"لقد أسمعت لو ناديت حيـا     ولكن لا حياة لمـن تنـادي

ولو نارٌ نفخت بها أضاءت     ولكن أنت تنفخ في الرماد"

هذه الأبيات يستخدمها العرب للدلالة على أن الشخص الذي يوجه له النداء لا يصدر منه أي ردة فعل بالرغم من جميع محاولات النداء والاستغاثة.

وهذا هو حال أهالي غزة، مع العالم العربي والإسلامي والعالمي، الذي لا يحرك ساكنا تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحقهم منذ أكثر من عام.

فمنذ 10 أيام تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة ممنهجة على أهالي شمال القطاع المحاصر، وذلك بالرغم من جميع المناشدات التي وجهها الأهالي إلى الحكام والشعوب العربية والإسلامية.

ولكن لم يتحرك أحد، وكأن ما يحدث في غزة وفي الشمال خاصة على ما يبدو خارج الكرة الأرضية، بحسب ناشطين من غزة.

وهذا الصمت جعل أهالي غزة يتساءلون عن رخص دمائهم، إذ خرجت الصحفية يسرى العكلوك بمقطع فيديو توجه فيه رسالة للعالم، وتتساءل فيه "هل لهذه الدرجة أحنا رخص؟ هل لهذه الدرجة لحمنا رخيص؟".

وتكمل الصحفية في الفيديو قائلة "هل يوجد أقسى من مشهد أن لحومنا تذوب وتسيح على البث الحي المباشر".

وتوجه يسرى رسالتها إلى حكام العرب وتسألهم بماذا تناديهم، أو أي نقطة ضعف لهم لكي يتحركوا. وتنهي المقطع بالقول "صرنا نفكر بالآلية التي سنموت فيها".

الصحفية يسرى العكلوك من مدينة غزة.. في رسالة للعالم "لهدرجة احنا رخاص ، لهدرجة لحمنا رخيص ؟ pic.twitter.com/knnAVntQBW

— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) October 14, 2024

وانتشر مقطع فيديو على منصات التواصل لنداء استغاثة من بعض أهالي شمال غزة، وهم يلبسون الأكفان، وقالوا إنه منذ 25 يوما لم يدخل لهم ماء ولا غذاء ولا دواء.

وأضافوا أنهم لبسوا أكفانهم استعدادا للقاء الله، لأنهم يئسوا من العالم والإنسانية.

View this post on Instagram

A post shared by شبكة قدس | Quds network (@qudsn)

كما انتشرت على منصات التواصل الكثير من المكالمات والتدوينات التي تظهر مناشدة أهالي جباليا بعد محاصرتهم من قبل جنود الاحتلال.

وتعليقا، قال الصحفي أنس الشريف إنه "يوميًا يصلنا عشرات المناشدات من عائلات محاصرة في شمال غزة. أجريت هذا الاتصال قبل قليل مع أحد أفراد عائلة السيد، التي ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بحقها، مما أسفر عن استشهاد وإصابة 20 شخصًا، بينهم جرحى ما زالوا تحت الأنقاض، في ظل عجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم نتيجة الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".

يوميًا يصلنا عشرات المناشدات من عائلات محاصرة في شمال غزة.
أجريت هذا الاتصال قبل قليل مع أحد أفراد عائلة السيد، التي ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بحقها، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 20 شخصًا، بينهم جرحى ما زالوا تحت الأنقاض، في ظل عجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم نتيجة الاستهداف… pic.twitter.com/iYFEht2oiW

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 14, 2024

ونشر الدكتور منير البرش مقطعا صوتيا لمناشدة عائلة من 13 شخصا بعد محاصرتهم في جباليا، ويظهر في المقطع عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى هذه العائلة التي يوجد فيها جرحى، وطالب المنقذ عدم الجلوس في غرفة واحدة".

مناشدة من عائلة من ١3 شخصا محاصرة في جباليا
A call from a family of 13 people trapped in Jabalia pic.twitter.com/PGwxzAT2qt

— د. منير عبدالله البرش (@Dr_Muneer1) October 14, 2024

وكتب أحد أهالي شمال غزة قائلا "كل ساعة تمر تشهد جباليا تغيّراً في معالمها. أصوات الانفجارات لا تنقطع، تخلّف وراءها دماراً هائلاً في الحارات والأزقة. المباني تنهار واحدة تلو الأخرى وفي كثير من المرات تنهار حارات بأكملها بفعل الروبوتات المفخخة، وكأن المخيم يعاد تشكيله من جديد".

أين المفر؟ البقاء في بيوتٍ تهدم فوق رؤوسنا؟ الحصار في منطقةٍ لا طعام ولا ماء ولا خدمات طبيّة فيها؟ الفرار عبر ممرات العذاب والتعرض لخطر الاعتقال والتنكيل؟ احتمال الخوف والجوع ونيران القصف والموت في مدينة غزة؟ المكوث في جحيم الخيام حيث يمضي الزمان بطيئًا مليئًا بالذل والمهانة وشبح…

— وين نروح؟ (@NourGaza) October 13, 2024

وعن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في كل بقعة من غزة، كتب أحد المدونين يصف المشهد في دير البلح "يموت الناس حرقاً، وفي جباليا يموتون حصاراً وقصفاً، وفي الشاطئ يموت الطفل واللقمة في فمه، وفي النصيرات يتقطعون أشلاء، وفي شمال غزة لا يجد الوالد من ولده سوى بضعة كيلوغرامات من اللحم المفروم".

واستشهد بعض المغردين بالمثل العربي القديم "يا فرعون من فرعنك، قال ما لقيت حدا يردني" وهو ما ينطبق الوضع في غزة وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل عليها.

أي عالم ذاك الذي نشّهده على حرق الفلسطيني حيًا داخل خيامه؟..

والله هذا المنظر المروّع شاهدته في صورة مخيّفة عندما أحرقت الولايات المتحدة 8000 جندي عراقي منسحب من الكويت للبصرة..حرقتهم بالنبالم والتقط الصحافي الأميركي كينيث جاريك الصورة لأحد الجنود المنصهرين في مجزرة ‘‘طريق…

— Abdo Fayed – عبده فايد (@Abdo_Fayed89) October 14, 2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات شمال غزة

إقرأ أيضاً:

الجزيرة دفعت التكلفة ولكن المستقبل لها ولمواطنيها

كانت الجزيرة مليئة بالمهددات الأمنية والقنابل الموقوتة قبل الحرب. جاء الجنجويد وتضاعفت الأخطار عليها وانفجرت تلك القنابل ، صحيح أن الجزيرة دفعت التكلفة ولكن المستقبل لها ولمواطنيها كولاية ستخرج من الحرب منتصرة وبدون مهددات أمنية أو مشاكل في المستقبل، إذا نجح مواطنيها في رسم طوق أمني محلي يشكل خط دفاع لها مستقبلاً ..

تحتاج الجزيرة إلى بناء حزام بشري وقرى جديدة تقوم على أساس الولاء المحلي والعداء الراسخ للجنجويد والقوى السياسية التي دعمتهم ، ستكون هذه القرى بمثابة حصن للجزيرة وخط دفاع أول لمدنها الكبيرة من أي مهددات أمنية أو اجتماعية مستقبلاً ..

توفير الخدمات الأساسية للمناطق المستحدثة أولوية رئيسية، وتجهيزهم بأدوات الدفاع والحماية يجب أن يكون جزءاً من أي استراتيجية للولاية في المستقبل ، فما تحتاجه الجزيرة حقاً هو عهد جديد أساسه العداء للجنجويد وحلفائهم السياسيين مع محاسبة وطرد كل من تورط في تهجير المواطنين

Hasabo Albeely

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ الشرقية يلتقي أهالي "الحسينية" لبحث المشاكل التي تواجههم لإنهاء إجراءات التقنين
  • فصائل تعقب على مشاهد التي نشرتها قناة الجزيرة
  • "جبالي" في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية: لسان الوحي وموْطِن الجمال
  • منع سكان غزة من العودة إلى منازلهم.. جيش الاحتلال يستعد لـ "خطة الجنرالات" بعد انتهاء عملية جباليا
  • أهالي شهداء جنين يدعون إلى النفير العام لفك الحصار عن المخيم
  • شبانة: جروس مدرب مخضرم ولكن !
  • الجزيرة دفعت التكلفة ولكن المستقبل لها ولمواطنيها
  • حرب المشافي مستمرة.. استهدف كمال عدوان وتدمير مركز صحفي في جباليا
  • الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان ويدمر عيادة طبية في جباليا
  • ترامب قد لا يستطيع إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ولكن