“بريكس” تكسر هيمنة الدولار| قراءة لقمة قازان في روسيا بمشاركة مصر.. خبير يتحدث
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أصبحت قمة بريكس، محور اهتمام وسائل الإعلام الروسية حيث نجحت في كسر عزلة موسكو التي فرضتها الأزمة الأوكرانية، وبرزت كأهم حدث دولي تنظمه روسيا منذ بداية الصراع، ومشاركة 32 دولة في قمة قازان الروسية المرتقبة يعزز مكانة روسيا على الساحة الدولية ويمثل خطوة هامة نحو كسر العزلة المفروضة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذه القمة تعد فرصة لروسيا لاستعادة دورها الفاعل في النظام العالمي خاصة في ظل الضغوط والعقوبات الغربية.
من جانبه، تحدث محمود إبراهيم الخبير الاقتصادي، عن هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي والتغيرات المحتملة بسبب الأحداث الجيوسياسية الحالية.
وقال إبراهيم لـ صدى البلد، إن هناك مؤشرات واضحة على بدء العد التنازلي لهيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي، مضيفا أن العديد من الناس يجهلون أن هذه الهيمنة لا تعود فقط إلى القوة الاقتصادية، بل أيضًا إلى الهيمنة العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة، وقوة الدولار مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقوة العسكرية الأمريكية، وهو أمر يحتاج إلى فهم أعمق.
وأشار إلى أن الأحداث العالمية الأخيرة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، أظهرت ضعفًا في ردود الفعل الأمريكية، حيث كان من المتوقع أن تقوم الحكومة الأمريكية باستجابة قوية ضد روسيا، لكن هذا لم يحدث، مما يدل على تراجع القوة الأمريكية، وتبع ذلك تصاعد الأزمات في المنطقة، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي على غزة، وتوسيع نطاق هذه الحروب ليشمل لبنان وإيران.
وفي تطور مفاجئ، أبدت الحكومة الأمريكية تخوفها من أي هجمات إسرائيلية على المفاعلات النووية الإيرانية بسبب القلق من ردود الفعل الإيرانية المحتملة، وهناك شائعات حول أن إيران قد تمكنت من اختبار قنبلة نووية، مما زاد من حدة المخاوف الأمريكية والإسرائيلية من امتلاك إيران للأسلحة النووية.
وتحدث عن الوضع الحالي الذي يجعل الولايات المتحدة تعيش على ذكرياتها كقوة مهيمنة على العالم، محذراً من أنه إذا استمرت الأمور في هذا الاتجاه، قد تتعرض الولايات المتحدة لاختبارات خطيرة حول قوتها ونفوذها العالمي.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى سلوكيات الدول خلال فترات الحروب والاضطرابات، حيث تتجه الدول والأفراد إلى اتخاذ إجراءات تحوطية، وتعتبر احتياطيات النقد الأجنبي مقسمة عادة إلى قسمين: الدولار والذهب، ومع تزايد التوترات العالمية بدأت العديد من الدول في تقليل احتياطياتها من الدولار وزيادة احتياطياتها من الذهب، وهي خطوة تُعتبر طبيعية في أوقات الأزمات.
وفي ضوء الصراعات المتزايدة، مثل التهديدات العسكرية بين روسيا وأمريكا، هناك احتمال لانخفاض قيمة الدولار،و يلجأ الكثير من الدول إلى تقليل احتياطياتها بالدولار وزيادة استثماراتها في الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة.
رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، أكد أن زمن هيمنة واشنطن وبروكسل قد ولّى، وأن دولًا عديدة تختار الآن طريق الحوار والتعاون المتكافئين بما يخدم مصالح شعوبها، مشيرا إلى أن المستقبل يتجه نحو دول بريكس التي أصبحت بالفعل مركزًا اقتصاديًا عالميًا رئيسيًا، مشددًا على أن بريكس تمثل المستقبل في ظل الأزمات التي تواجهها الدول الغربية، وصربيا ترى في بريكس بديلًا للاتحاد الأوروبي، مما يعكس توجه دول عديدة نحو الابتعاد عن الهيمنة الأوروبية والأمريكية.
فولودين أوضح، أن مجموعة بريكس تمثل ضمانًا لعالم متعدد الأقطاب، حيث تتمتع الدول الأعضاء بحرية التعاون دون ضغوط أو تدخلات خارجية، على عكس الاتحاد الأوروبي الذي يُعرف بفرضه شروطًا على الدول، مؤكدا أن اقتصاد دول بريكس يتفوق بشكل كبير على مجموعة السبع، التي تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك تراجع الناتج المحلي الإجمالي في دول أوروبية عدة، والخسائر الكبيرة التي تتكبدها صناعاتها.
مجموعة بريكس، التي تضم عشر دول وتمثل 45% من سكان العالم، تشهد اهتمامًا متزايدًا من أكثر من 30 دولة تسعى للانضمام إليها، وفي قمة قازان الروسية المرتقبة سيشارك ممثلون من أكثر من 30 دولة، ما يعكس تنامي أهمية هذه المجموعة على الساحة العالمية.
اقتصاد دول بريكسالمتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، وصف مجموعة بريكس بأنها جذابة للعديد من الدول بسبب اعتمادها على مبدأ الاحترام المتبادل بين أعضائها، موضحا أن بريكس تختلف عن الأندية المغلقة مثل مجموعة السبع، التي كانت تفرض قيودًا على العضوية حتى على الدول الصاعدة مثل الصين والهند، وتوفر بريكس تفاعلًا وتعاونًا متساويين بين أعضائها، مما يجعلها منصة أكثر ديمقراطية وتفتح الباب للتعاون المثمر بين الدول.
القمة التي ستعقد في قازان خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، بمشاركة زعماء دول بريكس، ستكون فرصة لتوسيع التعاون بين الدول الأعضاء، خاصة أن روسيا تتولى رئاسة المجموعة منذ يناير 2024، وتضم بريكس دولًا مثل مصر، روسيا، البرازيل، الهند، الصين، جنوب أفريقيا، إيران، الإمارات، السعودية، وإثيوبيا، ما يبرز تنوع وتعددية المجموعة.
في سياق متصل، أكد أحمد كجوك وزير المالية، أن بريكس يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل الهيكل الاقتصادي العالمي بما يخدم مصالح الدول النامية والناشئة، وأوضح أن مصر تتطلع إلى إصلاح النظام النقدي الدولي وخلق إطار اقتصادي أكثر شمولًا وعدالة للأسواق الناشئة، وخلال مشاركته في جلسة «تحسين النظام النقدي والمالي العالمي» ضمن اجتماعات بريكس في موسكو، موضحا أن المجموعة تمثل منصة مهمة للتكامل الإقليمي بين أفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا، وتسعى لتوفير فرص استثمارية وتجارية جديدة.
وبحسب تقارير روسية، تواجه قمة بريكس ضغوطًا من واشنطن التي تحاول إقناع بعض الدول بمقاطعة القمة أو تقليص مستوى تمثيلها، ومع ذلك أكدت روسيا مشاركة زعماء دول رابطة الدول المستقلة والاتحادات الإقليمية من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ومن المتوقع أن يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إضافة إلى عدد من المسؤولين الدوليين البارزين، مثل الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون، ورؤساء منظمات دولية أخرى.
ويركز الكرملين خلال قمة بريكس على عدد من الجوانب السياسية، حيث يسعى لعقد لقاءات ثنائية مع الزعماء المشاركين لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع دائرة التعاون داخل المجموعة، وتحاول روسيا الاستفادة من هذه القمة لتوسيع العلاقات مع الدول التي تتشارك في الأيديولوجية والفكرية وتتبنى مبدأ التعددية لتحقيق التنمية والاستقرار العالميين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بريكس قمة بريكس مجموعة بريكس دول بريكس اقتصاد دول بريكس قمة بریکس دول بریکس من الدول
إقرأ أيضاً:
صيادو أسماك القرش في الحديدة.. يتحدّون خطر البحر من أجل لقمة العيش
في أعماق البحر الأحمر، يخوض صيادو الحديدة مغامرة فريدة من نوعها، في رحلة تستغرق نحو أسبوع كامل بحثًا عن أسماك القرش التي تعد مصدر رزق مناسب للكثير من الصيادين رغم ما تحمله الرحلة من مخاطر وتحديات.
تبدأ القصة مع شروق الشمس، في سواحل الخوخة، حيث يجهز الصيادون قواربهم ويجمعون معداتهم. يحمل كل منهم آمالًا كبيرة في أن تكون هذه الرحلة مصدر رزق يضمن لهم لقمة العيش. وأسماك القرش، رغم خطورتها، تعتبر من الأنواع القيمة في السوق، ولها طلبها الخاص في معظم المطاعم، ويسميه الغالبية باللخم المتميز بلحمه اللذيذ، مما يجعلها هدفًا جذابًا للصيادين.
تتطلب هذه المغامرة شجاعة كبيرة، فالبحر يحمل في طياته العديد من المخاطر. الأمواج العالية والتيارات القوية قد تشكل تهديدًا حقيقيًا، بالإضافة إلى وجود أسماك القرش في المياه، التي قد تكون متوحشة إذا شعرت بالتهديد. ومع ذلك، يصر الصيادون على مواجهة هذه التحديات من أجل أسرهم.
يقول الصياد عبدالله سعيد دوبله لـ"نيوزيمن": صيد أسماك القرش يتطلب جهدًا كبيرًا. بعض الصيادين يستخدمون الشِباك، وآخرون يستخدمون الجلَب، مما يجعل هذه العملية مخاطرة كبيرة. وأضاف، في كل رحلة، نخرج مجهزين بأدواتنا واحتياجاتنا بمبلغ لا يقل عن 6 مليون ريال. أحيانًا نصطاد ولا نتمكن من تغطية تكلفة معداتنا، مما يعرضنا لخسارة كبيرة. وفي بعض الأحيان نستفيد بشكل يسير والحياة في البحر مليئة بالأرزاق والمتاعب.
ونتيجة للأوضاع وما تشهده البلاد من تداعيات الحرب اختتم الصياد دوبله حديثه بالقول: "صحيح أن أسعار أسماك القرش مرتفعة، لكن تكاليف التجهيزات البحرية وغلاء الوقود والوضع المعيشي نتيجة الغلاء زاد من معاناتنا. وأحياناً نعود بأثمان نقتسمها بيننا المتواجدين في جلبة الصيد وبالكاد تلبي احتياجاتنا الأساسية لمدة يومين لأسَرِنا، وأحياناً نتعرض للقرصنة البحرية من قبل القوات الإريترية وتنهب كافة معداتنا وحياتنا تصبح معرضة للمخاطر ونحن نبحث عن قوت أسرنا".
على مدار الأسبوع، يواجه الصيادون لحظات من الإثارة والخوف. وفي كل مرة يتمكنون فيها من اصطياد سمكة قرش، تزداد فرحتهم، حيث يعتبر ذلك إنجازًا كبيرًا.
بعد انتهاء الرحلة، يعود الصيادون إلى الشاطئ محملين بغنائمهم. يلتف حولهم السكان المحليون لشراء الأسماك، مما يعكس أهمية هذا العمل في تأمين لقمة العيش للعديد من الأسر. ورغم المخاطر التي واجهوها، تبقى روح المغامرة والتحدي هي السائدة بين هؤلاء الصيادين الذين يواصلون الكفاح من أجل البقاء.
الصياد طلال حُندج، يوضّح أهمية أسماك القرش وأنواعها، "نحن نصطاد أسماك القرش بعد مخاطر عميقة نتعرض لها، وهناك نوعان معروفان: أحدهما ذو وجه أفطح والآخر ذو وجه طولي. والحمد لله، يرزقنا الله يومًا بهذا ويومًا بذاك".
ويواصل حُندج حديثه، عندما نصطاد، نذهب إلى سوق مركز الإنزال السمكي الخوخة لبيعها. كل سمكة قرش تختلف في سعرها حسب حجمها؛ فهناك نوع يباع بمليون ريال وآخر بـ500 ألف ومئتي ألف، وهناك أحجام تباع بـ100 ألف ريال، ويتم تصديرها بالكميات، في الأسواق المحلية باليمن والمطاعم في المحافظات الجنوبية.
ولفت الصياد حُندج إلى أهمية جلد القرش قائلاً، أما جلد أسماك القرش التي نسميها محلياً بالريش، فيُصدر إلى الصين ويباع بالدولار. عندما يرتفع الدولار، ترتفع أسعار أسماك القرش، وعندما يهبط سعر الصرف، تهبط أسعارها أيضًا.