المشهداني والعودة إلى البرلمان: إشعال الفتيل أم تهدئة الأوضاع؟
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أكتوبر 15, 2024آخر تحديث: أكتوبر 15, 2024
المستقلة/- أفادت مصادر موثوقة للمستقلة اليوم الثلاثاء، بأن الإطار التنسيقي قد اجتمع في بيت نوري المالكي، حيث تم التوافق على ترشيح محمود المشهداني لمنصب رئاسة البرلمان.
هذه الخطوة جاءت في وقت حساس، حيث أعلن المالكي، زعيم دولة القانون، عن تحديد الـ 22 من الشهر الحالي موعداً لعقد جلسة انتخابية، ما أثار تساؤلات حول الأبعاد السياسية لهذا الترشيح.
محمود المشهداني ليس غريباً عن الأضواء السياسية في العراق، فقد شغل هذا المنصب سابقًا، لكنه واجه انتقادات خلال فترة رئاسته. ومن الواضح أن هذا الترشيح يأتي في إطار محاولة الإطار التنسيقي لتوحيد الصفوف واستشعار موقف الكتل السنية والكردية، حيث يعتبر المشهداني خياراً يمثل استحقاقات هذه الكتل، مما قد يؤدي إلى تأزم الموقف السياسي بشكل أكبر.
ردود الفعل على الترشيحتسود حالة من الجدل في الأوساط السياسية والاجتماعية حول هذا الترشيح، حيث يتخوف البعض من أن يُعتبر تعيين المشهداني محاولة للهيمنة على البرلمان من قبل الإطار التنسيقي، مما قد يؤثر سلباً على توازن القوى السياسية في البلاد. كما يثار الجدل حول كيفية تقبل الكتل السنية والكردية لهذا الترشيح، وما إذا كانت ستدعمه أو ستسعى لإيجاد بديل.
موقف الكتل السنية والكرديةالموقف الحالي للكتل السنية والكردية سيكون حاسمًا في نجاح هذا الترشيح. وفي حال اتفقت هذه الكتل على دعم المشهداني، فمن الممكن أن يسفر ذلك عن استقرار مؤقت في المشهد السياسي. ولكن، إذا تم رفض هذا الترشيح، فقد يدخل العراق في أزمات سياسية جديدة، تزيد من تعقيد المشهد.
مخاوف من التفرد بالسلطةيعبر عدد من المحللين السياسيين عن قلقهم من أن نجاح المشهداني في رئاسة البرلمان قد يؤدي إلى تفرد الإطار التنسيقي بالسلطة، مما يتعارض مع مبدأ المشاركة السياسية الذي يتطلع إليه المواطنون. ويؤكد هؤلاء على أهمية وجود توازن حقيقي بين جميع الكتل السياسية لضمان تحقيق الاستقرار في البلاد.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الإطار التنسیقی هذا الترشیح
إقرأ أيضاً:
سوريا بقيادة الشرع.. حكم معتدل أم إشعال للإرهاب العالمي؟
تناول المحلل السياسي ماكس روانت، محرر مشارك في مجلة "لو آند ليبرتي" الحركة الجهادية العالمية المتطورة في ضوء السقوط الدرامي لنظام بشار الأسد في سوريا، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
العالم يجب أن يراقب سوريا عن كثب
وقال الكاتب في مقاله بموقع المجلة الإلكترونية الأمريكية: في حين يمثل رحيل الأسد انتصاراً استراتيجياً لخصومه ونكسة كبيرة لمحور المقاومة الإيراني، فإنه يثير أيضاً مخاوف بشأن "هيئة تحرير الشام"، التي قادت الحملة لإسقاط الأسد، ولكنها تركت مخاوف مما إذا كان أحمد الشرع سيقود سوريا نحو الحكم المعتدل، أو يعيد إشعال "الجهاد العالمي". سقوط الأسد وتداعياته الجيوسياسية يُنظَر إلى سقوط الأسد باعتباره خسارة استراتيجية لإيران. فقد بدأ نفوذ طهران الإقليمي، الذي تجسد في استراتيجيتها "الهلال الشيعي" الذي يغطي العراق وسوريا ولبنان واليمن، في التفكك. ضعف حزب الله، حليف إيران الرئيسي، ومع خسارة سوريا، تواجه إيران تحديات كبيرة لطموحاتها القديمة. ومع ذلك، فإن التفاؤل يخففه القلق بشأن الحكم المستقبلي لهيئة تحرير الشام، تحت حكم الشرع.
المشهد "الجهادي" العالمي
وأكد الكاتب على الأهمية الأوسع لانتصار "هيئة تحرير الشام" في سوريا، وخاصة بالنسبة للحركات "الجهادية" العالمية. فعلى مدار العقد المنصرم، تحول مركز الجهادية من الشرق الأوسط إلى أفريقيا. والآن تواجه دول مثل نيجيريا والصومال ومالي وبوركينا فاسو حركات تمرد مستمرة تنافس الوجود الهائل لتنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.
وعلى سبيل المثال، تتصدر بوركينا فاسو الإرهاب في عام 2023،. وتوصف مالي بأنها "ساحة جهادية واسعة"، حيث تزدهر جماعات، مثل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين". وفي الصومال، يستمر تمرد "حركة الشباب" الإرهابية، على الرغم من التدخلات المتعددة الجنسيات.
What does Syria’s new government tell us about the future of global jihad?
Consider with associate editor @MaxProwant:https://t.co/TsV9AHd2wz
تعطي هذه الجماعات "الجهادية" الأفريقية الأولوية للحكم المحلي، وغالباً ما توفر الأمن والخدمات الأساسية في المناطق التي تعاني من الفقر وإهمال الدولة. وتعكس براغماتيتها المناقشات داخل الحركات "الجهادية" حول ما إذا كان ينبغي التركيز على التمردات المحلية أو طموحات الخلافة العابرة للحدود الوطنية. ويمكن أن يكون مسار "هيئة تحرير الشام" تحت قيادة الشرع نموذجاً - أو حكاية تحذيرية - لمثل هذه الجماعات.
خضعت "هيئة تحرير الشام"، التي كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" الإرهابيين، لتحول كبير تحت قيادة الشرع، حيث أظهر ميولاً براغماتية مدهشة برغم أن جذوره تضرب في الجهاد العالمي المثير للقلق؛ فقد كان من المقربين من أبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي.
What does Syria’s new government tell us about the future of global jihad?
Consider with associate editor @MaxProwant:https://t.co/TsV9AHd2wz
منذ تشكيل "هيئة تحرير الشام" في عام 2017، أبعد الشرع جماعته عن الشبكات "الجهادية" العابرة للحدود الوطنية. وركز خطابه وأفعاله على هزيمة الأسد والقوات الإيرانية في حين حاول حكم محافظة إدلب بطريقة معتدلة نسبياً، عبر السماح للأقليات الدينية بالتعايش، والسماح للنساء بالتخلي عن الحجاب والالتحاق بالجامعات، وتجنب العقوبات القاسية على المخالفين، مثل تلك التي فرضها تنظيم داعش الإرهابي.
هذا الخط البراغماتي يميز الشرع عن المتشددين، مثل الزرقاوي أو الظواهري، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان نموذج الحكم الذي تتبناه "هيئة تحرير الشام" يمكن أن يلهم الجماعات "الجهادية" في إفريقيا لتعديل أيديولوجياتها.
تمتد المخاطر إلى ما هو أبعد من سوريا، إذا فشلت هيئة تحرير الشام في الحفاظ على مسارها المعتدل، فقد يؤدي ذلك إلى تنشيط الفصائل "الجهادية" في جميع أنحاء العالم، وخاصة في إفريقيا.
وفي نهاية المطاف، يخلص الكاتب إلى أن العالم يجب أن يراقب سوريا عن كثب، لأن نتائجها سوف يكون لها آثاراً عميقة على مستقبل "الجهاد" العالمي والحرب الدولية ضد الإرهاب.