تعتبر الثقة في المنتجات والخدمات المحلية أحد العوامل الأساسية التي تؤثر في خيارات المستهلكين وتوجهاتهم في السوق، ومع التحديات الاقتصادية الحالية وتزايد المنافسة بين المنتجات المحلية والمستوردة، يصبح فهم مدى ثقة المستهلك في المنتج المحلي واستعداده لدعمه أمرًا بالغ الأهمية.

في هذا الاستطلاع، نستعرض آراء مجموعة من رواد الأعمال، أصحاب المؤسسات والشركات العُمانية، للاطلاع على تقييمهم حول ثقة المستهلكين في المنتج المحلي، وإمكانية تعزيز الإقبال على شرائه، ومدى رضاهم عن أسعار المنتجات والخدمات المختلفة، كما نستكشف الاستراتيجيات التي يتبعونها لجذب المزيد من المستهلكين نحو منتجاتهم المحلية.

الاستهلاك اليومي

في البداية، قال رائد الأعمال محمد الكندي، صاحب مؤسسة الديوانية للعسل الجبلي: «نلاحظ تزايد ثقة المستهلك في المنتج المحلي نظرًا لجودته، مما يجعله خيارًا أوليًا في الاستهلاك اليومي، وتشهد المنتجات العُمانية إقبالًا متزايدًا من المستهلكين، سواء في المعارض المحلية أو الدولية، ومع ذلك يدرك المستهلك أن الأسعار قد تكون مرتفعة قليلًا مقارنة بالمنتجات المستوردة، ولكن هذه الزيادة تعكس جودة المنتج العُماني».

وأضاف الكندي: «نسعى لجذب المزيد من المستهلكين للمنتجات المحلية من خلال تكثيف الحملات الإعلانية والترويجية، بالإضافة إلى استغلال منصات التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بجودة المنتجات العُمانية وتعزيز مكانتها في السوق».

ثقافة المستهلك

من جانبه، تحدث رائد الأعمال أحمد الهادي، صاحب مؤسسة «عطورات نمونه»، عن ثقة المستهلك في المنتج المحلي، مشيرًا إلى أنها متوسطة وليست عالية، ويرجع السبب في ذلك إلى ثقافة المستهلك التي تجعله ينظر إلى المنتج المحلي كمنتج ذي قيمة وجودة أقل، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث إن هناك منتجات عُمانية استطاعت التحول إلى علامات تجارية عالمية تحظى بقبول كبير محليًا وعالميًا.

وحول رأيه في مدى الإقبال على شراء المنتجات العُمانية، يرى الهادي أن الإقبال جيد، لكنه يطمح إلى رفعه لمستويات أعلى من خلال تثقيف المجتمع بأهمية دعم المنتج الوطني، من خلال الندوات والمحاضرات التي تقدمها الجهات المعنية في سلطنة عُمان.

وعن رضا المستهلك عن أسعار المنتجات العُمانية، قال: «المستهلك غير راضٍ بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى مبالغة بعض التجار في التسعير بسبب عدم فهمهم الكامل لاستراتيجيات التسعير واحتساب التكلفة والفائدة، فبشكل عام يجب أن يكون سعر المنتج المحلي في متناول الجميع حتى يتمكن من الاستمرار والتوسع».

وكونه رائد أعمال، يسعى الهادي لجذب المستهلك لمنتجات مؤسسته من خلال استراتيجية تسويقية تعتمد على تقديم المنتج نفسه، بدلًا من الاعتماد على الحملات المدفوعة التي غالبًا ما تكون مكلفة، بالإضافة إلى توفير المنتج للمستهلك بأسعار قريبة من التكلفة، مما يتيح للجميع فرصة تجربة المنتجات والتأكد من جودتها، وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الأساليب فعالية لجذب المستهلكين وتعزيز ثقتهم بالمنتجات العمانية.

الجودة والسعر

أكّد عثمان الشعيلي، صاحب ورش فخر للحدادة والنجارة؛ أن ثقة المستهلك في المنتج المحلي ترتبط بعدة عوامل أساسية، أبرزها الجودة، والسعر، والقدرة على المنافسة، مُضيفًا «ألاحظ أن هناك توجهًا إيجابيًا متزايدًا نحو دعم المنتجات العُمانية، حيث أصبح المستهلك أكثر وعيًا بأهمية تعزيز الاقتصاد الوطني والإسهام في التنمية المستدامة، لكن يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الجودة والسعر».

وأشار إلى أن الإقبال على شراء المنتجات العُمانية في ارتفاع مستمر، خاصة بفضل حملات الترويج والدعم الحكومي للقطاع الصناعي المحلي، كما أوضح أن هناك منافسة قوية مع المنتجات المستوردة، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والمنتجات المتخصصة.

وحول أسعار المنتجات العمانية، قال الشعيلي: «الأسعار تشكل دائمًا عنصرًا حساسًا للمستهلك، ويرى البعض أن أسعار بعض المنتجات العُمانية مرتفعة مقارنة بنظيرتها المستوردة، مما يؤثر على مستوى الرضا، لكن حين تكون الجودة متناسبة مع السعر، تزداد الثقة والقبول لدى المستهلكين».

واختتم الشعيلي حديثه بالتأكيد على أهمية الابتكار والجودة المستدامة لتعزيز ثقة المستهلك في المنتجات المحلية، ودعا الشركات المحلية إلى الاستثمار في تحسين جودة منتجاتها، وتقديم خدمات ما بعد البيع المتميزة، بالإضافة إلى تبني استراتيجيات تسويقية مبتكرة تعزز من الوعي بأهمية دعم المنتج الوطني.

مصدر المنتجات

أكّد رائد الأعمال سليمان بن عبدالله البيماني، صاحب مشروع «عسل البيماني» أن ثقة المستهلك في المنتج المحلي كبيرة جدًا، حيث يحرص المستهلكون على معرفة مصدر المنتجات قبل شرائها، وأشار إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا على شراء المنتجات العُمانية، خاصة بعد ظهور مشاكل الغش في بعض السلع المستوردة، مما دفع الكثير من الناس إلى البحث عن المنتجات العُمانية ذات الجودة العالية والثقة الكبيرة.

ويرى أن بعض المستهلكين قد لا يكونون راضين عن أسعار بعض المنتجات العُمانية، خصوصًا مع وجود بدائل أقل سعرًا في السوق؛ فالقوة الشرائية للمستهلكين ليست قوية في ظل ارتفاع متطلبات الحياة، مما يجعل البعض يبحث عن الخيارات الأرخص، ومع ذلك توجد بعض المنتجات العُمانية التي تعتبر أسعارها مناسبة جدًا.

وكونه رائد أعمال، يسعى البيماني لجذب المستهلك للمنتجات العُمانية من خلال تشجيع ونشر الثقافة حول أهمية المنتج العُماني كخيار موثوق وآمن، كما يشارك في المعارض التي تؤدي دورًا مهمًا في نشر الوعي بأهمية المنتجات العُمانية وتعزيز مكانتها في السوق.

الدعم للاقتصاد المحلي

أكّد محمد بن سعيد الشنفري، صاحب مؤسسة «منتجات اللبان الطبيعية» أن ثقة المستهلك العُماني في المنتج المحلي قد ازدادت بفضل الوعي المتزايد بجودة المنتجات والعلامات التجارية الوطنية. وقال: «أرى أن المواطن أصبح يثق بشكل أكبر بالمنتج الوطني عندما يدرك مستوى جودته وتميز العلامة التجارية».

وعن الإقبال على شراء المنتجات العُمانية، أوضح أن هذا الإقبال يزداد بشكل ملحوظ عندما يتأكد المستهلك من أن المنتج يُصنع بأيدٍ عُمانية أو من خلال مؤسسة وطنية، مما يعزز شعور الفخر والدعم للاقتصاد المحلي.

وبالنسبة لرضا المستهلك عن أسعار المنتجات العُمانية، أشار إلى أن النسبة الأكبر من المستهلكين غير راضين عن الأسعار؛ وذلك بسبب وجود منتجات مستوردة بجودة أقل تغزو الأسواق المحلية وتتنافس على الشريحة الأكبر من المستهلكين.

وفيما يتعلق باستراتيجيات جذب المستهلك للمنتجات العُمانية، أكّد الشنفري على أهمية رفع مستوى جودة المنتجات بشكل مستمر، وزيادة وعي المستهلك من خلال المقارنة مع المنتجات المنافسة، إلى جانب تقديم العروض والتخفيضات لجذب المزيد من الزبائن.

قيمة مضافة

من جانبه، أوضح رائد الأعمال محمد بن سليمان الصبحي، مؤسس شركة «اقتباس» أن المستهلكين سواء العُمانيين أو الأجانب يفضلون شراء المنتج العُماني لما يتمتع به من قيمة مضافة، حتى وإن كان سعره أعلى من المنتجات الأخرى.

وقال الصبحي: «يدرك بعض المستهلكين قيمة المنتج المحلي وما يميزه من جودة عالية، وهذا ما يدفعهم لاختياره رغم وجود خيارات أخرى بأسعار أقل»، وأكّد أن الإقبال على شراء المنتجات العُمانية مرتفع، خاصة عند توفر قيمة مضافة تميزها عن غيرها من المنتجات.

وأوضح الصبحي، بصفته رائد أعمال أن استراتيجيته لجذب المستهلكين تركز على إبراز القيمة المضافة التي يقدمها من خلال منتجاته، وتسليط الضوء على الفروقات الواضحة بينها وبين المنتجات المنافسة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أسعار المنتجات من المستهلکین رائد الأعمال جودة المنتج فی السوق عن أسعار من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

سوريا تطوي صفحة الأسد والخدمات تعود لطبيعتها

دمشق– "مثل الذي كان في عداد الموتى، وعاد إلى الحياة مجددا، بنفس جديد وأمل يتجدد".. بهذه الكلمات عبّر الطالب العشريني مهند الحكيم عن استقباله أول أيام الدوام الرسمي في كلية الحقوق في جامعة دمشق بعد سقوط النظام السوري.

وأصبحت سوريا على نهار مُشرق، كنسَ فيه سكانها واحدة من "أكثر الحقب المظلمة في تاريخ البلاد بعد ما يزيد على 5 عقود من حكم آل الأسد" بحسب مهند.

وعادت مؤسسات الدولة إلى العمل، والموظفون إلى الدوام، والطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم مستبشرين خيرا بعصر جديد تسوده العدالة والمساواة، وتفنى فيه التفرقة والفساد.

وكانت رئاسة مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية أصدرت قرارا باستئناف العملية التعليمية في المدارس والجامعات العامة والخاصة، اعتبارا من يوم الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول، مع التأكيد على جاهزية جميع المؤسسات لضمان سير العملية التعليمية بشكل منظم.

طلاب يتجهزون للصلاة في الحرم الجامعي (الجزيرة نت) عودة المشافي

وشهدت الكوادر الطبية في مستشفيات العاصمة دمشق، مع سقوط النظام في الثامن من الشهر الجاري، ليلة صعبة مع خروج بعض المستشفيات عن الخدمة، وغياب موظفي النظافة والطاقم التمريضي وغيرهم.

وفي استرجاع لأحداث تلك الليلة، يقول طبيب الجراحة العامة في مستشفى المجتهد محمد النجم، إن الإدارة انسحبت من المستشفى، مما دفع أطباء وموظفين وممرضين إلى الانسحاب تاركين المرضى إلى مصيرهم، ليشكل لاحقا "الأطباء الأحرار" وحدة تنسيق فيما بينهم للوقوف على احتياجات المرضى واستقبال الحالات في تلك الليلة.

مدخل قسم الإسعاف بمستشفى المجتهد (الجزيرة)

ويضيف في حديث للجزيرة نت "كان هناك شح بالمواد الطبية ليلتها، واكتشفنا وجود مستودعات مليئة بالأدوية والمواد الطبية التي لم نكن نعلم بوجودها، فبدأنا باستخراجها وتزويد المرضى بها، واستقبلنا حالات حرجة جراء الاشتباكات وأجرينا أكثر من 10 عمليات جراحية، ولعب الأطباء الأحرار ليلتها دور الممرضين وعمال النقل وحراس البوابات وغيرها من الأدوار حفاظا على حياة المرضى وسير عمل المستشفى".

إعلان

وبحسب أطباء في مستشفى المجتهد -ممن تواصلت معهم الجزيرة نت- تعود المستشفى اليوم إلى جاهزيتها المعهودة مع عودة معظم الأطباء إليها، ومع توافر أدوية ومستلزمات طبية لم تكن متوافرة في السابق.

طلاب يدوسون على صور الأسد الأب والابن في حرم الجامعة دمشق (الجزيرة) احتفالات بالجامعات

وأقام طلبة جامعة دمشق -اليوم الأحد- صلاة جماعية في حرم الجامعة احتفالا بسقوط النظام، واستئناف العملية التعليمية في أجواء من الحرية والتواصل الإيجابي بين الطلبة.

وعقب الصلاة، خرج الطلاب بمسيرة انطلقوا فيها من الجامعة، وانتقلوا إلى شوارع العاصمة رافعين أعلام الثورة السورية، ومرددين هتافاتِها وشعاراتها في أجواء من الحماسة والتفاؤل.

وقال الطالب علي المصري (19 عاما) للجزيرة نت "انظروا إلى الفرحة المرتسمة على وجه الشباب والشابات، إنها فرحة لا تقدر بثمن، ونحن لا نطالب بأكثر من ذلك، فالمستوى التعليمي جيد، ونأمل من القيادات الجديدة في سوريا أن تؤمن لنا مستقبلنا هنا في البلاد، لأنه لطالما كان حلمنا أن نعيش ونعمل في بلدنا".

من أمام مدخل العيادات في مستشفى المجتهد والمرضى يراجعونه بشكل طبيعي (الجزيرة)

بدورها، أشارت طالبة للجزيرة نت إلى أنها شعرت بشيء جديد لم تعتد عليه، وأنهم -كطلبة- كانوا مقهورين ومقموعين لمدة تزيد عن 50 عاما، راجية الله "أن يتمم هذا النصر".

من جهته، أكد وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عبد المنعم عبد الحافظ أن الوزارة ستعمل على رفع أجور الأساتذة والموظفين في القطاع التعليمي بشكل تدريجي خلال الأشهر القادمة، وأنه سيتم مراجعة ملفات الطلبة الذين تم فصلهم من قبل النظام السابق.

وأضاف عبد الحافظ في حديث لوسائل إعلام محلية أن الوزارة ستعمل على إعادة هيكلة اتحاد الطلبة دون ضغوط من السلطة.

بوابة كلية الشريعة في جامعة دمشق (الجزيرة) عودة المدارس

جاء ذلك في وقت استؤنفت فيه العملية التعليمية في جميع مدارس العاصمة وريفها، والتحقت الكوادر التدريسية والطلبة بمدارسهم لمتابعة العملية التعليمية من حيث توقفت قبل نحو أسبوع.

إعلان

وقالت مديرة مدرسة الشهيد مروان شحادة مرشه الإعدادية في العاصمة دمشق سمر قريط "إن عودة الطلاب للعملية التعليمية اليوم كانت خجولة، فالعدد لم يتجاوز 100 طالب من أصل 400، ولكن نترقب عودتهم جميعهم خلال هذا الأسبوع، إذ إن الأهالي ما زالوا متهيّبين من إرسال أولادهم إلى المدرسة".

الحرم الجامعي لكلية الحقوق (الجزيرة)

وأضافت في حديثها للجزيرة نت "واقع الكهرباء ما يزال سيئا، ونحتاج إليها للتدفئة في هذا الفصل البارد، وهناك نقص بالمحروقات، والأعلام الجديدة التي يجب أن تُرفع في المدرسة".

وأكدت على التحاق جميع الكادر التدريسي وجاهزيته الكاملة لاستئناف العملية التعليمية وفق توجيهات المسؤولين في مديرية التربية في دمشق.

وقال مدراء في مدارس دمشق وريفها -ممن تواصلت معهم الجزيرة نت- إنهم يأملون تغييرا في بعض المقررات التعليمية لتتناسب مع المرحلة الجديدة، بما في ذلك مادة "التربية الوطنية" التي تحتوي على الكثير من التمجيد لرموز النظام السابق.

مقالات مشابهة

  • حماية المستهلك: شكاوى من رفع التعرفة الشهرية على الخطوط الخلوية
  • سورية تطوي صفحة الأسد والخدمات تعود لطبيعتها
  • 10 طرق لاستخدام مستحضرات التجميل بشكل صحيح
  • يتسائل الكثير من المواطنون عن عبارة “شبيه الحليب” على المنتجات الغذائية!
  • الصناعة: العمل على حل أبرز معوقات تطبيق قانون تفضيل المنتج المحلي بأسرع وقت
  • سوريا تطوي صفحة الأسد والخدمات تعود لطبيعتها .. صور
  • انطلاق المؤتمر الأول لحماية المستهلك في بنغازي
  • سوريا تطوي صفحة الأسد والخدمات تعود لطبيعتها
  • 272.8 مليون ريال صادرات عُمانية ومبيعات محلية مؤمن عليها
  • مسؤولون ورجال أعمال: اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا توفر العديد من المزايا والتسهيلات للمنتجات العُمانية