الاحتلال يجند قدرات شبابية حول العالم لخدمة حربه الإلكترونية
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
ينشط الاحتلال في حملات دعائية لاستقطاب شباب حول العالم، في دورات تعليم سيبراني مؤخرا، عبر منظمة "إسرائيل سايبر كامبوس".
وبات لدى الاحتلال استراتيجية لإعداد جيل من الخبراء الرقميين، على صلة ببنيتها العسكرية والاستخبارية، لتدريب شبان على مستوى دولي، وبالتالي خلق نفوذ لها في المساحة السيبرانية العالمية.
وتقدم إسرائيل سايبر كامبوس برامج متخصصة في الأمن السيبراني تستهدف المستوطنين الشباب والدوليين من سن 14 عاما حتى 17 عاما. ويمكن لأي شخص يستوفي المتطلبات التسجيل، سواء من داخل الأراضي المحتلة أو من خارجها. على سبيل المثال، تتاح بعض الدورات عبر الإنترنت للشباب من جميع أنحاء العالم، مع التركيز على تطوير مهارات عملية في الأمن السيبراني تحت إشراف مدربين ذوي خلفيات استخباراتية إسرائيلية.
وتشمل المناهج مواضيع متنوعة مثل القرصنة الأخلاقية، وإدارة الحوادث السيبرانية، والتحقيق الجنائي الرقمي، ويجري التركيز على توفير تجربة عملية باستخدام محاكيات متقدمة طورتها شركة إيلتا للنظم، وهي قسم من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية. وتهدف هذه المحاكيات إلى إعداد الطلاب، لمواجهة تحديات إلكترونية معقدة، عبر مزيج من التعليم النظري والتطبيقي على مدار أشهر عدة.
وتتماشى سياسة القبول المفتوح لهذه البرامج مع الإستراتيجية الأوسع للاحتلال، في تعزيز خبراتها السيبرانية خارج إطاره، ما يعزز شراكاته الدولية ويقوي قدراته الداخلية، وتتيح هذه المرونة في التسجيل للمشاركين الانضمام من أي مكان في العالم، ما يؤكد أن الهدف من هذه الدورات جذب المواهب وتدريبها من جمهور واسع حول العالم، بما يخدم مصالح الاحتلال، في بناء شبكة سيبرانية عالمية.
ويبدو أن الشباب الهندي قد يكون من أبرز المستفيدين من برامج التدريب السيبراني هذه. فقد شهد التعاون بين البلدين توسعا في مجالات عدة، من بينها الأمن السيبراني والتكنولوجيا، إذ تعتبر الهند، الاحتلال شريكا إستراتيجيا له في نقل التكنولوجيا والتدريب المتخصص.
ويتماشى هذا التوجه مع إستراتيجية الهند لتعزيز قدراتها في مواجهة التهديدات الإلكترونية، وخصوصا مع تصاعد الهجمات السيبرانية على بنيتها التحتية في السنوات الأخيرة. ويتضح من هذه الديناميكية أن إسرائيل تستفيد أيضا من العلاقات مع الهند عبر تعزيز نفوذها في الأسواق الآسيوية، إلى جانب بناء تحالفات غير تقليدية تمتد إلى المجال السيبراني. هذا التعاون يعكس بعدا جديدا من العلاقات الهندية الإسرائيلية، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على الأسلحة التقليدية ومد طرق التجارة الدولية، بل يشمل الآن إعداد الكوادر الشابة لتكون جنود السايبر المدافعة عن طموحات الطرفين.
تظهر هذه البرامج اندماج التعليم مع البنية العسكرية، فلا يقتصر على تعليم البرمجة والاختراق، بل يعد الطلاب ليصبحوا جنودا في ساحة الحرب الرقمية. كثيرون من خريجي هذه الدورات يتوجهون إلى وحدات مثل وحدة 8200، المعروفة بعملياتها الاستخباراتية الرقمية، بما في ذلك المراقبة الواسعة والتنصت على الفلسطينيين.
وقد كشف جنود سابقون في الوحدة بأن بيانات الاستخبارات المجمعة تستخدم للابتزاز والسيطرة على الفلسطينيين، ما يعمق بنية القمع الممنهج. بهذا الشكل، يصبح من المعتاد أن يدرب الشباب على التعامل مع المراقبة ليس كاعتداء على الحريات، بل كجزء من الدفاع عن الدولة، ما يخلق ذهنية تتماشى مع انتهاكات الخصوصية وضرب الحقوق المدنية.
وفي الوقت الذي ينفق فيه الاحتلال موارده ومساعداته المالية الأمريكية على تطوير قدراته السيبرانية، يحرم الفلسطينيون من الوصول إلى التكنولوجيا الأساسية. على سبيل المثال، تمنع إسرائيل توفير شبكات 4G و5G في الأراضي المحتلة، ما يعطل قدرة الفلسطينيين على الابتكار والمشاركة في الاقتصاد الرقمي.
في المقابل، تستغل التكنولوجيا لتعزيز سيطرتها عبر أنظمة المراقبة البيومترية ونقاط التفتيش الإلكترونية. وفي هذا السياق، تصبح التكنولوجيا وسيلة لإدامة التفوق الإسرائيلي، بدلا من كونها أداة لتحقيق العدالة والتنمية المشتركة.
لم تعد معركة السيطرة على السردية الإعلامية مقتصرة على وسائل الإعلام التقليدية؛ فقد نجح الفلسطينيون ومناصرو القضية حول العالم في استخدام السوشال ميديا لنشر الروايات عن الانتهاكات الإسرائيلية وكشف ممارسات الاحتلال.
في المقابل، يواجه الاحتلال صعوبة في كسب هذا الصراع الإعلامي، إذ أصبح الجمهور الدولي أكثر وعيا بأحقية حركة التحرر الفلسطينية والظلم الواقع على الشعب. من هذا المنطلق، تأتي البرامج السيبرانية أيضا كجزء من إستراتيجية إسرائيلية لاستعادة زمام المبادرة في الحرب الإعلامية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينيون الاحتلال فلسطين الاحتلال تجنيد حرب سيبرانية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حول العالم
إقرأ أيضاً:
تحصّن بباطن الأرض لأشهر.. هكذا اغتالت إسرائيل محمد زكارنة
بعد قرابة 4 أشهر، وداخل مغارة في منطقة وعرة جنوبي مدينة جنين، قتلت إسرائيل الشابين محمد عمر زكارنة (23 عاما) ومروح خزيمية (19 عاما) بعد ساعات من الاشتباك المسلح.
وعُرف محمد زكارنة كأحد منفذي عملية إطلاق النار في بلدة الفندق جنوبي قلقيلية في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، والتي أدت لمقتل 3 مستوطنين وجرح 7 آخرين بينهم إصابات خطيرة.
وكانت إسرائيل اغتالت محمد نزال وقتيبة الشلبي اللذين اتهمتهما بتنفيذ العملية بعد محاصرتهما في منزل ببلدة برقين غربي جنين، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، وأعلن جيش الاحتلال حينها عن هروب المنفذ الثالث والذي كان مجهول الهوية في ذلك الوقت.
تخريبوطوال 4 أشهر نفذت فيها قوات الاحتلال العديد من عمليات الاقتحام والمحاصرة لشبان فلسطينيين، واعتقلت عددا منهم في محاولات للوصول إلى المنفذ الثالث، واستطاع زكارنة البقاء بعيدا عن مواقع الاستهداف والاعتقال.
وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة، صباح اليوم الأربعاء للجزيرة نت، إن قوات الاحتلال نفذت منذ نهاية العام الماضي 4 عمليات اقتحام واسعة للبلدة دمرت فيها البنية التحتية وممتلكات المواطنين، كان آخرها وأكبرها في فبراير/شباط الماضي حيث جرفت الشوارع الرئيسة ودمّرت خطوط الكهرباء والمياه وشبكة الصرف الصحي.
إعلانكما خرّبت ممتلكات ومحلات المواطنين ما أدى لخسائر تصل إلى 8 ملايين شيكل (أكثر من مليوني دولار) ضمن هذه الاقتحامات الأخيرة، وفق زكارنة.
وأضاف أن عدد الشهداء في البلدة وصل إلى 34 منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورجح أن زيادة وتيرة الاقتحام كانت للبحث عن المنفذ الثالث لعملية الفندق.
واقتحمت قوة كبيرة من آليات الاحتلال برفقة جرافة عسكرية ومدرعات، ليلة أمس الثلاثاء، بلدة قباطية من حاجز دوتان العسكري واعتقلت شابين، في حين أُعلن بعد ساعة من الاقتحام عن انسحاب قوات الاحتلال وفشل العملية العسكرية في البلدة.
ووفق أهالي قباطية، فإن اشتباكا مسلحا وقع أمس بين قوات الاحتلال وبين مقاومين، وتحديدا في البلدة القديمة من البلدة، تمكن خلالها المقاتلون من الانسحاب والتمركز في مغارة بمنطقة جبلية بالقرب من قرية مسلية القريبة.
وصباح الأربعاء، حاصرت قوة خاصة إسرائيلية منزلا في قباطية واعتقلت شابين. وبينما كان الأهالي يتابعون عملية الحصار كانت قوة من جيش الاحتلال تنتشر في محيط المنطقة الجبلية بين قباطية ومسلية مع تحليق للطائرات، ثم بدأ إطلاق النار من الطرفين، وأطلق جيش الاحتلال القذائف المحمولة على الكتف تجاه المغارة.
يتحدث محمد أبو الرب، وهو عامل في معمل لقص الحجارة وصناعتها، عن عملية الاغتيال ويقول "كنت في المعمل، عند السابعة والنصف صباحا بدأت طائرة للاحتلال بالتحليق على ارتفاع منخفض بعدها بدقائق كان عدد من الآليات العسكرية يطوق المنطقة كلها وبدأ انتشار جنود الاحتلال بأعداد كبيرة جدا، وبدأ إطلاق النار من الطرفين".
وأضاف "بعد ساعتين وصلت الجرافة وبدأت تحفر في الأرض، ولكن لم نستطع تحديد إن كانت الجرافة انتشلت جثامين من الأرض أم لا".
إعلانورغم وجود الأهالي في منطقة قريبة من المكان المحاصر، إلا أنهم لم يكونوا على علم بوجود مغارة تحت الأرض، خاصة أنها منطقة زراعية سهلية.
بعد وقت من التجريف، لاحظ أبو الرب ومن معه من السكان استخراج حاوية حديدية (كونتينر) من مكان الحفر وشاهدوا جثمانا داخل كف الجرافة، ويقول "نحن أبناء هذه المنطقة وأعمل هنا يوميا لكننا لم نكن على علم بوجود مغارة في الأرض ولا بوجود حاوية، يبدو أن المقاومين وضعوها هنا ليتحصنوا فيها عن أعين جيش الاحتلال الذي لاحقهم لفترة طويلة".
وقال المراسل العسكري الإسرائيلي هليل بيتون روزين، في تصريح نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه "بعد قرابة 5 أشهر تم إغلاق الدائرة والقضاء على المنفذ الثالث لعملية الفندق على يد الجيش الإسرائيلي والذي كان يختبئ في مغارة بعد إطلاق قذيفة "ميتادور" باتجاهه وتبادل لإطلاق النار استمر ساعات".
وتحت الأرض، أخفى الشابان المطاردان الغرفة الحديدية، وتحصنا فيها لشهور، واشتبكا مع جيش الاحتلال ساعات طويلة قبل أن يتمكن الجيش من اغتيالهما.
أسير فشهيديذكر أهالي بلدة قباطية بأن الشهيد مروح خزيمية أحد الأسرى المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في مرحلتها الأولى عقب اندلاع الحرب على غزة، والتي ضمت الأشبال والنساء في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وداخل بيت العزاء الذي أقامته عائلة الشهيدين في قباطية، تحدث والد الشهيد خزيمية عن نجله قائلا "كان أسيرا ثم أصبح مطاردا والآن هو شهيد، الحمد لله الذي شرفني بأن أصبح والد شهيد، رزقني الله 5 أبناء وكرمني باختيار واحد منهم شهيدا".
وكان والد خزيمية قد اعتُقل خلال فترة مطاردة ابنه للضغط على نجله لتسليم نفسه، ونُقل لسجن مجدو وخرج بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة. ويقول إنه فقد القدرة على المشي خلال الأيام التي قضاها في السجن وإنه بدأ استعادة عافيته قبل أيام قليلة.
إعلانوأضاف: "كنت في مدينة جنين صباح اليوم، لم أعلم أن ابني محاصر، وصلني الخبر بعد إعلان أسماء الشهيدين من وزارة الصحة".
مقاتل قويفي المجلس ذاته كان يجلس والد الشهيد محمد زكارنة لاستقبال المعزين باستشهاد نجله، ويقول إن ابنه كان يحضّرهم في العائلة لتلقي خبر استشهاده. وكان يقول لوالدته "لا تتفاجئي إن سمعتي أني شهيد، وخاصة بعد حرب غزة، حيث أثر فيه عدوان الاحتلال بشكل كبير".
ويتابع: "كان معتقلا وخرج، هو شاب في أول حياته ذو 23 عاما فقط، كان شديد التأثر بالمجازر التي يراها، ويقول لا يجب أن نسكت أو نترك أهلنا في غزة وحدهم". يضيف الأب: "منذ قرابة 4 أشهر لم أر محمد ولم أسمع حتى صوته، هو اختار هذه النهاية الكريمة، أسأل الله أن يتقبل منه".
واعتقل الاحتلال أيضا والد الشهيد زكارنة لمدة 10 أيام للضغط عليه لتسليم نفسه، وعاش ظروفا صعبة خلالها، حيث بقي مقيد اليدين ومعصوب العينين لمدة 4 أيام كاملة في ساحة معبر حاجز الجلمة قرب جنين.
ويؤكد أصدقاء زكارنة أنه كان مقاتلا قويا، وصاحب حس أمني عالٍ، ويتجلى ذلك في الطريقة التي استطاع الاختباء بها عن استخبارات جيش الاحتلال لمدة تقارب 4 أشهر، حيث حفر في عمق الأرض ووضع غرفة حديدية، وأغلق بابها بعدد من الحجارة الضخمة، وترك ممرا صغيرا فيها يمكنه من الدخول والخروج.
وبحسب معارفه وأصدقائه، رابط محمد أياما طويلة مع مقاتلي كتيبة جنين في أزقة وحارات مخيم جنين، وشارك في التصدي لاقتحامات الاحتلال، وكانت عملية الفندق، التي نفذها مع قتيبة الشلبي ومحمد نزال في يناير/كانون الثاني الماضي، إحدى أهم عمليات إطلاق النار التي خطط لها ونفذها مقاومون في الضفة الغربية.
إعلانولاقى استشهاده تفاعلا واسعا في الشارع الفلسطيني الذي اعتبره -لوقت طويل- أحد أبرز المقاومين شجاعة وأكثرهم قدرة على التخفي والنجاة من استهدافات الجيش الإسرائيلي.