في عالم السياسة يعمل مفهوم خلط الأوراق المستمد من صالات القمار وجلسات لعب البوكر كمبدأ يهدف الى الاستفادة من حالة الفوضى والارباك الناتجة عن ازمة ما في إعادة ترتيب المشهد وفقا للمصلحة و ذلك عين الذي يفعله الإسلاميون في السودان الان .فهم يدركون جيدا ان دولتهم قد ادبرت وان عصرهم الذهبي الذي كانوا يختبؤون فيه خلف الشعارات البراقة و القيم المثالية والمبادئ الدينية قد ولى كما ان التجربة الرديئة التي قاموا بتقديمها في السودان والتي بدلا من ان تخلق الرفاه الاقتصادي والنعيم الاجتماعي للشعب افرخت دولة فاشلة ونظام مستبد اصبح من المستحيل إعادة تدويرها او تسويقها للشعب السوداني من جديد.
كما انهم يعرفون ان العالم الان يشهد لحظة انقلاب يعاد فيها تقسيم و ترسيم المنطقة العربية من جديد بخلق تحالفات إقليمية جديدة ليس لمستقبلهم فيها موطئ قدم . لذا فإنهم و وفقا لهذه القراءة لن يتورعوا و بصورة برغماتية مفتضحه في استدعاء مفهوم صالات القمار والقيام بخلط الأوراق قافزين على الثوابت والقيم . مستغلين حالة الفراغ في الدولة و غياب الرقابة السياسية من اجل التحالف التحالف مع الشيطان لاستعادة الحكم في السودان .
ان المتابع لمجريات الاحداث منذ بدء حرب 15 ابريل يلاحظ ان ظهور الإسلاميين فيها اخذ منحنى تصاعدي فقد بداء خجولا مستخفيا رافقته حالة انكار من قيادة الجيش في اكتر من مناسبة عن وجود مقاتلين من الإسلاميين في صفوفه ثم كشفوا عن وجههم عبر كتائب أعلنت عن نفسها بأسماء و اهازيج مستمدة من ادبيات الإسلاميين . و قاموا بفتح معسكرات المقاومة الشعبية كغطاء لحركتهم في مرحلة ما . و يبدوا ان المرحلة الحالية هي مرحلة العمل السياسي من الداخل حيث بدأت قياداتهم في الظهور في المشهد الداخلي و ذلك برجوع رئيس المؤتمر الوطني الى بورتسودان حيث تم استقباله في قاعة كبار الزوار بالمطار في إشارة واضحة بان الدولة قد اعطته الضوء الأخضر للحركة .
ان احد محددات التعبير عن الأفكار في الكتابة و elaborate هي عندما يحدث تماس عند تناول المرء لقضية عامة يتداخل معها الشأن القبلي. لما لذلك من حساسية مفرطة مع الأصحاب و الرفقة وذلك شأن السلطة القبلية في بلادنا الا إنه قد يبدوا ان انتكاسات الإسلاميون أصبحت ليست لها نهاية فها هم يحاولون امتطاء سرج القبيلة كمعبر لإعادة تموضعهم في الشارع السوداني حيث ظهر المهندس إبراهيم محمود مرة أخرى مستغلا مناسبة قبلية بشخصيته الاعتبارية كرئيس للمؤتمر الوطني في سعي منه للعب بورقة القبيلة .
ان جل هدف الإسلاميون الان منصب في ضمان ان يلعبوا أي دور في مستقبل العملية السياسية سواء من خلال المشاركة في الحكومة الانتقالية القادمة أو وجودهم في أي عملية مصالحة وطنية مقترحة مؤملين ان تكون لديهم فرصة للعودة إلى المشهد السياسي من جديد .
ولكن السؤال الأهم هل يملك الإسلاميين الشجاعة للاعتراف بأخطاء الماضي والقدرة على التكيف مع الواقع الجديد بعد حرب 15 ابريل وهل يستطيعون استعادة ثقة الشعب السوداني .
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مصر: ملتزمون بدعم سوريا وسياسة الإقصاء ستؤدي لغياب الاستقرار
تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إنّ "هناك التزاماً عربياً بدعم سوريا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها".
وتابع خلال مؤتمر صحفي، أمس السبت، أن هناك "توافقاً على مجموعة من المبادئ العامة التي إذا تم الالتزام بها من كافة الأطراف سواء السورية أو الإقليمية والدولية، فإن مستقبل سوريا سيكون مطمئناً".
وأضاف أن "هذه المبادئ تشمل سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وإدارة عملية سياسية شاملة لا تقصي أحداً"، واصفاً ذلك بالأمر "شديد الأهم".وفق موقع قناة (الميادين)
كما وحذّر عبد العاطي من أن "الإقصاء لن يؤدي إلا إلى عدم الاستقرار في سوريا"، مؤكداً التوافق خلال الاجتماعات التي عقدت في العقبة على أن تكون هناك "عملية سياسية شاملة وأن تكون هناك مساعدة عربية وإقليمية ودولية لإدارة عملية انتقالية في سوريا لتصل إلى بر الأمان".