كيف تتخلّص من التعلق المفرط بشخص ما؟ ومتى يتحول إلى حالة مرضية؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
عمان- يشير التعلق بشخص ما إلى مشاعر تقارب ومودة تجاه شخص آخر سواءً كان والداً أو أخاً أو صديقاً أو شريكاً، وهو في المجمل تعلق آمن يساعد في الحفاظ على العلاقات، إلا أنه قد يأخذ منحى آخر في بعض الأحيان حين يصبح "تعلقا غير صحي" أو "تعلقا مفرطا".
وقد يكون من المغري تجاهل أو تجنب المشاعر تماما، لكسر التعلق المفرط بشخص ما، لكن قبل أن تبدأ في الحكم على نفسك بقسوة، يجب أن تفهم سبب وجود هذه المشكلة في المقام الأول.
فما هي علامات التعلق المفرط بشخص ما؟ وكيف تتوقف عن ذلك؟
التعلق المفرط من العلاقات الاجتماعية المضطربة وقد يحتاج لعلاج نفسي (بيكسلز) سمات نفسيةيعلق المختص في الطب النفسي الدكتور علاء اللحام بالقول "الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يسعى لإقامة علاقات اجتماعية مع غيره، وتعد هذه ضرورة تحفظ كيانه وتساعد في تطوير شخصيته ومهاراته. لكن في بعض الأحيان تصبح العلاقات الاجتماعية سببا للاضطرابات أو الأعراض النفسية".
ومن هذه العلاقات الاجتماعية المضطربة التعلق الزائد بشخص ما، وفق اللحام، "وهذا يعود لسمات نفسية في الشخص تجعله اتكاليا وغير مستقل، بسبب ضعف الثقة بالنفس أو أن يكون شخصية اعتمادية، أو مر بصدمات ومواقف صعبة جعلته يتشبث بشخص آخر بحثا عن الأمان".
اللحام: مرور الشخص بصدمات ومواقف صعبة تجعله يتشبث بآخر بحثا عن الأمان (الجزيرة) علامات التعلق المفرطويذكر اللحام بعضا من علامات التعلق المفرط، منها:
المحاولات المحمومة للتقرّب من شخص آخر. دوام السؤال عنه والاطمئنان عليه. ظهور أعراض القلق والفزع والاكتئاب عند الانفصال.وعليه ينصح "يمكن بشكل تدريجي فك الارتباط المفرط من خلال التدرب على البعد، والسعي لإقامة علاقات اجتماعية مع شريحة واسعة، والعمل على تطوير المهارات الشخصية، والعلاج النفسي إن كان هناك اضطراب نفسي سبب ذلك التعلق المفرط".
ارتباط عاطفيوبدورها تعرّف مدربة مهارات الحياة مها بنورة التعلق المفرط بأنه "ارتباط عاطفي بين طفل ووالديه أو مقدم الرعاية له، أو تعلق بين شخصين بالغين مثل الأزواج والأصدقاء، إذ يميل الشخص لآخر ويميل للتقرب إليه ولا يستطيع الابتعاد عنه".
بنورة: تخصيص وقت لهواية أو مهارة ما يساعد على الانسحاب من حياه الشخص المتعلق به (الجزيرة) قواعد للتوقف عن التعلق المفرطوتشير بنورة إلى قواعد للتوقف عن التعلق المفرط بشخص معين وهي:
التفكير الايجابي: أنا شخص مميز ولدي كيان خاص، نجاحي وقبولي بالمجتمع غير معتمد على المحيطين بي. لذا يجب التوقف عن تقديم التنازلات لتكون مقبولا ضمن إطار مجموعة معينة في علاقتك الاجتماعية. القبول في المجتمع مهم جدا: من الجميل أن تستطيع التعبير عن رأيك ومشاعرك وأن يتقبلك الجميع، بالمقابل يجب أن تتقبل اختلافات البشر المحيطين بك وتحترم آراءهم. متى يصبح التعلق مرضيا؟وتشرح بنورة، متى يصبح التعلق مرضيا، من خلال ملاحظة السلوكيات التالية:
مراقبة سلوك شخص ما وعدم استطاعة الآخر العيش دون التدخل في تفاصيل حياته. عدم تقبل الشخص وضع حدود صحية في علاقاته الاجتماعية مع الطرف الآخر. عدم قدرة الفرد على الانسحاب من حياة الآخر والعيش بسلام، فمثلا تعلق الفرد بزميله أو مديره في العمل عن طريق الاتصالات المتكررة، وتوجيه رسائل عبر البريد الإلكتروني، أو واتساب، أو الزيارات البيتية أو اللقاءات المتكررة خارج إطار العمل.وتؤكد بنورة أن "التخلص من التعلق مهم جدا، إذ يجب على الفرد المتعلق الوقوف على أسباب هذا التعلق، والبحث عن طرق مناسبة لتطوير شخصيته وتعزيز نظرته لنفسه بشكل إيجابي".
وتضيف "يجب أن يبدأ الشخص (المتعلق) بتكوين صداقات جديدة حتى لا يكون مرتبطا فقط بشخص معين أو مجموعة معينة من الأفراد، لافتة لأهمية وجود خطة خاصة في حياة الفرد لممارسته لأنشطة مختلفة مثل: الرياضات بأنواعها كالمشي والتمارين واليوغا، تخصيص وقت لهواية معينة أو تعلم مهارة ما، حتى يستطيع تغيير طريقة تفكيره وتبديل سلوكياته مع الأشخاص والمجتمع".
يمكن بشكل تدريجي فك الارتباط المفرط من خلال التدرب على البعد (بيكسلز) طرق للتوقف عن التعلق العاطفيونشر موقع "آيديا بود" مجموعة من الطرق الفعالة للتوقف عن التعلق العاطفي بشخص ما، ومنها:
ابتعد عن هذا الشخص: كلما زاد الوقت الذي تقضيه معه، كان من الصعب على أحدكما كسر الرابطة العاطفية. وعليه ابحث عن هوايات وأصدقاء جدد، تلك التي لا تشمل هذا الشخص بأي شكل من الأشكال، حتى تكون فردا مستقلا. قيّم أسباب التعلق: مواجهة أفكارك ومشاعرك من أصعب الخطوات التي ستفعلها، ومن المهم أن تفعل ذلك كل يوم حتى تفهم المشاعر ومحفزاتك، وأن تمنح نفسك الوقت للتفكير فيها دون تأثير ذلك الشخص على عقلك. حدد النمط السلبي الذي تكرره: غالبا ما يكون لدينا نمط سلبي من التواصل في علاقاتنا ونطارد هذا النمط حتى نصبح مرتبطين عاطفيا. ومفتاح التغلب على هذا النمط السلبي هو التغلب على الأكاذيب التي نقولها لأنفسنا عن الحب. اطلب المساعدة إذا احتجت: هل لاحظت يوما كيف تصبح المشكلات أصغر عندما نشاركها. ليس عليك أن تفعل ذلك بمفردك، اطلب الخدمة من أصدقائك وعائلتك، فسوف يساعدونك دائما. حاول كتابة كل الأشياء السلبية التي مررت بها: قد يكون من الصعب أحيانا الحديث عن التجربة السلبية التي مررنا بها، لذا فإن الكتابة هي إحدى الطرق التي يمكنك استخدامها لتخطي التجربة، فقط فكر جيدا بكيفية تأثير هذه الأشياء عليك.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شخص ما
إقرأ أيضاً:
استشاري نفسي: وضع «تحت التهديد» يدمر العلاقات ويولد الكذب
أكدت الدكتورة سمر كشك، الاستشارية النفسية، أن الضغط المستمر على الأشخاص المحيطين بنا يمكن أن يولد شعورًا بالكراهية والابتعاد عنا، موضحة أن وضع الآخرين تحت التهديد الدائم أو إجبارهم على التصرف بطريقة معينة، مثل قول «لو لم تفعل كذا سأفعل كذا»، يؤدي إلى تدمير العلاقات، ويجعل المحيطين يشعرون بالضغط المستمر، مما يؤدي في النهاية إلى كره وجود الشخص الذي يمارس هذا الضغط.
الضغط المستمر يولد الكذبوقالت خلال حلقة برنامج «سلام نفسي»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: الضغط المستمر يجعل الناس يفضلون الكذب لتجنب مواجهة العواقب، وعندما يُجبر الشخص على الكذب أو إخفاء الحقيقة لتجنب العقاب أو السخرية، يتولد لديه شعور بعدم الأمان والميل إلى الهروب من المواقف بدلاً من مواجهتها إذا استمر الشخص في وضع المحيطين به تحت تهديد دائم، فسوف يضطرون للهروب من مواجهته، بل قد يفضلون أن يتجنبوا الجلوس معه».
الأسرة مصدر الراحةوأشارت إلى أن الأسرة يجب أن تكون مصدرًا للراحة والحنان، وليس مصدرًا للضغط النفسي، والبنت التي لا تجد الأمان والحنان داخل منزلها ستبحث عنه في أماكن أخرى، وقد تتعرض لمواقف غير مرغوب فيها، وإذا فقدت الفتاة ثقة عائلتها، قد تفقد الكثير من الأشياء المهمة في حياتها.
وأضافت: «الكلمة من الأقارب قد تكون أكثر تأثيرًا على الشخص من أي كلمة خارج المنزل، لذا يجب أن نحرص على أن تكون كلماتنا مليئة بالاحترام والمودة، لأن هذه الكلمات هي التي تُشكل الشخصية وتؤثر في الحياة النفسية للآخرين».
واختتمت حديثها بنصيحة مهمة للجميع: «من أجل السلام النفسي داخل الأسرة، يجب أن نتبع قول الله تعالى: "قُل لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" (طه: 44)، فلا تجعلوا الضغط سببًا للتفكك، بل اجعلوا المحبة والتفاهم أساسًا للتعامل».