قدمت الأستاذة رباح الصادق المهدي ندوة بعنوان: الجرتق السوداني.. التراث في زمن الحرب، وذلك في مؤسسة قطر، قسم الترابط الاجتماعي مساء الجمعة الماضية 11 أكتوبر 2024.وأدار الندوة د. الصادق محمد سليمان، بحضور كبير داخل القاعة وحضور أونلاين بعد أن تم النقل على المنصات الرقمية ومشاركتها من قبل المتابعين.وقدمت “رباح الصادق” سرد تاريخي للعادة السودانية الأصيلة في مناسبات الزواج، والتراث الخالد في الوجدان، وسط تفاعل من الحاضرين للندوة.

شاهد تسجيل “الجرتق السوداني.. التراث في زمن الحرب “:رصد وتحرير – “النيلين”إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تقديم كتاب “بعد الرحيق”

تقديم كتاب "بعد الرحيق"
النيل ..السفر . والبرج العالي: في شأن الشاعر محمد المكي ابراهيم

لم يكن غريبا أن أقابله آخر مرة على مرمى حجر من النيل. قناعتي أنه لا ، شيء يأتيك مكانيا في هذه الدنيا. على شاطيء القدر كانت يومها في ذلك اليوم مفردتان تسيطران على مشهد لقائي للشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم وحرمه المصون. المفردتان هما النيل والسفر. أما النيل ، فقد كان حاضرا للقاء حيث تم في برج الفاتح على مقربة من النيل والشاعر يقف في صف مقهى . كنت أمامه حيث لكزني بعصاه لالتفت وأراه ببسمة ناصعة وكلام عن مجيئه للمكان للحجز مسافرا الى القاهرة. قفزت مفردة السفر الى المشهد مثلما قفزت مفردة النيل الذي كان يواصل سيره نحو الشمال على مقربة منا . في حالة محمد المكي ابراهيم قفزت الى الخاطر فكرة أن النيل سيرافق الشاعر الى مصر . لكن بالنسبة الى محمد المكي فإن مرافقة لنيل أمته له ، بدأت منذ عقود طويلة فهو حاديه الذي غني له عبر تجليات الغابة والصحراء ومغزى الارتواء الذي يزيد الغابة اخضرارا ويمنح الصحراء أملا في التجدد والارتواء. أريد أن أقول أن خواطر كثيرة تناثرت حولي ذلك اليوم وبعد رحيل الرحيق منها عراقة النهر في ضمير الأ مة بكل ما حوله من أشجار وأزهار وعذوبة وخصوبة متعددة الاشكال والأنواع. أنه أذن يقرر السفر لتتلاطم هنا في الذهن أبعاد هذه المفردة ومعانيها من رحيل ومغادرة فأى رحيل يا ترى كان مكتوبا؟. بالطبع فرحيلنا من هذا العالم ومكانه أمر يعرفه الله ، وما ظنه الشاعر الراحل رحيلا لأرض الكنانة ، كان أمرا مقضيا بأنه أيضا رحيل للدار التي لا ترقى إليها الأباطيل. لماذا قابلته في برج يا ترى؟؟ وكيف لا ينساب معنى البرج الشاهق الى مجمل أفكاري حول ذلك اللقاء وأنا بصدد عمارة شاهقة من الابداع الفكري والفني والثقافي المعرفي في وطننا؟
في تلك المقابلة السريعة ، وبعد أن نلت سلاما صافيا من الشاعر الكبير بعد جفوة ، قبيل نذر تلك الحرب الدامية ، أخبرني بأنه مهتم بجمع ما كتب عنه. توقفت عند ذلك كثيرا فليس من عادة الشاعر الحديث عن أمريخص ما كتب عنه بأى شكل من الأشكال وهذا أمر ظللت ألمسه فيه منذ أن تعرفت عليه في منتصف السبعينات قبل أن تجمعني به رفقة العمل والحياة في مدينة مونتري ، وعملنا سويا بادارة التعليم المستمر بمعهد الدفاع للغات في برنامج الترجمة وسفرنا جيئة وذهابا بين ولايتي كاليفورنيا وساوث كارولاينا لنفس الغرض. بعد أن علمت بمرض الشاعر الكبير وبقائه في المستشفى طويلا، بدأت أتلمس داخل مشاعري ما قد كان كامنا في وجدان الشاعر كونه ينوي جمع ما كتب عنه بعد تعرضه لداء مهلك كان يستشفي منه.
تنساب أنهار الذكريات في شأن الشاعر الكبير ففي أول الثمانينات أثناء عمله بقنصلية السودان بجدة . خرج وفي فمه سيجارة لأقدم له مخطوطة ديواني الأ ول"أعناب في زمن الشوك". أذكر تركيزه على قصيدة عنوانها "حديث هامس لبعض العيون" . ذلك هو الاصدار الذي تم نشره عام 1990م في الرياض بالسعودية ومن أبيات تلك القصيدة:
ويفصلنا عنك ليل حزنك
هذا الظلام البهيم
فكان رأيه أن يكون البيت:
ويفصلنا عنك في ليل حزنك
هذا الظلام البهيم
حيث تظلين للضوء معنى
وتستأثرين بكل النسيم
وهنا لاحظت عمق نظرته الى رحابة الليل وسعته كونه كان مصدر وحي وإغواء وإلهام للكثير من الشعراء. كان أول لقاء لي بالشاعر عام 1977م عندما زرته مع الخال عبدالغني الطيب في منزله بمدينة بحري . كان في معيته الشاعر الكبير الراحل سيد أحمد الحردلو فكانت أمسية للايلام والكرم وأحاديث الكبار. هيأ لي القدر فيما بعد وبعد عقود من ذلك التاريخ العمل مع الشاعر الراحل محمد المكي والسكن في حى المايقوما مع الشاعر الحردلو...كلاهما رحلا وبقى وهج الذكريات ودفء الترحم والدعاء لهما بالمغفرة وحسن القبول.
بالنسبة لي ،كانت أزمنة اللقاءات مع الشاعر الراحل تمر عبر منعطفات "أعناب في زمن الشوك" في جدة علىالبحر الأحمر الى "من ذاكرة الريح" الصادر عام 2005م على ساحل المحيط الهادي في مدينة مونتري وسعدت بتقديمه من محمد المكي ابراهيم. ومما أبهجني وملأني بالدهشة أيضا ، أن ذلك التقديم ساعدني الى الدنو من أغوار نفسي أيضا بصورة رأيتها مطابقة للعلاقة بيني وبين تلك الأغوار ، وبيني وبينه اذ يشير الى علاقتي بالطنبور والعو د كحواس موسيقية رآها تسللت الى أشعاري. كما سعدت أيضا بمخاطبة جمع احتفى به في مكتبة مدينة مارينا بكاليفورنيا، كذلك اجراء حوار طويل معه قبل ذلك بكثير عام 2004 بالاشتراك مع الأستاذ بابكر فيصل وذاك حوار نشرته يومها صحيفة الراية القطرية. كلا المادتين يشملهما هذا السفر الذي اخترت له "بعد الرحيق" باعتباره لمسات وفاء لمحمد المكي بناء على رغبته.
من الصعب جمع كل ما كتب عن الشاعر موضوع تحريرنا لهذا الكتاب فتلك مواد غزيرة وكثيرة، ولكنني تخيرت ما كتب بعد رحيله باعتبار أن ما كتب يحتوي على إضاءات صادقة وثرية للعديد من أعماله الشعرية. انني بهذا أريد بعض الوفاء بما طلبه الراحل وتعبيرا عن حبي وحب الآخرين له وحزنيوحزنهم على رحيله.
إنني أتضرع الى المولى سبحانه وتعالى أن يشمل الاستاذ محمد المكي ابراهيم برحمته وقبوله ومغفرته، وأن يجعل الخير والبركة في أبنائه وبناته ويمد في عمر رفيقة دربه الأستاذة سمية الياس التي رافقته في محطات ودروب الحياة فكانت خير رفيق وملهم ومساند.
وللسادة القراء أطيب مشاعر الشكر والود والتقدير ولمن ساهموا في هذه اللمسات الوفية ، كل الحب والوفاء.
المحرر
12 أمتوبر 2024
مونتري
كاليفورنيا

د عبدالرحيم عبدالحليم محمد

abdelrmohd@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. شاهد عيان تحكي قصة السيدة “عزيزة” التي زفت زوجها عريساً لـ”ضرتها”: (ما محتاجة قروش عمها رئيس دولة معروفة وأنجبت 9 من الأولاد ولهذا السبب ساعدت زوجها على الزواج)
  • شاهد بالفيديو.. لأول مرة في السودان.. عروس تقدم “شيلة” كاملة لعريسها وسط إعجاب الحاضرين والنساء على مواقع التواصل يعلقن: (ان شاء الله رجالنا ما يشوفوا المقطع دا)
  • بالفيديو.. شاهد ردة فعل عريس سوداني عندما تفاجأ بعروسته ترتدي “النقاب” مع فستان الفرح في ليلة زفافهما
  • شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة للجدل.. الفنانة عشة الجبل تطلق “زردية” البرهان خلال حفلها الأخير
  • تقديم كتاب “بعد الرحيق”
  • شاهد بالفيديو.. البرهان في جبل موية والجنود يقولون له ” نحن مبسوطين أوي زيد الجرعة يا سعادتك”
  • تركي يدعي أنه “المهدي المنتظر” ويؤسس طائفة!
  • شاهد بالفيديو.. نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان يكشفون الأسباب التي جعلت “حميدتي” يتهم مصر بضرب قواته بجبل موية
  • شاهد بالفيديو.. المودل آية أفرو تتجاهل هجوم وسخرية المتابعين وتعود بمقطع جديد تقدم من خلاله فواصل من الرقص المثير على أنغام إحدى أغنيات “الربابة”