لبنانيون غلبتهم دموعهم حزنًا على سوق النبطية الذي تحول الى ركام وخراب اثر غارات اسرائيلية عنيفة ومدمرة، فمشهد السوق الواقع في وسط المدينة التي تعتبر احدى أكبر مدن الجنوب اللبناني ومركز نشاط اقتصادي مفترض ان يكون مزدهرا، بات اليوم حزينا مؤلما، متخطيا كل درجات اليأس.

تداولت وسائل الاعلام منذ فترة أخبارًا عن سوق الاثنين الشعبي في النبطية وأشارت الى أنه رغم العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات الحدودية في الجنوب بقي "سوق الاثنين" محافظا على رمزيته ومجسدا مظهرا من الصمود متناسقا مع الشجاعة التي تحلى بها أبناء المنطقة في ظل الازمات الصعبة التي استحدثت في زمن الحروب القاسية، فهذا السوق كان في زمن السلم يؤمن متطلباتهم اليومية.

وبالنسبة للباعة هو يُعد عملا يحقق مداخيل يعينهم على مواجهة التحديات الاقتصادية التي كانت تمر على البلد ليصبح بين ليلة وضحاها ركاما لم يبق منه سوى الذكريات.

اندلعت النيران بسوق النبطية التجاري بعد ان تعرض  لغارة جوية اسرائيلية عنيفة استهدفت وسط المدينة التي كانت تضم حتى تلك اللحظة ١٥٠ عائلة نازحة من أصل ٧٠ ألف شخص يقطنها. وقد طالت الغارات ايضا "شارع الديماسي" المتفرع عن "شارع حسن كامل الصباح"،  المتصل بـ"شارع محمود فقيه" في الجهة المقابلة، مع العلم أن الشارعين يعدان الشريان الحيوي للمدينة اقتصادياً وخدماتياً.  

عمر السوق التاريخي   سوق الاثنين في  النبطية هو عبارة عن سوق شعبي يعج بالبسطات عارضة سلعا من كل ما تحتاج البيوت والعائلات كالملابس والمواد الغذائية والخضار والفواكه والحبوب، وقد اعتاد اهل المنطقة على انتظار هذا اليوم منذ افتتاح السوق لتأمين كافة احتياجاتهم بسبب رخص البضائع وجودتها. ولا يمكن تحديد عمر تاريخيّ لسوق النبطية، ربّما يردّها البعض إلى العهد المملوكيّ (بين 1250 و1517) ويربطها بنشأة العديد من الأسواق في ذلك العهد، ومنها سوق "الخان" المملوكية في حاصبيا وأسواق فلسطين. 

حوالي 200 مؤسسة ومحل دُمّرت كاملاً، إضافة الى عشرات المحال الأخرى التي تضررت جزئياً جراء الغارات العنيفة ليل السبت، فإسرائيل تعمّدت قصف السوق لما يمثله من تراث عميق. وهناك منازل دمّرتها الغارات في الأيام الأخيرة كمنزل آل شاهين في حي الميدان ومنزل كامل ضاهر في حي الراهبات.

استطاعت اليوم همجية اسرائيل تدمير الحجر لكنها لن تستطيع أن تمحو ذكريات هذا السوق العريق. فسكان النبطية سيقومون باعادة اعمار بلدتهم، وأجمل مما كانت عليه بعد انتهاء الحرب، كما يؤكدون مرارا وتكرارا.             المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: سوق الاثنین

إقرأ أيضاً:

السفارة الإيطالية بمسقط تنظم ندوة "حماية وتعزيز التراث الثقافي"

 

 

منح- الرؤية

نظمت السفارة الإيطالية في مسقط ندوة حول حماية وتعزيز التراث الثقافي، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة العُمانية ومتحف عُمان عبر الزمان وجامعة السلطان قابوس.

وأقيمت الندوة ضمن فعاليات النسخة الرابعة والعشرين من "الأسبوع الإيطالي للغة الإيطالية في العالم"، والذي يسلط الضوء هذا العام على الروابط العميقة بين اللغة الإيطالية والأدب، الأمر الذي يتناغم مع التزام سلطنة عُمان بالحفاظ على تراثها الثقافي الغني وتعزيزه.

وسلطت الندوة الضوء على التعاون المثمر بين إيطاليا وسلطنة عُمان في مجال علم الآثار والحفاظ على التراث، من خلال عروض قدمها علماء آثار من إيطاليا ومن جامعة السلطان قابوس، وقدمت لمحات عن البعثات الأثرية الإيطالية النشطة في عُمان.

وقال سعادة بييرلويجي دِيليا السفير الإيطالي المعتمد لدى السلطنة: "تستقطب سلطنة عُمان اهتمامًا عالميًا لنهجها المبتكر في الحفاظ على تراثها المعماري الغني، كما يتضح من الأبحاث الأثرية الأخيرة وجهود المحافظة عليها، وتتعاون إيطاليا وعُمان معاً لتسليط الضوء على كيفية حماية البلاد لتراثها الفريد والاحتفاء به".

وأوضح المهندس اليقظان بن عبدالله الحارثي مدير عام متحف عُمان عبر الزمان: "يمثل التراث الثقافي جانبًا مهمًا من تاريخ سلطنة عُمان وحضارتها العريقة، وهو شاهد حي على إسهاماتها التاريخية وتفاعلها مع الحضارات الأخرى عبر العصور المختلفة".

من جهته، أكد الدكتور محمد حسين رئيس قسم الآثار في جامعة السلطان قابوس أهمية هذا النوع من التبادل الأكاديمي والثقافي، قائلا: "لقد أسهمت الشراكة البحثية مع إيطاليا بشكل كبير في فهم أكبر للمواقع الأثرية العُمانية وحماية التراث".

وتطرق الخبراء الإيطاليون إلى مواضيع مثل ترميم القلاع القديمة والأحياء التقليدية في عُمان، مستعرضين تجاربهم في الحفاظ على هذه الأصول الثقافية القيّمة.

وتناول البروفيسور أندريا زيربوني من جامعة ميلانو الذي يُشارك في البعثة الأثرية الإيطالية في عُمان، الأهمية التاريخية للمواقع الأثرية القديمة في عُمان، مثل بسياء وسلّوت، والتي تخضع للنظر لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لما تحتويه من أدلة مهمة على أنظمة إدارة المياه القديمة، مثل الأفلاج التي تعود إلى العصور البرونزية والحديدية.

ولقد أسفر البحث الذي أجرته البعثة الأثرية العُمانية الإيطالية، بإدرة الدكتورة سارة بيزمنتي من جامعة بيزا وكل من الدكتور خالد دغلس والبروفيسور ناصر الجهوري من جامعة السلطان قابوس، عن اكتشاف مشهد أثري متعدد الأعمار في منطقة جنوب الباطنة بعُمان، حيث يغطي هذا المشهد الفترة من أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد وحتى الفترة الإسلامية، ويضم مقابر ومستوطنات قديمة تضم أبراج ضخمة تعتبر الأولى في منطقة سهل الباطنة، مما يكشف عن تاريخ معقد للمجتمعات المستقرة والمتنقلة، ويقدم رؤى حول تطور النسيج الاجتماعي والثقافي في عُمان.

وأعرب البروفيسور ماركو رامازوتي من جامعة سابيينزا، الذي يقود البعثة الأثرية في شبه الجزيرة العربية والخليج، عن سروره بالاكتشافات الأخيرة التي تضمنت هياكل دفن فريدة وقطع أثرية، والتي تلقي الضوء على الممارسات الجنائزية والتنظيم الاجتماعي لعُمان القديمة.

وفي ظل هذه الاكتشافات، أكدت وزارة التراث والسياحة على التزامها بحماية المناظر الطبيعية التاريخية لعُمان، بالتزامن مع خططها للترويج للسياحة المستدامة والتعليم الثقافي، تهدف الوزارة إلى ضمان استفادة الأجيال القادمة من تراث عُمان الفريد.

مقالات مشابهة

  • وزارة الثقافة تحتفل اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي الخميس المقبل بالأعلى للثقافة
  • سلسلة غارات اسرائيلية على مناطق في النبطية ليلا
  • 3 غارات اسرائيلية على محيط مدينة بعلبك وبلدة في البقاع شرق لبنان
  • تقرير: الهجوم الإيراني تسبّب بخسائر اسرائيلية قاربت 53 مليون دولار
  • زلزال أصاب النبطية.. روّاد السوق يبكون مكاناً دمرته إسرائيل!
  • الأميرة للا حسناء تترأس مجلس إدارة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط
  • ازدحامات مرورية خانقة في شوارع بغداد صباح اليوم الاثنين 14 أكتوبر
  • السفارة الإيطالية بمسقط تنظم ندوة "حماية وتعزيز التراث الثقافي"
  • إسرائيل تدمّر سوق النبطية التجاري: إنهم يحرقون ذاكرة الأجيال