شبكة انباء العراق:
2024-10-15@11:26:20 GMT

حروب روما .. رؤية قديمة وأخرى حديثة .. !

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

كل باحث في التاريخ يستخلص هيمنة روما على الأوضاع العالمية على طول الخط الممتد ما قبل القرن السابع قبل الميلاد حتى الحرب القائمة الان في لبنان وفلسطين التي لا تختلف عن جميع حروب روما السابقة التي كان فيها الغطاء كاهنا اعظم او ضمن معارك الصليب .. قد تتغير المسميات من اغريق الى رومان الى بيزنطينين الى الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس الى أمريكا كلها تسير وفقا لهدى روما عسكريا امنيا معاهداتيا لا يختلف شيء عما كان يحدث تحت تلك العناوين .

في حرب التسعين التي تجمعت فيها دول العالم لتحرير الكويت من قبضة ( صدام ) الذي احتلها دون علم وزير دفاعه ورئيس اركان جيشه في رسالة واضحة المعالم .. سارعت الجيوش بغطاء مجلس الامن للاصطفاف وصب جام غضبها على الشعب العراقي وجيشه ومؤسساته ومنجزاته الاستراتيجية فيما لم يصب أي من قادة متخذي قرار احتلال الكويت بطلقة واحدة .
بعد ان دمر حلف روما ( او ما يسمى العالم المتحضر ) العراق وشعبه لم يكتف بذلك بل فرض حصارا منذ 1990 حتى اليوم .. اذ ما زالت فلسفته قائمة وان تغيرت المعالم والأساليب .. وقد حضرت جلسة نقاشية مصغرة عام 1991 لبعض المثقفين بعيدا عن اعين السلطات آنذاك لمناقشة أسباب وتداعيات الهزيمة النكراء ..
تحدث احدهم فيها قائلا : ( لقد ظل العراق يقاتل العالم وحده ولم تقدم أي مساعدة حتى من المناصرين الذين اكتفوا بالمظاهرات والشعارات التي لا تنجع في حرب التقنيات التي استخدمتها أمريكا لبعث رسائل واضحة للاخرين ) .
قال آخر : ( ان أمريكا نجحت في تقسيم الدول العربية الى محورين احدهم مع صدام والأخر ضده .. مما شجعه على عدم الانسحاب ومواصلة حرب غير متكافئة .. فلو كان العرب كلهم ضده لاقتنع وانسحب ولو كانوا كلهم معه يستحيل على أمريكا ان تنتصر .. هذا سبب مهم سعت وحققته أمريكا قبل الحرب ) .
حينما جاء دوري قلت : ( ان الهزيمة كانت معدة مسبقا ومفروغ منها .. لاسباب عدة منها غياب الايمان بالقضية .. وكذا التفوق العسكري سيما الجوي والصاروخي والإعلامي .. واذا ما ارادت أي امة دخول حرب ما ضد روما بمختلف مسمياتها .. لا سبيل للنصر الا عبر التفوق بالسلاح والمعنويات .. فالنصر لا يات بالتمني والدعوات .. ينبغي على الأمم التي تريد التخلص من ربقة الاستعمار الروماني عليها رفع مستوى حضارتها وانشاء مراكز بحثية تخصص لها ميزانيات الدولة وطاقات الحكومة .. يكون فيها الهدف واضح يتمثل بتسخير طاقات الامة لبلوغ مرحلة الردع والا فاي معركة دون ذلك ستكون خاسرة بشكل حتمي ) .
اليوم ونحن نعيش حرب غزة والضاحية مع إسرائيل مباشرة وامريكا ومحور المقاومة بصورة غير مباشرة .. القواعد لم تتغير سيما في الرد والرد المقابل .. صحيح هناك حراك ما خلف ستار الاستار خفي جدا وخيطي رفيع لا يرى بالعين المجردة ولا يسمع بالآذن الطبيعية ولا تفهم طبيعته بالسذاجة يدير ساحة الحرب ولي الايدي وفقا لسياسة التوازنات وتوزيع القوى المتبعة منذ الاف السنين .. حتما سيكون الردع ورفع المعنويات وحرفنة إدارة السياسات الظاهر منها والمستتر الذي لا ينفصل عن الايمان بالقضية قيد انملة هو وحده من يرسم خرائط النصر ويمتلك مقومات الحسم وان لم يكن نهائيا ..

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

حرب السودان المريعة التي لن تنهيها القنابل الأمريكية

أما حرب السودان الأهلية التي بدأت العام الماضي فتتباين تقديرات حصيلة القتلى فيها تباينًا واسعًا. وفقًا للفرق الطبية في المنطقة، قد يبلغ عدد القتلى ما بين عشرين ألفا ورقم أبشع كثيرًا يبلغ مائة وخمسين ألفًا، ويأتي هذا عقب مقتل مليونين على مدى عقدين من التحارب في جنوب السودان ودارفور، ويقدَّر أنه منذ إبريل 2023، اضطر أكثر من سبعة ملايين سوداني إلى النزوح عن بيوتهم ومواجهة الجوع في الصحراء. ونادرًا ما تظهر قصص أولئك في الأخبار.

إننا نهتم لأمر أوكرانيا وغزة. نهتم إلى حد أن نمد هذا الطرف أو ذاك بالسلاح والمساعدات الإنسانية. فهل نهتم بأمر السودان؟ أو هل نهتم بالأحرى إلى حد أن نفعل شيئًا، فيما يتجاوز الاضطجاع في أماكننا وقولنا إنه لا بد من عمل شيء؟

من أكثر الأفلام الوثائقية التي شاهدتها أخيرًا إفادة واطلاعًا فيلم عرضته قناة (بي بي سي 4) بعنوان «دهاليز السلطة: هل ينبغي أن تكون أمريكا شرطي العالم؟»، وهو عبارة عن تحقيق استقصائي في ثماني حالات تدخل أمريكي في صراعات عالمية منذ نهاية الحرب الباردة. خصص الوثائقي ساعة لكل صراع، فكان من هذه الصراعات ثلاث في أفريقيا (في رواندا وليبيا ودارفور). وفي كل حالة تباهت الولايات المتحدة بحقها «الذي لا غنى عنه» في أن تكون شرطي العالم وواجهت مسؤولية تحويل الأقوال إلى أفعال. وفي الغالب جاء أداؤها معيبًا.

اعتمد الوثائقي على حوارات أجريت مع حاضري اجتماعات البيت الأبيض في ظل سلسلة متعاقبة من الرؤساء الأمريكيين. فضم فريق أولئك النجوم كلا من: كولين باول وكوندوليزا رايس والراحل هنري كيسنجر وآخرين في واشنطن، وقد روى أولئك حكايات مناقشات ضارية متبادلة. في حالة حرب السودان في دارفور ـ وكانت حرب إبادة جماعية استمرت منذ 2003 إلى 2020 ـ توالى فيضان التقارير عن المجازر والاغتصابات وحشود اللاجئين. وكان العالم يصرخ مطالبًا الولايات المتحدة بـ«عمل شيء ما»، فلم يكن الرد دائما إلا «صحيح، ولكن ما العمل؟»

كان جورج دبليو بوش محموم الرغبة في أن يكون «في الجانب الصحيح من التاريخ». فناشد طائرات الهليكوبتر الحربية أن توقف الإبادة الجماعية. وسأل الجيش عما يمكن أن يفعله في صحراء إفريقية شاسعة تسكنها عصابات متجولة. هل كانت الولايات المتحدة ترغب في حكم السودان شأن أفغانستان والعراق؟ عندما أدانت المحكمة الجنائية الدولية في عام 2010 السوداني عمر البشير بتهمة الإبادة الجماعية، ما كان منه إلا أن ضيق الخناق على وكالات الإغاثة المجهدة أصلا، بل وقام بحظر بعضها حظرًا كاملًا.

ولذلك كثيرًا ما بدا أن قاعدة عدم تدخل الولايات المتحدة مربكة بقدر تدخلها. فهل كان لصراع معين تأثير على أمن الولايات المتحدة أو مصالحها التجارية أو على جماعة من مواطنيها؟ في الوقت نفسه بدا أن مكسبا قصير المدى هو مكسب «الظهور بمظهر جيد» كان يتغلب دائمًا على السؤال بعيد المدى المتعلق بما سيحدث لاحقا.

في الكويت والبوسنة، أفلح التدخل بينما لم يفلح في ليبيا والصومال. في رواندا، بدا قرار عدم التدخل قاسيا، وكذلك في دارفور. وبعد عشر سنوات، أي في عام 2019، ثار السودانيون أنفسهم وأطاحوا بالبشير. وربما ذلك ما كان ينبغي أن تفعله الولايات المتحدة. لكن في غضون أربع سنوات، انتكس السودان إلى حرب أهلية قاسية لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

مرة تلو المرة في الفيلم الوثائقي كان صوت العقل -وهو صوت كولين باول في كثير من الأحيان- يقول الشيء نفسه. لا بد أن تكون لنا استراتيجية مقنعة. لو أننا تدخلنا، فماذا بعد؟ لو قضينا على بلد فسوف نملكه. لا بأس بالمطالبة بـ«عمل شيء ما»، لكن من يطالبون بهذا لا يقولون مطلقًا ماذا يكون ذلك الشيء، أو بأي حق «تعمل» الولايات المتحدة ذلك العمل. وفي صورة مؤثرة، يقف باراك أوباما في إحدى نوافذ البيت الأبيض ـ وقد تأذى من الصيحات المطالبة بفعل شيء في السودان ـ شاخصا في أسى وتردد. وقد يكون هذا حال جو بايدن اليوم.

غالبًا ما يكون للأطراف في حرب أهلية أو حدودية زعماء خائفون لا يستطيعون التنازل ويبقون كذلك إلى أن تنهكهم الحرب. في السودان في مايو من العام الماضي، حاولت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية جمع الفصائل السودانية على وقف لإطلاق النار. ودام ذلك لأيام. وفي إسرائيل وأوكرانيا، اكتفت الولايات المتحدة بمناصرة جانب راجية من ذلك التعجيل بالنصر.

يسهل على كل من يدرس السودان أن ينتابه اليأس. ويبدو أن (الكليشيه) ينطبق هنا: أعطوا الحرب فرصة. في هذه الحالات لا يمكن أن يوجد غير رد فعل واحد على الاشمئزاز الذي تشعرنا به الأخبار كل يوم، وهو الرد الذي لجأت إليه القوى الغربية خلال حرب دارفور الطويلة. فعلى أقل تقدير لا بد من تخفيف المعاناة الإنسانية، ولهذا نقل بوش مئات آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية من تشاد إلى السودان عبر الحدود.

في يومنا هذا، ليس الأمن الجماعي الذي يتباهى به كثيرًا ميثاق الأمم المتحدة و«مسؤولية الحماية» إلا حبرا على ورق. فقد يتظاهر قادة الولايات المتحدة بأنهم يتولون المسؤولية وأنهم شرطة العالم. ولكن الواقع يقول إنه عندما تقرر الدول القيام بمجازر في حق جيرانها أو حتى مواطنيها، فنادرا ما يكون للقوى الخارجية نفع.

ولذلك فما من شيء «يمكن عمله» في السودان، سواء أفعلته التدخلات السريعة أو حاملات القنابل والطائرات الحربية أو القرارات أو العقوبات. ومع وصول الحرب إلى نهايتها، سيكون أبطالها الحقيقيون في مكان آخر، في الأمم المتحدة وفي هيئات أخرى مهمتها هي تخفيف معاناة السكان المدنيين. هؤلاء هم الذين يحتملون كوابيس الحرب في غزة والسودان. هؤلاء هم أصحاب التدخلات الإنسانية الحقيقية، الذين لا يتاجرون بالسلام الزائف، وإنما يدعمون الحياة نفسها.

سيمون جينكنز من كتاب الرأي في صحيفة جارديان

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • لماذا لن تختفي نظريات المؤامرة التي تروج لها CIA داخل أمريكا؟
  • عمرو خليل: الشرق الأوسط يعيش أيام عصيبة.. والسلام يبدو فيها بعيدا
  • العراق وفرضية الحرب المفتوحة القادمة (رؤية تحليلية).
  • أيرلندا: إسرائيل تحاول منع العالم من رؤية أفعالها في لبنان وغزة
  • عبدالله بن طوق: الإمارات تبنت رؤية لتعزيز الانفتاح الاقتصادي على العالم
  • حرب السودان المريعة التي لن تنهيها القنابل الأمريكية
  • منصور بن محمد: رؤية محمد بن راشد مكّنت دبي من استباق الزمن ووصلت بها لمصاف أفضل مدن العالم
  • هكذا أثرت الحرب في غزة على قرارات الحب والزواج في أمريكا
  • أمريكا تكشف عن موعد رد إسرائيل على الهجوم الإيراني والأهداف التي حددتها تل أبيب