لسان حال أهل غزة لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
"لقد أسمعت لو ناديت حيـا ولكن لا حياة لمـن تنـادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في الرماد"
هذه الأبيات يستخدمها العرب للدلالة على أن الشخص الذي يوجه له النداء لا يصدر منه أي ردة فعل بالرغم من جميع محاولات النداء والاستغاثة.
وهذا هو حال أهالي غزة، مع العالم العربي والإسلامي والعالمي، الذي لا يحرك ساكنا تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحقهم منذ أكثر من عام.
فمنذ 10 أيام تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة ممنهجة على أهالي شمال القطاع المحاصر، وذلك بالرغم من جميع المناشدات التي وجهها الأهالي إلى الحكام والشعوب العربية والإسلامية.
ولكن لم يتحرك أحد، وكأن ما يحدث في غزة وفي الشمال خاصة على ما يبدو خارج الكرة الأرضية، بحسب ناشطين من غزة.
وهذا الصمت جعل أهالي غزة يتساءلون عن رخص دمائهم، إذ خرجت الصحفية يسرى العكلوك بمقطع فيديو توجه فيه رسالة للعالم، وتتساءل فيه "هل لهذه الدرجة أحنا رخص؟ هل لهذه الدرجة لحمنا رخيص؟".
وتكمل الصحفية في الفيديو قائلة "هل يوجد أقسى من مشهد أن لحومنا تذوب وتسيح على البث الحي المباشر".
وتوجه يسرى رسالتها إلى حكام العرب وتسألهم بماذا تناديهم، أو أي نقطة ضعف لهم لكي يتحركوا. وتنهي المقطع بالقول "صرنا نفكر بالآلية التي سنموت فيها".
الصحفية يسرى العكلوك من مدينة غزة.. في رسالة للعالم "لهدرجة احنا رخاص ، لهدرجة لحمنا رخيص ؟ pic.twitter.com/knnAVntQBW
— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) October 14, 2024
وانتشر مقطع فيديو على منصات التواصل لنداء استغاثة من بعض أهالي شمال غزة، وهم يلبسون الأكفان، وقالوا إنه منذ 25 يوما لم يدخل لهم ماء ولا غذاء ولا دواء.
وأضافوا أنهم لبسوا أكفانهم استعدادا للقاء الله، لأنهم يئسوا من العالم والإنسانية.
View this post on InstagramA post shared by شبكة قدس | Quds network (@qudsn)
كما انتشرت على منصات التواصل الكثير من المكالمات والتدوينات التي تظهر مناشدة أهالي جباليا بعد محاصرتهم من قبل جنود الاحتلال.
وتعليقا، قال الصحفي أنس الشريف إنه "يوميًا يصلنا عشرات المناشدات من عائلات محاصرة في شمال غزة. أجريت هذا الاتصال قبل قليل مع أحد أفراد عائلة السيد، التي ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بحقها، مما أسفر عن استشهاد وإصابة 20 شخصًا، بينهم جرحى ما زالوا تحت الأنقاض، في ظل عجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم نتيجة الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".
يوميًا يصلنا عشرات المناشدات من عائلات محاصرة في شمال غزة.
أجريت هذا الاتصال قبل قليل مع أحد أفراد عائلة السيد، التي ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بحقها، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 20 شخصًا، بينهم جرحى ما زالوا تحت الأنقاض، في ظل عجز طواقم الإسعاف عن الوصول إليهم نتيجة الاستهداف… pic.twitter.com/iYFEht2oiW
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 14, 2024
ونشر الدكتور منير البرش مقطعا صوتيا لمناشدة عائلة من 13 شخصا بعد محاصرتهم في جباليا، ويظهر في المقطع عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى هذه العائلة التي يوجد فيها جرحى، وطالب المنقذ عدم الجلوس في غرفة واحدة".
مناشدة من عائلة من ١3 شخصا محاصرة في جباليا
A call from a family of 13 people trapped in Jabalia pic.twitter.com/PGwxzAT2qt
— د. منير عبدالله البرش (@Dr_Muneer1) October 14, 2024
وكتب أحد أهالي شمال غزة قائلا "كل ساعة تمر تشهد جباليا تغيّراً في معالمها. أصوات الانفجارات لا تنقطع، تخلّف وراءها دماراً هائلاً في الحارات والأزقة. المباني تنهار واحدة تلو الأخرى وفي كثير من المرات تنهار حارات بأكملها بفعل الروبوتات المفخخة، وكأن المخيم يعاد تشكيله من جديد".
أين المفر؟ البقاء في بيوتٍ تهدم فوق رؤوسنا؟ الحصار في منطقةٍ لا طعام ولا ماء ولا خدمات طبيّة فيها؟ الفرار عبر ممرات العذاب والتعرض لخطر الاعتقال والتنكيل؟ احتمال الخوف والجوع ونيران القصف والموت في مدينة غزة؟ المكوث في جحيم الخيام حيث يمضي الزمان بطيئًا مليئًا بالذل والمهانة وشبح…
— وين نروح؟ (@NourGaza) October 13, 2024
وعن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في كل بقعة من غزة، كتب أحد المدونين يصف المشهد في دير البلح "يموت الناس حرقاً، وفي جباليا يموتون حصاراً وقصفاً، وفي الشاطئ يموت الطفل واللقمة في فمه، وفي النصيرات يتقطعون أشلاء، وفي شمال غزة لا يجد الوالد من ولده سوى بضعة كيلوغرامات من اللحم المفروم".
واستشهد بعض المغردين بالمثل العربي القديم "يا فرعون من فرعنك، قال ما لقيت حدا يردني" وهو ما ينطبق الوضع في غزة وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل عليها.
أي عالم ذاك الذي نشّهده على حرق الفلسطيني حيًا داخل خيامه؟..
والله هذا المنظر المروّع شاهدته في صورة مخيّفة عندما أحرقت الولايات المتحدة 8000 جندي عراقي منسحب من الكويت للبصرة..حرقتهم بالنبالم والتقط الصحافي الأميركي كينيث جاريك الصورة لأحد الجنود المنصهرين في مجزرة ‘‘طريق…
— Abdo Fayed – عبده فايد (@Abdo_Fayed89) October 14, 2024
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات شمال غزة
إقرأ أيضاً:
وسط الدمار والركام.. هكذا يحيي أهالي غزة أجواء رمضان
حلّ شهر رمضان على أهل غزة للسنة الثانية على التوالي وسط ظروف قاسية، بحيث يعيش أغلبية أهالي القطاع بلا مأوى، أو بين ركام بيوتهم وفي الخيام المهترئة جراء العدوان الإسرائيلي.
وشهد اليوم الأول من الشهر المبارك لهذه السنة، اجتماع الفلسطينيين حول موائد الإفطار، ولكن هذه المرة كانت فوق أنقاض منازلهم المدمرة أو داخل خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
ففي مدينة رفح جنوب القطاع وحي الشجاعية بمدينة غزة، أُقيمت موائد إفطار جماعية جمعت مئات الفلسطينيين بين ركام منازلهم التي دمرتها الحرب بحيث تداول العديد الصور والأجواء عبر منصات التواصل الاجتماعي.
هذا ليس إفطاراً جماعياً بقدر ما هو تأكيد على البقاء رغم المأساة.
الكويت نظمت هذا الإفطار في رفح المدينة المدمرة بالكامل . pic.twitter.com/NeL7ienbTV
— Tamer | تامر (@tamerqdh) March 1, 2025
بين الركام والدمار..
إفطار جماعي كبير في رفح، خلال أول أيام رمضان. pic.twitter.com/aEHFH0JAk5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025
وفي شمال القطاع، حيث دُمرت الأحياء السكنية بالكامل، وبمحيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، قام الأهالي بتحضير مائدة إفطار جماعية، عاشوا فيها أجواء الشهر الفضيل.
وسط الدمار والركام.. التجهيز لإفطار رمضاني جماعي، بمحيط مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/vl9a5EzJGI
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025
إعلانوفي مشهد آخر، اختارت عائلات فلسطينية من خان يونس الجلوس على أنقاض منازلها المدمرة لتناول الإفطار، في رسالة صمود تؤكد تمسكهم بأرضهم ورفضهم لمخططات التهجير.
عائلة فلسطينية تفطر في منزلها المدمر بخانيونس جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/09wjVnoqe0
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025
ورغم كل الألم، عاد المسحراتي في قطاع غزة إلى عمله من أولى ليالي الشهر الفضيل في شوارع خان يونس رغم كل الدمار الذي شهده القطاع نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، مستمرًا في أداء دوره في إحياء الأجواء الرمضانية بين الفلسطينيين الذين ذاقوا ويلات الحرب.
#شاهد | بأهازيج وطنية .. مسحراتي رمضان يصدح بصوته خلال تجوله في شوارع غزة لإيقاظ الأهالي على السحور. pic.twitter.com/cWdAnIYHAi
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 1, 2025
ورغم الدمار، يحاول الفلسطينيون التمسك بالحياة، إذ علقوا فوانيس على ما تبقى من جدران بيوتهم المهدمة، ورسموا جداريات ملونة في محاولة لإضفاء بصيص من الأمل وسط الخراب.
وتُظهر هذه المشاهد قوة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات، وإصرارهم على الحياة والاحتفال بشهر رمضان المبارك رغم كل الصعاب ورغم كل ما عاشوه من حرب. وبعد الإفطار، علت أصوات الأناشيد الدينية في المكان وسط فرحة الأطفال، في محاولة لاستعادة بعض من روحانية شهر رمضان الفضيل.
رمضان في غزة غير ❤️ pic.twitter.com/QeF79DuGAo
— الـمُــســتـشــار ???????????? (@mhmd_mno3) March 1, 2025
وتتهم السلطات في غزة إسرائيل بعرقلة إدخال مساعدات إنسانية ضرورية للقطاع خاصة 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل لتوفير الإيواء العاجل للفلسطينيين المتضررين، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
إعلانوارتكبت إسرائيل -بين يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويوم 19 يناير/كانون الثاني 2025- إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وبدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.