شنّ كاتب إسرائيلي هجوما لاذعا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واصفا إياه بأنه "أسوأ رئيس وزراء منذ قيام الدولة".

وفي مقال رأي بصحيفة "هآرتس"، أطلق الكاتب نحميا ستراسلر أقسى العبارات بحق نتنياهو، متهمًا إياه باتباع إستراتيجيات تؤدي إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي وزرع الكراهية بين أطيافه المختلفة، بما يخدم مصالحه الشخصية ويبقيه في سدة الحكم.

واستعرض ستراسلر سلسلة من الإخفاقات التي قال إن نتنياهو تورط فيها بسبب شخصيته التي وصفها بالجبانة والمترددة، حيث أشار إلى أن رئيس الوزراء يعاني من "الجبن والمماطلة" في اتخاذ القرارات المهمة، مما أدى إلى تراكم الأخطاء واستمرار التهديدات الأمنية على إسرائيل.

وأكد الكاتب أن هذا التردد لا يظهر فقط في قضايا الأمن، بل يمتد ليشمل المجالات الاقتصادية، حيث تكررت محاولاته لتجنب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن ميزانية الدفاع.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي يحذر فيه خبراء الاقتصاد من ضرورة عدم زيادة ميزانية الدفاع، يقف نتنياهو عاجزًا أمام مطالب المؤسسة الأمنية بزيادة الميزانية لمواجهة التهديدات.

الكاتب اعتبر أن سوء تقدير نتنياهو أسهم في تعاظم القوة العسكرية لكل من حماس في غزة وحزب الله في لبنان (الفرنسية) سوء تقدير

كما وجه الكاتب انتقادات لاذعة لنتنياهو حول سياساته تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله، قائلا إنه اختار التعامل مع هذين التنظيمين عبر اتباع إستراتيجية الردع فقط، معتقدًا أن عدم التصعيد سيثنيهما عن تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

واعتبر الكاتب هذه الإستراتيجية غير المسؤولة سببًا رئيسيًا لتفاقم الأزمات الأمنية، حيث أفاد بأن نتنياهو وافق على إدخال مئات الملايين من الدولارات إلى حركة حماس بغزة، ظنًا منه أن الحركة قد تتخلى عن استخدام القوة ضد إسرائيل وتتبنى التنمية الاقتصادية.

وأضاف ستراسلر أن نتنياهو "وقع ضحية لخداع وتضليل حول رغبتهم في السلام والنمو الاقتصادي، بينما كانت الحقيقة تشير إلى أنهم يعملون على تقوية أنفسهم وتسليح قواتهم استعدادًا لأي مواجهات قادمة".

وأشار الكاتب إلى أن "زعيم حماس يحيى السنوار، نجح في خداع نتنياهو عبر تصوير "غزة كطالب للسلام والنمو"، بينما كانت الأموال التي أرسلت لغزة تستخدم لتعزيز القدرات العسكرية للحركة"، على حد زعمه.

كذلك اتهم ستراسلر نتنياهو بتبني نفس النهج المتردد في التعامل مع حزب الله على الحدود اللبنانية، وأوضح أن حزب الله استمر في تسليح نفسه وتحصين مواقعه في جنوب لبنان دون أن يتحرك نتنياهو لإيقاف ذلك، حتى أصبحت هذه المناطق مجهزة بكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد استعدادًا لأي نزاع محتمل.

ستراسلر يرى أن نتنياهو عمد إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي (الفرنسية) إستراتيجية الكراهية

ويرى ستراسلر أن نتنياهو لم يكتفِ بالإخفاقات على الصعيد الأمني والاقتصادي، بل عمد إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي من خلال استغلال الكراهية لتحقيق مصالحه السياسية.

وأوضح أن نتنياهو زرع الكراهية بين المتدينين والعلمانيين، وبين التيار القومي والنخب الليبرالية، مشيرًا إلى أن هذه الإستراتيجية كانت مفتاحه للبقاء في السلطة.

ويصف الكاتب هذه الإستراتيجية بأنها "إستراتيجية الكراهية"، حيث يوضح أن نتنياهو جعل جزءًا من المجتمع "يكره الجزء الآخر" من خلال إثارة مشاعر العداء بين مختلف الفئات، بما في ذلك العرب والأشكناز، وحتى في الإعلام.

وأشار ستراسلر إلى أن مستشار نتنياهو المقرب، ناتان إيشيل، قد تم تسريب حديث سري له يقول إن "الكراهية هي ما يوحد معسكرنا.. إنهم يكرهون كل شيء.. لقد نجحنا في دفع الكراهية إلى الجنون وهذا ما يوحد معسكرنا".

واستنتج ستراسلر من هذا التسجيل أن نتنياهو قد استثمر في هذه الكراهية ليضمن بقاءه في السلطة، مشيرًا إلى أنه مهما بلغ فشله، فإن مشاعر الكراهية التي أججها نجحت في تجاوز كل إخفاقاته.

وفي ختام مقاله، يحذر الكاتب من عواقب استمرار نتنياهو في الحكم قائلا: "إنه رئيس الوزراء الأكثر فسادًا في تاريخنا، ويعرض وجودنا للخطر بشكل حقيقي".

ويضيف أن التصور الأمني الإسرائيلي يعتمد على ردع الأعداء والتعاون مع الحلفاء، ولكن نتنياهو تمكن من خلق عداوات حتى مع أكثر الرؤساء الأميركيين دعمًا لإسرائيل.

ويرى ستراسلر أن نتنياهو، عبر إستراتيجيته القائمة على الكراهية والتقسيم، يقود إسرائيل إلى مستقبل محفوف بالمخاطر، مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.

ويعتبر أن ما يحدث الآن ليس مجرد أزمة سياسية عابرة، بل هو تحدٍ وجودي "للدولة الإسرائيلية" نفسها، والتي تعاني من انقسامات عميقة وتوترات داخلية يمكن أن تؤدي إلى نتائج وخيمة إذا استمرت الأمور على هذا النحو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن نتنیاهو إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس المجلس العالمي للمياه: مصر نجحت على مدار العصور في حل كافة مشاكل المياه

قال لوي فوشون رئيس المجلس العالمي للمياه إن مصر تقع في قلب ملتقي القارات بين أسيا وإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وهذا الموقع يمنحها حقوق وواجبات وهي أم عظية حيث تمكنت علي مدار العصور القديمة في التحكم وحل كافة المشاكل المتعلقة بالمياه.

وأشار خلال كلمته بالجلسة الإفتتاحية بأسبوع القاهرة السابع للمياه، إلى أننا هذا العام خلال الأسبوع نسلط الضوء على قضايا المياه في إفريقيا مؤكدا أهمية الأسبوع في مواجهة هذه القضايا خاصة وأن المياه تشكل ركيزه أساسية للبقاء على قيد الحياة.  

وأكد أن الاضطربات المناخية لها عواقب كارثية للبشر وللطبيعة من حولنا خاصة على المياه والتي تحتم علينا التعاون لمواجهة هذه التحديات لأن المياه الآن تتعرض للهجوم ومسؤوليتنا هي الدفاع عن الماء والحفاظ عليه والاستفاده منه قدر المستطاع.  

ولفت إلى أن الأمر استغرق الكثير من السنوات حتى تمكنا من الإدراك والاقتناع من خطورة التغيرات المناخية وتأثيرها على المياه منها الجفاف والذي هو شكل من اشكال الكوارث التي تواجه المياه وذلك في ظل غياب الأمطار.. مضيفا أن التغيرات المناخية تتسبب أيضا في حدوث الأعاصير والأمطار الكثيرة والتي دمرت مناطق كبري وشهدانها بالفعل في كثير من البلدان وهذا كله يتفاقم بسبب الفوضي الحضرية.  

وأشار إلى أن الأمر يزداد صعوبة خاصة في ظل الزيادة السكانية التي يشهدها العالم، حيث في القاهرة الكبري كان عدد السكان ١٣ مليون نسمة وذلك في عام 2000، فينا بلغ عد السكان نحو 22.2 في 2023 وهذا دليل واضح على الزيادة السكانية، وهذا يطلب منا جميعا ومن كل فرض ترشيد إستهلاك المياه والحفاظ عليها بجانب مواجهة التحديات التي تواجه المياه.

ويعقد أسبوع القاهرة السابع للمياه تحت عنوان «المياه والمناخ.. بناء مجتمعات مرنة»؛ وذلك خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر 2024، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويجمع أسبوع القاهرة للمياه خبراء مختصين من مختلف أنحاء العالم؛ لمناقشة القضايا التي تتعلق بإدارة المياه والتغيرات المناخية.

ويتناول أسبوع القاهرة للمياه في نسخته السابعة خمسة موضوعات رئيسية، تشمل حوكمة المياه المشتركة، إدارة الموارد المائية لتعزيز مرونة المجتمعات، الابتكار في تمويل حلول الأمن المائي، والعمل على التكيف مع التغيرات المناخية، بناء المجتمعات الذكية مناخيًا من حيث التخطيط والتشريعات.

كما تتضمن الفعاليات جلسات عامة وورش العمل، وتنظيم مسابقات بحثية لطلاب الدراسات العليا ورواد الأعمال الشباب، ومعرضا يركز على الحلول التكنولوجية الحديثة في عدة مجالات مثل تحلية المياه والطاقة المتجددة.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: هجوم جولاني استمرار لفشل السابع من أكتوبر
  • رئيس وزراء الأردن لميقاتي: نرفض العدوان الإسرائيلي على لبنان ونؤكد ضرورة الالتزام بالقرار1701
  • كاتب يوجه رسالة إلى جندي إسرائيلي.. أنت تضحي بنفسك من أجل نتنياهو وحكومته
  • كاتب إسرائيلي: لدي أخبار سيئة لكم لقد خسرنا الحرب!
  • محلل إسرائيلي: غطرسة حكومة نتنياهو تهدد بسيناريو مظلم
  • كاتب إسرائيلي يدعو لمهاجمة الدولة اللبنانية للقضاء على حزب الله
  • رئيس المجلس العالمي للمياه: مصر نجحت على مدار العصور في حل كافة مشاكل المياه
  • "بوليتيكو" عن مصادر أميركية: واشنطن قد تفرض عقوبات إضافية على المستوطنين تشمل وزراء في حكومة نتنياهو
  • عاجل - السنوار وحماس.. تحضيرات الهجوم الأكبر في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي