شهدت انطلاقة النسخة الثالثة لبرنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة، والتي عقدت تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وينظمه مركز الشباب العربي، عدداً من ورش العمل التفاعلية والجلسات النقاشية، بالشراكة مع أكاديمية أنور قرقاش وبالتعاون مع وزارة الخارجية، والمؤسسات الدبلوماسية الأخرى (هارفارد – معهد الأمم المتحدة للبحوث والتدريب UNITAR – المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف– منظمة ديبلو فاونديشن “Diplo Foundation”).


ويشارك في النسخة الثالثة من البرنامج، نخبة من الدبلوماسيين العرب من فئة الشباب العاملين في مؤسسات دبلوماسية في 9 دول عربية هي: السعودية، العراق، مصر، المغرب الأردن، عُمان، البحرين، الإمارات، تونس.
وتضمنت الجلسات التي عقدت عبر تطبيق “زووم”، وقدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين البارزين في مجال الدبلوماسية، أساسيات التفاوض الدبلوماسي، وصنع السياسات في النظام الدولي الإنساني، وتحقيق السلام في النظام الدولي، ودور السياسة في تشكيل العمل الإنساني الدولي، وأزمة الهجرة في البحر الأبيض المتوسط، ودبلوماسية الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي والتفاوض.

أساسيات التفاوض الدبلوماسي – كلية هارفارد كينيدي
وناقشت ورشة عمل بعنوان “أساسيات التفاوض الدبلوماسي”، قدمها كل من مونيكا جيانوني، مديرة قسم التفاوض وحل النزاعات في مركز القيادة العامة في كلية هارفارد كينيدي، وأنسيلم دانيكر، زميل أول في قسم التفاوض وحل النزاعات في مركز القيادة العامة في كلية هارفارد كينيدي، فنون التفاوض من خلال الجمع بين المعرفة النظرية والمهارات العملية التطبيقية، وأساليب تمكين الشباب من التنقل بثقة ضمن سيناريوهات التفاوض المختلفة.
وتعرف خلالها القادة الدبلوماسيين على أمثلة متنوعة لأساليب التفاوض، من الحملات التاريخية إلى المفاوضات الحديثة في أماكن العمل وقطاع النشر وغيرها، إلى جانب قيامهم بأنشطة عملية تطبيقية لمهارات التفاوض في المجال الدبلوماسي، وقد ساهمت الورشة في تمكين وصقل مهارات القادة الشباب، وإعدادهم لاستخدام أساسيات التفاوض بشكل فعال في كل من البيئات الشخصية والمهنية.
تحقيق السلام
وناقشت جلسة بعنوان “تحقيق السلام في نظام دولي جديد”، وقدمها البروفيسور آخيم فينمان، مدير الشراكات الاستراتيجية، وأستاذ مشارك في مركز الصراع والتنمية وبناء السلام في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية، التحديات والفرص التي توفرها الوساطة من أجل السلام، والتعقيدات التي تساعد بحل النزاعات في عصر الأزمات العالمية المتداخلة، مثل تغير المناخ والنزوح، كما تفاعل الدبلوماسيون الشباب مع الجانب المعني بأهمية الحوار والتعاطف في حل النزاعات، وأهمية تكييف استراتيجيات الوساطة مع الديناميكيات الجيوسياسية الحالية.

دبلوماسية الذكاء الاصطناعي
وتعرف الدبلوماسيون الشباب على الدور المتطور للذكاء الاصطناعي في الدبلوماسية خلال جلسة تفاعلية قدمها جيروم دوبيري، المدير الإداري، مركز التكنولوجيا في كلية هارفارد كينيدي، حيث سلط فيها الضوء على كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في الجهود الدبلوماسية، من معالجة مجموعات البيانات الكبيرة وتلخيص النصوص إلى رسم خرائط لأصحاب المصلحة وتعزيز المفاوضات، وتم تناول التحديات الرئيسية بما في ذلك التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى الحوكمة، إلى جانب أهمية معرفة الذكاء الاصطناعي للدبلوماسيين.

العمل السياسي الإنساني
وناقشت جلسة بعنوان “دور السياسة في تشكيل العمل السياسي الإنساني”، التي قدمتها كلوديا سيمور، رئيسة مشاريع البحوث التطبيقية والممارسة في كلية هارفارد كينيدي، كيفية تشكل سياسة العمل الإنساني في ظل استمرار الأزمات العالمية على الرغم من وجود المساعدات، وتمكنوا من فهم تأثير القرارات السياسية على المواقع الجغرافية وكيفية تقديم المساعدات الإنسانية، وأهمية القدرة على الثبات والصمود خلال الأزمات، والحاجة إلى نهج أكثر مصداقيةً وتركيزًا على المجتمع.

صنع السياسات في النظام الدولي
في حين ناقشت جلسة بعنوان “صنع السياسات في النظام الدولي”، التي قدمها فينسينت زوبيلر، مسؤول تنفيذي عن الفعاليات التعليمية، أهمية التمييز بين مفهوم المناصرة ومفهوم الدبلوماسية، لافتاً إلى أن عملية الترويج للأفكار أو القضايا أو المشاريع للتأثير على أصحاب المصلحة الرئيسيين، تختلف عن الدبلوماسية مع الاعتراف بوظائفهما المتداخلة، وساهمت الجلسة في تمكين الدبلوماسيين الشباب من التعرف على أهمية الوصول والتأثير في صنع السياسات، إلى جانب أدوار المجتمع المدني والمنظمات والقطاع الخاص في الحوكمة العالمية.

أزمة الهجرة
واستعرضت ورشة عمل بالتعاون مع كلية هارفارد كينيدي، وقدمها سهيل بلحاج كلاز، باحث وأستاذ زائر في ماجستير الدراسات الدولية والتنمية (معهد الدراسات العليا MINT)، ورقة بحثية حول أزمة الهجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتي ناقش فيها تحديات التغيرات الديموغرافية والتنمية الاقتصادية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع التمييز بين مفهومي الهجرة والتنقل.
واستعرض خلال الجلسة مقاييس حوكمة الهجرة، مشيراً إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط واحدة من أكبر مناطق الهجرة، حيث أنه بلغ عدد المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي لعام 2023، 27.3 مليون مواطناً، وأن منطقة البحر الأبيض المتوسط تواجه ثلاثة طرق رئيسية للهجرة غير النظامية: من تونس إلى إيطاليا، والجزائر والمغرب إلى إسبانيا، وتركيا إلى اليونان. وعلى الرغم من انخفاض أعداد الوافدين غير النظاميين منذ عام 2015، تظل ضغوط الهجرة مرتفعة بسبب الصراعات والتفاوتات الاقتصادية والحاجة إلى العمالة الشابة في المجتمعات الأوروبية المتقدمة في السن، مما يجعل الحوكمة المنسقة ضرورية”.

الذكاء الاصطناعي والتفاوض
واختتمت فعاليات انطلاقة البرنامج، بورشة تفاعلية بعنوان الذكاء الاصطناعي والتفاوض، قدمها جيروم دوبيري، المدير الإداري، مركز التكنولوجيا في كلية هارفارد كينيدي، حيث تمكن الدبلوماسيون الشباب خلال هذه الجلسة من اكتساب فهم أعمق لكيفية تعزيز استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالمفاوضات، كما تعرفوا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التدريب، بهدف تمكينهم من تجربة استراتيجيات تفاوض مختلفة وتسريع عملية التعلم التطبيقي. كما سلط دوبيري خلال الجلسة الضوء على تعقيدات حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، وأهمية توعية الشباب بتحيز الذكاء الاصطناعي والتقنيات، خاصةً أن الذكاء الاصطناعي أداة داعمة، ولا يمكنها أن تحل محل الثقة البشرية وبناء العلاقات الدبلوماسية.

وتركز النسخة الثالثة من البرنامج الذي ينطلق بسلسلة من الجلسات التدريبية اليومية عبر تقنيات التواصل المرئي، وتستمر حتى 23 أكتوبر الجاري، على المهارات الأساسية في الدبلوماسية الإنسانية والعمل الإنساني الدولي لجعل التنمية الإنسانية محوراً أساسياً للعلاقات الدولية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الحماية الاجتماعية: تطبيق معايير الصحة المهنية باستخدام الذكاء الاصطناعي

يعمل صندوق الحماية الاجتماعية على تحسين بيئة العمل الداخلية من خلال تبني أفضل ممارسات السلامة والصحة المهنية، وتطوير البنية الرقمية بما يخدم بيئة عمل أكثر أمانًا وكفاءة، وقد اتخذ الصندوق خطوات حثيثة نحو تعزيز ثقافة الصحة والسلامة في بيئة العمل، من خلال خطط التوعية والتدريب والتقييم المستمر للمخاطر.

ويشكل اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية فرصة استراتيجية لصندوق الحماية الاجتماعية لتعزيز حضوره المؤسسي، وتحقيق التكامل بين أهداف الحماية الاجتماعية وأبعاد التحول الرقمي، بما يخدم بيئة عمل آمنة ومستدامة حيث يركز شعار هذا العام على التحول الرقمي ودور التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في تحسين إجراءات السلامة والصحة في بيئة العمل، حيث باتت الرقمنة أداة فعالة للتنبؤ بالمخاطر وتحليل بيانات الحوادث ومراقبة ظروف العمل لحظيًا، مما يسهم في تقليل الإصابات وتحقيق بيئة أكثر أمانًا واستدامة.

وقالت شمسة بنت حمدان التميمية، مديرة دائرة الشؤون الطبية بصندوق الحماية الاجتماعية: إن اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية يعد محطة عالمية لتأكيد أن سلامة الإنسان في بيئة العمل ليست خيارًا بل أولوية وحقًّا من حقوقه الأساسية، وسلطنة عُمان، من خلال مؤسساتها، تحرص على مواكبة التطورات العالمية، وإيجاد بيئات عمل تحترم معايير السلامة والكرامة الإنسانية، وتُراعي التغيرات التقنية المتسارعة التي تشهدها بيئات العمل الحديثة.

شعار هذا العام

وحول مواكبة صندوق الحماية الاجتماعية لشعار هذا العام المتعلق بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، قالت التميمية: إن صندوق الحماية الاجتماعية يؤمن أن المستقبل في مجال السلامة والصحة المهنية سيعتمد بشكل كبير على البيانات والتقنيات الذكية، إذ تمكننا الرقمنة من مراقبة بيئات العمل بشكل مستمر، وتحليل البيانات المتعلقة بمخاطر السلامة والصحة المهنية في الوقت الفعلي، وعبر استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكننا التنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها، مما يعزز قدرة المؤسسات على اتخاذ تدابير وقائية فعّالة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على تحسين الإجراءات فحسب، بل تشكل ركيزة أساسية لتحقيق بيئة عمل آمنة وأكثر استدامة، مما يعزز التكامل بين التحول الرقمي وأهدافنا في تعزيز السلامة المهنية.

منظومة السلامة

وذكرت التميمية أن الصندوق يقوم بتوفير الحماية الاجتماعية من خلال نظام التأمين ضد إصابات العمل والأمراض المهنية، ويحرص الصندوق على صرف التعويضات بشكل عادل وسريع، إلى جانب دعم جهود الوقاية والتوعية، والدور لا يتوقف عند الحماية بعد الإصابة، بل يتجاوز ذلك نحو الوقاية قبل وقوع الحادث، من خلال التعاون مع الشركاء في مؤسسات المجتمع المدني.

وأوضحت أن هناك بعض الحوادث التي يمكن تفاديها باستخدام التقنيات الحديثة، ففي العديد من الحالات، كانت الحوادث تحدث بسبب نقص في الأنظمة التفاعلية التي تعتمد على البيانات الحية أو بسبب تأخر في استخدام الأدوات الذكية التي كانت ستمنع وقوع الحادث، ويعمل الصندوق حاليًا على تحسين هذه الأنظمة وحث الشركاء عليها لتقليل هذه الحوادث إلى أدنى مستوى ممكن.

بيئة العمل

وأوضحت التميمية أن بعض بيئات العمل في سلطنة عمان تواجه تحديات في مجال السلامة والصحة المهنية، أبرزها ضعف الوعي الثقافي في بعض المنشآت الصغيرة والمتوسطة بإجراءات السلامة والصحة المهنية، ونقص التدريب والتأهيل الكافي للعمال على استخدام معدات الحماية الشخصية والتعامل مع المخاطر، كما توجد صعوبة في تطبيق معايير السلامة بفعالية في بعض القطاعات، إلى جانب استخدام محدود للتكنولوجيا في رصد وتحليل الحوادث بشكل لحظي، وعلاوة على ذلك، تؤثر الظروف البيئية والمناخية، مثل درجات الحرارة العالية، على صحة العمال في بعض المواقع الصناعية، ولحل هذه التحديات، يجب تعزيز التدريب المستمر، وتطبيق القوانين بصرامة، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين أنظمة السلامة.

مستقبل الصحة المهنية

وأضافت: إن مستقبل السلامة والصحة المهنية في سلطنة عمان واعد جدًا في ظل التحول الرقمي، ويفتح التحول الرقمي أمامنا أفقًا واسعًا لتبني تقنيات حديثة توفر تحليلات دقيقة في الوقت الفعلي وتساعد في اتخاذ القرارات الذكية والمبنية على بيانات حقيقية، ونرى أن الذكاء الاصطناعي في المستقبل سيكون أداة رئيسية لمراقبة بيئات العمل، ويُتوقع أن يصبح معيارًا أساسيًا في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والبناء والطاقة.

وأضافت: إننا نؤمن أن العامل يستحق بيئة عمل تحترم إنسانيته وتضمن سلامته، ونوجه رسالتنا لجميع المؤسسات للاستثمار في تقنيات السلامة الحديثة، وتدريب موظفيهم حول الوقاية، وسيظل الصندوق داعمًا لكل مبادرة تسهم في إيجاد بيئة عمل آمنة ومستدامة.

ويُعد اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل حملة توعية دولية تُقام سنويًا في 28 أبريل تحت مظلة منظمة العمل الدولية، بهدف تعزيز الوقاية من الحوادث والإصابات والأمراض المهنية، وترسيخ ثقافة السلامة والصحة في بيئة العمل، وجاء شعار هذا العام بعنوان "إحداث ثورة في الصحة والسلامة: دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل"، الذي يركز على أهمية تبني الأدوات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي كوسائل مبتكرة لتعزيز بيئة العمل وتحقيق نقلة نوعية في فهم وإدارة المخاطر المهنية.

مقالات مشابهة

  • جبران: الذكاء الاصطناعي غول قادم نواجهه بالتدريب والجامعات التكنولوجية
  • ملتقى بصحار يناقش توظيف الذكاء الاصطناعي في السلامة المهنية
  • أبرزها دعم الشباب.. أمانة الذكاء الاصطناعي بحزب الجبهة الوطنية تناقش استراتيجيتها الوطنية
  • لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟
  • عالم : سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشرية قد يصل لواحد من كل 5
  • «مسعود» يبحث مع وفد من القيادات الاجتماعية دورهم في احتواء الشباب
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
  • هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
  • الحماية الاجتماعية: تطبيق معايير الصحة المهنية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • مختصون لـ"اليوم": الذكاء الاصطناعي عزز وسائل السلامة في العمل