الجزيرة:
2024-10-15@09:21:45 GMT

لأول مرة.. اكتشاف الزر الأحمر لإيقاف نمو أجنة البشر

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

لأول مرة.. اكتشاف الزر الأحمر لإيقاف نمو أجنة البشر

أعلن باحثون في معهد ماكس بلانك لعلم الوراثة الجزيئية في برلين، ومعهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا، اكتشاف آلية جديدة في عملية النمو البشري قد تفتح آفاقا جديدة في مجال الصحة الإنجابية، وهي قدرة الخلايا الجنينية البشرية على "التوقف المؤقت" أو الدخول في حالة سبات مؤقتة تُعرف علميا باسم "السبات الجنيني".

وتشير الدراسة، التي نشرها الباحثون في دورية "ذا سيل"، إلى أن الخلايا البشرية يمكنها تعديل معدل نموها بناء على الظروف البيئية المحيطة، وهو ما كان يُعتقد سابقا أنه يقتصر على بعض أنواع الثدييات الأخرى.

بلاستويدات بشرية في حالة سبات في معهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم في فيينا (حيدر حيدري) السبات الجنيني وآثاره

توضح آيدن بولوت-كارسليوغلو، رئيسة المجموعة البحثية في معهد ماكس بلانك لعلم الوراثة الجزيئية في برلين، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، في تصريحات للجزيرة نت أن عملية السبات الجنيني تستخدمها عديد من الثدييات لحماية الأجنة عند مواجهة تحديات بيئية. وقد كانت إحدى الأسئلة المطروحة منذ فترة طويلة هي إذا ما كانت الخلايا الجنينية البشرية تمتلك القدرة على تعديل سرعة تطور نموها وفقا للقيود البيئية.

وتقول بولوت: "اكتشفنا أن الخلايا البشرية لديها هذه القدرة الكامنة، والتي يمكن استغلالها في المستقبل لتعديل الجداول الزمنية لنمو الأجنة في مراحلها المبكرة"، خاصة في وجود حالات طبية تتطلب ذلك.

وتضيف أن أحد البروتينات المسؤولة عن هذه العملية هو بروتين "إم تور"، الذي يتحكم في نمو الخلايا من خلال تلقي إشارات حول حالة الطاقة في الخلية، ومن ثم ضبط معدل النشاط الخلوي بناء على ذلك.

وتشير بولوت إلى أن النتائج التي توصلوا إليها قد تكون ذات أهمية كبيرة للعلاجات الإنجابية، إذ يمكن أن تساعد في تحسين توافق الجنين مع رحم الأم، مما يزيد من فرص نجاح هذه العلاجات.

أحد البروتينات المسؤولة عن هذه العملية هو بروتين "إم تور"، الذي يتحكم في نمو الخلايا من خلال تلقي إشارات حول حالة الطاقة في الخلية
(شترستوك) النماذج الجنينية البديلة ودورها في الدراسة

لم تستخدم هذه الدراسة أجنة بشرية حقيقية، وإنما اعتمد الفريق البحثي على نماذج جنينية مستمدة من الخلايا الجذعية تُعرف باسم "البلاستويد". وهذه البلاستويدات توفر بديلا علميا وأخلاقيا لاستخدام الأجنة البشرية في الأبحاث.

وعندما عالج الفريق الخلايا الجذعية البشرية والبلاستويدات بمثبط مسار "إم تور"، لاحظوا تأخرا في النمو، مما يعني أن الخلايا البشرية يمكنها استخدام الآليات الجزيئية لإحداث استجابة مشابهة للسبات الجنيني.

هذه الحالة من السبات تتسم بانخفاض في انقسام الخلايا، وتباطؤ في النمو، كما تشير الدراسة إلى أن هذه الحالة السباتية قابلة للعكس، حيث تعود البلاستويدات إلى التطور الطبيعي عندما يعاد تنشيط مسار "إم تور".

وتضيف بولوت أن "هذا الاكتشاف يلقي الضوء على الكيفية التي تتمكن بها الأجنة من ضبط وتيرة نموها بالتزامن مع محيطها. ونتائجنا تثير احتمال تغيير توقيت عملية زرع الأجنة".

التطبيقات المحتملة

يعتقد العلماء أن اكتشاف هذه القدرة على تعديل توقيت تطور النمو الجنيني قد يحمل تطبيقات مهمة في الطب الإنجابي، خاصة في عمليات الإخصاب خارج الرحم. فمن جهة، يمكن تسريع التطور لتعزيز فرص نجاح الإخصاب، ومن جهة أخرى، يمكن استخدام هذه الحالة السباتية لتوفير فترة زمنية أكبر للأطباء لتقييم صحة الجنين وتزامنه مع الرحم لتحسين فرص الانغراس ونجاح عملية الحمل.

ورغم أهمية هذا الاكتشاف، فإن بولوت تشير إلى أن النتائج ما زالت في مراحلها المبكرة، فمن المعروف أن الأجنة البشرية تختلف بشكل كبير في معدلات نموها وجداولها الزمنية، ومن ثم هناك حاجة إلى عدد كبير من الأجنة للوصول إلى استنتاجات ذات دلالة إحصائية.

وتوضح بولوت: "ما زلنا في المراحل التمهيدية لهذه الاكتشافات، ولكن في الوقت الحالي تشير النتائج إلى أن المغذيات المناسبة للأجنة المزروعة قد تحسّن من كفاءة السبات وتطيل من عمر البلاستويدات البشرية في هذه الحالة السباتية".

وتضيف: "أعتقد أن التحدي الأكبر هو أننا ما زلنا بحاجة إلى عدد كبير من الأجنة لتحسين السبات للأجنة البشرية المزروعة. ومع ذلك، فإن دراستنا توفر الأساس الذي يدعم مثل هذه الدراسات، إذ نقدم أول دليل على هذا المفهوم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذه الحالة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مطران الغربية للروم الأرثوذكس: الكنيسة لا تعتمد على صلاح كهنتها بل على نعمة الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر على أن الكنيسة لا تعتمد على صلاح كهنتها، بل على نعمة الله، موضحاً أن الكنيسة ليست مؤسسة بشرية حيث يعتمد كل شيء على جودة عملِ خدامها، جاء ذلك ضمن بيان نشر له على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
 وقال الأنبا نيقولا خلال بيانه: من نحن الأساقفة والكهنة؟ إننا خدام، مُعاوِنو الله، ونقوم بعملِ الله. "أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي" (1 كو 6:3). 
وتابع، لسنا نحن البشر من نقوم بعمل الله، بل هو [الله]. نحن البشر بسطاء، ضعفاء، لا قيمة لنا، وقد أُعطينا دعوة محددة: لقد عيَّننا الرب لنخدم في الكنيسة؛ لنتقبَّل اعترافات الناس، لنعظ بكلمة الله، لنقيم الأسرار المقدسة. هذا يعني أننا مجرد خدامٍ متواضعين للكنيسة، والله يقوم بكل شيء، يجب أن نعرف هذا ولا نقاومه، لأن مقاومتنا هي طفولية روحي.
واختتم قائلاً: إن الله يعمل في حياة الكنيسة، ويجب أن نشعر بأننا أبناء كنيسة المسيح، وليس أبناء أناس محددين، حتى لو لم نكن نستطيع الاستغناء عنهم، مثل آبائنا الروحيين ومرشدينا وآبائنا المُعرِّفين الذين يقووننا ونتلقى منهم منفعة روحية.

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: التغيرات المناخية تهدد البشر والطاقة الخضراء تحافظ على البيئة
  • تغيير النفس
  • هذه الصور في بيروت تجسد براعة البشر في وجه انهيار البنى التحتية في لبنان
  • بحث جديد يكشف سلوك الخلايا القاتلة الطبيعية في الرئتين
  • كيف تحارب الخلايا القاتلة الطبيعية العدوى في الرئة؟
  • لأول مرة في تاريخ البشرية .. المذنّب أطلس يسطع في سماء مصر
  • نائب رئيس قضايا الدولة: شبكة الخلايا العصابية الصناعية أخطر أنواع الذكاء الاصطناعى
  • مطران الغربية للروم الأرثوذكس: الكنيسة لا تعتمد على صلاح كهنتها بل على نعمة الله
  • اكتشاف صورة لوجه إنسان بالمريخ.. من هذا وكيف وصل إلى الكوكب الأحمر