قال تقرير بصحيفة غارديان البريطانية إن المسلمين في الهند يواجهون التمييز في ولايتين جراء سياسة تجبر المطاعم على عرض أسماء موظفيها على الواجهة، وتكمن المشكلة في أن الأسماء هناك تظهر ديانة الفرد وطبقته الاجتماعية، وأدت هذه السياسة بالفعل لطرد بعض المسلمين من وظائفهم.

ووفق التقرير بقلم مراسلة الصحيفة في جنوب آسيا هانا بيترسن والصحفي آكاش حسن، فإن الذي وضع السياسة هو يوغي أديتياناث رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، ومن ثم اعتمدتها ولاية هيماشال براديش.

وينتمي هذا الراهب الهندوسي المتشدد إلى حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، والذي تكاثرت تحت إشرافه الهجمات ضد المسلمين والسياسات المعادية لهم.

وذكر التقرير أن العديد من النقاد يرون أن السياسة "تمثل هجوما على المسلمين من ملاك المطاعم والعاملين فيها" بهدف إرضاء الناخبين الهندوس، وأعرب الكثير من المسلمين عن قلقهم إزاء الإفصاح عن أسمائهم قائلين إن ذلك سيجعلهم ومطاعمهم أهدافا للمجموعات الهندوسية المتشددة.

وقد برزت في السابق دعوات لمقاطعة المسلمين اقتصاديا في أوتار براديش، كما تزايدت حوادث الاعتداء على الباعة المسلمين خلال السنوات الخمس الماضية، حسب التقرير.

وتأتي السياسة في سياق نظريات مؤامرة نشرتها مجموعات هندوسية يمينية بأن المسلمين يلوثون طعام الهندوس بالبصاق أو البول، ورغم عدم وجود أي أدلة تدعم هذه الادعاءات فإن برافين جارج المتحدث باسم بهاراتيا جاناتا دافع عن السياسة واصفا إياها بأنها "إجراء صحي لمواجهة حالات تلوث الأغذية".

وبهذا الصدد قال الطاهي المسلم تابيش ألام (28 عاما) إن "هذه السياسة الخطيرة تجبرنا على الإعلان عن ديننا، وأنا متأكد من أن الحكومة تعي ذلك وتستغله لمصالحها".

 وأضاف شريك علي (27 عاما) الذي يدير مطعما صغيرا في هيماشال براديش "لقد رأينا كيف تعرض المسلمون في جميع أنحاء الهند لهجمات متكررة، السنوات العشر الأخيرة، تحت حكم ناريندرا مودي، ولكنني لم أكن أتوقع مثل هذه الخطوة من حكومة الولاية، يبدو أنهم على علم بالسياسات التي قد تعجب الناخبين".

آثار السياسة ووفق تقرير غارديان، طرد بعض ملاك المطاعم الهندوس والمسلمين موظفيهم لحمايتهم من ردود فعل المجتمع العنيفة والمتوقعة، وقال -للصحيفة- المواطن المسلم رفيق (45 عاما) الذي يملك مطعما في أوتار براديش "لقد اضطررت إلى طرد بعض موظفي المسلمين لحمايتهم من عواقب هذه السياسة، فمثلا إذا استمر التوتر الطائفي الحالي بالولاية وتصاعد، سيكون من السهل التعرف علينا واستهدافنا".

وكان من بين المتضررين أيضا الطباخ إدريس أحمد (31 عاما) والذي عمل في نفس الوظيفة لمدة 7 سنوات قبل أن يعتذر له مالك المطعم الهندوسي ويفصله، ويكافح أحمد الآن لإعالة أسرته التي تتكون من 5 أفراد خصوصا بعد أن رفض أي مطعم آخر توظيفه، وقال "فقدت وظيفتي فقط لأني مسلم".

وأكد بعض ملاك المطاعم المسلمين -لغارديان- أن الشرطة استهدفتهم دون غيرهم لإجبارهم على تطبيق السياسة، مما أكد لهم أن المعني بذلك هم المسلمون، وقال محمد عظيم (42 عاما) الذي يدير كشكا صغيرا على جانب الطريق إنه كان العامل الوحيد الذي تعرضت له الشرطة مطالبة إياه بعرض اسمه على لافتة، وأضاف "إن الحكومة تحاول عمدا خلق الانقسامات في المجتمع، لماذا اختارت الشرطة استهدافي دون غيري؟

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تفاصيل انسحاب أشهر أسرة حاكمة في سريلانكا من السياسة

كولومبو- قرر الإخوة الأربعة راجاباكسا، الذين لهم تأثير واسع في تاريخ سريلانكا الحديث، عدم الترشح للانتخابات البرلمانية التي ستُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في البلاد، وذلك للمرة الأولى.

وأسرة راجاباكسا كانت إحدى الأسر الثلاث التي تداولت السلطة في سريلانكا منذ الاستقلال عن الاستعمار البريطاني عام 1948، فقد تولى ماهيندا راجاباكسا السلطة منذ 2004 حتى 2015، وحمل أخوه الصغير غوتابايا عنه المشعل في سنة 2019 حتى فراره من البلد بسبب الاحتجاجات الشعبية عام 2022.

وكان باسيل وشامال راجاباكسا يتوليان مناصب وزارية ذات أهمية كبيرة في كل الحكومات المتتالية التي كان يترأسها ماهيندا وغوتابايا.

ماهيندا راجاباكسا (وسط) تولى السلطة منذ 2004 إلى 2015 (الفرنسية) تراجع الشعبية

ويرى محللون أن الإخوة راجاباكسا لم يترشحوا بسبب تراجع شعبيتهم في المدة الأخيرة مما سيتسبب في انهيار نفوذ الجيل القادم من أسرتهم في الساحة السياسية، لا سيما أن عدم ترشح ماهيندا "الشخصية الكاريزمية" سيخلف تأثيرا سلبيا على نجله نامال.

يقول مانجولا غجناياكه، المدير التنفيذي في معهد الإصلاحات الديمقراطية والدراسات الانتخابية، إنه لم يكن أحد يتوقع أن تتراجع أسرة راجاباكسا بهذه السرعة، و"هذا وضع كارثي عليهم". وأوضح أن الاحتجاجات الشعبية خلال الأزمة الاقتصادية عام 2022 عجلت برحيلهم عن السياسة.

من ناحيته، رأى باكياسودي سروناموتو، المدير التنفيذي لمعهد السياسات البديلة، أن أسرة راجاباكسا تعرف أن الجماهير قررت هزيمتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لذلك لا يريدون التنافس لخسارتها.

كان لماهيندا راجاباكسا (الرئيس آنذاك) وغوتابايا (سكرتير وزارة الدفاع حينئذ) دور مهم في هزيمة حركة نمور التاميل عام 2009، التي حاربت حكومة سريلانكا طوال 3 عقود لإنشاء دولة مستقلة للأقلية التاميلية في شمال البلاد وشرقها.

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى سروناموتو أن ماهيندا انتصر في الحرب وخسر في السلام، ويعتقد أن له مكانة في تاريخ سريلانكا لأنه هزم حركة نمور التاميل، وهو يحمل إرثا في هذا الصدد، ولكنه لم يقدم حلا سياسيا لهذه المشكلة الإثنية.

يطالب الشعب التاميلي في شمال سريلانكا وشرقها بتسليم السلطة، بما في ذلك منحهم سلطة لإنشاء نظام شرطة خاص بهم وسلطة إدارة الأراضي في محافظاتهم وفقا للتعديل الـ13 للدستور.

واتُّهمت القوات المسلحة السريلانكية والحركة بانتهاك حقوق الإنسان في المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية في البلاد، لكن الحكومة تنفي الاتهامات الموجهة إليها.

فساد وعنصرية

يقول المدير التنفيذي في معهد الإصلاحات الديمقراطية والدراسات الانتخابية غجناياكه -للجزيرة نت- إن ماهيندا راجاباكسا نجح في تزعم الحرب ضد حركة نمور التاميل سنة 2009، لذلك منحه الشعب انتصارا هائلا في الانتخابات الرئاسية عام 2010، و"لكن المشكلة أنه وأقاربه استخدموا هذا الانتصار كرخصة للسرقة".

واتُّهم الإخوة راجاباكسا بالحصول على عمولات من مشاريع حكومية أثناء فترة حكمهم، وعلى قروض من الصين لتعزيز صورتهم من خلال بناء المطار والميناء في منطقة جنوب سريلانكا "التي لا تنتج دخلا لسداد القرض".

وحسب غجناياكه، استخدم ماهيندا انتصار الحرب والعنصرية ضد المسلمين والأقليات الأخرى أداة للبقاء في السلطة. بدوره، يرى المدير التنفيذي لمعهد السياسات البديلة سروناموتو أن العنصرية ضد المسلمين من أهم أسباب تدهور شعبية ماهيندا راجاباكسا في الانتخابات الرئايسة عام 2015.

ويُعدّ عهد ماهيندا "الأشد عنصرية ضد المسلمين في سريلانكا"، إذ انتشرت حملات المنظمات البوذية السنهالية المتشددة في عهده لمقاطعة المنتجات الحاصلة على شهادة الحلال من جمعية علماء سريلانكا، كما كانت هناك هجمات عنصرية ضد المسلمين كالهجمات العنيفة على ممتلكاتهم في ألوتجاما بغرب البلاد عام 2014.

وبرأي سروناموتو، اتبع الإخوة راجاباكسا سياسات الأغلبية السنهالية إذ اتُّهم الطبيب المسلم محمد شافعي "زورا" بتعقيم (منع الإنجاب) النساء السنهاليات، كما حرقت جثث ضحايا فيروس كورونا المسلمين قسرا في مخالفة لتعاليم الإسلام ولآراء الخبراء في المجال.

من جهة أخرى، أوضح غجناياكه أنه في عهد الإخوة راجاباكسا كانت السياسة الخارجية موالية للصين لا الهند وكانوا يريدون اتباع سياسة يُنظر إليها على أنها معادية للغرب ومؤيدة لبكين، وأنها كانت مصممة لإرضاء الناخبين في سريلانكا.

مكان إستراتيجي

تقع سريلانكا في مكان إستراتيجي في طريق الحرير البحري بالمحيط الهندي، قرب جنوب الهند. واستثمرت الصين 12.1 مليار دولار في البنية التحتية في سريلانكا، حسب تقرير لمكز أبحاث "تشاتام هاوس". وتعتقد الهند أن نفوذ بكين في كولومبو يهدد أمنها القومي.

ووفق غجناياكه، لم ينتهج الإخوة راجاباكسا سياسة خارجية متوازنة واعتمدوا على الصين، لذلك واجهوا أزمة وقود، ولكن الهند قدمت مساعدات متعددة الجوانب لسريلانكا خلال الأزمة الاقتصادية عام 2022، بلغت قيمتها 4 مليارات دولار.

واجهت كولومبو أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها عام 2022، ولم تكن هناك كميات كافية من الوقود والأدوية والمواد الغذائية في البلاد. ونظرا لانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي، لم تتمكن سريلانكا من سداد القروض وأعلنت إفلاسها.

وبدأ الشعب الاحتجاجات الشهيرة التي يطلَق عليها اسم "أرغليا" بسبب الأزمة الاقتصادية، وأدت إلى فرار الرئيس غوتابايا في العام نفسه، وقضت المحكمة العليا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بأن غوتابايا ووزيري المالية ماهيندا وباسيل راجاباكسا يتحملون مسؤولية هذه الأزمة.

وقال غجناياكه إن "غوتابايا كان مثل طفل يعمل تحت إشراف والديه وإخوته الكبار، وذلك أثناء حكم شقيقه ماهيندا راجاباكسا، ولكن عندما تولى منصب الرئاسة لم يكن لديه من يعتمد عليه".

وباعتقاده، تعود أزمة غوتابايا إلى سببين:

الأول: هو منظمة "فيات ماجا" التي كانت داعمه الرئيسي وكانت تُرى كقوة تطوعية تعمل من أجل تحسين البلد، ولكنها في الواقع كانت "عنصرية". الثاني: هو أن عائلته لم تكن تدعمه، وهو شخص صُنع من خلال الحملات الإعلامية والإعلانات فقط، وقد يكون ضابطا جيدا لكنه ليس قائدا جيدا لدفع دولة إلى الإمام في جنوب آسيا.

مقالات مشابهة

  • غارديان: سياسة جديدة تستهدف مسلمي الهند
  • وزيرة سابقة تكشف تفاصيل جديدة عن أزمة مطار رامون بين الأردن والاحتلال
  • تفاصيل انسحاب أشهر أسرة حاكمة في سريلانكا من السياسة
  • انهيار عقيدة خامنئي.. سياسة 35 عاماً في العالم العربي
  • فورين أفيرز تكشف أسباب فشل رؤساء أمريكا في تغيير السياسة الخارجية
  • قمة جزائرية هندية.. هل تحضر معاناة مسلمي الهند فيها؟
  • كانوا نايميين.. التحريات الأولية تكشف تفاصيل وفاة زوجين وطفليهما بعد تسريب الغاز
  • بولندا تتخذ قرارًا جديدًا ضمن سياسة جديدة للهجرة.. تفاصيل
  • نيويورك تايمز تكشف تفاصيل جديدة حول مخطط طوفان الأقصى