نيويورك تايمز: النازحون من غزة في حصار مستمر بسبب الغارات الإسرائيلية المميتة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن النازحين في قطاع غزة يعانون من حصار مستمر ولا يجدون مكانا آمنا بعيدا عن الغارات الإسرائيلية المميتة.
وأشارت الصحيفة في تقرير إخباري لمراسليها إلى الغارات الإسرائيلية الدموية التي استهدفت ساحة مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة أمس ومدرسة تأوي العديد من النازحين، موضحة إنها لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستيقظ فيها النازحون من غزة على الغارات الإسرائيلية على المكان الذي كانوا يحاولون فيه إيجاد الأمان لكن هذه الغارة طغت على كل ما نجوا منه من قبل.
وأضافت الصحيفة أن ألسنة اللهب قفزت من خيمة إلى خيمة، ودوت صرخات الألم وانتشرت الجثث المتفحمة لدرجة أنه لم يعد من الممكن التعرف عليها فيما تقول عشرات العائلات التي لجأت إلى خارج مستشفى شهداء الأقصى إنها نجت من سلسلة من الغارات الإسرائيلية على المجمع وتشعر بأنها محاصرة بلا مكان تذهب إليه.
ونقلت الصحيفة عن محمود وادي، البالغ من العمر 20 عامًا والذي كانت عائلته تعيش في محيط المستشفى منذ أشهر قوله: "إنه مثل العيش داخل كابوس متكرر. في كل مرة ننام فيها، نستيقظ على نفس السيناريو من الخيام التي تم قصفها، والناس يصرخون".
وأضاف وادي:" هذه كانت الغارة السابعة على المستشفى التي شهدتها عائلتي منذ نصب خيمة خارج المنشأة.. هذه المرة، بدلًا من الاستيقاظ في ذهول على مشهد الدخان المتصاعد من بقعة واحدة في المخيم، كانت حرارة اللهب في كل مكان، لقد رأيت أجسادًا محروقة وسوداء، مثل كتل الفحم العملاقة".
ونوهت الصحيفة بأن عائلة وادي هي واحدة من عشرات العائلات التي أقامت مخيمًا في موقف سيارات المجمع، على أمل أن تجعل القوانين الدولية التي تحظر الهجمات على المستشفيات المنطقة مكانًا آمنًا للاحتماء. بدلًا من ذلك، تقول هذه العائلات، إنها نجت من الضربات المتكررة على المستشفى حيث كان أحدث هجوم، بعد الساعة 1 صباحًا بقليل يوم أمس الاثنين، تسبب في حريق أشعل المخيم.
وأخبر الناجون الذين تمت مقابلتهم وسط بقايا المخيم المشتعلة صحيفة نيويورك تايمز أن الحريق السريع الانتشار كان مدفوعًا بانفجار عبوات غاز الطهي للعائلات وألسنة اللهب التي تتغذى على خيامهم البلاستيكية.
وقال عبيد مصلح، البالغ من العمر 25 عامًا والذي فر من شمال غزة وكان يحتمي في خيمة في ساحة انتظار السيارات مع زوجته وطفليه وأخواته الأربع: "إن أصعب مشهد يمكنك تجربته هو رؤية جيرانك يحترقون أحياء وعدم القدرة على فعل أي شيء لإنقاذهم". وقدر أن الحريق أحرق ما لا يقل عن 30 خيمة.
وفي وقت لاحق من يوم أمس الاثنين، قالت منظمة أطباء بلا حدود، التي يعمل بها مسعفون في غزة، إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات، بعضهم مصاب بحروق شديدة.
ووفقا للصحيفة، أنه رغم الضربات المتكررة، لم يكن لدى مصلح وغيره أي خطط للمغادرة لإنهم لم يجدوا مكانا آخر للذهاب إليه، وما زالوا لا يستطيعون أن يتخيلوا أن أي مكان آخر قد يكون أكثر أمانًا من المستشفى.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تعرضت لانتقادات متكررة بسبب استهدافها البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، خلال الحرب التي استمرت عامًا في غزة. واتهم تقرير للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إسرائيل باتباع سياسة متعمدة لتدمير نظام الرعاية الصحية.
وتابعت:إنه بالنسبة لسكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، فإن هناك تكرارا متزايدا مفاده أنه لا يوجد مكان آمن، وأنه مع نزوح أكثر من 90 في المائة من السكان، لم يتبق سوى أماكن قليلة للذهاب إليها.
ونقلت الصحيفة عن محمد رمضان، الذي نجت أسرته المكونة من 10 أفراد ولكنها فقدت خيمتها قوله إنه شعر بأنه محاصر بخيارات مستحيلة، موضحا:" لا توجد أماكن آمنة، ولا توجد أماكن متبقية للاحتماء بها".
كما نقلت عن لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأونروا في غزة، وهي وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، إنها سمعت عن الضربة في الساعة الثالثة صباحًا من زميلة كانت تحتمي في ساحة المستشفى مع عائلات أخرى، مضيفة:" لم تكن هناك تحذيرات، كان الجميع نائمين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل ساعات من الغارة على المستشفى، ضرب الجيش الإسرائيلي في مدينة النصيرات القريبة، موقعًا آخر لجأ إليه الفلسطينيون، وهي مدرسة تحولت إلى مأوى، وفقًا للأونروا. وقال الدفاع المدني الفلسطيني، وهو خدمة طوارئ في غزة، إنه تم انتشال ثماني جثث على الأقل من مكان الحادث.
ووفقا للصحيفة، لم يعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الضربة، لكنه قال إن الحادث قيد المراجعة.. وفي الأشهر الأخيرة، نفذت القوات الإسرائيلية عشرات الغارات الجوية على المدارس التي تم تحويلها إلى ملاجئ.
وقال مدير عام الأونروا فيليب لازاريني إن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدرسة في النصيرات أجبرت المسؤولين على إلغاء خطط لاستخدامها في المرحلة الثانية من حملة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النازحون من غزة الغارات الإسرائیلیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
443 يوما للحرب - شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة
يواصل الجيش الإسرائيلي، حربه المدمرة على قطاع غزة والتي تدخل يومها الـ 443، في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية، والقصف المدفعي، والذي أدى لارتقاء شهداء، وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء.
ووفق مصادر طبية، فقد استشهد 19مواطنًا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وفي مدينة غزة، أفادت مصادر محلية، اليوم الأحد، باستشهاد 8 مواطنين، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي نازحين بحي الدرج في مدينة غزة.
كما استشهد صباح اليوم 4 مواطنين، وإصابة آخرين، في غارة إسرائيلية استهدفت مركبة في شارع الجلاء بمدينة غزة.
وفي جباليا، استشهد مواطنين، في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا للفلسطينيين في جباليا النزلة شمال مدينة غزة.
وفي جنوب القطاع، استشهد ثلاثة مواطنين في قصف الاحتلال مدينة رفح.
كما استشهد مواطن وزوجته جراء قصف الاحتلال شقتهما السكينة بجوار مسجد بلال غرب محافظة خان يونس.
وفي وسط قطاع غزة، ارتفعت حصيلة شهداء مجزرة الليلة بحق عائلة أبو سمرة شرق دير البلح إلى 11 شهيدا، وعدد من الإصابات.
وفي هذه الأثناء، تواصل قوات الاحتلال نسف بنايات سكنية شمال مخيم النصيرات، وسط القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل على المنطقة.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,227 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,573 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
المصدر : وكالة سوا - جريدة القدس