شمسان بوست / متابعات:

في العاصمة عدن، تتزايد المخاوف إثر انتشار مرض خطير يُعتقد أنه “الدفتيريا”، حيث تسببت هذه الأزمة الصحية في وفاة عدد من الأطفال وإصابة آخرين بحالات خطرة، مع غياب التنبيهات الرسمية ووسائل الوقاية، يجد المواطنون أنفسهم في مواجهة هذا الوباء الذي يهدد حياة أبنائهم دون أي دعم يذكر من الجهات المختصة.

قصص مأساوية وتجاهل صحي:
أحمد الرقب، ناشط مجتمعي في عدن، سرد قصة شخصية مفجعة، حيث تعرض أبناء أخيه علي عوض دله للإصابة بهذا المرض قبل شهرين، ما أسفر عن وفاة ابنته الكبرى، في حين نجا بقية أطفاله الثلاثة بعد أن تم إدخالهم إلى قسم الإنعاش بمستشفى النقيب لمدة شهرين قبل أن يتماثلوا للشفاء.

ويصف الرقب تلك اللحظات العصيبة قائلاً: “ما حدث لعائلة أخي كان مأساة حقيقية، فقدنا فيها طفلة من أجمل أطفالنا، وعشنا معاناة كبيرة مع بقية الأطفال. الآن، نرى تكرار هذه المأساة مع أسرة أخرى.” في إشارة إلى عائلة محمد البعسي، التي تعاني من نفس المرض حيث فقد الأخير ابنه وابنته ولا تزال ابنته الثالثة تحت الرعاية الطبية.

ورغم هذه القصص المؤلمة التي باتت تتكرر، ويشتكي المواطنون من غياب التحذيرات الصحية اللازمة وعدم وجود خطط وقائية توعوية تحد من انتشار المرض.

ويضيف الرقب: “للأسف، لا توجد أي تحذيرات من وزارة الصحة، ولا يعلم الناس كيف يحمون أطفالهم. نحن بحاجة إلى توعية حقيقية وإجراءات فورية لاحتواء هذا المرض.”

الدفتيريا: عودة مرض من الماضي:
الدفتيريا، أو الخناق، مرض بكتيري معدٍ يُهاجم الجهاز التنفسي والجلد، وينتقل بسهولة عبر الهواء أو الاتصال المباشر مع المصابين. يشكل خطراً كبيراً على الأطفال، حيث يؤدي في حالاته المتقدمة إلى انسداد المجاري التنفسية، مما يسبب الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.

ورغم أن هذا المرض كان تحت السيطرة بفضل برامج التلقيح في الماضي، إلا أن الحرب المستمرة والوضع الصحي المتردي في اليمن، أعادا المرض إلى الواجهة، وباتت العدوى تتفشى وسط بيئة تعاني من ضعف الرعاية الصحية ونقص اللقاحات، مما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية.

مسؤولية الجهات الصحية: غياب الدور الفعّال:
يعبر الكثير من الأهالي عن استيائهم من عدم وجود رد فعل من وزارة الصحة أو مكتب الصحة في عدن إزاء هذه الكارثة المتنامية، ويرى الناشطون والمواطنون أن الجهات الصحية تتحمل مسؤولية كبيرة في تفشي المرض، بسبب عدم تقديم التوعية اللازمة أو توفير اللقاحات في الوقت المناسب.

الرقب دعا في حديثه إلى اتخاذ خطوات عاجلة قائلاً: “واجب على وزارة الصحة أن تقوم بواجبها في توعية الناس بخطورة هذا المرض، وتقديم إرشادات واضحة حول طرق الوقاية والعلاج، كما يجب أن تُخصص خطوط اتصال مباشرة للتعامل مع الحالات الجديدة وتوفير اللقاحات للمواطنين.”

أثر المرض على المجتمع: معاناة وألم:
مع تزايد أعداد المصابين والمتضررين، بدأت تظهر آثار اجتماعية ونفسية خطيرة على الأسر التي فقدت أطفالها أو التي تعاني من مرضهم.. حالة محمد البعسي تعكس حجم المعاناة، فقد فقد اثنين من أبنائه نتيجة المرض، ولا تزال ابنته الثالثة تحت العناية الطبية.



في حديث مؤثر، يقول الرقب: “لا أعرف الأخ محمد البعسي شخصيًا، ولكن مصيبته وجعت قلوبنا جميعًا.. فقد أبنائه أمر يكسر الظهر ويحرق الفؤاد، وواجب علينا أن نواسيه وندعمه في محنته. إنها مأساة لا يمكن تصورها.”



تحديات إضافية: نقص الموارد الطبية والعلاج:
يتزامن انتشار المرض مع أزمة نقص في المستلزمات الطبية والعلاجات اللازمة. مستشفيات عدن تكافح للتعامل مع الحالات المتزايدة وسط نقص في الأدوية واللقاحات.. تقارير من داخل المستشفيات تشير إلى أن المرضى يعانون من نقص الأدوية الضرورية لعلاج الدفتيريا، وأن الأقسام المخصصة للأطفال تمتلئ بالحالات الحرجة.



في هذا السياق، طالب المواطنون والمجتمع المدني بسرعة استجابة المنظمات الدولية والداعمين لتوفير المستلزمات الطبية الضرورية، والضغط على الجهات الحكومية للتحرك الفوري لحماية الأطفال وإنقاذ حياتهم.



معاناة تتطلب استجابة فورية:
في ظل الأوضاع الصحية المتردية في عدن، باتت معاناة الأطفال جرس إنذار يتطلب استجابة فورية من جميع الجهات المعنية.

ويشكل انتشار مرض الدفتيريا تهديدًا خطيرًا على حياة الصغار، ولا يمكن تجاهله بعد الآن، وعلى الحكومة والجهات الصحية أن تتحرك بسرعة وتضع حدًا لهذه الكارثة الصحية التي تحصد أرواح الأطفال وتخلف وراءها مآسي لا تنسى.


ختامًا، تتوجه الأنظار إلى وزارة الصحة، والتي باتت أمام اختبار حقيقي لتأكيد التزامها بحماية المواطنين وتقديم الرعاية الصحية اللازمة في وجه هذا الوباء المتفشي.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: وزارة الصحة هذا المرض فی عدن

إقرأ أيضاً:

محافظ الدقهلية: 1517 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية في قراش مركز بلقاس

 

تابع اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، أعمال القافلة الطبية المجانية التي أقيمت بقرية قراش مركز بلقاس على مدار يومين، حيث استفاد منها 1517 مواطنًا بالكشف وتلقي العلاج مجانًا، وأكد المحافظ أن هذه القافلة تأتي بالتنسيق مع وزارة الصحة، ضمن خطة لتسيير القوافل الطبية المجانية، لتلبية احتياجات المواطنين في مختلف المراكز والمدن، وخاصة القرى الأولى بالرعاية.

وأكد محافظ الدقهلية على استمرار القوافل العلاجية المجانية لخدمة المواطنين في كافة مراكز وقرى المحافظة، وخاصة في المناطق البعيدة، وتوفير الخدمة الطبية المجانية لهم في أماكن إقامتهم، في إطار خطة القوافل المجانية التابعة لمديرية الصحة وقوافل العلاج المتكاملة.

من جهته، أوضح الدكتور حمودة الجزار، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أن القافلة الطبية المجانية استمرت على مدار يومي 8،9 ديسمبر الجاري، تحت إشراف الدكتور رامز شوقي، منسق القوافل العلاجية.

وقال إن عدد المستفيدين من القافلة بلغ 1517 مواطنًا تم الكشف عليهم وعلاجهم في تخصصات مختلفة، حيث ضمت القافلة 8 عيادات، أجرت الكشف على 218 باطنة، أطفال 205، جراحة 62، أسنان 46، رمد 77، نسا وتنمية الأسرة 101، جلدية 114، عظام 117.

كما قامت القافلة بإجراء 104أشعة عادية وموجات صوتية، الكشف المبكر عن الضغط والسكر 140، فحص معمل الدم والطفيليات333، ندوات تثقيفية 47 ندوة استفاد منها 607 متردد، وتم إحالة 10 حالات للمستشفيات.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: نقص الإمدادات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في غزة مستمرة
  • «المجلس الأعلى لمراجعة البحوث الطبية» ينظم ندوة لدعم أولويات الصحة العامة في مصر
  • المجلس الأعلى لمراجعة البحوث الطبية ينظم ندوة للتنسيق بين اللجان والجهات المؤسسية
  • صور| الفرق الطبية بهيئة الرعاية الصحية بالأقصر توفر الخدمات الصحية للناخبين باللجان
  • رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع مدينة النيل الطبية
  • رئيس الوزراء يتابع ملفات وزارة الصحة والسكان ومدبنة النيل الطبية
  • الصحة: إغلاق 9 مراكز خاصة للنساء والتوليد بالقاهرة والجيزة لمخالفتها القواعد الطبية
  • وفد من منظمة الصحة العالمية يزور الإمدادات الطبية للوقوف على نظام توزيع الإمداد الدوائي
  • عودة: مؤتمر الفاتيكان أوربانيا صون الحياة وتعزيز الصحة والحوار الدولي
  • محافظ الدقهلية: 1517 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية في قراش مركز بلقاس