هل ستندلع حرب بين تركيا وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
كان التساؤل حول احتمال اندلاع حرب بين تركيا وإسرائيل أحد أكثر الأسئلة المطروحة خلال الأسبوع الماضي، ومن أشار إلى هذا الاحتمال ليس من أولئك الذين يروّجون لنظرية المؤامرة، بل هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه.
لم يدلِ أردوغان بهذه التصريحات في لحظة غضب أو بشكل عابر، ولم يُشِر إلى ذلك في مناسبة واحدة فقط.
في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تحدث الرئيس أردوغان عن ذلك خلال خطابه بمناسبة الدورة البرلمانية الجديدة، وقال: "الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك من منطلق هذيان الأرض الموعودة، وتعتمد بالكامل على التعصب الديني، تضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان. الحسابات تدور الآن حول هذا الموضوع.. من الواضح أن حكومة نتنياهو تسعى وراء حلم باطل يشمل الأناضول وتلاحق أوهام الدولة الكاملة.. لقد أفصحت عن نواياها في مناسبات عديدة.
وكل تطور منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يزيد من حجم هذا التهديد.. إذا كانت فلسطين ولبنان غير آمنتين، فهل تعتقدون حقًا أنكم ستكونون في أمان؟ نرى في كل تصريح متعجرف أن العدوان الإسرائيلي يشمل تركيا أيضًا. وسنواصل مواجهة هذا العدوان، وهذا الإرهاب بكل إمكاناتنا من أجل وطننا وأمتنا واستقلالنا".
أثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا في تركيا والشرق الأوسط، ولكن أردوغان أعاد التأكيد عليها بعد بضعة أيام، مما أظهر مدى جديته.
وقال الرئيس التركي: "يتم تنفيذ خطة خبيثة في منطقتنا لا تقتصر على غزة والضفة الغربية ولبنان. ليس من الضروري أن تكون عرافًا لتدرك الهدف النهائي لهذه الخطة.. كل من يعرف التاريخ والسياسة والدين يمكنه بسهولة إدراك الرابط بين هذه القضية ووهم الأرض الموعودة.
نعلم جميعًا ما هي الأرض الموعودة. وكأنهم يتحدّون تركيا من مسافة 30 كيلومترًا. كل خريطة وكل تصريح من الإدارة الإسرائيلية يكشف عن نواياهم الحقيقية.. كما كان الحال في بداية القرن الماضي، يتم تنفيذ خطة لإعادة رسم الحدود بالدم. حماس مجرد ذريعة.. تُدار حرب قذرة جديدة لتقاسم النفوذ من خلال إسرائيل".
الجلسة السرية في البرلمانبعد تصريحات أردوغان، عقد البرلمان التركي جلسة سرية. قدم وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر معلومات للنواب حول الخطر الإسرائيلي. لن يتم الكشف عما نوقش في الجلسة لمدة عشر سنوات؛ لأنها تعتبر من أسرار الدولة.
مع ذلك، فإن عدوان إسرائيل في المنطقة يشكل تهديدًا واضحًا للأمن القومي التركي. ما زال من غير المعروف ما هي التدابير التي اتخذتها الدولة أو الإستراتيجيات التي وضعتها. ولكن يتضح من تصريحات أردوغان أن الحكومة تعمل على منع هذا التهديد قبل أن يصل إلى الأراضي التركية.
لماذا أدلى أردوغان بهذه التصريحات؟هناك سببان واقعيان يجعلان أردوغان يعتبر أن إسرائيل تمثل تهديدًا لتركيا:
الأرض الموعودةتتضمن خريطة "الأرض الموعودة" التي يرتديها الجنود الإسرائيليون أراضي تركيا إلى جانب العديد من الدول الأخرى. يعتقد أردوغان أن المسؤولين الإسرائيليين، الذين لا يترددون في الإفصاح عن هذا الهدف، يشنون الحرب على غزة ولبنان وسوريا وإيران لتحقيقه. ويرى أن هذا الأمر يُطبّق حاليًا وأنه مستمر. يُعتقد أيضًا أن الاحتلال الفعلي سيمتد إلى سوريا بعد غزة ولبنان، مما يعني أن هناك مواجهة محتملة بين إسرائيل وتركيا على الحدود.
تنظيم "وحدات حماية الشعب – YPG" الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وإسرائيليبدو أنّ الهيكل الذي تم تأسيسه وتسليحه بواسطة الولايات المتحدة وإسرائيل في شرق نهر الفرات في سوريا، والذي يرتبط بحزب العمال الكردستاني (PKK)، سيُستخدم كقوة تابعة لوهم الأرض الموعودة. أشار أردوغان في خطابه في البرلمان قائلًا: "نرى بوضوح كيف يريدون إنشاء دويلات صغيرة تابعة لهم من خلال استخدام التنظيمات الانفصالية كأداة في شمال العراق وسوريا"، مما يؤكد على اعتباره تهديدًا مباشرًا لتركيا.
توقعات بهجوم وحدات حماية الشعب على تركيالا يُتوقع أن تشن إسرائيل هجومًا على تركيا، وهي عضو في حلف الناتو، كما فعلت مع إيران وسوريا ولبنان. يمكننا أن نضيف كلمة "مؤقتًا" في نهاية هذه الجملة. من المتوقع أن يهاجم تنظيم وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي YPG/PYD، الذي يضم أكثر من 90,000 مقاتل مزودين بأسلحة ثقيلة، تركيا بالوكالة عن إسرائيل وأميركا.
تعتقد تركيا أن هذا التنظيم، الذي يسيطر على منطقة محمية من قبل الولايات المتحدة على الحدود السورية، ملتزم بالعمل وفق أوامر الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بسبب حلمه بإقامة دولة كردية مستقلة في منطقة "روجافا". وبالتالي، فإن هجوم هذا التنظيم على تركيا يُعتبر فرضية محتملة بقوة على المدى القريب.
يرى أردوغان أن هذا التنظيم يخدم وهم الأرض الموعودة لإسرائيل. إذا احتلت إسرائيل جزءًا من الأراضي السورية بعد لبنان، فيمكننا توقع أن الجيش التركي سيتأهّب للقتال. لكن قبل ذلك، يمكننا القول إنه في حال حدوث أي هجوم محدود من جانب التنظيم الانفصالي على تركيا، فإن أنقرة جاهزة للردّ بقوة مدمرة. سيتضح في المستقبل ما إذا كان هذا يعني بداية صراع بين تركيا وإسرائيل أم لا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة على ترکیا
إقرأ أيضاً:
تركيا تعرض الوساطة لحل الخلافات بين السودان والإمارات
يمن مونيتور/ (رويترز)
قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان في مكالمة هاتفية يوم الجمعة أن أنقرة مستعدة للتوسط في حل النزاعات بين السودان والإمارات.
واتهم الجيش السوداني الإمارات مرارا بتقديم الدعم والأسلحة لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الحرب الجارية في السودان. وتنفي الإمارات تلك الاتهامات.
ووصف مراقبون للعقوبات من الأمم المتحدة الاتهامات بأن الإمارات قدمت مساعدات عسكرية لقوات الدعم السريع بأنها ذات مصداقية.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان ناقش مع البرهان في المكالمة الهاتفية العلاقات التركية السودانية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والعالمية.
واقترح أردوغان أن تتدخل أنقرة لحل النزاعات بين السودان والإمارات كما توسطت في نزاع بين الصومال وإثيوبيا، وفقا لما قالته الرئاسية التركية دون الخوض في التفاصيل.
ووفقا للرئاسة أكد أردوغان للبرهان أيضا على المبادئ الأساسية لتركيا وهي حماية سيادة السودان ووحدة أراضيه، ومنع تحول البلاد إلى ساحة للتدخل الأجنبي.
وذكر بيان لمجلس السيادة الانتقالي “أبدى الرئيس أردوغان استعداد بلاده للتوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة لإحلال الأمن والسلام في السودان”.
وأضاف أن البرهان رحب “بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي تسببت فيها مليشيا الدعم السريع المتمردة، داعيا إلى تعزيز الاستثمارات التركية في مختلف المجالات”.