قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الإسلام يرسِّخ مفاهيم السلام والخير من خلال القرآن الكريم والسُّنة النبوية، ويدعو إلى التعايش السلمي والتعاون بين الأمم والشعوب دون صراع أو نزاع.

جاء ذلك خلال كلمته الرئيسية التي ألقاها في المؤتمر العلمي الدولي "الإسلام دين السلام والخير"، الذي يُعقد في مدينتَي طشقند وخيوه بأوزباكستان يومَي 15 و16 أكتوبر الجاري.

في مستهل كلمته، عبَّر فضيلةُ المفتي عن خالص شكره لإدارة مسلمي أوزباكستان على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا المؤتمر، مؤكدًا أن الإسلام يعزِّز مفاهيم السلام والخير عبر مبادئه الراسخة.

وأضاف: "نلتقي اليوم لنتبادل الأفكار حول السلام والخير في الإسلام، الذي أسس لهذه القيم نظريًّا في نصوصه الشرعية وعمليًّا في سيرته النبوية العطرة".

وتطرق فضيلة المفتي إلى مفهوم العولمة، مشيرًا إلى أنه رغم ما حققته من تقدم في مجالات متعددة، فإن لها آثارًا سلبية عديدة، ويجب على المؤسسات الدينية أن تواجهها بحكمة. 

وأوضح قائلًا: "العولمة تهيمن عليها القوى الغربية وتسعى لفرض أيديولوجياتها السياسية والاقتصادية على العالم؛ لذا يجب أن تتكاتف المؤسسات الدينية لتعزيز النهضة العلمية والثقافية بما يتماشى مع القيم الإسلامية الأصيلة".

وأكَّد فضيلته أهميةَ الحوار والتفاهم بين الحضارات، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام لا يرى في التنوع الثقافي والديني تهديدًا، بل دعوة للتعارف والتعاون.

 واستشهد بالآية القرآنية: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، مبينًا أن الإسلام يدعو إلى التفاهم السلمي وتبادل المعارف والثقافات بين الشعوب.

وفي ختام كلمته، شدَّد فضيلةُ المفتي على ضرورة تجديد الخطاب الديني بشكل شامل ومتوازن بعيدًا عن التجزئة، مشيرًا إلى أن النهضة الحقيقية تتطلب توحيد الجهود بين المؤسسات الدينية والعلمية لتحقيق التقدم والازدهار. 

كما دعا إلى دعم الباحثين والمثقفين العاملين في مجال حوار الحضارات، مؤكدًا أن دَورهم الرئيسي يتمثل في تعزيز التفاهم والتعاون بين الشعوب.

وأشار إلى الدَّور الخبيث الذي لعبته الجماعات المتطرفة في عرقلة النهضة الحضارية للمجتمعات الإسلامية، داعيًا إلى تكثيف الجهود لتحذير المجتمعات من خطر هذه الجماعات. 

وختم كلمته بالتأكيد على دعم "دار الإفتاء المصرية" الكامل لمبادرات السلام والحوار التي سيخرج بها هذا المؤتمر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية اوزباكستان تجديد الخطاب الديني المؤسسات الدینیة

إقرأ أيضاً:

نساء السودان.. بحث عن القيادة والتمكين الاقتصادي

رغم دور نساء السودان الرائد ومبادراتهن البارزة خاصة في العمل الطوعي والحقوقي والسعي لإيقاف الحرب، إلا أنها لم تعط الأولوية والاهتمام الكافي.

كمبالا: التغيير

تحت عنوان: “تأثير النساء في مسار السلام.. القيادة والتمكين الاقتصادي” اختتمت بقاعة الراحل محجوب محمد صالح بالعاصمة الأوغندية كمبالا الورشة التي نظمها مركز الألق ليومين بمشاركة صحفيات وصحفيين مهتمين بقضايا النساء.

وأوصى المشاركون في الورشة بضرورة العمل لوضع استراتيجية وطنية لقضايا النساء وتعزيز المشاركة الفاعلة وإنشاء إدارة خاصة بالجندر في المؤسسات الإعلامية.

تعزيز دور النساء

وقدمت د. عائشة الكارب في اليوم الأول للورشة “جلسة عن الجندرة النسوية وأمن وسلامة النساء بين النظرية والواقع”، تطرقت من خلالها إلى القرار (1325) الذي أصدرته الأمم المتحدة في العام 2000م بشأن المرأة والسلام والأمن.

واعترف القرار بدور المرأة القيادي في تحقيق السلام والأمن الدوليين وإسهاماتها في منع النزاعات وحفظ السلام وحل النزاعات وبناء السلام.

وأقر بأن تنفيذ أولويات المرأة والسلام والأمن هو التزام سياسي غير قابل للتفاوض لدى الأمين العام للأمم المتحدة ضمن عمله من أجل حفظ السلام (A4P).

وأكد القرار على أن مشاركة المرأة الكاملة والهادفة والمتساوية مع الرجل في عمليات السلام والحلول السياسية ضرورية للعمل الفعال في مجال حفظ السلام والوصول إلى نتائج سلام مستدامة.

كما تحدثت د. عائشة، عن إعلان كمبالا الصادر في أكتوبر 2023، الذي شاركت فيه حوالي 400 من النساء اللاتي طالبن بدور مهم في قرارات السلام وحماية النساء وعدم الإفلات من العقاب.

ونادى إعلان كمبالا بضرورة توسيع مشاركة النساء بنسبة 50% في كل عمليات السلام بمشاركة الناجيات والنازحات والمنسيات مع أهمية الإصلاح الأمني ووجود مناهج حساسة للنوع الاجتماعي. علاوة على أدوات التحليل الجندري، والمدارس الجندرية.

وأجمع المشاركون في الورشة على أن بعض  المجتمعات ما تزال  تتبنى الذكورية خاصةً فيما يتعلق بالوصاية على النساء في جل المعاملات وينظرون إلى المرأة باعتبارها شرفهم الذين يحق لهم المحافظة عليه.

من فعاليات الورشة نقص التمثيل

وفي اليوم الثاني للورشة قدمت الأمين العام لمركز الألق  مديحة عبد الله، ورقة بعنوان: “اتجاهات الإعلام حول قضايا النساء، والمبادرات النسوية”.

وقالت إن مركز الألق أجرى دراسة حديثة أُرسل فيها الاستبيان إلى 17 مؤسسة صحفية وموقعًا إخباريًا، واستجابت 13 مؤسسة، ما أتاح رؤية شاملة حول توجهات الإعلام تجاه قضايا النساء خلال تلك الفترة.

وأشارت إلى أن أكثر من 90% من المؤسسات الإعلامية السودانية تعاني من نقص كبير في التمثيل الجندري داخل إداراتها، حيث لا تتجاوز نسبة النساء في الهيئات الإدارية لهذه المؤسسات 1%.

وذكرت الدراسة أن امرأتين فقط يشغلن منصب رئاسة التحرير من بين 17 مؤسسة إعلامية شملها المسح.

وتطرقت الدراسة إلى تحليل القضايا التي يركز عليها إعلاميًا، ومدى ارتباط تلك التغطيات بالأحداث الجارية، أو ما إذا كانت هناك متابعة مستمرة لقضايا المرأة بمختلف فئاتها الاجتماعية.

وتناول المسح الأسئلة المتعلقة بالهيكلة الإدارية للمؤسسات الإعلامية وعدد الصحفيين والصحفيات العاملين فيها، بهدف تقييم مستوى المساواة الجندرية داخل هذه المؤسسات وتأثير ذلك على اتخاذ القرار.

ورشة المرأة غياب التنوع والمساواة

وأظهرت نتائج المسح أن غالبية المؤسسات الصحفية تفتقد إلى التنوع والمساواة الجندرية في إداراتها، حيث نجد أن أكثر من 90% من الهياكل اﻹدارية لتلك المؤسسات تمثل فيها النساء بنسبة ضئيلة جداً لا تتجاوز الواحد في المائة.

وأكدت النتائج أن بعض المؤسسات لديها سياسة خاصة بالنوع الاجتماعى وبعضها لديها صفحات أو برامج إذاعية أو تلفزيونية خاصة بالنساء، وأن عدداً من المؤسسات لديها خبرة سابقة بالمشاركة في حملات المبادرات النسوية المختلفة.

وخلص المسح إلى أن هناك مؤسسات تبتدر حملات خاصة بقضايا النساء، وأظهرت النتائج أن معظم التغطيات الإعلامية تركزت على أوضاع النازحين واللاجئين داخل وخارج السودان، حيث تم تناول أوضاع النساء والأطفال ضمن التقارير الصحفية.

إلا أن غالبية المصادر والإفادات التي استندت إليها التقارير جاءت من رجال، فيما لم تُجرَ سوى مقابلات محدودة مع النازحات واللاجئات.

وأشار المسح إلى أن العديد من المواقع الإخبارية، ورغم إعلان التزامها بحقوق الإنسان وحقوق النساء والأطفال في ديباجتها، إلا أن تغطيتها الصحفية لم تؤكد على هذه الالتزامات بشكل واضح.

وأكد المسح أن المؤسسات المستهدفة تقوم بتغطية قضايا العنف الجنسي والاغتصاب بشكل كبير، بالاعتماد على تقارير دولية ومحلية، وإلى جانب ذلك، نالت أخبار المجاعة اهتمامًا واسعًا، استنادًا إلى تقارير منظمات حقوقية ودولية.

الورشة تغطية المبادرات النسوية

ومن أهم نقاط الضعف التي كشف عنها المسح النقص في التغطية الإعلامية للمبادرات النسوية من أجل وقف الحرب، ولم تعط الأولوية والاهتمام الكافي خلال فترة الرصد، بالاضافة إلى أنه لم يسلط الضوء على مساهمات النساء في العمل الطوعي والحقوقي وغرف الطوارئ.

وأوضح المسح أن المؤسسات التي شملتها الدراسة تعكس دور النساء كضحايا للحرب، مع إغفال الدور الإيجابي لهن مما يساعد في استمرار الصورة النمطية للنساء في وسائل الإعلام.

كما بررت إحدى الصحف ضعف التعامل مع النساء كمصادر للمعلومات بأن وجودهن في مواقع اتخاذ القرار في الأحزاب ضعيف، رغم أنها تسعى لإبراز آراء النساء الخبيرات في المجتمع المدني.

تغطية محدودة

ومن بين الأحداث التي لم تحظ بالتغطية الكافية، اجتماع عدد من النساء السودانيات لدعم جهود السلام في القاهرة الذي أوردته فقط صحيفة سودانية واحدة، وموقع (يونتامس).

كما أن مؤتمر كمبالا، الذي عُقد في أكتوبر 2023 تحت عنوان “النساء السودانيات للتأثير على مسار السلام ودعم بناء التحالفات”، لم يُنشر عنه سوى خبر واحد في صحيفة سودانية، رغم أهمية المؤتمر الذي قدّم رؤية نسائية حول السلام في السودان.

مبادرات رائدة

واشتمل المسح على المبادرات النسوية التي انطلقت منذ اندلاع حرب 15 أبريل 2023م للمساهمة في وقف الحرب، وإشراكهن في كل العمليات السياسية، من بينها منصة السودان للسلام التي تأسست في مايو 2023 وتضم أكثر من 40 تنظيمًا نسائيًا، وتعمل على إنهاء الحرب، ومراقبة انتهاكات حقوق الإنسان، وتمكين النساء لتحقيق سلام مستدام، وقد ساهمت المنصة في التحضير لمؤتمر كمبالا وأطلقت عدة مبادرات لدعم جهود السلام.

وكذلك حملة “نساء ضد الظلم” التي نشأت في 2017م وتركز حاليًا على توثيق انتهاكات الحرب، والعمل على إيصالها للمحاكم الوطنية والدولية، بالإضافة إلى دعم السلام والمشاركة النسائية في بناء الدولة المدنية، فيما تعمل مبادرة “مناصرة دارفور” على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور، وتقديم الدعم للناجين والناجيات، كما تسعى جمعية “تاء التانيث” النسوية لتمكين النساء في شمال كردفان والمناطق الأخرى، وتركز على تقديم الدعم النفسي وتوزيع المساعدات الإنسانية.

إلى جانب ذلك توجد مبادرة “انتي ما براك” التي تأسست في 2023، وتهدف إلى دعم النساء النازحات، وتعزيز جندرة العمل الإنساني بالتنسيق مع 13 منظمة نسوية، أما تجمع كنداكات أم درمان فقد ركز على التحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية، وشارك في قيادة الحراك الثوري ودعوات وقف الحرب.

وتشكلت آلية “معًا نستطيع” بعد اندلاع الحرب، وتضم 28 منظمة نسوية تسعى لتمكين المرأة في عمليات السلام وفقًا للقرار الأممي 1325، كما قدم الاتحاد النسائي السوداني العديد من المبادرات لدعم النازحين وتحقيق السلام، بما في ذلك تقديم المساعدات وتنظيم فعاليات لدعم حقوق النساء اللاجئات.

وتأسست جمعية “نساء مفكرات” عقب الحرب وتضم 14 خبيرة سودانية، وتهدف لضمان مشاركة النساء في عمليات السلام والمفاوضات، وإيقاف العنف القائم على النوع الاجتماعي، أما الحارسات فهي منظمة نسوية تأسست خلال الثورة السودانية في 2018م وتركز على دعم النساء والفتيات المتضررات من الحرب عبر تقديم الدعم النفسي والقانوني.

الوسومالإعلام السودان حرب 15 ابريل عائشة الكارب كمبالا مديحة عبد الله منظمة الحارسات نساء السودان

مقالات مشابهة

  • المفتي: الإسلام يرسِّخ مفاهيم السلام والخير ويدعو للتعايش السلمي بين الأمم
  • المفتي: التنوُّع الثقافي والديني دعوة للتعارف والتعاون
  • نساء السودان.. بحث عن القيادة والتمكين الاقتصادي
  • المفتي يصل إلى أوزباكستان ويؤكد: الزيارة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون
  • تجديد حبس المتهم بإنهاء حياة صديقه في السلام
  • مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى أوزباكستان للمشاركة في مؤتمرين علميين
  • المفتي: بناء الإنسان اللبنة الأولى في الإسلام لعمارة الأرض
  • المفتي: بناء الإنسان هو اللَّبِنة الأولى في الإسلام لعمارة الأرض| صور
  • المفتي في جامعة طنطا: بناء الإنسان اللَّبِنة الأولى في الإسلام لعمارة الأرض وتحقيق التقدم