هل تنقذ روسيا إيران من ضربة إسرائيلية أو أمريكية؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
رأى خبير الشؤون الإيرانية في المجلس الروسي للشؤون الدولية نيكيتا سماغين أن الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران بدأ يؤثر على المصالح الروسية في الشرق الأوسط، فضلاً عن تهديد مجموعة كاملة من المشاريع الروسية-الإيرانية.
روسيا قد تستفيد من صراع كامل النطاق في الشرق الأوسط
مع ذلك، تفضل موسكو التكيف مع الوضع المتطور بدلاً من الانخراط بشكل مباشر، إذ لا تستطيع روسيا إنقاذ، ولن تنقذ إيران في مواجهتها مع إسرائيل والولايات المتحدة.كتب سماغين في "مؤسسة كارنيغي" أن القتال بين إيران وإسرائيل يقترب أكثر فأكثر من مصالح روسيا، أما نقطة الاشتعال المحتملة الأكثر وضوحاً فهي القوات الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم الجوية في سوريا، إذ قصفت إسرائيل قوات إيرانية بالقرب من حميميم في 3 أكتوبر (تشرين الأول)، وأسقطت روسيا بعض الصواريخ الإسرائيلية. فرص ضئيلة
غذّى كل ذلك المخاوف من أن تستمر إسرائيل في مهاجمة أهداف روسية، مما قد يؤدي إلى إشعال دورة جديدة من التصعيد، لكن فرص اندلاع حرب بين روسيا وإسرائيل ضئيلة. وبالطبع، هناك خطر من صاروخ ضال، لكن كلا الجانبين لا يرغبان في قطع العلاقات، مما يعني أن العواقب المترتبة على أي خطأ ستُحتوى، بحسب الكاتب.
Iran Shouldn’t Expect Russia to Come Riding to Its Rescue https://t.co/PVQHdTUSSx
— Massoud Maalouf (@Massoudmaalouf) October 14, 2024ووقعت حادثة مماثلة بالقرب من قاعدة حميميم الجوية سنة 2018، عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ طائرة نقل روسية على متنها 15 جندياً.
وبالرغم من الخطاب التهديدي من موسكو، تم حل القضية في مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
ولا يوجد ما يشير إلى أن روسيا تفكر بأي نوع من التدخل العسكري المباشر في القتال الدائر في الشرق الأوسط، فموسكو ملتزمة بشدة في أوكرانيا إلى درجة أنها لا تملك الوقت لحرب أخرى، كما ليس من المرجح أن تقاتل من أجل تعزيز مصالح إيران.
⭕ If the United States and Western countries do not act now to eliminate Iran's religious regime, Iran will cause the emergence of a new rebellious pole worse than the Soviet Union. This new alliance will consist of Russia, North Korea, and Iran. As for China, it will remain a… pic.twitter.com/wdoT0UlpWS
— Ayman Khaled أيمن خالد (@aypress) October 14, 2024وبحسب الكاتب، فإن أقصى ما يرجح أن تفعله القوات الروسية هو تكثيف الجهود لصد الهجمات الإسرائيلية على سوريا، خاصةً وأن إسرائيل توقفت عن إبلاغ روسيا مسبقاً بالضربات، ومع ذلك، لا تمتلك روسيا أنظمة دفاع جوي كافية لحماية كل سوريا، وأقصى ما يمكنها فعله هو تصعيد ردها على الهجمات بالقرب من المنشآت الروسية.
سيناريوهات دعم إيرانوبدلاً من المشاركة المباشرة، قد تسعى روسيا إلى دعم إيران من خلال توريد الأسلحة إلى القوات التابعة لها، بما في ذلك حزب الله والحوثيون. ومع ذلك، بالنسبة إلى الكرملين، سيكون من المنطقي فقط إذا كانت عمليات التسليم هذه ستضر بالولايات المتحدة بدلاً من إسرائيل. بينما تعتبر موسكو أن عرقلة الولايات المتحدة في أي مكان على هذا الكوكب هدفاً مشروعاً، فإنها لا تنظر إلى إسرائيل بنفس الطريقة. وبنتيجة ذلك، من المرجح أن ترسل روسيا أسلحة إلى وكلاء إيران فقط في حال شارك الجنود الأمريكيون بنشاط في الصراع.
وبحسب الكاتب، فإن إيران على وشك الحصول على تكنولوجيا عسكرية روسية متقدمة. بالإضافة إلى توقع تسليم سربين من طائرات سو-35 المقاتلة، تظهر طهران اهتماماً أيضاً بالحصول على رادارات وأنظمة دفاع جوي روسية.
ومع ذلك، لن يحدث أي من ذلك بسرعة، حتى بعد أن تعطي موسكو الضوء الأخضر لعمليات التسليم. يجب أن تصل المعدات إلى إيران، ويجب تدريب الإيرانيين على استخدامها.
على سبيل المثال، يستمر برنامج التدريب على أنظمة صواريخ إس-400 لمدة تصل إلى خمسة أشهر، وحتى لو سلمت موسكو مثل هذه الأنظمة في الأسابيع المقبلة، لن تتمكن إيران من نشرها قبل ربيع 2025. الاحتمال الأكثر واقعية هو أن تساعد روسيا إيران من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، حيث من المعروف أن طهران قدمت بالفعل مثل هذا الطلب. وعلى الرغم من أن قرار موسكو بالمضي قدماً سيكون منطقياً، إلا أن أحدث المعلومات الاستخباراتية حول تحركات القوات الإسرائيلية والأمريكية لن تكون كافية لتغيير ميزان القوى الإقليمي لصالح إيران.
"الرباعية" تطالب بوقف الهجمات على اليونيفيل - موقع 24أدانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا "التهديدات" التي تتعرّض لها قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (اليونيفيل)، مطالبة بأن "تتوقف فوراً" الهجمات التي تستهدف هذه القوات. لا ترحيب... ولا حزنمن المؤكد أن روسيا لن ترحب بحرب شاملة بين إيران وإسرائيل. من شأن ضربات على البنية التحتية الإيرانية أن تعقد سلسلة من المشاريع المشتركة بين روسيا وإيران، بما في ذلك مشاريع الغاز وممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، والتعاون الاقتصادي بشكل عام. ولن تكون موسكو مسرورة برؤية إسرائيل والولايات المتحدة تقضيان على أحد شركائها الدوليين القلائل الموثوق بهم.
في الوقت نفسه، لن تكون مثل هذه الحرب كارثة للكرملين. أصبحت روسيا أقل اعتماداً على المعدات العسكرية الإيرانية، إذ يتم إنتاج الطائرات بدون طيار الإيرانية بشكل متزايد داخل روسيا. ومن غير المرجح أن يؤثر نقص الصواريخ أو الطائرات المسيّرة الإيرانية بشكل كبير على ساحة المعركة في أوكرانيا. التجارة مع إيران تمثل نحو 1% فقط من إجمالي مبيعات الاقتصاد الروسي، مما يعني أن حتى التوقف الكامل للتجارة الإيرانية لن يكون خسارة كبيرة.
صحيفة: إسرائيل ستتجنب ضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية - موقع 24قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل ستنصت إلى الولايات المتحدة لكنها ستتخذ قراراتها بناء على مصلحتها الوطنية.وبالفعل، قد تستفيد روسيا من صراع كامل النطاق في الشرق الأوسط. كما كان متوقعاً، ارتفعت أسعار النفط العالمية بسبب التوترات بين إسرائيل وإيران، ويتوقع المحللون أن تصل الأسعار إلى 100 دولار للبرميل في أكتوبر. يولد ارتفاع أسعار النفط المزيد من الإيرادات للموازنة الروسية.
علاوة على ذلك، إذا مضت إسرائيل قدماً في تهديداتها بتدمير البنية التحتية النفطية، فإن روسيا ستتحرر من أحد منافسيها الرئيسيين في السوق الصينية. لذلك، ليست روسيا في حاجة ملحة إلى إنقاذ إيران، خصوصاً إذا كان ذلك يعرضها لمخاطر مواجهة عسكرية مباشرة. في الأمد القريب على الأقل، ستسمح موسكو للولايات المتحدة وإسرائيل بفعل ما يرونه ضرورياً في الشرق الأوسط.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية موسكو إيران إيران وإسرائيل سوريا أوكرانيا حزب الله إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة غزة وإسرائيل روسيا إيران سوريا الحرب الأوكرانية فی الشرق الأوسط إیران من مع ذلک
إقرأ أيضاً:
غارديان: إسرائيل "لن تنقذ الحضارة"
"إسرائيل لا تغزو لبنان، بل تحرره".. هكذا وصف الفيلسوف اليهودي الفرنسي البارز برنارد هنري ليفي اجتياز الدبابات الإسرائيلية حدود لبنان وقصف القرى في الجنوب والأحياء السكنية في بيروت.
نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في ما نعنيه بـ "المقاومة" و"الحضارة"
وأضاف ليفي مبتهجاً: "هناك لحظات في التاريخ يصبح فيها التصعيد ضرورة وفضيلة"، معتقداً أن إسرائيل لا تحرر لبنان فقط، بل تُحرر جزءاً كبيراً من الشرق الأوسط أيضاً.
وكتب المعلق في صحيفة "غارديان" البريطانية كنعان مالك، أن هنري ليفي ليس وحده الذي يبتهج بالهجوم العسكري الإسرائيلي الذي يتوسع، فبالنسبة للكثيرين، تخوض إسرائيل الحرب ليس فقط "للدفاع عن النفس"، بل، كما صرح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، "لإنقاذ الحضارة الغربية وقيمها".
وهذا هو الموقف الذي يردده العديد من مؤيدي إسرائيل، والذين يعتبرون تدمير غزة، ومستشفياتها، وجامعاتها، ومقتل 40 ألف شخص فيها، وألفي شخص في لبنان خلال أسبوعين، وتشريد خمس سكانه، "أضراراً جانبية" في سبيل إنقاذ الحضارة.
خيانة لأمال الفلسطينيينومع تصاعد الاتهامات لأي شخص ينتقد حروب إسرائيل بأنه داعم لحماس أو حزب الله، يقول مالك: "اسمحوا لي أن أقول إن ما فعلته حماس كان عملاً همجياً، وكما كتبت وقتها، فإن حماس خانت آمال الفلسطينيين وشكلت تهديداً لليهود. ويمكن قول الشيء نفسه عن حزب الله".
Israel is not ‘saving western civilisation’. Nor is Hamas leading ‘the resistance’ | Kenan Malik https://t.co/EKWNglqhwN
— john milbank (@johnmilbank3) October 13, 2024ومع ذلك، أضاف الكاتب أنه حتى 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وجزء كبير من حكومته، داعماً لحماس بشكل غير متوقع. ففي اجتماع لحزب الليكود عام 2019، قال نتانياهو: "على من يريد إحباط إقامة دولة فلسطينية أن يدعم تعزيز حماس ونقل الأموال إليها"، بينما لاحظ الجنرال الإسرائيلي السابق غيرشون هكوهين أن "لمنع خيار الدولتين، حول نتانياهو حماس إلى أقرب شريك له، علناً كانت عدواً، وسراً حليفاً".
البالونات الحارقةويشير مالك إلى أن دعم إسرائيل لحماس يعود إلى عقود مضت، كجزء من استراتيجية لتقويض الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية العلمانية القوية باستخدام بديل ديني منافس.
وقد أثمرت هذه الاستراتيجية في وصول حماس إلى السلطة في غزة عام 2006، ما أدى إلى انقسام السلطة الفلسطينية بين غزة بقيادة حماس والضفة الغربية بقيادة فتح.
Excellent from @kenanmalik https://t.co/5oawh3JFnG
— David Baddiel (@Baddiel) October 13, 2024وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن إسرائيل سمحت بمرور ملايين الدولارات من الأموال إلى غزة منذ عام 2018، بينما كانت تغض الطرف عن إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من القطاع.
يرى مالك أن توسيع نتانياهو لحروب إسرائيل وتهديده بتحويل لبنان إلى غزة جديدة لا يهدف إلى "تحرير" أي شيء، بل إلى الحفاظ على السيطرة داخلياً وخارجياً. وتجارب الغزو السابقة للبنان—في 1978، و1982، و2006—قدمت دروساً كافية. ففي المناسبتين الأوليين، غزت إسرائيل لبنان لمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية، وفي الثالثة حاولت القضاء على حزب الله، الذي ظهر بدعم إيراني كرد على الغزو عام 1982.
كل تلك الغزوات اتسمت بإراقة الدماء، بما في ذلك مجزرة عام 1982 التي راح ضحيتها ما يصل إلى 3500 من الفلسطينيين والشيعة اللبنانيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت. ولم يتحقق شيء يمكن أن يوصف بـ"التحرير".
ويختم الكاتب، "إذا كان السابع من أكتوبر يعتبر عملاً من أعمال (المقاومة)، وإذا كان يمكن تبرير تدمير غزة والمعاملة القاسية للبنان باعتبارها خطوات نحو عالم أكثر تحضراً، فإننا بحاجة إلى إعادة النظر في ما نعنيه بمفاهيم (المقاومة) و(الحضارة)".