تزامناً مع إنتصارات القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري المشاركة في معركة الكرامة شهدت أمدرمان الاثنين نشاطا داعما لعودة استقرار المواطنين.و قاد عضو مجلس السيادة الإنتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا يرافقه والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة اليوم مشروع التكايا الخيرية بتمويل من احد رجال الأعمال السودانيين لعدد (10) تكايا موزعة بين محليتي أمدرمان وكرري.

وسيتواصل الدعم شهريا لتكايا أخرى.واستقبل مواطنو أمدرمان الفريق ياسر العطا وسط حفاوة كبيرة تؤكد تلاحم الجيش مع المواطنين معربين عن تقديرهم للإهتمام الكبير الذي تجده تكايا أمدرمان من ولاية الخرطوم.فيما إستمع الفريق العطا الي المواطنين وأبدى إهتماما كبيرا بقضاياهم ووعد بالتواصل معهم حتى يتحقق الإستقرار الكامل.والي الخرطوم قال أن الفريق العطا عودنا ان يكون بين المواطنين وهو يحمل مسئولية الحرب بيد وباليد الاخري يحمل مسئولية المواطن.وحيا والي الخرطوم كل الخيرين الذين أسهموا في دعم التكاياوالتي تسهم في تعزيز العودة واعادة الإعمار.الفريق ياسر العطا جدد عزم القوات المسلحة على حسم التمرد وأضاف: “نحن نكره الحرب لكن فرضت علينا وكل أبناء الشعب السوداني يقاتلون الآن بجانبنا وسنقاتل لتحرير ارضنا من عرب الشتات والتآمر الاقليمي”وقال أن القائمون على دعم تكايا لا يقل دورهم عن حملة السلاح وهم يعملون لتخفيف المعانآة عن شعبنا.سوناإنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

دابو جاء البطلق أمكم

عبد الله علي إبراهيم
(نشرت في الخرطوم 4-10-1988)

في أعقاب إعلان دولة نميري الدينية قامت سلطات معتمدية الخرطوم بالتعاون مع جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال أكتوبر 1984 بملاحقة وطرد مداح النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من حلقاتهم بوسط الخرطوم. وهذه "الكشة" من شاكلة "العبارة" (وهي الأمر الشاذ) التي أزعجت حاج الماحي، عميد المداحين، حين أمره الأتراك بالكف عن مديح النبي. واستنكر حاج الماحي هذه "العبارة" لأنه قط:
ما سِمِع في المديح إنكارا
وواضح أن المعتمدية تبنت في "عبارتها" أو كشتها هذه مفهوماً شرعياً أغبش سائداً يحرم الغناء وبستقبح جملة ممارسات فنية وجمالية بما في ذلك الشعر. وحين نظر المستشرقون إلى ازدهار الغناء والفن والشعر في الحضارة الإسلامية على تحريم، أو تقبيح، الإسلام لها خَلِصوا إلى أن تلك الفنون إنما أوجدت نفسها برغم الإسلام. وهذه نتيجة ظالمة وخاطئة تصور الإسلام وكأنه لفحة سموم صحراوية لا موضع فيها لحس بالجمال أو لإشباعه. وكان ميسوراً للمعتمدية "في هذا الدين اليسر" أن تختار مفهوماً موازياً (إن لم يكن قوياً) يجيز الغناء ويستند إلى حديث المصطفى الذي سأل فيه بنات حي من العرب أن يتقن غناءهن.
ظنت الجمهرة من الناس أن في اختلاف التقاليد الإسلامية حول الغناء والشعر والتصوير اضطراباً لا يليق بعقيدة دينية. ولذا مالوا، أو حُمِلوا، لاعتماد وجهة التحريم لأنها الأقوى مركزاً. ولو استشارت هذه الجمهرة النظريات الثقافية المستحدثة لصح عندها أن مثل هذا الخلاف رحمة مثل قولنا اختلاف العلماء رحمة. فهو مما يشير إلى أن الثقافة الإسلامية لم تخضع لأحكام جامعة مانعة وإنما لتباين في وجهات النظر حول المسائل. فهي ثقافة تراوح بين من يحرم الغناء ومن يحلله، ومن يعجب بالشعر ومن بستقبحه، وبين مبغض للتظرف وبين ممارس له. فديناميكية أي ثقافة (فعلها في المجتمع) لا تقوم على أحكام قاطعة متفق عليها وإنما نطاح وجهات نظر قد يكون فيها الغالب والضعيف وكلها راغبة في أن تصبح أحكاماً مطلقة وتقصر دون ذلك بسبب المراوحات.
أشد أنواع الظلم فتكاً أن نغنى بالفن ونلعن الفنان. فالمديح يحظى الآن بمعجبين غير قليلين، ولكن يغيب عنا الاضطهاد التاريخي والاجتماعي الواقع على المداحين منذ ابتداء أمرهم حتى كشة المعتمدية على حلقات المديح. ووددت لو جدد الأستاذ الطيب محمد الطيب* نشر كلمته عن المداحين التي ظهرت بجريدة الأيام في النصف الأول من 1974 لأنها أول ما فتح نظري لعلم اجتماع المادح. فالمادح عندنا مرادف للشحاذ والمتبطل والخليع. وقد كرهه الكارهون لمظاهر الهندمة فيه والتي هي زينة الفنان. وكرهوه للرقص (ويسميه المداحون "العسكرة" طلباً للخشونة ربما) المصاحب لأداء المداحين. وكرهوه للأدوات الموسيقية التي تعينه على الأداء. فالمادح عندنا إما شيء زائد أو متهم.
وأدى هذا الاضطهاد الاجتماعي بالمداحين إلى تبني خطتين دفاعيتين. فهم يُضَمِنون مديحهم فقرات يحاولون الرد فيها على كارهيهم وتحسين صورتهم مثل قول المادح ود شبو: "اعوام الخلوق سابانا". والخطة الأخرى هي إذاعتهم لفقه مهني خاص بهم يقول إن الناس تبعث عرايا يوم القيامة ما عدا المؤذن والمادح الذي يقوم لابساً جلد طاره. إن اضطرار المادحين لإنشاء هذا "المديح في المديح" وإدخال أنفسهم في مأثرة يوم البعث العظيم لمؤشر على مدى الاضطهاد الذي يلقونه.
في القانون الجنائي المطروح (في 1984) مواد تقيد الممارسات الفنية بموافقة الشرع. وهذا عدوان كبير محتمل على المادحين قياساً على ما رأينا من كشة معتمدية الخرطوم وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسيحتاج المداحون والفنانون إلى شذى من كبرياء حاج الماحي في القبض على جمر الورع والفن. فحين منع الترك حاج الماحي من المديح استغرب هذه "العبارة" وتحداها قائلاً:
حتى إن كان تفور باقدارا
نمدح فوق رسولنا بطارا
إن كان اخشى اخلي الطارا
عقبان اسم ابويا خسارا
وسيحتاج المادح إلى تضامن أصيل من جمهورهم لرد الكيد عنهم وشل يد عاطلي الذوق. وللجمهور في الشائب الذي روى عنه بابكر بدري أسوة حسنة. فقد كان الشائب يختلف إلى حلقات المديح فينجذب "ويعسكر". فقرر أبناؤه منعه من ذلك وإلا طلقوا أمهم منه. فلما جاء المادح إلى القرية ونقر طاره اندفع الشائب إلى حلقة المديح قائلاً: "دابو جاكم البطلق أمكم"
ليكن للمديح هذا البطر في مؤديه وهذا الأسر على جمهوره في محنة المادحين القادمة.

 

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • والي الجزيرة يقرع الجرس لإنطلاقة العام الدراسي
  • العطا وجبريل.. تنوير ضافي من القيادة العسكرية عن سير العمليات والتقدم في امدرمان
  • الأمن والاستقرار.. رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي والي ولاية سنار
  • عبدالرحيم علي ينعي جد الزميل ياسر الغبيري
  • أمدرمان.. تجمع السودانيين الشرفاء بالخارج يدشن إفطاراته الرمضانية
  • والي العيون يقود زيارة تاريخية لمقبرة الشهداء وفضاء الذاكرة بمشاركة أطفال الدشيرة
  • وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة يشارك في احتفال تطهير بحري من المليشيا
  • والي الجزيرة المكلف يشيد بجهود شرطة الولاية في حفظ الأمن ومكافحة الجريمة
  • دابو جاء البطلق أمكم
  • والي جهة مراكش اسفي يترأس لقاءا تواصليا بمراكش لتعزيز الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للنساء المنتجات