هل يعتبر طلاب الجلالة شهداء علم.. وما هي حالات الشهادة؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
وقع أمس حادث انقلاب حافلة تنقل طلاب كلية الطب من جامعة الجلالة على طريق السخنة الجلالة مما تسبب فى وقوع وفيات ومصابين، وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية، إن سائق الأتوبيس بسبب السرعة الزائدة فقد السيطرة على الأتوبيس في أحد ملفات طريق الجلالة بالاتجاه القادم من الزعفرانة باتجاه طريق العين السخنة مما نتج عنه انقلابه.
ويتساءل الكثيرون هل يعتبر طلاب جامعة الجلالة المتوفين شهداء علم وما هي حالات الشهادة ؟.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن من مات وهو في طلب العلم فهو شهيد، ويؤجر المسلم بقدر سعيه ومشقته".
واستشهدت دار الإفتاء بحديث عَنْ عبداللَّهِ بْنِ عَدِيِّ ابْنِ الْحَمْرَاءِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ فِي سُوقِ مَكَّةَ: وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ.
وَعَنْ أنسٍ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: مَن خرَج في طَلَبِ العِلمِ، كان في سَبيلِ اللَّهِ حَتَّى يرجِعَ. رواهُ الترْمِذيُّ، وقال: حديثٌ حَسنٌ.
وعَنْ أَبي سَعيدٍ الخدْرِيِّ، عَنْ رسُولِ اللَّه ﷺ قَالَ: لَنْ يَشبَع مُؤمِنٌ مِنْ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الجَنَّةَ. رواهُ الترمذيُّ، وقَالَ: حديثٌ حسنٌ.
وعَنْ أَبي أُمَامة، أنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: فضْلُ الْعالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ: رسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ اللَّه وملائِكَتَهُ وأَهْلَ السَّمواتِ والأرضِ حتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلى مُعلِّمِي النَّاسِ الخَيْرْ. رواهُ الترمذي، وقالَ: حَديثٌ حَسنٌ.
ويقول النبي الكريم: « مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ؟» قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. قَالَ : « إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِى إِذًا لَقَلِيلٌ ». سوف يوسع معنى الشهادة.
وأشار إلى أن الشهادة الأصلية هي أن أقتل في سبيل الله مع معتركٍ مع الكافرين، هذه هي الشهادة العليا هذه هي الشهادة الأصلية، ولكن إذًا شهداء أمتي قليل من ماتوا في الحرب دفاعًا عن القضية في سبيل الله، وأخذ يعدد أنواعًا أخرى من الشهداء : «فالمَبْطُون شهيد» وهو من مات في حالة المرض، وأيضا كلمة المَبْطُون هو من مات بداء في البطن، لكن رحمة الله واسعة فمن مات في حالة المرض بسبب هذا المرض المؤلم الذي تألم فيه فكانت كل آه تخرج من قلبه تعد كأنها تسبيحة لله رب العالمين، هذا المريض الصابر الشاكر الذي لقى الله سبحانه وتعالى وهو في هذا البلاء يعد من الشهداء له أجر شهيد.
وذكر أن «والمرأة تموت بجمع شهيدة»، المرأة الحامل تعاين الموت وهي تَلِد وبعد الولادة ، وكل ذلك وهي راضية بل إنها فرحة بمولودها الجديد،فإذا ماتت من جراء ذلك فهي شهيدة، «وصاحب الهدم شهيد» الذي يقع عليه بناء أو حائط فيموت تحته ، و «الغريق شهيد»، و«والمطعون شهيد» يعني من مات بمرضٍ وبائي كالطاعون.
وأكد علي جمعة، أن قراءة الأمور بالدلالة اللغوية، يوصل في النهاية إلى توسيع المعنى ، فعندما تقرأ القرآن وسع المعنى ، وعندما تقرأ حديث سيدنا رسول الله وسع المعنى ، وعندما تتلقى الدين وأوامره وسع المعنى، فلا نقف عند الجزئيات فحسب، الجزئيات مهمة وفي غاية الأهمية، لكن لا تقف عندها بل تجاوزها إلى مراد الله ورسوله لعبادة الله وعمارة الدنيا وتزكية النفس.
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن العلماء جمعوا ما عدده الرسول من صفات الشهداء، وجدوا نحو عشرين صفة تعد من الشهداء.
وأضاف علي جمعة، في منشور له، أن سيدنا رسول الله، أمرنا أن نقرأ الأمور بسعة تتجاوز الدلالة اللغوية فيقول: « أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ». قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. -هذا هو المفلس وهو معنى لغوي صحيح-. فَقَالَ : « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ؛ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ ،أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ ».
وذكر أن هذا هو المفلس، ومع ذلك لم ينكر سيدنا رسول الله المعنى الأول من إفلاس الدرهم والدينار ؛ لكنه وسعه وأضاف إلى المعنى معنى جديدًا يتعلق بالدِيانة، يتعلق بإيمان المؤمن باليوم الآخر وبالحساب وبعدل الله سبحانه وتعالى، يتعلق بأمر المؤمن في الدنيا أن يتقي ربه، وألا يظلم هذا، وألا يسب هذا، وألا يغتصب أرض هذا، وإلا فإنه يبشره بالإفلاس يوم القيامة.
أولًا: إن الفقهاء نصوا على أن الشهيد الكامل وهو شهيد الدنيا والآخرة هو المسلم المكلف الطاهر الذي قتله أهل الحرب أو أهل البغي أو قطَّاع الطريق أو وُجد في المعركة وبه أثر دالٌّ على قتله أو قَتَلَه مسلم أو ذميٌّ ظلمًا بآلة جارحة ولم تجب بقتله دية، وكان موته فور إصابته بأن لم يباشر أمرًا من أمور الدنيا بعدها، وحكمه أن يكفن ويصلَّى عليه ولا يغسل، ويدفن بدمه وثيابه، إلا ما ليس من جنس الكفن، كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهداء أُحد، هذا هو شهيد الدنيا والآخرة وحكمه.
أما شهيد الآخرة فقط فقد قال السيوطي كما نقله عنه ابن عابدين في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" أنهم نحو الثلاثين وزادهم بعض الفقهاء إلى نحو الأربعين؛ منهم الغريق والحريق والغريب ومن مات في سبيل طلب العلم. وهؤلاء يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم.
ومن هذا يتبين أن ابن السائل إذا كانت رحلته هذه في سبيل طلب العلم ودراسته فإنه يعتبر من شهداء الآخرة فقط؛ لموته غريبًا وفي سبيل طلب العلم. ولا ينطبق عليه حكم شهادة الدنيا والآخرة كما هو ظاهر.
ثانيًا: أما مسألة تخليد اسمه وذكراه فهذا أمر دنيوي محض لا دخل له في الشهادة ولا في ثوابها عند الله، بل الأفضل تركها لمن يريد زيادة الأجر من الله حيث لم يثبت مثل ذلك عن السلف. ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال بشقيه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أنواع الشهداء حالات الشهادة طلب العلم رسول الله فی سبیل من مات
إقرأ أيضاً:
استشهاد معتقل فلسطيني من مخيم جنين في سجن "مجدو"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استُشهد المعتقل الفلسطيني خالد محمود قاسم عبد الله (41 عاما) من مخيم جنين في سجن مجدو. وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني باستشهاد المعتقل الإداري عبد الله (41 عاما) في سجن (مجدو)، وهو معتقل منذ 9 نوفمبر 2023 إداريا، ليضاف إلى سجل الشهداء الذين ارتقوا نتيجة الجرائم الممنهجة التي تمارسها منظومة السجون بشكل غير مسبوق منذ تاريخ حرب الإبادة.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أنه المعتقل الثالث الذي يعلن عن استشهاده، في غضون أسبوع، ليرتفع عدد الشهداء بين صفوف المعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 61، وهم فقط المعلومة هوياتهم، من بينهم على الأقل 40 من غزة، وهذا العدد هو الأعلى تاريخيا، وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى (298)،، كما يرتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى 70 من بينهم 59 منذ بدء الحرب.
وأضافت الهيئة والنادي، أن قضية استشهاد المعتقل خالد عبد الله، تشكل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيلي، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة، موضحة أن الاحتلال لا يكتفي بقتل المعتقلين بل يتعمد حتى عدم الكشف عن مصيرهم بعد مرور فترة على استشهادهم، كما جرى مع العديد من معتقلي غزة، وكذلك كما جرى مع المعتقل خالد عبد الله.
وشددت الهيئة على أن وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف المعتقلين ستأخذ منحنى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف منهم في سجون الاحتلال، واستمرار تعرضهم بشكل لحظي لجرائم ممنهجة، أبرزها التعذيب والتجويع والاعتداءات بأشكالها كافة والجرائم الطبية.
وحملت الهيئة والنادي، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل خالد عبدالله، مجددين مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة.