الاستعانة بهم فى الأعمال الفنية ستمنع وجود فرصة لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد السينما للعمل بالأعمال الفنية، ومن وجهة نظري الشخصية أن نقيب الممثلين ربما يكون فعل ذلك لأنه يريد حين يظهر شخص فى عمل فني يكون له شكل محترم وصاحب مضمون هادف، وما رأيته من محتوي على مواقع التواصل الإجتماعي كان “ هلس ” ولكني لست متابعة بشكل كبير لمثل هذا الأمر . 

د. سميرة محسن  سميرة محسن: اعتزلت التمثيل لأني بقيت "برة اللعبة".. وحضور المهرجانات بقى ببنطلون مقطع سميرة محسن: السوشيال ميديا أضرت بصورة الفنان المصري.. ومحتواها "هلس"

 بعد قرار إعتزالك الفن ،  كيف تقضي سميرة محسن يومها فى الوقت الراهن ؟

فى بعض الاحيان وتحديدًا لمدة 3 شهور فى السنة ، أكون فى غاية الأنشغال بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، إما باقي شهور العام ، فانا متواجدة لمدة 5 أيام هناك لمدة 6 ساعات ، كما ان حياتي الاسرية مشغولة فأنا أم وجدة وأخصص لها وقت ، بالإضافة الى عائلتي الكبري واشقائي فانا لدي 9 أخوات ، ولي وقت خاص مثل الذهاب الى السينما أو قضاء المصيف ، فقبل إعتزالي الفن لم يكن هناك وقت للمصيف ، فالان أصبح هناك وقت للاستمتاع بالحياة الاسرية والشخصية ، كما أواظب على مشاهدة قنوات الاخبا لمتابعة ما يحدث فى الدول العربية التى تتعرض للهجوم من جيش الاحتلال ؟

كيف ترين ما يحدث المنطقة حاليًا ؟

 

المنطقة كلها “ ادربكت ” من قبل ماحدث فى فلسطين ، ولكن مصر دائمًا تمد يد المساعدة ، “ مبتعجبش برده ” للأسف .

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سميرة محسن الفنانة القديرة سميرة محسن اشرف زكي مصر العالی للفنون المسرحیة سمیرة محسن حالی ا

إقرأ أيضاً:

٦٠ سنة شريهان.. ضحك ولعب وفن ودمع

عالم من السحر وتجربة ملهمة أثرت فى وجدان أجيال كاملة، بموهبتها المتفردة والأصيلة التى جعلتها واحدة من أبرز أيقونات الفن المصرى والعربى، هى النجمة شيريهان التى تحتفل بميلادها الـ٦٠.

لم تكن شيريهان التى بدأت رحلتها الفنية منذ الطفولة مجرد فتاة صغيرة تحلم بالأضواء، بل تجسيد لمزيج من العبقرية والموهبة والإصرار الذين شكلوا ملامح نجمة لا تُنسى، فميلادها فى عائلة فنية جعلها تلتقى بكبار القامات الفنية منذ صغرها، ساعدها شقيقها عمر خورشيد أن تلتقى بأم كلثوم التى حملتها وهى طفلة صغيرة ووضعتها على إحدى الطاولات وطلبت منها الرقص دون موسيقى، وأهدتها قطعة من الشكولاتة إعجابا بأدائها.

موقف آخر جمعها بعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش فى عيد ميلاد شقيقها فى بيروت وكانت وقتها لم تتجاوز الثامنة من عمرها، وقامت بالرقص على صوت حليم وفريد، فقام العندليب بإهدائها سلسلة بها عين زرقاء كان يرتديها ليعبر فريد عن غيرته من الموقف ويهديها بالفعل فى اليوم التالى سلسلة أخرى بها عين زرقاء أيضا، لا تزال شيريهان تحتفظ بهما.

ثم جاءت البداية من خلال مشاركتها فى برامج الأطفال، وقدمت دورا وهى طفلة صغيرة فى فيلم «قطة على نار» أمام نور الشريف وفى نهاية السبعينيات شاركت فى مسرحية «ربع دستة أشرار» مع فؤاد المهندس وشويكار، لكنها حظيت بشهرة أكبر بعد أن قدمت دورا رئيسيا فى مسرحية «سك على بناتك» مع فؤاد المهندس بعدها بعام فى بداية الثمانينيات، لتتصدر أفيش «الخبز المر» فى عالم السينما مع فريد شوقى ومحمود عبد العزيز، لتبدأ رحلة من البطولات فى عالم السينما والمسرح والدراما، فقدمت أفلام «العذراء والشعر الأبيض» أمام نبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز وإخراج حسين كمال، كونت دويتو سينمائيًا مع عادل إمام فى أفلام «مين فينا الحرامى» و«خلى بالك من عقلك»، وفى منتصف الثمانينيات حققت نقلة فى طبيعة أدوارها السينمائية فلم تعد تلك الفتاة الخفيفة ذات الجمال الهادئ، راهنت على التعاون مع أبرز مخرجى الثمانينيات فقدمت مع خيرى بشارة «الطوق والأسورة»، ومع محمد خان «يوم حار جدا»، ومع رأفت الميهى فى «ميت فل»، وعاطف الطيب فى «جبر الخواطر»، ورضوان الكاشف فى «عرق البلح».

إلى جانب تلك الأعمال التى حملت أسلوبًا فنيًا مميزًا تركت شيريهان بصمة فى عالم الاستعراض والفوازير، فلم تكن مجرد ممثلة أو راقصة لكنها أعادت تعريف الفن الاستعراضى فى مصر فى منتصف الخمسينيات، من خلال الفوازير التى قدمتها منتصف الثمانينيات، والتى تعتبر بمثابة نقطة تحول فى تاريخ التليفزيون العربى، حيث قدّمت مفهومًا مختلفًا للفوازير، جمعت بين الإبداع البصرى، الأداء الراقص، والكاريزما الاستثنائية، فقدمت «فوازير ألف ليلة وليلة» «عروسة البحور» و«ألف ليلة وليلة:وردشان وماندو» و«حليمة وفاطيما وكاريما» و«حول العالم»، وإلى جانب الفوازير تألقت فى المسرح الاستعراضى فى «علشان خاطر عيونك» و«شارع محمد على».

النجاح الكبير الذى حققته شيريهان فى عالم الاستعراض لم يكن سهلا، فقد اعتمدت على تدريبات مكثفة لتقديم حركات احترافية، وكانت تفكر فى كل التفاصيل من أزياء وألوان وحتى تعبيرات وجهها، وهو ما جعلها أقرب إلى لوحة فنية متحركة.

جرعة الدهشة والفرحة التى حققتها شيريهان على الشاشة كان لها وجه آخر خلف الكواليس حيث كانت تخفى قوة غير عادية، وحياة مليئة بالتحديات والصراعات، بدأت من صراعات عائلية وهى صغيرة مع أسرة والدها دفعتها للنضج المبكر، وحادث كاد ينهى حياتها المهنية، ومعركة صحية شرسة مع مرض السرطان، لتصبح أيقونة الفرح والسعادة رمزا للتحدى، وبعد أن غابت عن جمهورها فى بداية الألفية وبالتحديد فى ٢٠٠٢ بآخر أفلامها «العشق والدم»، حققت حلم العودة فى ٢٠٢١ من خلال عرض «كوكو شانيل»، إلى جانب ظهورها فى إعلان رمضانى حاولت من خلاله أن تثبت للعالم أن الفن يمكن أن يكون رسالة من الأمل والتفاؤل، فلم يكن مجرد إعلان تجارى بل كان إعلان انتصارها على كل المعوقات التى واجهتها، والتأكيد أن شيريهان هى استثناء، فما يميز شيريهان عن غيرها ليس فقط الموهبة، بل قدرتها على لمس أرواح الجمهور بمزيج من البساطة والرُقى. لم تكن مجرد ممثلة أو فنانة، بل هى أيضا رمز للأناقة والأنوثة التى تُعبر عن جيل بأكمله، فحتى فى غيابها عن الأضواء فترات طويلة ظلت شيريهان حاضرة فى القلوب، وحتى اليوم تُلهم أجيالًا جديدة بقصتها؛ قصة المرأة التى جمعت بين الفن والقوة، بين الحلم والواقع، فهى ليست مجرد اسم فى صفحات التاريخ الفنى، بل هى رسالة للحياة والفرح والإصرار على مواصلة الرحلة مهما كانت الصعوبات.

مقالات مشابهة

  • "يارب تعجبكم".. كريم عبدالعزيز يروج لأحدث أعماله المسرحية "الباشا"
  • "وداعًا يا غول التمثيل".. أحمد رفعت يرثي الحلفاوي بحزن عميق ويصفه بالنبيل الذي عاش نجمًا للقلوب
  • بعد رحيله.. أبرز المحطات الفنية لـ نبيل الحلفاوي
  • وزير الثقافة ناعيًا نبيل الحلفاوي: ستظل مسيرته الفنية خالدة في ذاكرة الفن المصري للأجيال القادمة
  • وزير الثقافة ناعيًا نبيل الحلفاوي: ستظل مسيرته الفنية خالدة في ذاكرة الفن المصري
  • وزير الثقافة ناعيًا الفنان نبيل الحلفاوي: ستظل مسيرته الفنية خالدة في ذاكرة الفن المصري للأجيال القادمة
  • وزير الثقافة ناعيًا الفنان نبيل الحلفاوي: ستظل مسيرته الفنية خالدة في ذاكرة الفن المصري
  • ٦٠ سنة شريهان.. ضحك ولعب وفن ودمع
  • من هو الفنان سيد الفيومى.. 10 معلومات تلخص رحلته الفنية
  • الجمهور يدعم عمر زهران.. إشادة واسعة بمسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات