بين أزيز الرصاص.. الشاب أبو نحل يبدع في خيمته
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
غزة- خيمة على إحدى نواصي شارع السلام في مدينة دير البلح تلفت انتباهك حين تطأ قدماك البقعة الجغرافية الأكثر ازدحاما في العالم، وبمجرد وصولك يستقبلك "بلال أبو نحل" الفنان الأبكم إلا من الحديث عن حبه لغزة والوطن.
إبداع من رحم الحرببلال الذي يبلغ من العمر 26 ربيعًا، والذي لم تثنه ظروف الحرب ولا أزيز الرصاص ولا وابل الصواريخ، ولم يفلت قلمه الذي يرسم فيه لغزة.
لا يصغي "بلال" إلى الناس ولا يسمع لهمومهم، لكنه يلحظ بقلبه ماذا حل بغزة وأهلها في رحلات نزوحهم وفقدهم لأحبابهم.. فيرسم أوجاعهم بألوان رمادية، بينما كان يلون حكاياهم قبل العدوان بريشته بألوان قوس قزح.
نشأ الشاب "بلال" هاويًا للرسم فبدأ بالرسم على ورق، بينما تطور رسمه إلى اللوحات والنقش على الجدران، وهو يعد أن هذه اللوحات هي أسهل طريقة يخاطب العالم بها وتقربه من الناس.
كانت اللوحة تأخذ ما بين يوم وعشرة أيام قبل العدوان، فكان يرسم الأطفال يلعبون بين الحدائق، وعلى شاطئ البحر، وبعد العدوان على غزة، أصبح يرسم لوحات بالأبيض والأسود تعبر عن معاناة الناس وقهرهم.
لم يكن الرسم بالنسبة للشاب "بلال" مجرد هواية قبل العدوان، بل أصبح مصدر دخله، فقد أصبح يرسم على جدران الشوارع الرئيسية في غزة، كما يرسم أيضًا "بورتريهات" لشخصيات اعتبارية سطرت بسيرتها أجمل صور العطاء لفلسطين قبل أن تأتي الحرب وتدمر مخططاته وأحلامه.
كمعرض ثقافي يرى النازحون خيمة الشاب الرسام "أبو نحل"، يزورونه وسط اندهاشهم من الرسم تحت وابل الصواريخ تارة، وأن الأنامل التي أبدعت هي لشاب يعاني من عدم التفاعل مع العالم بالكلام تارة أخرى.. فيذهل جميع الزائرين ويلتقطون صورًا للوحاته، كما يلتقطون صورًا لهم كذكرى في خيمة إبداعه، ويشجعونه على استمرار شغفه ويدعمون مواصلته.
"رياض الجايح" هو المتكفل بالفنان "أبو نحل" ببيته، كان حاضرًا جالسًا بجانبه يستقبل زوار الخيمة ويتحدث إليهم نيابة عن "بلال"، يقول وهو ينظر إلى لوحاته: "أبقى مع بلال من الساعة السابعة صباحًا حتى العاشرة ليلًا، أدعمه وهو يخط بريشته لوحاته الإبداعية، مضيفًا: "أنشأت له خيمة الرسم حتى تكون مصدر دخل له في ظل الحرب البشعة التي شنت على قطاع غزة".
مجدي موسى هو صديق "بلال" الذي يأتيه كل يوم يدعمه ويعزز صموده، يقول وهو يتنقل بين لوحاته: "في غزة كل شيء معدوم، مواهبنا وطموحنا ومؤسساتنا التي تهتم بالفن معدومة في ظل العدوان الهمجي على قطاع غزة".
وأشاد الشاب الغزي يامن عويضة الذي يزور خيمة بلال الفنية يوميًا، بعمله الفني الذي ولدت موهبته من رحم الحرب، ودعا إلى دعمه لا سيما وأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، كي يتفجر الإبداع في نفس بلال بلوحات تعبر عن مشاعره وأهل غزة.
وفي حديث مع مختص ثقافي قال مدرس التربية الفنية في مدرسة خان يونس الإعدادية أحمد الترتوري إن خيمة بلال تمثل شكلًا من أشكال الإرادة والتحدي التي تميز الشعب الفلسطيني والتي يعبر عنها بلال بريشته التي تقاوم بطريقتها الخاصة.
ويضيف الترتوري إن وجود هذا المعرض في منطقة تعج بالنازحين يعطي رسالة لهم بأن الصمود والتحدي هو الخيار الوحيد لهذا الشعب الذي يتعرض لأبشع حروب الإبادة لكنه يأبى الركوع والاستسلام.
كما دعا الترتوري المؤسسات الثقافية في الوطن العربي إلى الاهتمام بهذه الموهبة وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها في ظل الظروف القاهرة التي تمر بها المؤسسات الثقافية في القطاع المحاصر، والتي يستهدفها الاحتلال بشكل مباشر ضمن حربه الهمجية على كل ما هو فلسطيني.
يحلم "أبو نحل" بما وراء حدود البلاد الجريحة المحاصرة.. فيتمنى أن يشارك في معارض رسم دولية، يعرض فيها رسوماته ويكون صوت غزة التي حرم شبابها من التحليق خارج أسوارها بسبب الحصار المدقع على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، بعيدًا عن حمرة الصواريخ التي تملأ سماء غزة.
لم تكن الحركة الثقافية بعيدة عن عنجهية الحرب وعدوانه، فقد كانت مرمى استهدافه، ووفقًا لآخر تقرير أصدرته وزارة الثقافة الفلسطينية، فإن 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة قد استشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى للحرب، بجانب تضرر 32 مؤسسة ومركزًا ومسرحًا إما بشكل جزئي أو كامل، وتضررت أيضًا 9 مكتبات عامة و8 دور نشر ومطابع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات على قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بعد نجاح «بنات همام».. بلال صبري يستعد لتصوير فيلم جديد وينتظر عرض «أوراق التاروت»
يترقّب المنتج بلال صبري، مالك شركة "الكينج" للإنتاج الفني، عرض فيلمه السينمائي الجديد "أوراق التاروت"، الذي يضم كوكبة من نجوم الصف الأول. كما يستعد في الوقت ذاته لإطلاق مسلسل درامي ضخم ضمن خطة أعمال رمضان 2026، والمقرر عرضه على قناة المحور، إلى جانب برنامج ترفيهي مختلف، سيُعرض على شاشة قنوات النهار.
يتكوّن البرنامج الجديد من 30 حلقة، ويعتمد على فقرات منوّعة بين الجانب الفني والمجتمعي، ويستضيف نخبة من نجوم الفن والمعرفة. كما يشهد تواجد شخصيات مختصة بالعلاج النفسي بأسلوب مختلف يحمل الطابع الكوميدي.
بلال صبري يستعد لفيلم سينمائي جديد
في سياق متصل، يبدأ بلال صبري خلال الأيام المقبلة التحضير لفيلم سينمائي جديد، يجمعه بمخرجة كبيرة، ومن المنتظر الكشف عن تفاصيله قريبًا بعد الانتهاء من الاتفاقات النهائية.
أعمال المنتج بلال صبري
ويمتلك بلال صبري سجلًا فنيًا حافلًا، حيث أنتج عددًا من الأعمال التي تصدرت التريند، مثل "زنزانة 7"، "الموقف"، "نزنله سبعة"، ومسلسل "ولاد إمبابة"، إلى جانب مسلسل "ألف ليلة وليلة"، و"فيلا 101". وكان آخر أعماله مسلسل "بنات همام"، الذي عُرض في رمضان 2025 وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا.
ضمّ "بنات همام" نخبة من النجوم، على رأسهم وفاء عامر، حورية فرغلي، منذر رياحنة، أشرف طلبة، محمد عبد العظيم، أحمد عبد الله محمود، بوسي شاهين، حسام شهاب، وائل متولي، عايدة غنيم، حسام بسيوني، إلى جانب الظهور الأخير للفنان الراحل أشرف مصيلحي، في مشاركة أثّرت في الجمهور والنقّاد.
فيلم "أوراق التاروت"
أما فيلم "أوراق التاروت"، الذي ينتظر بلال صبري عرضه، فهو من تأليف معتز المفتي، وإخراج إبرام نشأت. ويشارك في بطولته النجوم سمية الخشاب، رانيا يوسف، مي سليم، محمد عز، منذر رياحنة، عبد العزيز مخيون، محمد سليمان، بوسي شاهين، علاء مرسي، وخالد محروس، بالإضافة إلى ضيوف شرف مميزين، منهم أحمد التهامي، محمد خميس، يوسف منصور، كنزي رماح، وسعيد يحيى.
تدور أحداث الفيلم في إطار تشويقي نفسي، يكشف تأثير حادثة غامضة على حياة ثلاث فتيات، ضمن حبكة درامية مشوقة يتوقع لها أن تثير الجدل بعد العرض.