سودانايل:
2024-10-15@10:23:27 GMT

فقدان الحياء السياسي!!

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

عندما يتجرد الشخص من الحدود الدنيا لاحترام نفسه يردد الببغائيات السمجة لمجرد قبض الثمن!

أهم هذه الببغائيات حكاية ربط كارثة الحرب بالقوى السياسية المدنية المعارضة للكيزان!

عذرا للكلام في البداهات مجددا:

من أراد أن يشعل حربا يجب أن يكون لديه جيش يأتمر بأمره؟ فهل من حزب سياسي في السودان يمتلك جيشا سوى الكيزان؟

عندما بدأ المدنيون مجرد الحديث عن الشركات الأمنية والعسكرية وضرورة خضوعها لولاية وزارة المالية انقلب عليهم العسكر (جيش ود.

عم سريع) وأطاحوا بسلطتهم، وأودعوهم السجون وقلبوا صفحة الحكم المدني في دقائق معدودة، وفرضوا سلطة أمر واقع حتى اندلاع هذه الحرب!

كيف يشعل حربا من كان عاجزا عن حماية نفسه من الاعتقال؟

أما الزعم بأن المدنيين حرضوا الدعم السريع على الحرب فنفذ أوامرهم فهو حديث مضحك، وتافه لا يليق بشخص يحترم عقله أن يردده!!

ما هي سلطة القوى المدنية على قوات الدعم السريع، حتى تأمرها فتطيع بهذه البساطة والسذاجة؟

قوات الد. عم السر. يع استعلت على من صنعوها وقاتلتهم على السلطة فما الذي يجعلها تنفذ أوامر قوى مدنية تدعو لإصلاح أمني وعسكري يجرد هذه القوات من ميزة الجيش الموازي القائم بذاته، وإلى إصلاح اقتصادي يجردها هي والجيش من السيطرة على ٨٠٪ من إيرادات النشاط الاقتصادي؟

أبواق الضلال والنفاق التي ترغب في إعادة تسويق مشروع الاستبداد والفساد الكيزاني مجددا تجتهد في إلصاق المسؤولية عن جريمة إشعال الحرب في القوى المدنية التي لا تحمل عكازا، وفي ذات الوقت تبرئ الكيزان الذين توعدوا الشعب بالحرب في إفطارات رمضانية موثقة بالصوت والصورة، وبعد أن اشتعلت هم الطرف الوحيد الذي ظل متمسكا باستمرارها وإفشال أي مساعي للسلام، بل تجريم وتخوين دعاة السلام! وهؤلاء الكيزان يملكون الأدوات العملية لإشعال الحرب وهي الجيش الذي يسيطرون على مفاصله القيادية، بالإضافة إلى هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن وكتائب الظل مثل البراء بن مالك وغيرها، وهم في الأساس تنظيم عسكري يتوسل السلطة بالقوة، وقد حكم البلاد بانقلاب عسكري منذ ١٩٨٩، وعندما أطاحت به الثورة أشعل هذه الحرب ليعود إلى السلطة بالقوة! ويا لها من مسخرة أن تكون أبواق الكيزان هي من يصدر أحكام الإعدام السياسي على الآخرين بتهمة إشعال الحرب!

مثلت الحرب هو الكيزان، الجيش، الد. عم السر. مع، المسؤولية عنها لا يمكن أن تخرج من هذا المثلث الذي لدى أضلاعه الثلاثة المقدرة العملية على اتخاذ قرار إشعال الحرب وأدوات تنفيذ هذا القرار عمليا، أي كلام غير كدا كذب، فاجر وتضليل مقرف.

والأكثر فجورا هو تأسيس سردية سياسية كاملة على أكذوبة أن الساسة المدنيين هم الذين أشعلوا الحرب، فيأتي أحد متعهدي “توزيع العلف” ويقول بالفم المليان: بعد هذه الحرب لا يمكن أن يقبل الشعب السوداني بالأحزاب السياسية! وكأنما هذه الحرب يجب أن تكون سببا لكراهية ورفض الأحزاب السياسية!! رغم أن هذه الأحزاب سعت سعيا حثيثا لتفادي هذه الحرب قبل اشتعالها، وظلت ترفع رايات السلام وضرورة إنهاء الحرب بالتفاوض منذ الطلقة الأولى! فما هو المنطق في أن تكون الحرب سببا في عداء شعبي شرس ضد الأحزاب، وفي ذات الوقت تكون الحرب سببا في تمجيد العسكر، وفي محبتهم والهيام في عشقهم ونظم القصائد الغزلية فيهم في أثناء سقوط الدانات وقذائف الطيران والمدفعية والرصاص على رؤوس المواطنين!

الحقيقة التاريخية التي لا تقبل المغالطة هي أن سلطة الأمر والنهي في هذه البلاد المنكوبة ظلت في يد العسكر لمدة ٥٤ عاما من عمر الاستقلال ال ٦٨!!

هناك فرق كبير بين الموقف النقدي الناضج من الأحزاب السياسية في إطار تقييم أدائها وقياس جدواها في تحقيق المصالح الوطنية السياسية والاقتصادية والتنموية، وبين الموقف الضلالي التضليلي الذي يطلق الرصاص العشوائي على الأحزاب في إطار تلميع البوت العسكري لاستدامة سيطرته على البلاد، أو في إطار تزكية عصابة حزبية إجرامية ترغب في إعدام الأحزاب كلهم لصالح بقاء حزب واحد يحكم بالقوة العسكرية.

إلى متى يستمر فقدان الحياء السياسي وكسر عنق المنطق بالصورة السافرة التي نراها؟  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

لا قيادات الجيش ولا الدعم السريع ولا الكيزان مؤهلون أخلاقياً ليحاكموا مواقفنا من هذه الحرب

لا قيادات الجيش والأمن ولا الدعم السريع ولا الكيزان مؤهلون أخلاقياً ليحاكموا مواقفنا من هذه الحرب، فلا تبتزونا عاطفيا لو سمحتم بالكلام عن الانتهاكات من اي طرف فيكم، نحن شبعنا من قلة ادبكم، وسفاهة مطالبكم.
بيوتنا لم تأمن منذ وقت طويل من بشاعة تعدياتكم، وحرماتنا لم تسلم من تطاولكم، بناتنا في مختلف مدن السودان وقراه فجعن في نذالة افعالكم، أمهاتنا وآباءنا، حبوباتنا وجداتنا في قرى تكاد لا ترى من بؤس وضعها أُهدرت حياتهم او كرامتهم في صراعاتكم القديمة مع أطراف اخرى على هذه السلطة المحترقة الآن بينكم، لن تنجحوا في إيهامنا بأننا نعاني وضعا جديدا فالأمر ليس كذلك، أنتم تعيدون ممارسة ما اعتدتم على فعله بنا من قبل، فهذه الحرب لم تعلنوها الآن، إنها معلنة ضدنا منذ زمن بعيد، هذه المدن قصفتموها من قبل في الجزيرة ابا، وفي جنوب السودان، وفي دارفور، هذه الأرواح ازهقتموها من قبل في بيوت الأشباح وفي سجون كوبر والضعين وبورتسودان وحلفا وعطبرة.
في مختلف الجامعات السودانية طعنتم بالسلاح الأبيض وضربتم بالرصاص أبناءنا الطلاب لأقل خلاف وأدنى نسبة من التفوق عليكم في نقاش.
هذه الاجساد السودانية المحرَّمة على القتل اخترقتم حرمتها بالسكاكين والمسامير وألسنة النار في قرانا الآمنة في دارفور وفي غرف التعذيب وفي ميدان الاعتصام، القتل لم يكن يوما غريبا عليكم، والاعتداء على حرمات البيوت لم يكن يثير نخوتكم فقد دخلتم بيوتنا من فوق جدرانها وكسرتم من قبل أبوابها فلا تمثِّلوا علينا أدوار الغيورين على بيوتنا وأعراضنا، انتم تسعون إلى التسلل كالذئاب الكذوبة إلى عقولنا ريثما نفتح لكم أبواب مشاعرنا لنقف بجانبكم مسافة أن يقتل أحدكم الآخر ليلتفت إلينا كاشفا عن غريزته التي هو مجبول عليها، القتل والاضطهاد وانتهاك الحرمات، فهل نبدل ذئبا بذئب؟! هل نقتل المعتدي القائم فوق جدران بيوتنا أو طهارة أجساد بناتنا لنفسح المجال لرفيقه في القتل والإعتداء القديم ليتحكم في مصيرنا وحرماتنا كما لم يفعل من قبل بعد أن ساعدناه على قتل أخيه الذئب وخلا له الجو ليغدر بنا ما يشاء!!
ألا يعتبر المؤمنون؟! افلا يتعظ الغافل من تكرار الغدر به منذ سننتم سنة حكم الناس بالبندقية حتى خروج وحش كاسر من بينكم تواطأتم على تسميته بالدعم السريع؟!

لا تطرقوا ابوابنا تسألوننا كرامة سبق وأهدرتموها غصبا بكل بيت وشارع وحي
أكملوا حربكم القذرة أو أوقفوها فنحن خسرنا ما لن تعوضه خطبكم الكاذبة ولا انتصاراتكم المدّعاة.
أكملواحربكم او أوقفوها فلن تنالوا من عزيمتنا ضدكم لا بالتهديد ولا الابتزاز ..
نحن ضدكم ما حيينا
وضد حربكم ما استطعنا إلى إنهائها سبيلا
والله ينصر من والاه
ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله..
*اللهم أنصرنا نحن شعبك وألحق الهزيمة بأعدائنا وأجعلهم لنا مسخّرين*

كلب مسعور تعوَّد القتل والسحل من أجلكما معا والاغتصاب والسرقة، من اجلكم كان يقتلنا منذ وقت بعيد. والآن، إنسلختم إلى وحشين يتقاتلان علينا، في من يستحق أن يظفر بنا لوحده، وتحاولون إيهامنا بأنكما صالحين.
هل تتلاعبون بآمالنا في حكم مدني ديمقراطي فتدّعون أنكم تقتلوننا الآن من أجل أن تحققوه!!!
اليست هذه سخرية فاجرة!!
ايها الشعب إنتبه، أنا اقتلع الآن رأسك كي تتمكن من التفكير بحرية،
يامواطن الجزيرة يا صديقي انا أقتل اهلك بوحشية واغتصب نساءك كي نخرج معا إلى فضاء واسع من الديمقراطية واكتشاف الآخر، أيها المساكين الهاربين من جحيم غزونا لمدنكم في سنجة وسنار إنما نغزوكم لتضربوا في الأرض تحقيقا لمعاني الحق في التنقل الواردة في متن الاتفاق العالمي لحقوق الإنسان !!!!
هل تستغلون حوجتنا للأمن؟
فإننا لسنا آمنين بسبب طبييعكم المتأصلة في الإعتداء، وليس لأن أحدكم يغزو حدودنا!
أم تهددونا بالويل إذا لم نقف مع طرف منكم؟
فلا يمكنكم أن تهددوا بالويل من يعيش في لجّة الويل الآن إلى آخر حد نصل الألم..
هل تخادعوننا بالكرامة وتستغلون عواطفنا الإنسانية ووجداننا الديني بأن نهب للدفاع عن أعراضنا باعتباره هدف مشترك يجمعنا الآن وغدا نتفرغ لما يفرق بيننا؟
وهل يجتمع الأشتات على ثقة؟! هل أحمل سلاحي لأحارب قرب من أعرف أنه يتربص بي!! هل اترك ظهري لعدو قديم ظل يغدر بي وأهلي وبيتي وبناتي واولادي حتى إذا داهمته حوجة وأدركه الغرق، قال آمنت بالذي بيني وبينك فانقذني من الهزيمة سأكون لك ظهيرا أمينا!!
لن تنتهي هذه الحرب إلا بخروجكم جميعا من بيوتنا، من حرمة أرواح أولادنا، ومن وجه خوف بناتنا واصواتنا، ستنتهي هذه الحرب حين تغل إيديكم وتكف عن قتلنا. حين تقفون مذنبين قدام محكمة الشعب وتحاكمون كمجرمي حرب ومنتهكي كرامة ويلعنكم اللاعنون. ستنتهي هذه الحرب فعلا حين تغادرون مدننا إلى ثكناتكم العسكرية بهيئاتكم العسكرية نفسها ولكن بروح جديدة ملتزمة بواجبها تجاه شعب ووطن، بقلوب إنسانية ترفض الإعتداء على شعبها سواء من عدو غازي أو من قائد طامع، ستنتهي هذه الحرب حين تذهبون إلى أعمالكم كل صباح وأنتم قانعون بما اخترتم من عمل وواجبات غير طامعين في سلطة او ثروة غير التي قسمها الله لكم من عملكم، فما أوردنا هذه المهالك والمهانة والمذلة والتشرد سوى طمعكم الشرِه في ملذات دنيوية لا تحق لكم وضعا ولا شرعا..

منقول  

مقالات مشابهة

  • هل تكون الحرب في لبنان نقطة تحول نحو الوحدة وسد الفراغ السياسي؟
  • لا قيادات الجيش ولا الدعم السريع ولا الكيزان مؤهلون أخلاقياً ليحاكموا مواقفنا من هذه الحرب
  • لمحة لحوار فكري حول الأحزاب والتحديات السياسية في السودان
  • تحذير من فقدان العراق استقلالية القرار السياسي والاقتصادي بسبب استيراد الطاقة: أمر معيب
  • تحذير من فقدان العراق استقلالية القرار السياسي والاقتصادي بسبب استيراد الطاقة: أمر معيب - عاجل
  • تحالف الأحزاب السياسية يدعو لتصحيح المسار الحكومي
  • وراق يري الكيزان والCIA خلف كل موقف وحتي تحت كباية الشاي التي يرتشفها !!
  • القومي لحقوق الإنسان والأحزاب السياسية تطلق وثيقة وطنية لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
  • قومي حقوق الإنسان والأحزاب السياسية تطلق وثيقة وطنية لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة