الجزيرة:
2024-11-15@11:49:37 GMT

هل ستندلع حرب بين تركيا وإسرائيل؟

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

هل ستندلع حرب بين تركيا وإسرائيل؟

كان التساؤل حول احتمال اندلاع حرب بين تركيا وإسرائيل أحد أكثر الأسئلة المطروحة خلال الأسبوع الماضي، ومن أشار إلى هذا الاحتمال ليس من أولئك الذين يروّجون لنظرية المؤامرة، بل هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه.

لم يدلِ أردوغان بهذه التصريحات في لحظة غضب أو بشكل عابر، ولم يُشِر إلى ذلك في مناسبة واحدة فقط.

لهذا السبب، عقد البرلمان التركي جلسة سرية لمناقشة حجم التهديد الإسرائيلي، وقدّم الوزراء البيانات اللازمة للنواب.

تصريحات أردوغان بشأن التهديد الإسرائيلي

في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تحدث الرئيس أردوغان عن ذلك خلال خطابه بمناسبة الدورة البرلمانية الجديدة، وقال: "الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك من منطلق هذيان الأرض الموعودة، وتعتمد بالكامل على التعصب الديني، تضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان. الحسابات تدور الآن حول هذا الموضوع.. من الواضح أن حكومة نتنياهو تسعى وراء حلم باطل يشمل الأناضول وتلاحق أوهام الدولة الكاملة.. لقد أفصحت عن نواياها في مناسبات عديدة.

وكل تطور منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يزيد من حجم هذا التهديد.. إذا كانت فلسطين ولبنان غير آمنتين، فهل تعتقدون حقًا أنكم ستكونون في أمان؟ نرى في كل تصريح متعجرف أن العدوان الإسرائيلي يشمل تركيا أيضًا. وسنواصل مواجهة هذا العدوان، وهذا الإرهاب بكل إمكاناتنا من أجل وطننا وأمتنا واستقلالنا".

أثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا في تركيا والشرق الأوسط، ولكن أردوغان أعاد التأكيد عليها بعد بضعة أيام، مما أظهر مدى جديته.

وقال الرئيس التركي: "يتم تنفيذ خطة خبيثة في منطقتنا لا تقتصر على غزة والضفة الغربية ولبنان. ليس من الضروري أن تكون عرافًا لتدرك الهدف النهائي لهذه الخطة.. كل من يعرف التاريخ والسياسة والدين يمكنه بسهولة إدراك الرابط بين هذه القضية ووهم الأرض الموعودة.

نعلم جميعًا ما هي الأرض الموعودة. وكأنهم يتحدّون تركيا من مسافة 30 كيلومترًا. كل خريطة وكل تصريح من الإدارة الإسرائيلية يكشف عن نواياهم الحقيقية.. كما كان الحال في بداية القرن الماضي، يتم تنفيذ خطة لإعادة رسم الحدود بالدم. حماس مجرد ذريعة.. تُدار حرب قذرة جديدة لتقاسم النفوذ من خلال إسرائيل".

الجلسة السرية في البرلمان

بعد تصريحات أردوغان، عقد البرلمان التركي جلسة سرية. قدم وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر معلومات للنواب حول الخطر الإسرائيلي. لن يتم الكشف عما نوقش في الجلسة لمدة عشر سنوات؛ لأنها تعتبر من أسرار الدولة.

مع ذلك، فإن عدوان إسرائيل في المنطقة يشكل تهديدًا واضحًا للأمن القومي التركي. ما زال من غير المعروف ما هي التدابير التي اتخذتها الدولة أو الإستراتيجيات التي وضعتها. ولكن يتضح من تصريحات أردوغان أن الحكومة تعمل على منع هذا التهديد قبل أن يصل إلى الأراضي التركية.

لماذا أدلى أردوغان بهذه التصريحات؟

هناك سببان واقعيان يجعلان أردوغان يعتبر أن إسرائيل تمثل تهديدًا لتركيا:

الأرض الموعودة

تتضمن خريطة "الأرض الموعودة" التي يرتديها الجنود الإسرائيليون أراضي تركيا إلى جانب العديد من الدول الأخرى. يعتقد أردوغان أن المسؤولين الإسرائيليين، الذين لا يترددون في الإفصاح عن هذا الهدف، يشنون الحرب على غزة ولبنان وسوريا وإيران لتحقيقه. ويرى أن هذا الأمر يُطبّق حاليًا وأنه مستمر. يُعتقد أيضًا أن الاحتلال الفعلي سيمتد إلى سوريا بعد غزة ولبنان، مما يعني أن هناك مواجهة محتملة بين إسرائيل وتركيا على الحدود.

تنظيم "وحدات حماية الشعب – YPG" الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل

يبدو أنّ الهيكل الذي تم تأسيسه وتسليحه بواسطة الولايات المتحدة وإسرائيل في شرق نهر الفرات في سوريا، والذي يرتبط بحزب العمال الكردستاني (PKK)، سيُستخدم كقوة تابعة لوهم الأرض الموعودة. أشار أردوغان في خطابه في البرلمان قائلًا: "نرى بوضوح كيف يريدون إنشاء دويلات صغيرة تابعة لهم من خلال استخدام التنظيمات الانفصالية كأداة في شمال العراق وسوريا"، مما يؤكد على اعتباره تهديدًا مباشرًا لتركيا.

توقعات بهجوم وحدات حماية الشعب على تركيا

لا يُتوقع أن تشن إسرائيل هجومًا على تركيا، وهي عضو في حلف الناتو، كما فعلت مع إيران وسوريا ولبنان. يمكننا أن نضيف كلمة "مؤقتًا" في نهاية هذه الجملة. من المتوقع أن يهاجم تنظيم وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي YPG/PYD، الذي يضم أكثر من 90,000 مقاتل مزودين بأسلحة ثقيلة، تركيا بالوكالة عن إسرائيل وأميركا.

تعتقد تركيا أن هذا التنظيم، الذي يسيطر على منطقة محمية من قبل الولايات المتحدة على الحدود السورية، ملتزم بالعمل وفق أوامر الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بسبب حلمه بإقامة دولة كردية مستقلة في منطقة "روجافا". وبالتالي، فإن هجوم هذا التنظيم على تركيا يُعتبر فرضية محتملة بقوة على المدى القريب.

يرى أردوغان أن هذا التنظيم يخدم وهم الأرض الموعودة لإسرائيل. إذا احتلت إسرائيل جزءًا من الأراضي السورية بعد لبنان، فيمكننا توقع أن الجيش التركي سيتأهّب للقتال. لكن قبل ذلك، يمكننا القول إنه في حال حدوث أي هجوم محدود من جانب التنظيم الانفصالي على تركيا، فإن أنقرة جاهزة للردّ بقوة مدمرة. سيتضح في المستقبل ما إذا كان هذا يعني بداية صراع بين تركيا وإسرائيل أم لا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة على ترکیا

إقرأ أيضاً:

أبرز مواقف وزير الخارجية الأمريكي الجديد تجاه تركيا

أنقرة (زمان التركية) – أعلن الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، أن السيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، المعروف بآرائه “المتشددة”سيكون على رأس الدبلوماسية الأمريكية.

ويُعرف روبيو، الذي سيكون أول وزير خارجية لاتيني يتولى منصبه إذا وافق عليه مجلس الشيوخ، بخطابه القاسي خاصة ضد الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة “خصومًا”مثل: الصين وإيران وكوبا.

روبيو، الذي كان في مجلس الشيوخ منذ عام 2011 وعمل أيضًا في لجنة العلاقات الخارجية، هو سياسي يتابع عن كثب التطورات في تركيا والمنطقة، كما استخدم روبيو لغة انتقادية في أغلب الأوقات ضد حكومات الرئيس رجب طيب أردوغان في الماضي.

العمليات العسكرية بشمال سوريا

شهد عام 2019 أكبر عدد من التصريحات من روبيو بشأن تركيا، حيث استنكر روبيو إطلاق تركيا لعملية نبع السلام في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، كما انتقد أيضا إدارة ترامب لسحبها القوات الأمريكية من المنطقة قبل العملية.

وزعم روبيو آنذاك أن أردوغان أطلق عملية نبع السلام لجعله ينسى “فشله” في الانتخابات المحلية لعام 2019، حيث خسر آنذاك الحزب الحاكم بلديتي أنقرةً وإسطنبول.

وانتقد روبيو مرارًا وتكرارًا تصرفات تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية (SDF) التي تقاتل داعش في شمال سوريا، وجادل روبيو بأنه لا توجد دولة أو مجموعة باستثناء قوات سوريا الديمقراطية ستقاتل داعش.

وتشكل وحدات حماية الشعب (YPG)، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) في سوريا العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.

وترى أنقرة إن وحدات حماية الشعب هي جزء لا يتجزأ من تنظيم العمال الكردستاني.

ومع استمرار التوترات بين تركيا والولايات المتحدة، تم التصويت على قانون بالكونغرس الأمريكي يعترف بأحداث عام 1915 على أنها “إبادة جماعية للأرمن” في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2019. وكان روبيو من بين أعضاء مجلس الشيوخ الذين أيدوا مشروع القانون.
الانسحاب الأمريكي من سوريا

عارض روبيو تصريح ترامب بأن الوجود العسكري في شمال سوريا سيتم سحبه في نهاية عام 2018 ولعب دورًا في عدم إكمال هذه العملية. وفي بيان مكتوب في ذلك الوقت، زعم روبيو أن سحب القوات سيكون خطأ كبيرا مفيدا أن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب ستنهي القتال ضد داعش، ونتيجة لذلك، ستزيد إيران من أنشطتها في المنطقة.

من المتوقع أن تكون هذه القضية على جدول الأعمال خلال ولاية ترامب الثانية كرئيس وسط تساؤلات حول موقف روبيو من الأمر هذه المرة.

الانتخابات البلدية التركية 2019

تابع روبيو الانتخابات البلدية لعام 2019 في تركيا. وانتقد إلغاء نتائج انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى التي فاز بها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، ونشر تغريدة ذكر خلالها “أن السلطوية تتحدى الديمقراطية في كل مكان”، وقال روبيو آنذاك: “في تركيا، يقوض الرئيس أردوغان سيادة القانون والنظام الديمقراطي من خلال إلغاء الانتخابات البلدية في إسطنبول التي خسرها حزبه من خلال المسؤولين الموالين واتخاذ قرار بإعادتها”.

منظومة الدفاع الروسية اس 400

إن موقف وزير الخارجية الأمريكي الجديد الصارم من روسيا معروف جيداً، كان روبيو من بين أعضاء مجلس الشيوخ الذين عارضوا شراء تركيا لأنظمة الدفاع الجوي S-400 من روسيا في عام 2019 على الرغم من كونها عضوًا في الناتو، كما لعب دورًا نشطًا في عملية فرض العقوبات على تركيا.

وصرح روبيو أن إتجاه إدارة ترامب لتخفيف العقوبات على تركيا سيكون خاطئًا وأبلغ ترامب بموقفه هذا خلال لقائه معه بالبيت الأبيض.

العلاقة بين أردوغان ومادورو

انتقد روبيو المولود في كوبا مرارًا وتكرارًا تعاون تركيا مع فنزويلا تحت قيادة نيكولاس مادورو على مدى العقد الماضي. واستنكر روبيو زيادة تجارة الذهب بين تركيا وفنزويلا في عامي 2018 و 2019، كما اتهم مادورو وأردوغان بوضع “خطة جريمة”.

واتهم روبيو مادورو بسرقة الذهب الفنزويلي وبيعه لتركيا للحصول على الطعام والضروريات الأخرى، ودعا إدارة ترامب إلى تثبيط الحكومة التركية عن القيام بذلك.

لقاء بأنس كانتر

في يناير/ كانون الثاني من عام 2019، التقى روبيو بلاعب الدوري الاميركي للمحترفين أنس كانتر، الذي كان ينتقد بشدة حكومة الرئيس أردوغان في ذلك الوقت.

ومن المعروف علاقة كانتر الوثيقة مع فتح الله كولن، الذي طلبت تركيا تسليمه من الولايات المتحدة بزعم أنه المسؤول عن محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز.

وشارك كانتر وجهات نظره حول تركيا وتجارب عائلته خلال لقائه مع روبيو. وأشاد روبيو، الذي نشر جزءًا قصيرًا من المقابلة على موقع يوتيوب، بكانتر على “شجاعته وصراحته” بينما انتقد ممارسات تركيا في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية.

السجناء السياسيون

شارك روبيو في العديد من الحركات في مجلس الشيوخ التي أخذت في الاعتبار انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا ووقع على الرسائل التي كتبها مع زملائه للتوقيع عليها وطالب خلال رسالة وقعها أكثر من 50 عضوًا في مجلس الشيوخ مع السناتور الديمقراطي رون وايدن في فبراير/ شباط عام 2021 الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اتخاذ إجراءات بشأن “سجل الحكومة التركية المتدهور في مجال حقوق الإنسان”.

في عام 2019، قدم روبيو، مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ، مشروع قانون يتضمن عقوبات ردا على اعتقال تركيا لسركان جولج، وهو مواطن أمريكي تركي، بالإضافة إلى اثنين من الموظفين الأتراك العاملين في البعثات الدبلوماسية الأمريكية.

وفي رسالة قبل زيارة الرئيس أردوغان للبيت الأبيض مع ترامب في مايو/أيار 2017، دعا روبيو الولايات المتحدة إلى إثارة انتهاكات حقوق الإنسان لتركيا، حليفة الناتو، بقوة أكبر، وكرر هذه الدعوة في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

وصرح روبيو أن “السجناء السياسيين” تعرضوا للتعذيب في تركيا في عهد الرئيس أردوغان.

Tags: أنس كانترالانتهاكات الحقوقية بالسجون التركيةالخارجية الأمريكيةدونالد ترامبرجب طيب أردوغانفتح الله كولنماركو روبيو

مقالات مشابهة

  • أبرز مواقف وزير الخارجية الأمريكي الجديد تجاه تركيا
  • تركيا تعلن قطع العلاقات مع إسرائيل نهائية
  • هل ستندلع حرب أهلية قريباً في إسرائيل؟
  • مجموعة "بريكس" تعرض على تركيا أن تصبح "عضوا شريكا"
  • تركيا تعلن قطع كافة علاقاتها مع إسرائيل.. ندعم فلسطين للنهاية
  • أردوغان يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل
  • أردوغان: متفائل بشأن إعادة علاقات تركيا وسوريا إلى مسارها
  • ما الذي تريده تركيا تحديدًا من ترامب؟
  • روسيا تحذر تركيا
  • أردوغان: تركيا تواصل دعمها من أجل محاكمة إسرائيل بسبب مجازرها في غزة