عربي21:
2025-03-15@07:56:37 GMT

هجمات البيجر والووكي توكي والأمن القومي الإسلامي

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة في القرن الحادي والعشرين، أصبحت الهجمات الإلكترونية أحد أخطر التهديدات التي تواجه الدول والمجتمعات، وخاصة في مناطق النزاعات. وإسرائيل، التي تعتبر من الدول المتفوقة في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني، تستخدم هذه الأدوات كوسيلة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة.

الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية، من خلال أجهزة "البيجر" و"الووكي توكي" قبيل العدوان الأخير على لبنان، تشكل حلقة جديدة في سلسلة من الهجمات التي تستهدف دول المنطقة العربية والإسلامية، مما يطرح تساؤلات جادة حول واقع ومستقبل الأمن القومي في هذه الدول، وكيفية مواجهة هذه التهديدات المتزايدة.

خلفية الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية على لبنان

الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية على لبنان ليست ظاهرة جديدة، لكنها تصاعدت في السنوات الأخيرة بالتزامن مع التوترات السياسية والعسكرية بين الطرفين. ويعاني لبنان من انقسامات داخلية وأزمات سياسية واقتصادية تجعل بنيته التحتية ضعيفة أمام الهجمات السيبرانية.

في هذا السياق، تعتبر الهجمات الإلكترونية جزءا من استراتيجية إسرائيلية أشمل تهدف إلى إضعاف الخصوم دون الحاجة إلى اللجوء إلى العمل العسكري التقليدي. في الأشهر القليلة الماضية، تعرضت العديد من المؤسسات اللبنانية الحكومية والخاصة لهجمات إلكترونية واسعة النطاق. هذه الهجمات استهدفت أنظمة الاتصالات، والبنية التحتية المالية، ومواقع إلكترونية حيوية. واتُهمت إسرائيل، التي تمتلك قدرات سيبرانية متقدمة، بتنفيذ هذه الهجمات، خاصة بالنظر إلى توقيت الهجمات والقدرات التكنولوجية المتقدمة المستخدمة فيها.

الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية على لبنان تفتح الباب أمام تساؤلات أوسع حول الأمن القومي العربي والإسلامي في ضوء هذه التهديدات الجديدة. فالأمن القومي لم يعد مقتصرا على الحروب التقليدية، بل أصبح يعتمد بشكل متزايد على القدرة على حماية الأنظمة الإلكترونية والبنية التحتية الحيوية
يمكن فهم هذه الهجمات في إطار سعي إسرائيل لتعطيل أنشطة المقاومة اللبنانية، بالإضافة لسعي إسرائيل إلى إضعاف الدولة اللبنانية، وإثارة مزيد من الفوضى الداخلية، مما يحد من قدرة لبنان على التنسيق مع القوى الإقليمية الأخرى.

التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي والإسلامي

الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية على لبنان تفتح الباب أمام تساؤلات أوسع حول الأمن القومي العربي والإسلامي في ضوء هذه التهديدات الجديدة. فالأمن القومي لم يعد مقتصرا على الحروب التقليدية، بل أصبح يعتمد بشكل متزايد على القدرة على حماية الأنظمة الإلكترونية والبنية التحتية الحيوية.

وهناك عدة تحديات تواجه الدول العربية والإسلامية في هذا السياق:

أولها، ضعف البنية التحتية الإلكترونية: فالعديد من الدول العربية والإسلامية تعاني ضعفا في البنية التحتية الإلكترونية، سواء على مستوى الحكومات أو المؤسسات الخاصة. هذا الضعف يجعلها عرضة للهجمات السيبرانية، خاصة من دول مثل إسرائيل التي تمتلك تكنولوجيا سيبرانية متقدمة.

ثانيها، غياب الوعي السيبراني: فالوعي حول أهمية الأمن السيبراني لا يزال محدودا في العديد من الدول العربية والإسلامية. بعض المؤسسات والهيئات الحكومية لا تولي أهمية كبيرة لحماية أنظمتها الإلكترونية، مما يجعلها عرضة للاختراق بسهولة.

ثالثها، عدم التنسيق الإقليمي: فبرغم أن التهديدات السيبرانية تواجه معظم الدول العربية والإسلامية، إلا أن هناك نقصا في التنسيق والتعاون بين هذه الدول في مجال الأمن السيبراني. فكل دولة تعمل بمفردها لمواجهة هذه التهديدات، مما يقلل من قدرتها على التصدي للهجمات المشتركة أو تطوير استراتيجيات إقليمية فعالة.

استراتيجية إسرائيل في الحروب السيبرانية

إسرائيل تُعد من الدول المتقدمة عالميا في مجال الأمن السيبراني، وهي تستخدم هذا التفوق التكنولوجي لتحقيق أهدافها الجيوسياسية في المنطقة وهذا هو بيت القصيد، وهناك عدة ملامح لاستراتيجية إسرائيل في هذا المجال:

أولها، الهجمات الوقائية، حيث تعتمد إسرائيل على مفهوم الهجمات الوقائية، فتقوم بشن هجمات سيبرانية على خصومها لتعطيل قدراتهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ هجمات ضدها، وهذا النوع من الهجمات يُستخدم بشكل متزايد ضد دول مثل لبنان وإيران.

ثانيها، تدمير البنية التحتية الحيوية: فالهجمات الإسرائيلية لا تستهدف فقط الأنظمة العسكرية، بل تسعى أيضا إلى تعطيل البنية التحتية الحيوية في الدول المعادية، وقد جاء استهداف شبكات الكهرباء، والمياه، والاتصالات في لبنان كجزء من هذه الاستراتيجية، التي تهدف إلى خلق حالة من الفوضى، وشل قدرة الدولة على العمل بكفاءة.

ثالثها، الحرب النفسية والإعلامية، فالهجمات الإلكترونية تُستخدم أيضا كوسيلة للحرب النفسية، فاختراق مواقع حكومية أو نشر معلومات مضللة يهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين في حكوماتهم، وإثارة الشكوك حول قدرة هذه الحكومات على حماية شعوبها.

أثر الهجمات الإلكترونية على لبنان والمنطقة

الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية على لبنان لها تأثيرات واسعة تتجاوز الحدود الجغرافية للبنان، حيث تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي العربي والإسلامي، وبعض هذه التأثيرات تشمل:

- زيادة الفوضى الداخلية، حيث يعاني لبنان بالفعل من أزمات سياسية واقتصادية، والهجمات الإلكترونية تزيد من تعقيد الوضع، كما أن تعطل البنية التحتية والخدمات العامة يزيد من الضغوط على الحكومة اللبنانية ويؤدي إلى تفاقم الفوضى الداخلية.

- إضعاف التحالفات الإقليمية، فمن خلال الهجمات الإلكترونية، تسعى إسرائيل إلى إضعاف تحالفات الدول العربية والإسلامية. فإذا كان لبنان غير قادرة على حماية نفسها من الهجمات السيبرانية، فإن الدول المجاورة قد تجد نفسها مجبرة على التركيز على حماية مصالحها بدلا من العمل بشكل جماعي ضد التهديدات المشتركة.

- التأثير على الاقتصاد، فالهجمات الإلكترونية لا تستهدف فقط الأنظمة العسكرية أو الحكومية، بل أيضا المؤسسات الاقتصادية والمالية، كما أن تعطيل هذه المؤسسات يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد اللبناني، ويزيد من التوترات الاجتماعية والسياسية.

كيفية مواجهة التهديدات السيبرانية الإسرائيلية

في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها الهجمات الإلكترونية، تحتاج الدول العربية والإسلامية الجادة إلى تطوير استراتيجيات فعالة لحماية أمنها القومي، وفي هذا السياق فهناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لمواجهة التهديدات السيبرانية الإسرائيلية:

أولها، تعزيز البنية التحتية الإلكترونية، حيث يجب على الدول العربية والإسلامية الاستثمار بشكل كبير في تعزيز بنيتها التحتية الإلكترونية، وذلك من خلال تطوير أنظمة دفاع سيبراني قوية، يمكن أن تقلل من تأثير الهجمات الإلكتروني، وتزيد من قدرة الدول على الصمود في وجه التهديدات.

ثانيها، التنسيق الإقليمي، فمواجهة التهديدات السيبرانية تتطلب تعاونا إقليميا بين الدول العربية والإسلامية، ومن الضروري إنشاء آليات للتنسيق وتبادل المعلومات حول الهجمات السيبرانية، وكيفية التصدي لها بشكل جماعي.

ثالثها، رفع الوعي السيبراني، حيث يتعين على الدول والحكومات والمؤسسات الخاصة تعزيز الوعي بأهمية الأمن السيبراني، وهو ما يتضمن تدريب الموظفين على كيفية حماية الأنظمة الإلكترونية وتطوير خطط طوارئ لمواجهة الهجمات السيبرانية.

رابعها، التحالف مع قوى دولية، حيث يمكن للدول العربية والإسلامية الاستفادة من التحالف مع قوى دولية تمتلك تقنيات متقدمة في مجال الأمن السيبراني، مثل روسيا أو الصين، لتعزيز قدراتها الدفاعية في هذا المجال.

وأخيرا، فإن الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية على لبنان هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى إضعاف الدول العربية والإسلامية والسيطرة على الفضاء الإلكتروني في المنطقة، وفي ظل هذا التهديد المتزايد، أصبح من الضروري للدول العربية والإسلامية إعادة التفكير في استراتيجياتها الأمنية، والعمل على تطوير أنظمة سيبرانية قوية، قادرة على حماية أمنها القومي، والتعاون الإقليمي والدولي، والاستثمار في التكنولوجيا، ورفع الوعي بأهمية الأمن السيبراني، فهي خطوات حاسمة للحفاظ على استقرار المنطقة وحماية مصالحها الحيوية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهجمات الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية لبنان لبنان إسرائيل حزب الله هجمات هجمات إلكترونية مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة والإسلامیة البنیة التحتیة الحیویة التهدیدات السیبرانیة التحتیة الإلکترونیة الهجمات السیبرانیة الأمن السیبرانی هذه التهدیدات على حمایة إلى إضعاف من الدول فی مجال فی هذا

إقرأ أيضاً:

من الهجوم إلى الدفاع.. دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم الإلكترونية

أحدثت شبكة الإنترنت تحولًا جذريا في مختلف مناحي الحياة، مقدمة مزايا غير مسبوقة للأفراد والشركات، إلا أن هذا التطور صاحبه ارتفاع ملحوظ في الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المستخدمين والأنظمة الرقمية.

وباتت البرمجيات الخبيثة تشكل تهديدًا متزايدا للحواسيب والهواتف الذكية والشبكات، حيث تستهدف سرية البيانات وسلامتها، بالإضافة إلى تأثيرها المباشر في الموارد المالية للأفراد والمؤسسات.

ولكن اكتشاف هذه البرمجيات يمثل تحديًا مستمرا في ظل التطور المستمر لأساليب المهاجمين وقدرتهم على التهرب من أنظمة الحماية التقليدية.

وفي ظل محدودية كفاءة برامج مكافحة الفيروسات التقليدية والتحليل اليدوي في التصدي لهذه التهديدات المتجددة، برز التعلم الآلي كأداة قوية لتعزيز أمن المعلومات.

كيف يعزز التعلم الآلي الأمن السيبراني؟

يعتمد التعلم الآلي على تحليل أنماط وسلوكيات الملفات المختلفة، بما في ذلك الملفات التنفيذية والبرامج النصية والمستندات والصور، لتحديد مدى خطورتها.

وتصنف خوارزمياته الملفات استنادًا إلى تشابهها مع عينات خبيثة معروفة أو انحرافها عن الأنماط الطبيعية.

كما تتمتع هذه التقنية بقدرة ذاتية على التعلم من البيانات الجديدة وتحديث نماذجها لمواكبة تطور التهديدات السيبرانية.

إعلان

ويستخدم التعلم الآلي تقنيات متعددة، تتنوع بين الأساليب الخاضعة للإشراف وغير الخاضعة للإشراف، تبعًا لنوع البيانات والمهمة المطلوبة.

وتتيح هذه التقنية للأنظمة الحاسوبية التعلم دون الحاجة إلى برمجتها، مما يجعلها تحاكي الطريقة التي يتعلم بها البشر من خلال التجربة.

ويعزز التعلم الآلي الأمن السيبراني من خلال تحليل البيانات واكتشاف الأنماط المخفية للكشف المبكر عن التهديدات الإلكترونية والمساعدة في التعرف على الأنماط التي قد لا يلاحظها البشر أو برامج مكافحة الفيروسات التقليدية.

وتعتمد هذه التقنية على تدريب الأنظمة لكي تستطيع التنبؤ بالسلوكيات الخبيثة واتخاذ قرارات استباقية لحماية الأنظمة الرقمية.

ومن خلال تحليل بيانات البرمجيات الخبيثة، تستطيع الخوارزميات تحديد أنماط وخصائص البرمجيات الخبيثة واكتشاف التهديدات الداخلية والتصرفات غير المألوفة للمستخدمين والتنبؤ بالمناطق الخطرة عبر الإنترنت وحماية البيانات المخزنة في السحابة من خلال مراقبة السلوك المشبوه.

دور التعلم الآلي في كشف البرمجيات الخبيثة

تحلل المؤسسات ملايين البيانات المرتبطة بالبنية التحتية والمستخدمين. وفي ظل الكم الهائل من البيانات، يصبح من الصعب الاعتماد على فرق الأمن التقليدية فقط.

ويأتي هنا دور التعلم الآلي، الذي يساعد فرق الأمن السيبراني في تحديد التهديدات واتخاذ الإجراءات اللازمة قبل وقوع الضرر.

وتعتمد هذه العملية على تزويد الخوارزميات ببيانات ضخمة، مما يمكنها من استنتاج الارتباطات والأنماط المخفية. وبناءً على هذه الأنماط، تتوقع الخوارزميات التهديدات وتتخذ إجراءات مناسبة.

وعادةً ما تشمل عملية التعلم الآلي جمع كميات كبيرة من البيانات وتنظيمها وتجهيزها للتحليل، واستخرج الخصائص المهمة من البيانات، وتدريب الخوارزمية على البيانات المستخرجة، واختبار أداء النموذج للتحقق من دقته وقدرته.

إعلان

وبالنظر إلى الطبيعة الديناميكية للتعلم الآلي، فإن إضافة بيانات جديدة يعزز أداء النماذج ويحسن قدرتها على كشف البرمجيات الخبيثة.

المؤسسات تحلل ملايين البيانات المرتبطة بالبنية التحتية والمستخدمين (شترستوك) تقنيات الكشف

توجد منهجيات مختلفة لاستخدام تقنيات التعلم الآلي للكشف عن البرمجيات الخبيثة، بما في ذلك:

الكشف القائم على التوقيع: يقارن ملفًا أو نظامًا بقاعدة بيانات توقيع البرمجيات الخبيثة. تكتشف هذه الطريقة البرمجيات الخبيثة المعروفة، لكنها لا تستطيع اكتشاف التهديدات الجديدة. التحليل الاستدلالي: يكتشف أنماط سلوك النظام أو التعليمات البرمجية المشبوهة. تكتشف هذه الطريقة التهديدات الجديدة، ولكنها قد تولد أيضًا نتائج إيجابية خاطئة. الكشف القائم على التعلم الآلي: تحلل الخوارزميات مجموعات بيانات ضخمة من البرمجيات الخبيثة المعروفة للعثور على أنماط البرمجيات الخبيثة وسماتها. تكتشف هذه الطريقة التهديدات المعروفة وغير المتوقعة وتقليل وقت اكتشاف البرمجيات الخبيثة وإزالتها.

وتصنف تقنيات التعلم الآلي المستخدمة في الكشف عن البرمجيات الخبيثة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي الأساليب الخاضعة للإشراف، والأساليب غير الخاضعة للإشراف، والأساليب القائمة على التعزيز.

ويمتلك كل نوع إيجابيات وسلبيات، وتعتمد الطريقة المختارة على حالة الاستخدام والبيانات المقدمة.

وغالبًا ما تُستخدم الأساليب الهجينة، التي تجمع بين الأنواع المتعددة، لتعزيز دقة ومتانة أنظمة الأمن السيبراني في اكتشاف التهديدات المتطورة والتخفيف منها.

دور التعلم الآلي في تعزيز الأمن السيبراني

يراقب التعلم الآلي سلوك الشبكة بشكل مستمر لاكتشاف أي نشاط غير طبيعي. ومن خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات في الوقت الفعلي، فإنه يستطيع تحديد الحوادث الأمنية الحرجة، ويشمل ذلك التهديدات الداخلية، والبرمجيات الخبيثة غير المعروفة سابقًا، وانتهاكات سياسات الأمان.

إعلان

وتستطيع أنظمة التعلم الآلي التنبؤ بالمواقع الضارة عبر الإنترنت لمنع وصول المستخدمين إليها. كما تحلل أنشطة الإنترنت بشكل مستمر لاكتشاف البنية التحتية التي يستخدمها المهاجمون لشن هجمات سيبرانية جديدة أو ناشئة.

وتساعد خوارزميات التعلم الآلي في الكشف عن البرمجيات الخبيثة الجديدة غير المعروفة سابقًا، وتعتمد على تحليل خصائص وسلوك البرمجيات الخبيثة المعروفة لتحديد أي تهديد ناشئ ومنعه قبل إلحاق الضرر بالأجهزة.

ويتيح التعلم الآلي تعزيز أمان بيئات العمل السحابية عبر تحليل سلوكيات تسجيل الدخول المشبوهة، واكتشاف الأنشطة غير الاعتيادية بناءً على الموقع الجغرافي، وإجراء تحليلات متقدمة لعناوين بروتوكول الإنترنت "آي بي" (IP) من أجل تحديد المخاطر المحتملة.

وتستطيع أنظمة التعلم الآلي تحليل البيانات المشفرة دون فك تشفيرها، إذ تعتمد على دراسة أنماط حركة المرور المشفرة داخل الشبكة لتحديد السلوكيات المشبوهة، ورصد أي تهديدات مخفية داخل التشفير.

فوائد ومزايا التعلم الآلي

أصبح إدماج التعلم الآلي في أنظمة كشف البرمجيات الخبيثة خطوة أساسية لتعزيز إجراءات الأمان وتحسين الكفاءة التشغيلية، إذ تحقق الخوارزميات معدلات دقة مرتفعة في الكشف عن البرمجيات الخبيثة.

وتتيح الخوارزميات اكتشاف البرمجيات الخبيثة تلقائيًا، مما يقلل من العبء على خبراء الأمن السيبراني ويوفر الوقت والموارد.

وتتميز أنظمة التعلم الآلي بالقدرة على التكيف مع التهديدات الجديدة والتعلم من الأخطاء السابقة. وتستطيع النماذج المحدثة اكتشاف أنواع جديدة من البرمجيات الخبيثة، مما يعزز من كفاءتها في مواجهة التهديدات المتطورة.

وفيما يلي خمس تقنيات رئيسية للتعلم الآلي تعزز من قدرات الكشف عن البرمجيات الخبيثة:

استخراج الخصائص: تتيح هذه التقنية تحليل الخصائص المتعلقة بالبرمجيات الخبيثة، مثل الحجم والنوع والسلوك. التعرف على الأنماط: تتيح هذه التقنية اكتشاف الأنماط المخفية في البيانات التي قد لا يتمكن المحللون البشر من ملاحظتها. التعلم من التجربة: تتحسن الأنظمة عبر تحليل الأنماط والاتجاهات داخل مجموعات البيانات الكبيرة التي قد يغفلها المحللون البشريون. التحليل المتقدم: يتيح التحليل السريع للبيانات الضخمة اكتشاف التهديدات والاستجابة لها في الوقت الفعلي. الأتمتة: تساهم الأتمتة في تقليل العبء على خبراء الأمن السيبراني عبر أتمتة عمليات الكشف عن البرمجيات الخبيثة. إعلان

ويؤدي الجمع بين التقنيات إلى تحسين دقة وكفاءة الكشف عن البرمجيات الخبيثة. وبفضل هذه القدرات، تستطيع الخوارزميات تحديد التهديدات بسرعة وفعالية، مما يسهم في منع الهجمات الإلكترونية وتعزيز الأمان السيبراني.

تحديات التعلم الآلي

يعاني استخدام التعلم الآلي من بعض التحديات، منها تولد نتائج إيجابية كاذبة أو نتائج سلبية كاذبة، مما قد يقلل من الموثوقية والكفاءة.

كما أن هذه التقنية عرضة للهجمات المتعمدة للتلاعب بالخوارزمية أو خداعها عن طريق تعديل البيانات أو المزايا.

ومن أجل التغلب على ذلك، توجد حلول قد تساعد في تحسين دقة الخوارزمية، ويشمل ذلك استخدام الخوارزميات المتعددة والمتنوعة، واستخدام بيانات عالية الجودة، واستخدام الخوارزميات القابلة للتفسير وتمكين التدخل البشري أو التحقق عند الحاجة.

ختامًا، يوفر التعلم الآلي إمكانات كبيرة لإحداث ثورة في مجال كشف التهديدات من حيث القدرة على تحديد البرمجيات الخبيثة بسرعة ودقة.

ويعتمد نجاح التعلم الآلي في كشف البرمجيات الخبيثة على البيانات المستخدمة في تدريبه، ويمثل استخدام هذه التقنية خطوة مهمة نحو تحسين تدابير الأمن السيبراني، إلا أن البحث والتطوير المستمرين في هذا المجال ضروريان من أجل استغلال إمكاناته الكاملة والحفاظ على بيئة رقمية آمنة.

مقالات مشابهة

  • جيروزاليم بوست: كواليس جديدة عن تفجيرات البيجر.. مفاجأة في إتصال
  • من الهجوم إلى الدفاع.. دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم الإلكترونية
  • عملية مفاجئة ومبتكرة.. كواليس البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان
  • الداخلية: الفيزا الإلكترونية إلزامية لجميع الوافدين وتُمنح خلال 6 ساعات
  • معهد فلسطين للأمن القومي: الخطة المصرية لإعمار غزة واقعية وتخدم الأولويات العربية
  • المتحف القومي للحضارة المصرية يستقبل وزراء ومسئولين من المشاركين في القمة العربية
  • «تيته» تعقد اجتماعاً مع الأمين العام لـ«جامعة الدول العربية»
  • ضمن السهرات العربية والإسلامية.. الأوبرا تحتفي بالتراث الثقافي الباكستاني غدا
  • وزارة الخارجية ترحب ببيان مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن رفض الحكومة الموازية في السودان
  • وزير الخارجية الإيراني: سيتم تسليم رسالة ترامب إلى إيران قريبا عبر مبعوث من إحدى الدول العربية