شبكة انباء العراق:
2025-03-18@09:33:39 GMT

حروب روما .. رؤية قديمة وأخرى حديثة .. !

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

كل باحث في التاريخ يستخلص هيمنة روما على الأوضاع العالمية على طول الخط الممتد ما قبل القرن السابع قبل الميلاد حتى الحرب القائمة الان في لبنان وفلسطين التي لا تختلف عن جميع حروب روما السابقة التي كان فيها الغطاء كاهنا اعظم او ضمن معارك الصليب .. قد تتغير المسميات من اغريق الى رومان الى بيزنطينين الى الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس الى أمريكا كلها تسير وفقا لهدى روما عسكريا امنيا معاهداتيا لا يختلف شيء عما كان يحدث تحت تلك العناوين .

في حرب التسعين التي تجمعت فيها دول العالم لتحرير الكويت من قبضة ( صدام ) الذي احتلها دون علم وزير دفاعه ورئيس اركان جيشه في رسالة واضحة المعالم .. سارعت الجيوش بغطاء مجلس الامن للاصطفاف وصب جام غضبها على الشعب العراقي وجيشه ومؤسساته ومنجزاته الاستراتيجية فيما لم يصب أي من قادة متخذي قرار احتلال الكويت بطلقة واحدة .
بعد ان دمر حلف روما ( او ما يسمى العالم المتحضر ) العراق وشعبه لم يكتف بذلك بل فرض حصارا منذ 1990 حتى اليوم .. اذ ما زالت فلسفته قائمة وان تغيرت المعالم والأساليب .. وقد حضرت جلسة نقاشية مصغرة عام 1991 لبعض المثقفين بعيدا عن اعين السلطات آنذاك لمناقشة أسباب وتداعيات الهزيمة النكراء ..
تحدث احدهم فيها قائلا : ( لقد ظل العراق يقاتل العالم وحده ولم تقدم أي مساعدة حتى من المناصرين الذين اكتفوا بالمظاهرات والشعارات التي لا تنجع في حرب التقنيات التي استخدمتها أمريكا لبعث رسائل واضحة للاخرين ) .
قال آخر : ( ان أمريكا نجحت في تقسيم الدول العربية الى محورين احدهم مع صدام والأخر ضده .. مما شجعه على عدم الانسحاب ومواصلة حرب غير متكافئة .. فلو كان العرب كلهم ضده لاقتنع وانسحب ولو كانوا كلهم معه يستحيل على أمريكا ان تنتصر .. هذا سبب مهم سعت وحققته أمريكا قبل الحرب ) .
حينما جاء دوري قلت : ( ان الهزيمة كانت معدة مسبقا ومفروغ منها .. لاسباب عدة منها غياب الايمان بالقضية .. وكذا التفوق العسكري سيما الجوي والصاروخي والإعلامي .. واذا ما ارادت أي امة دخول حرب ما ضد روما بمختلف مسمياتها .. لا سبيل للنصر الا عبر التفوق بالسلاح والمعنويات .. فالنصر لا يات بالتمني والدعوات .. ينبغي على الأمم التي تريد التخلص من ربقة الاستعمار الروماني عليها رفع مستوى حضارتها وانشاء مراكز بحثية تخصص لها ميزانيات الدولة وطاقات الحكومة .. يكون فيها الهدف واضح يتمثل بتسخير طاقات الامة لبلوغ مرحلة الردع والا فاي معركة دون ذلك ستكون خاسرة بشكل حتمي ) .
اليوم ونحن نعيش حرب غزة والضاحية مع إسرائيل مباشرة وامريكا ومحور المقاومة بصورة غير مباشرة .. القواعد لم تتغير سيما في الرد والرد المقابل .. صحيح هناك حراك ما خلف ستار الاستار خفي جدا وخيطي رفيع لا يرى بالعين المجردة ولا يسمع بالآذن الطبيعية ولا تفهم طبيعته بالسذاجة يدير ساحة الحرب ولي الايدي وفقا لسياسة التوازنات وتوزيع القوى المتبعة منذ الاف السنين .. حتما سيكون الردع ورفع المعنويات وحرفنة إدارة السياسات الظاهر منها والمستتر الذي لا ينفصل عن الايمان بالقضية قيد انملة هو وحده من يرسم خرائط النصر ويمتلك مقومات الحسم وان لم يكن نهائيا ..

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

أمريكا من إمبراطورية إلى دولة

 

 

علي بن سالم كفيتان

نشأت عقيدة الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح إمبراطورية مهيمنة على العالم عقب الحرب العالمية الثانية والنصر الذي حققه الحلفاء بعد تدخلها الدامي في اليابان واستخدام السلاح النووي للمرة الأولى، وهذا مهَّد لطموح سيادة العالم والتنافس مع الاتحاد السوفييتي- آنذاك- عبر الدخول في صراع تسلُّح وحرب النجوم، ومن ثم الحرب الباردة، حتى انهار الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر 1991.

وانفردت الولايات المتحدة بقيادة العالم عبر قوتها العسكرية الضاربة وتسييرها لمنظمة الأمم المتحدة من نيويورك، في ظل انشغال الدول الأوروبية بلملمة شتاتها بعد الحرب، ومن ثم إنشاء الاتحاد الأوروبي والتوجه للتنمية الاقتصادية واعتمادها على حلف "الناتو"، الذي تُهيمن علية الولايات المتحدة الأمريكية من الناحية الأمنية والعسكرية، في الوقت الذي كانت فيه جمهورية الصين الشعبية ترسم خطتها بعيدة المدى للنهوض عبر بناء منظومة إنتاجية وقاعدة صناعية ضخمة، وبقي العالم يدور في فُلك أمريكا الواعدة التي استقبلت كل الشعوب وفتحت أذرعها لهجرة العقول، وبنت سلاسل تبادل تجاري مع مختلف شعوب الدنيا؛ فصارت ذلك الحلم الذي يتمناه الجميع، في ظل اهتمام بالغ بحقوق الإنسان والمجتمعات المُهمَّشة حسب الظاهر، فمارست عبر هذه الملفات ضغوطًا على كل دول العالم.

نمو الصين الهائل ومنافستها لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي وإعادة تشكيل الاتحاد الروسي على يد الرئيس فلاديمير بوتين وقفزات النمو الاقتصادي والسياسي الكبيرة التي حققها الاتحاد الأوروبي، كل هذه الأسباب مجتمعة أوجدت توجسًا أمريكيًا عميقًا حول سيادتها للعالم، وأفرز ذلك تغيُّرًا في مزاج الرأي العام الأمريكي؛ حيث أصبح بموجبه رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى بتاريخ 20 يناير 2017، دون خلفية سياسية أو عسكرية. الرجل لم يكن عضوًا في مجلس الشيوخ ولا في مجلس النواب، ولم يكن يومًا ما حاكمًا لولايةٍ، ولم يتقلد في حياته منصبًا أمنيًا أو عسكريًا، ولم يستوعب أن الولايات المتحدة الأمريكية إمبراطورية تحكم العالم وتُسيِّر اقتصاده وترسم الخطوط العريضة لسياسته؛ فدخل ترامب في مواجهات غير مدروسة مع حلفاء أمريكا قبل أعدائها، عبر حسبة اقتصادية بحتة، تقوم على الفارق في الميزان التجاري، ومقدار الرسوم على السلع، وأقحم بلاده في ملفات سياسية شائكة، ومنها مشكلة الشرق الأوسط عبر عرض مبادرات مثل صفقة القرن واتفاقيات إبراهام؛ لإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة، وفرض التطبيع، ومنح إسرائيل كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلغاء دور منظمة التحرير الفلسطينية، وإغلاق مكتبها في أمريكا. كل ذلك وَلَّدَ احتقانًا سياسيًا عميقًا في الداخل الفلسطيني؛ حيث انقلبت أمريكا على صنيعتها السلطة الفلسطينية، فبرز تيار المقاومة كخيارٍ قائمٍ بعد فشل الخيار السياسي، وانكشاف عورة اتفاقيات أوسلو، وحسب اعتقادنا هذا هو السبب الرئيسي لما حدث في السابع من أكتوبر 2023.

لم يُوَفَّق ترامب في تجديد انتخابه لدورة ثانية تالية للأولى، وخسر انتخابات 2020 أمام جو بايدن الديمقراطي المخضرم وصاحب التاريخ السياسي الحافل، لكن الأخير لم يستطع إصلاح ما أحدثه ترامب من مغامرات في العالم؛ فمارس سياسة ضعيفة هي أقرب إلى تسيير الأعمال، وكان عامل السن ضاغطًا على ولايته المُتعثرة كتعثُّر خطواته المُتكرِّر على سلالم الطائرة الرئاسية، وسرحانه في المناسبات العامة، وهيامه على وجهه في أحيان كثيرة في الاحتفالات الرسمية، كل ذلك إضافة إلى انحيازه السافر للكيان الصهيوني وازدواجية المعايير في التعامل مع قضيتيْ فلسطين وأوكرانيا؛ مما ولَّد احتجاجات طلابية ضخمة في مختلف الجامعات الأمريكية، عقب السابع من أكتوبر 2023؛ فضعف موقفه؛ لينسحب من السباق الانتخابي في وسط المنافسة، ويخسر الحزب الديمقراطي مرة أخرى، ويعود ترامب في 2025 الى البيت الأبيض، ليُكمل مغامراته التي بدأها في 2017.

قد يتساءل البعض: لماذا انتخب الأمريكيون ترامب؟ والجواب هو أن الرجل عمل على ابتزاز حلفاء وأصدقاء أمريكا وجلب مليارات الدولارات التي حسَّنت الأداء الاقتصادي وخلقت ملايين الفرص الوظيفية، والمعلوم أن الشعب الأمريكي لا يُعير اهتمامًا كبيرًا بسياسة بلاده الخارجية، بقدر نجاح الأداء الاقتصادي في الداخل، وهذا ما حققه ترامب في دورته الأولى.

الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تنكفئ على نفسها منذ اليوم الأول لرئاسة ترامب الثانية، عبر منع الهجرة، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين بل والمعارضين لسياسات أمريكا من الطلبة والناشطين السياسيين، الذين يحظون بحق الإقامة، مع فرض رسوم جمركية على الواردات القادمة من أكبر الاقتصاديات التي تتعامل مع السوق الأمريكي، مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والصين، علاوة على طرد السفراء الذين تنتهج دولهم سياساتٍ إنسانية تدعم القضايا العادلة مثل جنوب افريقيا، وإحراج الحلفاء التاريخيين لواشنطن عند زياراتهم للبيت الأبيض، كل هذا يقود لأفولٍ تدريجيٍ لنجم الإمبراطورية الأمريكية، وتحولها لمجرد دولة على خارطة العالم، مع صعود الصين لريادة العالم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • أمريكا من إمبراطورية إلى دولة
  • مسافر يوثق ومضات البرق والأعاصير التي ضربت أمريكا‬⁩ من نافذة الطائرة .. فيديو
  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية
  • أمريكا تعلن مقتل قادة حوثيين في غاراتها على اليمن وتتوعدهم بضربات لا هوادة فيها
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • لقطة قديمة من مدخل الخرج
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو