الولايات المتحدة – أظهرت صور الأقمار الاصطناعية كيف أعاد إعصار “ميلتون” تشكيل ساحل فلوريدا، حيث شطر بعض مناطق الشاطئ الشهيرة إلى نصفين.

وتُظهر الصور الخطوط الساحلية التي تغيرت حديثا لجزيرتي سانبيل وكابتيفا قبالة ساحل كيب كورال، بعد الدمار الذي أحدثته الطبيعة الأم. وتبدو هناك سحبا بنية وبيضاء على طول الساحل، لكن هذه المناطق في الواقع هي عبارة عن رمال وأوساخ ورواسب.

وقال عالم الأرصاد الجوية كودي براود، من مركز فوكس للتنبؤات، لصحيفة “The Post”: “مع تحرك العواصف مثل ميلتون نحو الشاطئ، فإنها تضخ الرمال والمياه إلى الداخل أكثر مما اعتدنا عليه. ولكن بسبب ارتفاع العواصف بشكل كبير، ومع بدء انحسارها، يبدأ كل شيء في الانعكاس والانحسار مرة أخرى”.

وأضاف براود أن تحرك الرمال على طول الساحل أمر طبيعي في حالة العواصف، مشيرا إلى أن الألوان البنية المرئية في الصور طبيعية بالنظر إلى كمية الأوساخ الهائلة التي تتحرك أثناء العواصف.

وتابع الخبير: “بالنظر فقط إلى الساحل، يبدو أنهم اكتسبوا القليل من الرمال في تلك المنطقة، وهو أمر منطقي لأنهم شهدوا عواصف متتالية، هيلينا وميلتون، والتي كانت تدفع تلك الرمال إلى الداخل أكثر. ومن المرجح ألا ترى الكثير من التآكل، ولكنك تحصل على نوع من التعزيز على طول الشواطئ لأن الكثير من الرمال تم رفعها من القاع”.

وتُظهر الصور أيضا بعض الانقسامات في الشواطئ الشهيرة بفلوريدا، والتي يمكن أن تُعزى إلى اندفاع المياه مرة أخرى إلى الخليج بعد العواصف.

وقال براود: “مع تصريف المياه، قد تظهر قناة جديدة. ومع تحرك المياه للخارج، فإنها تحاول إيجاد أي طريقة ممكنة للخروج”.

وتأتي الصور الدرامية للساحل الجديد لولاية فلوريدا بعد أن حذر الخبراء من أن إعصار “ميلتون” قد يغير شكل الولاية إلى الأبد، حيث كان من المتوقع أن تغمر المياه حوالي 95 في المائة من شواطئ ولاية صن شاين خلال العاصفة.

وحذرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية من أن “هذا هو المستوى الأكثر خطورة للتغير الساحلي”، في حين قالت إن “أمواج ميلتون وارتفاعها” قد يتسببان في “تآكل وغمر” 100% من شواطئ الولاية.

وانضم إعصار “ميلتون” إلى قائمة طويلة من العواصف المدمرة التي غيرت ساحل فلوريدا، بما في ذلك الأعاصير إيان، وإيرما، وماثيو، ومايكل.

المصدر: “The Post”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

ما بعد إعصار ميلتون .. تقديرات أولية لحجم الخسائر في فلوريدا

سرايا - ضرب إعصار ميلتون ولاية فلوريدا الأميركية الأربعاء الماضي، مخلفا وراءه دمارا واسعا وأضرارا بشرية ومادية كبيرة. وُصف الإعصار بأنه واحد من أشد الأعاصير التي شهدتها الولاية في السنوات الأخيرة، حيث بلغت سرعته أكثر من 150 ميلا في الساعة، مما أدى إلى تدمير العديد من المدن والبنى التحتية الحيوية.

من جهتها، ذكرت نائبة حاكم فلوريدا جانيت نونيز، اليوم السبت، أن الولاية نشرت أكبر عدد من جنود الحرس الوطني في تاريخها للاستجابة لإعصار ميلتون.

الضحايا والخسائر البشرية

وفقًا للتقارير الأولية الصادرة عن السلطات المحلية، بلغ عدد الضحايا حتى الآن 55 شخصا، مع احتمالية زيادة هذا الرقم مع استمرار عمليات الإنقاذ. هناك حوالي 120 مصابا يعالجون في المستشفيات، والعديد منهم في حالات حرجة. كما نزح أكثر من 500 ألف شخص من منازلهم بحثا عن مأوى، حيث تم إيواؤهم في مراكز الطوارئ المؤقتة.

بعض القرى والمناطق الريفية كانت الأكثر تأثرًا، حيث واجهت صعوبة في وصول فرق الإنقاذ إليهم بسبب الطرق المقطوعة والفيضانات، مما أثار المخاوف من احتمال زيادة عدد الضحايا في الأيام القادمة. كما نزح آلاف السكان من منازلهم بحثا عن مأوى في مراكز الطوارئ التي أقامتها السلطات.

انقطعت عدة أحياء عن العالم بعد الإعصار مباشرة، من بينها حي زيفرهيلز الريفي، وذلك نتيجة لسقوط الأشجار التي قطعت الطرق المؤدية إليه، وتعذر وصول المساعدات إلى عدد من السكان. كما اضطر رجال الإنقاذ إلى استخدام المراكب لاستخراج كبار السن من منازلهم.

وفي مساء أمس الجمعة، تلقى سكان مدينة تامبا رسالة تحذيرية للقاطنين في المناطقة المنخفضة وبالقرب من الأنهار والبحيرات، تفيد بضرورة “مغادرة المنازل فورا”، مع الإشارة إلى أن غالبية الطرق مغلقة، لذا على النازحين البحث عن طرق آمنة للخروج من المناطق الخطرة.

الخسائر المادية

لم تحدد الخسائر المادية الناجمة عن إعصار ميلتون بدقة حتى الآن، لكن تشير التقديرات الأولية إلى أن إجمالي الأضرار الاقتصادية التي خلفها إعصار ميلتون قد تصل إلى 15 مليار دولار، مع وجود توقعات بزيادة هذا الرقم عند الانتهاء من التقييم الشامل.

تأثرت بشكل رئيسي البنى التحتية، حيث تعرض حوالي 20 ألف منزل لتدمير كلي، وتضرر 200 ألف مبنى بما في ذلك المنازل والشركات. وغرقت العديد من الشوارع والمزارع. وتم الإبلاغ عن تضرر أو تدمير أكثر من 50 جسرا، مما يعقد عملية التنقل في المناطق المتضررة، وأدى إلى شلل حركة النقل في أجزاء كبيرة من الولاية.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 40 ألف شركة قد دُمرت أو تعرضت لأضرار بالغة، مما يعرض أصحابها لخسائر كبيرة.

كما تعرضت المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس لأضرار جسيمة، بالإضافة إلى تدمير مراكز الأعمال والمحال التجارية. وأفادت السلطات بأن عملية إعادة الإعمار قد تستغرق شهورا، وربما سنوات في بعض المناطق الأكثر تضررا.

التعويضات الحكومية وشركات التأمين

في ظل هذه الكارثة، سارعت الحكومة الفدرالية وحكومة ولاية فلوريدا إلى الإعلان عن تخصيص حزم تعويضات عاجلة للأسر المتضررة، فضلا عن دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي دمرت أعمالها. وخصصت الحكومة مبالغ مالية تصل إلى 3 مليار دولار في شكل مساعدات طارئة للمناطق المتضررة لتوفير السكن المؤقت والغذاء والمياه، كما قدمت ولاية فلوريدا حزمة دعم بقيمة 500 مليون دولار لتسريع عمليات الإصلاح واستعادة البنية التحتية.

من جهة أخرى، أعلنت شركات التأمين أنها ستتعامل بجدية مع طلبات التعويضات، لكن هناك مخاوف من أن العديد من الأسر قد تواجه صعوبة في استلام التعويضات بسبب الإجراءات الروتينية.

قدرت شركات التأمين أن تكلفة التعويضات الإجمالية قد تصل إلى 10 مليارات دولار، وبلغ إجمالي مطالبات التأمين المقدمة حتى الآن 8 مليارات دولار مع توقعات بتصاعد الأرقام مع استمرار التقييم.

ظلام دامس ونقص حاد في الوقود

من بين الأزمات التي واجهها السكان في فلوريدا بعد الإعصار هو النقص الحاد في الوقود. حيث تسبب ميلتون في توقف أكثر من 70% من محطات الوقود عن العمل. شهدت بعض المناطق ارتفاعًا في أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 30%، أضف إلى ذلك ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير في السوق السوداء، حيث لجأ بعض المواطنين إلى شراء الوقود بأسعار باهظة.

أما على صعيد الكهرباء، فقد تسبب الإعصار في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 3 ملايين منزل وشركة، ولا يزال جزء كبير من السكان يعيشون في ظلام دامس منذ أيام.

اضطر سكان الولاية إلى الاستعانة بمولدات الكهرباء المنزلية لتشغيل عدد من الأجهزة الضرورية، لكن النقص الحاد في الوقود قد يحول دون استخدام تلك المولدات إذا استمر الوضع الكارثي خلال الأيام القادمة.

وحددت شركة “تيكو” للطاقة جدولا لعودة الكهرباء إلى المنازل بنهاية الخميس القادم، مشيرة إلى أن عمليات الإصلاح بدأت منذ الخميس الماضي، بعد انتهاء الإعصار مباشرة، وكانت الأولوية القصوى للمستشفيات ومراكز الخدمة الطبية، والمطارات.

وتعمل فرق الطوارئ على إعادة التيار الكهربائي تدريجيا، لكن حجم الأضرار التي لحقت بالشبكة الكهربائية يجعل عملية الإصلاح بطيئة ومعقدة. وتشير التقديرات إلى أن استعادة الكهرباء بالكامل قد تستغرق عدة أيام وقد تصل إلى أسابيع، وتقدر أن تكلفة إصلاح شبكات الكهرباء المدمرة قد تصل إلى 1.5 مليار دولار.

مع استمرار جهود الإنقاذ والإغاثة، تبقى فلوريدا في حالة طوارئ، في مواجهة تحديات كبيرة لإعادة إعمار ما دمره إعصار ميلتون.

انتهى الإعصار ولم تنته آثاره

انتهى إعصار ميلتون في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، لكن آثار الفيضانات وارتفاع منسوب المياه لا يزال مستمرا حتى اللحظة، وذلك على امتداد نهر هيلزبورو الذي ظل في مرحلة فيضان غير مسبوقة صباح اليوم السبت، كما صدر تحذير من وقوع فيضانات في نهر ألافي في منطقة ليثيا، شرق تامبا، حيث ارتفع منسوب المياه إلى أكثر من 24 قدما يوم الجمعة.

ومن المتوقع أن تبقى أنهار عدة في مدن كليرووتر وأورلاندو ودايتونا بيتش، عند مستويات فيضانية قياسية حتى نهاية الأسبوع.


مقالات مشابهة

  • الرئيس بايدن يتعهد بدعم فلوريدا بعد إعصار ميلتون
  • إعصار “ميلتون” بعدسات قمر صناعي روسي (صورة)
  • بايدن يصل فلوريدا لتفقد الأضرار الناجمة عن إعصار ميلتون
  • إعصار ميلتون.. بايدن يتفقد أضرار العاصفة في فلوريدا
  • “ظاهرة ساحرة”.. سماء فلوريدا تتحول إلى اللون الأرجواني قبل إعصار ميلتون
  • فلوريدا: من الدمار إلى التعافي بعد إعصارين ونقص حاد في إمدادات الوقود
  • بعد إعصار ميلتون.. أزمة وقود حادة في فلوريدا الأمريكية
  • أعاصير متكررة.. سكان فلوريدا يعيدون بناء حياتهم بعد ميلتون
  • ما بعد إعصار ميلتون .. تقديرات أولية لحجم الخسائر في فلوريدا