عودة الدفتيريا في عدن: غياب التحذيرات ومآسي تتكرر!
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
في العاصمة عدن، تتزايد المخاوف إثر انتشار مرض خطير يُعتقد أنه “الدفتيريا”، حيث تسببت هذه الأزمة الصحية في وفاة عدد من الأطفال وإصابة آخرين بحالات خطرة، مع غياب التنبيهات الرسمية ووسائل الوقاية، يجد المواطنون أنفسهم في مواجهة هذا الوباء الذي يهدد حياة أبنائهم دون أي دعم يذكر من الجهات المختصة.
قصص مأساوية وتجاهل صحي:
أحمد الرقب، ناشط مجتمعي في عدن، سرد قصة شخصية مفجعة، حيث تعرض أبناء أخيه علي عوض دله للإصابة بهذا المرض قبل شهرين، ما أسفر عن وفاة ابنته الكبرى، في حين نجا بقية أطفاله الثلاثة بعد أن تم إدخالهم إلى قسم الإنعاش بمستشفى النقيب لمدة شهرين قبل أن يتماثلوا للشفاء.
ويصف الرقب تلك اللحظات العصيبة قائلاً: “ما حدث لعائلة أخي كان مأساة حقيقية، فقدنا فيها طفلة من أجمل أطفالنا، وعشنا معاناة كبيرة مع بقية الأطفال. الآن، نرى تكرار هذه المأساة مع أسرة أخرى.” في إشارة إلى عائلة محمد البعسي، التي تعاني من نفس المرض حيث فقد الأخير ابنه وابنته ولا تزال ابنته الثالثة تحت الرعاية الطبية.
ورغم هذه القصص المؤلمة التي باتت تتكرر، ويشتكي المواطنون من غياب التحذيرات الصحية اللازمة وعدم وجود خطط وقائية توعوية تحد من انتشار المرض.
ويضيف الرقب: “للأسف، لا توجد أي تحذيرات من وزارة الصحة، ولا يعلم الناس كيف يحمون أطفالهم. نحن بحاجة إلى توعية حقيقية وإجراءات فورية لاحتواء هذا المرض.”
الدفتيريا: عودة مرض من الماضي:
الدفتيريا، أو الخناق، مرض بكتيري معدٍ يُهاجم الجهاز التنفسي والجلد، وينتقل بسهولة عبر الهواء أو الاتصال المباشر مع المصابين. يشكل خطراً كبيراً على الأطفال، حيث يؤدي في حالاته المتقدمة إلى انسداد المجاري التنفسية، مما يسبب الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.
ورغم أن هذا المرض كان تحت السيطرة بفضل برامج التلقيح في الماضي، إلا أن الحرب المستمرة والوضع الصحي المتردي في اليمن، أعادا المرض إلى الواجهة، وباتت العدوى تتفشى وسط بيئة تعاني من ضعف الرعاية الصحية ونقص اللقاحات، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية.
مسؤولية الجهات الصحية: غياب الدور الفعّال:
يعبر الكثير من الأهالي عن استيائهم من عدم وجود رد فعل من وزارة الصحة أو مكتب الصحة في عدن إزاء هذه الكارثة المتنامية، ويرى الناشطون والمواطنون أن الجهات الصحية تتحمل مسؤولية كبيرة في تفشي المرض، بسبب عدم تقديم التوعية اللازمة أو توفير اللقاحات في الوقت المناسب.
الرقب دعا في حديثه إلى اتخاذ خطوات عاجلة قائلاً: “واجب على وزارة الصحة أن تقوم بواجبها في توعية الناس بخطورة هذا المرض، وتقديم إرشادات واضحة حول طرق الوقاية والعلاج، كما يجب أن تُخصص خطوط اتصال مباشرة للتعامل مع الحالات الجديدة وتوفير اللقاحات للمواطنين.”
أثر المرض على المجتمع: معاناة وألم:
مع تزايد أعداد المصابين والمتضررين، بدأت تظهر آثار اجتماعية ونفسية خطيرة على الأسر التي فقدت أطفالها أو التي تعاني من مرضهم.. حالة محمد البعسي تعكس حجم المعاناة، فقد فقد اثنين من أبنائه نتيجة المرض، ولا تزال ابنته الثالثة تحت العناية الطبية.
في حديث مؤثر، يقول الرقب: “لا أعرف الأخ محمد البعسي شخصيًا، ولكن مصيبته وجعت قلوبنا جميعًا.. فقد أبنائه أمر يكسر الظهر ويحرق الفؤاد، وواجب علينا أن نواسيه وندعمه في محنته. إنها مأساة لا يمكن تصورها.”
تحديات إضافية: نقص الموارد الطبية والعلاج:
يتزامن انتشار المرض مع أزمة نقص في المستلزمات الطبية والعلاجات اللازمة. مستشفيات عدن تكافح للتعامل مع الحالات المتزايدة وسط نقص في الأدوية واللقاحات.. تقارير من داخل المستشفيات تشير إلى أن المرضى يعانون من نقص الأدوية الضرورية لعلاج الدفتيريا، وأن الأقسام المخصصة للأطفال تمتلئ بالحالات الحرجة.
في هذا السياق، طالب المواطنون والمجتمع المدني بسرعة استجابة المنظمات الدولية والداعمين لتوفير المستلزمات الطبية الضرورية، والضغط على الجهات الحكومية للتحرك الفوري لحماية الأطفال وإنقاذ حياتهم.
معاناة تتطلب استجابة فورية:
في ظل الأوضاع الصحية المتردية في عدن، باتت معاناة الأطفال جرس إنذار يتطلب استجابة فورية من جميع الجهات المعنية.
ويشكل انتشار مرض الدفتيريا تهديدًا خطيرًا على حياة الصغار، ولا يمكن تجاهله بعد الآن، وعلى الحكومة والجهات الصحية أن تتحرك بسرعة وتضع حدًا لهذه الكارثة الصحية التي تحصد أرواح الأطفال وتخلف وراءها مآسي لا تنسى.
ختامًا، تتوجه الأنظار إلى وزارة الصحة، والتي باتت أمام اختبار حقيقي لتأكيد التزامها بحماية المواطنين وتقديم الرعاية الصحية اللازمة في وجه هذا الوباء المتفشي.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: وزارة الصحة هذا المرض فی عدن
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الصحة يجري زيارات مفاجئة لعدد من المنشآت الطبية بـ3 محافظات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قام الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان، بعدة زيارات مفاجئة بمحافظات (المنوفية، والغربية، وكفر الشيخ) تفقد خلالها عددا من المستشفيات، وذلك في إطار تكليفات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، لنوابه بالمتابعة الميدانية المستمرة والتواجد وسط الفرق الطبية والمواطنين، للتأكد من تقديم خدمات طبية ذات جودة، والعمل على تذليل أي عقبات أو تحديات قد تواجه سير عمل المنظومة الصحية.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن نائب الوزير استهل زياراته بالمرور المفاجئ على مستشفى بركة السبع العام، حيث تفقد أقسام (الاستقبال والطوارئ، والأشعة) واطمئن على توافر الأدوية والمستلزمات اللازمة للطوارئ، وتفقد وحدة الغسيل الكلوي والرعاية المركزة، ورعاية القلب بالمستشفى، واطمئن على الانضباط الإداري وانتظام العمل بالمستشفى، ووجه بتحويل أطباء قسم العظام المتغيبين للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وتابع أن نائب الوزير استكمل جولته بزيارة مركز صحة الأسرة بطوخ طنبشا، التابع لإدارة بركة السبع الصحية، حيث تفقد عيادة الاستقبال والطوارئ، ومكتب الصحة، واطمئن على تواجد الفريق الطبي بالمركز وانتظام العمل.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة، إن نائب الوزير استكمل جولته المفاجئة بزيارة محافظة الغربية، حيث تفقد أقسام (الاستقبال والطوارئ، والأشعة، والمعمل) وغرفة المعقورين بمستشفى قطور المركزي، واستمع إلى شكاوى المواطنين بشأن عدم توفير خدمة الغيار على الجروح، حيث وجه بتوفير وإضافة غرفة استقبال، تيسيرا على المواطنين، كما وجه بتحويل مدير الاستقبال إلى التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية، نظرا للتقصير في أداء مهام عمله، كما اطمئن على توافر الأدوية والمستلزمات اللازمة للطوارئ، وأيضا توافر الطعوم اللازمة.
وأضاف «عبدالغفار» أن نائب الوزير تابع جولته المفاجئة بزيارة محافظة كفرالشيخ، حيث تفقد قسم الاستقبال والطوارئ، بمركز أبحاث أمراض الكبد والقلب، التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة، واطمئن على توافر الأدوية والمستلزمات اللازمة للطوارئ، وأيضا الرعاية المركزة، ووحدة مناظير الجهاز الهضمي، مشيدا بالخدمات الطبية المقدمة داخل المركز، وتواجد الفريق الطبي والانضباط الإداري.
واستكمل «عبدالغفار» أن الدكتور عمرو قنديل توجه إلى مستشفى كفرالشيخ العام، واطمئن على توافر الأدوية والمستلزمات اللازمة للطوارئ، وتفقد الرعاية المركزة ورعاية القلب بالمستشفى ووحدة قسطرة القلب، واستمع إلى عدد من المواطنين.
وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن نائب الوزير اختتم جولاته في المنشآت التي تفقدها، بالتأكيد على ضرورة الإلتزام والإنضباط الإداري، وتقديم أفضل خدمات طبية للمواطنين، والاستماع إلى آرائهم والتيسير عليهم.
IMG-20250330-WA0070 IMG-20250330-WA0067 IMG-20250330-WA0066 IMG-20250330-WA0068 IMG-20250330-WA0069 IMG-20250330-WA0071