كيف يطارد آلاف الجنود الإسرائيليين منشآت حزب الله؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
في الأسبوعين الماضيين منذ أرسلت إسرائيل قواتها بأعداد كبيرة إلى لبنان للمرة الأولى منذ ثمانية عشر عاماً، كان الجنود يستكشفون الغابات الجبلية والقرى المهجورة في كثير من الأحيان، ويخوضون معارك متلاحمة مع حزب الله، ويصطدمون أحياناً بالكمائن.
إنها معركة ليلية تطورت إلى معركة نهارية
وتنسب صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى مسؤولون إسرائيليين إن هدفهم هو العثور على المخابئ والبنية التحتية العسكرية الأخرى التي طورها حزب الله على مدى سنوات عديدة لتسهيل مناوراته البرية إلى شمال إسرائيل وتدميرها.
ويصف المسؤولون الإسرائيليون العملية بأنها تقتصر على إنهاء التهديد الحدودي وبالتالي السماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل بالعودة إلى ديارهم.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن "الأمر يتعلق بالشعور بالأمن. نحن بحاجة إلى إظهار لمواطنينا أننا ندمر البنية التحتية القريبة من الحدود".
في هذه العملية، يعيدون تشكيل مساحة جنوب لبنان على الحدود، ويقطعون طرقاً جديدة إلى سفوح الجبال ويهدمون المنازل التي يقولون إن حزب الله، يستخدمها.
WATCH⚡️
IDF Spokesman in southern Lebanon:
“We are now in a Lebanese village, a Shia village in Lebanon. This village is one of the villages close to the Israeli border. I wanna show you a Lebanese house, a Lebanese in a Shia village house, close to our border. Every house is a… pic.twitter.com/4J1NVuiOMC
ونزح عشرات الآلاف من جنوب لبنان وقتل أكثر من 2100 منذ بدأت إسرائيل وحزب الله في تبادل الضربات بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته "حماس" الفلسطينية المسلحة، والذي أشعل فتيل الحرب.
وتلفت الصحيفة إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي على لبنان عملية مختلفة تماماً وأكثر خطورة من تفجير أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية والقتل المستهدف والحملة الجوية التي سبقتها، في ظل الاتصال المباشر مع العدو في ساحة معركة جبلية أمضى حزب الله سنوات في التحضير لها.
وكانت العمليات البرية الإسرائيلية السابقة في لبنان أيضاً ضيقة النطاق، لكن غزوها عام 1982 تحول إلى احتلال دام 18 عاماً، أما حملة العسكرية الإسرائيلية عام 2006 ففشلت في تحقيق أهدافها؟
ويقول داني سيترينوفيتش، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وزميل في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "خلال الحملة البرية، تعرف من أين تبدأ، لكنك لا تعرف أين تنتهي".
وتعرضت القوات الإسرائيلية لكمين في اليوم الثاني من التوغل، مما أسفر عن مقتل 6 جنود على الأقل.
IDF land war has moved from Gaza’s urban ruins to the steep hillsides and tangled bush where Hizbollah held sway. Inside Israel's push into southern Lebanon, for @FT https://t.co/HBfEKtU0He
— Neri Zilber (@NeriZilber) October 14, 2024وقُتل ما لا يقل عن 11 جندياً داخل لبنان، ولا تكشف إسرائيل عن عدد الجنود المصابين، لكن مسؤولاً عسكرياً قال إن الإصابات كانت ضعف أو ثلاثة أضعاف عدد القتلى.
أضرار جسيمةوتُظهِر مقاطع فيديو وصور أقمار اصطناعية حديثة أضراراً جسيمة في بعض القرى منذ بدء الغزو البري.
وأظهرت لقطات من طائرات بدون طيار لقرية يارون، شاركها مراسلون إسرائيليون في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أجزاء من القرية الحدودية اللبنانية في حالة خراب، بما في ذلك مسجد.
وتُركت بقايا بعض المباني في أكوام مرتبة، مما يشير إلى أنها هُدمت من خلال عمليات مدروسة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
انتهت مهلة الانسحاب.. هل تعود إسرائيل لحربها ضد جنوب لبنان؟
دقت ساعات فجر الثلاثاء معلنة انتهاء مهلة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار مع "حزب الله"، وذلك بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي عزمه إبقاء قواته في خمس نقاط استراتيجية عند الحدود.
الجيش يتقدم
وقبيل ساعات من انتهاء المهلة؛ فقد أكّد مسؤول أمني لبنان رفض ذكر اسمه أنّ القوات الإسرائيلية بدأت ليل الاثنين بالانسحاب من قرى حدودية مع تقدّم الجيش اللبناني للانتشار فيها.
وبين المسؤول اللبناني إن "القوات الإسرائيلية بدأت بالانسحاب من قرى حدودية بما في ذلك ميس الجبل وبليدا مع تقدّم الجيش اللبناني".
دمار هائل
ورغم الدمار الهائل وغياب مقوّمات الحياة من بنى تحتية وخدمات أساسية، يتلهّف النازحون للعودة إلى بلداتهم الحدودية، لمعاينة ممتلكاتهم وانتشال جثث مقاتلين من أبنائهم، بعدما منعت القوات الإسرائيلية عودتهم طيلة الأشهر الماضية.
فيما؛ لا يزال نحو مئة ألف لبناني من إجمالي أكثر من مليون فرّوا من منازلهم، في عداد النازحين، وفق الأمم المتحدة.
كما حثت بلديات عدّة، بينها بلدية ميس الجبل، الأهالي الى التريّث في العودة لبلداتهم بانتظار انتشار الجيش اللبناني في أحيائها وعمل الأجهزة المختصّة على فتح الطرقات، لتوفير دخول "آمن".
وتعد ميس الجبل واحدة من القرى والبلدات في القطاع الشرقي في جنوب لبنان، حيث أبقت إسرائيل قواتها منذ بدء توغلها نهاية سبتمبر، بينما انسحبت تباعا مع بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من غالبية قرى القطاعين الغربي والأوسط.
ودخل وقف إطلاق النار - الذي ابرم بوساطة أمريكية ورعاية فرنسية - حيز التنفيذ منذ 27 نوفمبر والذي كان يُفترض أن تنسحب بموجبه القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في غضون ستين يوما، قبل أن يتمّ تمديده حتى 18 فبراير.
تهديد فوري
وبالامس ، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه سيبقي قوات محدودة منتشرة موقتا في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان، زاعما بذلك انه يواصل الدفاع عن سكّانه والتأكد من عدم وجود تهديد فوري من حزب الله.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على وقف تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، بعد حرب امتدت نحو عام وتخلّلها توغّل برّي إسرائيلي في مناطق لبنانية حدودية.
ولم يُنشر النصّ الحرفي الرسمي للاتفاق، لكنّ التصريحات الصادرة عن السياسيين اللبنانيين والموفدين الأمريكيين والفرنسيين تحدثت عن خطوطه العريضة، لناحية تعزيز انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وإشرافه على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية. وينصّ الاتفاق كذلك على انسحاب إسرائيل من كامل المناطق التي احتلّتها في جنوب لبنان.
تحرير كامل الأرض
وفي خضمّ الجدل حول سلاح حزب الله، أكدت الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري التزامها بـ"تحرير كامل الأراضي اللبنانية، وواجب احتكار الدولة لحمل السلاح، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصرا".
عودة مستحيلة
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تشنّ إسرائيل ضربات جوية وتنفّذ عمليات نسف تطال منازل في قرى حدودية، أوقعت اكثر من ستين قتيلا، نحو 24 شخصا منهم في 26 يناير، الموعد الأول الذي كان مقررا لتطبيق وقف النار، أثناء محاولتهم العودة إلى بلداتهم الحدودية.
ومنذ بدء تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين "حزب الله" وإسرائيل في أكتوبر 2023، أحصت السلطات مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص. وفي إسرائيل، قُتل 78 شخصا، بينهم جنود، وفقا لحصيلة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. كما لقي 56 جنديا آخرين مصرعهم في جنوب لبنان خلال الهجوم البرّي.
كما أعرب خبراء في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في بيان عن استيائهم من استمرار "قتل المدنيين والتدمير المنهجي للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية الأخرى في جنوب لبنان خلال فترة اتفاق وقف إطلاق النار".
ونبّهت منظمة هيومن رايتس ووتش الإثنين إلى أنّ "تعمّد إسرائيل هدم منازل المدنيين والبنية التحتية المدنية واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة يجعل من المستحيل على العديد من السكان العودة إلى قراهم ومنازلهم".
وأضافت "حتى لو كانت منازلهم لا تزال موجودة، كيف سيعودون مع انعدام المياه والكهرباء والاتصالات والبنية التحتية الصحية؟".