أثار أصل المستكشف كريستوفر كولومبوس، الذي اكتشف "العالم الجديد" في القرن الخامس عشر، جدلا طويلا على مر القرون، حيث تنافست عدة دول على نسبه، وكل منها تقدم روايات مختلفة حول مكان ولادته وجذوره العائلية.

ومن بين النظريات الأكثر شيوعا، قيل إن كولومبوس كان من جنوة في شمال غرب إيطاليا، ومع ذلك، تأتي دراسة جديدة لتقلب هذه النظرية التقليدية رأسًا على عقب، حيث تشير إلى أن كولومبوس قد يكون من يهود السفارديم.



وأجرى علماء إسبان دراسة شاملة استندت إلى تحليل الحمض النووي لبقايا بشرية مدفونة في كاتدرائية إشبيلية بإسبانيا، ولفترة طويلة، ساد الاعتقاد بأن هذه الرفات تعود لكولومبوس، لكنها لم تُحلّل بشكل دقيق حتى وقت قريب.


وقام الباحثون بمقارنة الحمض النووي لهذه البقايا مع تلك الخاصة بأفراد من عائلة كولومبوس المعروفة، ووجدوا تطابقًا يؤكد أن هذه الرفات تعود له.

وما يلفت الانتباه في الدراسة هو اكتشاف أن كولومبوس ينحدر من يهود السفارديم، وهم يهود من أصل إسباني وبرتغالي عاشوا في أوروبا الغربية.

وكانت هذه المجموعة من اليهود تعاني في تلك الفترة من الاضطهاد والطرد، لا سيما بعد صدور مرسوم الحمراء عام 1492، الذي أجبر اليهود على اعتناق المسيحية أو مغادرة إسبانيا.

وكان كريستوفر كولومبوس، الذي توفي عام 1506 في إسبانيا، يعيش في فترة من الزمن شهدت تواجدا كبيرا لليهود السفارديم في شبه الجزيرة الإيبيرية، في نهاية القرن الخامس عشر، كان هناك نحو 300 ألف يهودي يعيشون في إسبانيا، إلا أن وضعهم كان في تدهور مستمر بسبب موجات الاضطهاد المتكررة.


كان العديد من يهود السفارديم مضطرين للتخفي أو اعتناق المسيحية بشكل ظاهري بينما يحتفظون بممارساتهم الدينية اليهودية في السر، ويعتقد أن كولومبوس قد يكون من هؤلاء اليهود الذين اضطروا لإخفاء هويتهم الحقيقية لتجنب الاضطهاد.

يرى بعض الباحثين أن انحدار كولومبوس من يهود السفارديم قد يفسر بعض الغموض المحيط بحياته وشخصيته، على سبيل المثال، كان كولومبوس معروفا بكونه شخصا حذرا وكتوما فيما يتعلق بحياته الشخصية، بما في ذلك جذوره العائلية، قد تكون هذه السرية نابعة من خوفه من التعرض للاضطهاد بسبب أصوله اليهودية في ظل الأوضاع المتوترة التي كانت تعيشها إسبانيا آنذاك.

كما يُطرح سؤال حول مدى تأثير أصوله اليهودية على رحلاته الاستكشافية. يرى البعض أن هجرة اليهود وطردهم من إسبانيا قد جعل كولومبوس أكثر إصرارًا على اكتشاف أراضٍ جديدة، قد يجد فيها ملاذًا آمنًا له ولأقرانه.

ولم يكن أصل كولومبوس هو الجدل الوحيد المحيط به، بل أيضًا مكان دفنه، ولقرون، تنافست كل من إسبانيا وجمهورية الدومينيكان حول مكان دفن المستكشف العظيم، في حين تقول إسبانيا إن رفاته موجودة في كاتدرائية إشبيلية، فإن الدومينيكان يدعون أن بقاياه مدفونة في سانتو دومينغو، إلا أن نتائج الدراسة الإسبانية تشير إلى أن الرفات الموجودة في إشبيلية هي بالفعل لكولومبوس، ما يضع حدًا لهذا الجدل الطويل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم كولومبس حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مثل قنديل البحر.. دراسة تكشف نوعًا من المرجان يمشي نحو الضوء الأزرق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الشعاب المرجانية ليست معروفة بحركتها أو تمتعها بأقدام. لكن لاحظ علماء مرجانًا فطريًا يُدعى "Cycloseris cyclolites" يستطيع"المشي" بنشاط نحو موجات الضوء الأزرق بطريقة تحاكي السباحة النبضية لقنديل البحر.

تُعد غالبية الشعاب المرجانية بمثابة كائنات حية ثابتة، وتظل متصلة بشكل دائم بركيزة، تمامًا مثل الطحالب التي تنمو على الصخور، طوال فترة حياتها. 

وكشفت دراسة جديدة أن مرجان "C. cyclolites" يبدأ حياته ملتصقًا بمكانٍ واحد، لكنه يصبح متحركًا خلال مرحلة النضج، ويتسبب ذلك في انحلال جذعه.

تتواجد هذه الفصيلة بشكلٍ شائع في جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ الهندي، مع وجود أدلة تُشير إلى احتمال تواجدها في المحيط الهندي والبحر الأحمر أيضًا، وفقًا لما ذكره الدكتور بريت لويس وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في كلية علوم الأرض والغلاف الجوي بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا بأستراليا.

وثق علماء حركة هذه الفصيلة من المرجان خلال تجربة في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا بأستراليا.Credit: Brett Lewis/Queensland University of Technology

تُعتَبَر مناطق الشعاب المرجانية التي ينفصل عنها مرجان "C. cyclolites" مناطق عالية الطاقة ذات أمواج قوية، وتتنافس فيها الكائنات الحية على المساحة بشكلٍ كبير.

تُجبر هذه العوامل البيئية السيئة أعدادًا صغيرة من هذه الفصيلة، ويصل طولها إلى 9 سنتيمترات، على الهجرة إلى المياه الأكثر عمقًا.

ويساهم التنقل بهذه الطريقة الشعاب المرجانية للبقاء والتكاثر بسبب انخفاض طاقة الأمواج، وانخفاض درجة الحرارة، وقلة مستوى المنافسة على موارد مثل الغذاء وأشعة الشمس في محيطها الجديد، بحسب الدراسة التي نُشرت بتاريخ 22 يناير/كانون الثاني في مجلة "PLOS One" العلمية.

رغم أن الأبحاث السابقة أظهرت أنّ بعض الشعاب المرجانية الحرة تتمتع بالقدرة على الحركة عند تعرضها للضوء أو أشعة الشمس، إلا أنّ التفاصيل الدقيقة لكيفية تنقل الكائنات في محيطها ظلت غامضة بسبب أنظمة التصوير رديئة الدقة.

والآن، أكدت الدراسة الجديدة أن مرجان"C. cyclolites" يتحرك بنشاط من خلال تقنية تُعرف باسم التضخم النبضي (pulsed inflation) عند تعرضه للضوء الأزرق، ما يسمح له بالهجرة باتجاه مصادر الضوء التي تحاكي بيئته الطبيعية.

أشارت الحركة المميزة التي لوحظت لدى "C. cyclolites" إلى أنّ الشعاب المرجانية الحرة قد تتمتع بوظائف جسدية أكثر تعقيدًا ممّا اعتقده العلماء سابقًا، وبشكلٍ يُشبه قنديل البحر.

التحرك نحو الضوء يستخدم هذا المرجان تقنية مشابهة لقنديل البحر يسمح له بالانتشار والعثور على بيئة أفضل.Credit: Brett Lewis/Queensland University of Technology

جمع لويس وفريقه خمس عينات من هذه الشعاب المرجانية قبالة ساحل "كيرنز" في أستراليا، قبل نقلها إلى حوض مائي في جامعة "كوينزلاند" للتكنولوجيا. 

هناك، اختبر العلماء استجابة الشعاب المرجانية للأطوال الموجية الزرقاء والبيضاء بشكلٍ فردي قبل تعريضها لمصادر الضوء في الوقت ذاته.

وأظهر مرجان "C. cyclolites" تفضيلًا قويًا للضوء الأزرق، وأظهرت غالبية العينات استجابة ضوئية إيجابية، أو استجابة تسببت في تحركها نحو مصدر الضوء.

تم تصنيف الحركة من خلال نبضات دورية، أو نوبات من الحركة استمرت لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين.

وعلى العكس من ذلك، تحركت 13.3% فقط من العينات استجابةً للضوء الأبيض مع تنقلها لمسافات أصغر بكثير عند قيامها بذلك.

عند تعريض المرجان للضوء الأزرق والأبيض معًا، تحركت جميع العينات نحو الضوء الأزرق مع تجنب الضوء الأبيض.

بالنسبة لمرجان "C. cyclolites"، يعمل الضوء الأزرق كإشارة اتجاهية تساعد الشعاب المرجانية على التحرك نحو مياه أكثر عمقًا وهدوءًا.

فهم حركة المرجان

عبر استخدام التصوير الفوتوغرافي عالي الدقة بتقنية الفاصل الزمني، وثّق الباحثون الميكانيكا الحيوية المعقدة لمرجان "C. cyclolites".

في البداية، سجّل الفريق الحركة السلبية للشعاب المرجانية، والتي تُعتبر الطريقة الأساسية للهجرة بمجرد أن تتحرّر من ركيزتها.

تعتمد الحركة السلبية على طاقة الأمواج والجاذبية، حيث تُولِّد أمواج المحيط قوة كافية لتحريك الشعاب المرجانية، ولكن في الاتجاه الخاطئ أحيانًا.

وعند الجمع بين الأمواج والمنحدر الطبيعي لمنطقة الشعاب المرجانية، يتم دفع الشعاب المرجانية الفطرية تدريجيًا إلى المنطقة الأمامية للشعاب، والتي تتمتع ببيئة رملية أكثر هدوءًا. 

مقالات مشابهة

  • تقديرات مقلقة.. دراسة تكشف مخاطر الحطام الفضائي على الأرواح
  • دراسة تكشف طرق تعزيز صحة الأمعاء ضد العدوى
  • دراسة الحمض النووي تكشف لغز أقدم لغة في أوروبا
  • مثل قنديل البحر.. دراسة تكشف نوعًا من المرجان يمشي نحو الضوء الأزرق
  • خبراء: تصريحات ترامب عن تهجير سكان غزة تكشف النية الحقيقية للمشروع الصهيوني
  • دراسة تكشف مخاطر جديدة لحمية اليويو على المرضى بالسكري
  • دراسة جديدة تكشف: القلق من الرياضيات عند الآباء يؤثر سلباً على أداء الأطفال
  • دراسة تكشف علاقة استخدام خيط الأسنان والسكتات الدماغية
  • القهوة والخرف.. دراسة تكشف ما لا تتوقعه!
  • بعد انتشارها .. دراسة تكشف مخاطر حقن التخسيس على الجسم