مفاضلة الموت.. كيف يختار سكان شمال غزة مصيرهم؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
لليوم الـ11 على التوالي، يوسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية الـ3 على جباليا شمالي قطاع غزة، ويفرض حصارا على المخيم مستهدفا كل من يحاول الخروج من المنطقة، بهدف إفراغ المنطقة وتهجير أصحابها.
المشاهد الصعبة لعمليات القصف والتدمير وضعت نحو 300 ألف فلسطيني في شمال غزة بامتحان صعب بين خيار النزوح بعد أكثر من عام على الصمود في وجه الإبادة الجماعية أو البقاء في وجه الموت والجوع.
وبالرغم من أداة القتل الإسرائيلية إلى أن جزء كبير من أهالي شمال غزة وخاصة سكان جباليا رفضوا الخروج.
وهنا بدأت مفاضلة الموت بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي بين من اعتبر أن خيار البقاء تحت سقف بيت يستره أفضل حالا من رحلة نزوح بحثا عن خيمة قد لا يجدها، وبين من رأى أن المنطق يكمن في النجاة بالنفس هربا من "أجرم آلة القتل الإسرائيلية، وبين ثالث اعتبر أن الأمر تجاوز حدود العقل، بالقول "إ،ه لا مكان آمن في غزة، فجنوبها مثل شمالها فجميع غزة مستباحه لإسرائيل".
10 أيام حصار، قتل، حرق، نسف، منع الماء والغذاء والدواء وأكثر من 400 شهيد والمحرقة في جباليا مستمرة.
الإجرام يتوسع والنسف لا يتوقف، مربعات سكنية كاملة تختفي عن وجه الأرض، وموجات انفجارية هائلة على مدار الساعة، واخلاءات ونزوح في كل اتجاه وفي كل وقت، وطائرات مسيرة تقنص الناس في كل…
— Dr. Zaid Alsalman (@ZaidAlsalman6) October 15, 2024
وتعليقا على هذا الوضع كتب أحد الناشطين قائلا: "حتى نتكلم بواقعية، لقد حول جيش الاحتلال خلال العام الماضي حياة النازحين في جنوب القطاع إلى جحيم، أكثر من مليون شخص تزدحم بهم مساحة لا تتجاوز الـ10 كيلومترا مربعا، يسكنون الخيام ويلاحقهم الموت قصفا وحرقا لم يبق أي دافع منطقي للنزوح إلى الجنوب ولا سيما نحن على أعتاب فصل الشتاء، هل يترك الإنسان منا سقفا يستره وينزح باحثا عن خيمة قد لا يحصل عليها".
ودعمت ناشطة أخرى الرأي الأول قائلة "أنا لا أريد النزوح إلى الجنوب، أنا لست بطلة، أنا أخاف، أنا متعبة، ليس عيبا الاعتراف بذلك، أنا لست قادرة على التحمل ولا العيش، أرغب في الموت لكن بكرامتي لأنني متعبة حد الموت.. لقد فقدت كل شيء بمعنى الكلمة ولم يتبق لي إلا كرامتي".
View this post on InstagramA post shared by "همساات•☁️????" (@hassan21.22)
صمود في وجه الموت سجّله ناشطون عبر منصات التواصل رافضين الانصياع لأوامر جيش الاحتلال بترك منازلهم والنزوح جنوبا، إذ كتب أحدهم "نموت في الشمال ولن ننزح إلى الجنوب، سيسقط مخطط التهجير". ونشر ناشط مقطع فيديو قال فيه "لن نتركها (شمال غزة)، قاعدين فيها نحن وعائلاتنا ومن تبقى في بيوتنا، لن ننفذ مخطط الاحتلال تحت أي ظرف من الظروف.
View this post on InstagramA post shared by Jehad Abu Shammala || جهاد ابو شمالة (@jehadabushamala)
أما رأي ثان سُجل في المفاضلة المنتشرة عبر منصات التواصل، كتب عنه ناشط قائلا "كل الذين نزحوا كانت الظروف أقوى منهم، فالنزوح مسؤولية كبيرة ولكن الهروب من الموت هو أخذ بالأسباب". وأشار آخر إلى أن "المنطق يكمن في أن ينفذ الإنسان بنفسه من تحت أجرم آلة احتلالية في العصر الحديث".
pic.twitter.com/MxSVO7Q6KF
— يوسف فارس (@Yusuf198989) October 13, 2024
في المقابل، رأى آخرون أن الإدعاء الإسرائيلي بوجود أماكن آمنة في غزة محض كذب، إذ استمر الاحتلال في تقليص المنطقة "الإنسانية" من 230 كيلومترا (من أصل 360 كيلومترا هي مساحة القطاع) إلى 35 كيلومترا ما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة القطاع، حسب بيان لجهاز الدفاع المدني بغزة في أغسطس/آب الماضي.
وعلق ناشط بالقول "لا منطق في الشمال ولا في الجنوب، كل المناطق غير منطقية ولا إنسانية وليست آمنة. ما يحدث شمالا وجنوبا تجاوز حدود العقل والمنطق، فما يحدث معنا لم يعد مجرد اجتهاد في البحث عن أمان، هو فقط هروب ونزوح من خطر مباشر إلى خطر غير مباشر".
وما زال نحو 700 ألف نسمة في محافظتي غزة والشمال من أصل 1.2 مليون نسمة رفضوا النزوح إلى جنوب القطاع، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات شمال غزة
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يطالب سكان الضاحية الجنوبية بإخلائها قبل تعرضها للقصف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إنذارًا لسكان عدة مناطق بالضاحية الجنوبية لبيروت، لتحذيرهم من القصف الذي قد يطال المنطقة في القريب العاجل، وطالبت السكان بضرورة إخلاء منازلهم بأسرع وقت.
وبتغريدة على صفحته الرسمية على موقع إكس، طالب الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سكان أحياء أو مناطق بين بحارة حريك والغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت بإخلاء مساكنهم.
كما نشر أدرعي خرائط تحدد المناطق المقرر قصفها والواجب على سكانها إخلاها، مدعيًا أن تلك المناطق تقع ضمن إطار البنية التحتية لمقاتلي حزب الله اللبناني.
وتسبب ذلك التحذير في موجة نزوح كبيرة لسكان مناطق الجنوب قبيل القصف الإسرائيلي على الضاحية.