النائب هاني العسال: جاهزية المؤسسة العسكرية يبرهن على رؤية القيادة السياسية بعيدة المدى
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ40 للقوات المسلحة، يؤكد في كل مرة عن مدى أهمية تناغم القيادة السياسية مع شعبها الأصيل لاسيما في أوقات الأزمات والتحديات، وهذا ما ظهر في نصر أكتوبر العظيم، الذى كشف عن العلاقة النادرة بين جيش مصر وشعبها، وأن النصر لا يحتاج معركة على جبهات القتال تدار بعقلية عسكرية ناجحة وفقط، بل يحتاج إلى تلاحم الشعب ومساندته لجيشه في وقت المعارك الحاسمة.
وأضاف "العسال"، أن الرئيس بعث رسالة هامة لكل من يرغب في زج مصر في المعارك المشتعلة بالمنطقة ويسعى لاستفزازها بكسر اتفاقيات دولية ومعاهدات مر عليها عقود، فعلى الرغم من حكمة ورصانة الدبلوماسية المصرية التي دائما تختار السلام و طاولة المفاوضات حفاظاً على أمنها واستقرارها القومي، إلا أنها أيضا قادرة على الدفاع عن كل شبر في أرضها، خاصة أنها تملك جيش قوي على جاهزية عالية لردع أي عدو يرغب في النيل منها، لافتاً إلى أن تصاعد التوتر والمشهد السياسي في المنطقة يحتم علينا التأهب مع التأني لإدارة المشهد بأقل خسائر.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن القيادة السياسية كانت تملك رؤية بعيدة المدى، عندما حرصت على جاهزية جيشنا على مدار السنوات الماضية، فلم تدخر جهداً في تزويده ليكون قادر على خوض أهم المعارك بأحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة، وهذا ما تفرضه ساحات المعارك اليوم، التي باتت تُتدار عن بعد باستخدام الأسلحة الإلكترونية الحديثة، وهذا ما رأيناه في المعركة التي حدثت في لبنان، تلتها المعركة الجوية التي شنتها إيران على إسرائيل الأسابيع الماضية، فضلا عن سلسلة الاغتيالات السياسية التي تنفذها تل أبيب، وأجهزة التعقب الحديثة.
وأوضح المهندس هاني العسال، أن تماسك المؤسسة العسكرية وجاهزيتها بات أهم ما يشغل كل مصري، لكن ذلك يحتم علينا الوقوف ومساندة القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أن تماسك الشعب المصري يحفظ أمن وأمان الدولة من أي تحدٍ، ولا أحد ينسى أيضا أن القوات المسلحة الدرع الحصين الحامي لمقدرات الوطن مدعومة بوحدة شعبها، أمام كافة المطامع الاستعمارية التي يخطط لها أي عدو، مشيداً أيضا بالدور السياسي الذي تلعبه مصر في إدارة الأزمات في بلدان الجوار من أجل مساعدة الأشقاء وحماية أمنها القومي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هاني العسال مجلس الشيوخ فعاليات الندوة التثقيفية القيادة السياسية جيش مصر القیادة السیاسیة
إقرأ أيضاً:
روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً
اعتبر البعض في الغرب انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وقرار روسيا بالوقوف جانباً والسماح بحدوث ذلك، مؤشراً على التمدد الإمبراطوري المفرط لموسكو وتراجع نفوذها الإقليمي.
سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، ولكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين
وحسب هذا التفكير من الواضح أن "العملية العسكرية الخاصة" الجارية التي يشنها الكرملين في أوكرانيا تضغط على الجيش الروسي إلى درجة جعلته عاجزاً عن وقف المد المتدحرج للمتمردين، فكان عاجزاً وغير راغب بدعم النظام أكثر من ذلك.
ورغم جاذبية هذه الرواية، دعا الباحث البارز في معهد الأمن القومي بجامعة ميسون جوشوا هيومينسكي المحللين الغربيين إلى الحذر من التركيز الكبير على فكرة أن روسيا كانت عاجزة عن المساعدة ومن عدم التركيز بشكل كاف على واقع بسيط مفاده أنها كانت غير راغبة بذلك.
وبحسب الكاتب فإن من المرجح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأى في دعم روسيا للأسد ترتيباً منخفض الكلفة نسبياً وعالي التأثير، لكن مع تقدم المتمردين، خسر فائدته.
استخفاف بالدب الروسيوكتب هيومينسكي في موقع "بريكينغ ديفنس" أن الاستراتيجية تتلخص أساساً في المقايضات، وهنا يبدو أن موسكو اتخذت قراراً واضحاً بأن الفائدة المترتبة على مواصلة دعم نظام الأسد لم تكن تستحق الكلفة.
وشكل سقوط بشار الأسد انتكاسة لموسكو، فمنذ التدخل في سوريا سنة 2015، قدم الكرملين دعماً مالياً وسياسياً كبيراً للأسد، وهذا الاستثمار يعد صغيراً نسبياً عند تقييمه بالمقارنة مع الموارد التي ضختها أمريكا في المنطقة مثلاً، وبالمقابل اكتسب الكرملين موطئ قدم في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. وكانت قواعده البحرية في البلاد بمثابة محطة لإعادة التزود بالوقود في البحر المتوسط ونقطة انطلاق للعمليات في أفريقيا.
احتمالان متساويانوسارع البعض للإشارة إلى تأثير أوكرانيا على العمليات الروسية في سوريا، لكن بحسب الكاتب، يشكل هذا سوء فهم لدور موسكو في البلاد، الذي اقتصر إلى حد ما على توفير القوة الجوية والمستشارين، مع بعض المقاولين العسكريين من القطاع الخاص.
والسؤال هو هل كانت روسيا لتكون أكثر استعداداً لمواجهة تقدم المتمردين دون الحرب الأوكرانية؟ هذا محتمل بحسب الكاتب، لكن من المحتمل أيضاً أن النظام قد أصبح قضية خاسرة، فالسرعة التي انهار بها، تعكس ضعفاً عسكرياً وتنظيمياً وتكتيكياً كبيراً، وأي هجوم مضاد بالنيابة عن النظام سيكون باهظ الثمن مادياً وعسكرياً.
كما أثبت نظام الأسد لموسكو أنه شريك متقلب وصعب، إذ رفض التعامل مع المعارضة، جعل البلاد جزءاً من نفوذ إيران.
مصير القوات الروسيةويضيف الكاتب أنت الموقف الروسي الجديد في سوريا ما زال غير معروف، وتشير التقارير الأولية إلى أن القوات الروسية تعيد تموضعها داخل قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس، وربما تخلي البلاد بالكامل.
ومن المرجح وفق الكاتب أن تلعب الكراهية المؤكدة تجاه روسيا بسبب قسوتها بالنيابة عن نظام الأسد، وتمكينه من البقاء في السلطة، دوراً في التطورات.
ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن أن تسعى هيئة تحرير الشام إلى طرد القوات الروسية بشكل دائم من البلاد، بل قد تسعى إلى تحويل موسكو من خصم إلى مجرد طرف محايد.
انتكاسة ومرونة وبحسب الكاتب فإن تقاعس الكرملين عن دعم الأسد، يرسل رسالة إلى الأنظمة الأوتوقراطية في أفريقيا، بأن موسكو مستعدة لمواصلة دعم النظام طالما كان فائزاً وقادراً على الاحتفاظ بالسلطة ــ وراغباً بالاستماع إلى نصيحة الكرملين. وعندما يصبح النظام غير قادر على القيام بذلك، يتخذ الكرملين قراراً استراتيجياً ويغير مساره.ويختم الكاتب أن سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، لكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين الاستراتيجية. والتركيز فقط على الانتكاسة وتفويت المرونة يخاطر بمفاجأة استراتيجية سواء في سوريا أو في أماكن أبعد.