الناخب الأمريكي قد يكون وحده المنشغل بالمقارنة بين برنامجي كامالا هاريس ودونالد ترامب الانتخابيين، والوقوف عند أدق التفاصيل فيما يطرحه كل منهما.
أما بقية العالم فينشغل عادة بانعكاسات انتخاب أيّ من المرشحين على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه هذا الإقليم أو ذاك، وعلى الصراعات الناشبة في أكثر من بقعة.البعض خارج الولايات المتحدة، خاصة في العالم العربي، يرفع مع كل انتخابات أمريكية شعار «إن الاختيار بين سيئ وأسوأ»، للدلالة على أن وجود الديمقراطيين أو الجمهوريين لا يغيّر شيئاً في طبيعة تعامل واشنطن مع الموضوع الأقدم والأكثر سخونة على الدوام، وهو قضية فلسطين.
ويبدو أن أساس المفاضلة حتى داخل الولايات المتحدة يتراجع، فلم تعد البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يقدمها كل مرشح، بل إن المتنافسَين في هذه المرة، أي كامالا هاريس ودونالد ترامب، يأخذان السباق الملتهب بينهما أحياناً إلى نقاط بائسة قد تكون أنسب لدول في العالم الثالث، حيث ضرب الخصم مباحاً بأي وسيلة، بغض النظر عن مشروعيتها أو أخلاقيتها.
مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وتقارب الحظوظ في معظم الاستطلاعات، لجأت كامالا هاريس إلى معايرة منافسها بعمره، وبأن صغرها عنه بعشرين عاماً يعني أنها أكثر صحة منه، وبالتالي الأجدر بقيادة أمريكا.
وفي هذا الجانب، لم تأت كامالا هاريس بجديد على صعيد ألاعيب المنافسة، فالأسبق في ذلك كان دونالد ترامب حين بنى حملته الانتخابية في مواجهة الرئيس جو بايدن، رغم ضآلة الفارق العمري بينهما، على تدهور قدراته الصحية والذهنية وعدم صلاحيته لسكن البيت الأبيض مرة ثانية.
ولولا المناظرة التي جمعت الرجلين وبان فيها صدق ما يعاير به ترامب منافسه ما سارع الحزب الديمقراطي إلى إقناع جو بايدن بعدم الترشح. دفع الديمقراطيون بكامالا هاريس، نائبة الرئيس، لمنافسة ترامب، وسريعاً ما ناظرته، وبدا أنها كانت الأكثر حضوراً لدرجة أنه رفض تكرار التجربة.
ورغم ذلك، لم يتقهقر المرشح الجمهوري دونالد ترامب كثيراً، واستمر صُلباً ومثيراً للجدل كعادته، محتفظاً بحظوظه في العودة إلى منصب الرئيس. ويبدو أن ذلك ما حمل كامالا هاريس إلى القناعة بعدم جدوى إبقاء الصراع دائراً حول القضايا الكبرى، فاستعارت حيلة منافسها، ونشرت تقريراً طبياً حول صحتها، متباهية بفارق السن بينهما.
كان الديمقراطيون وقت تقليل ترامب من قدرات بايدن يقولون إن سنه لا تمنعه من القيام بواجباته، وهذا، من حيث المبدأ صحيح، فالسن لا ترتبط دائماً بالعطاء، لكنّ هفوات الرئيس الأمريكي المتراكمة وأداءه في المناظرة حسما الأمر وخرج من السباق.
الآن، تحاول هاريس الضغط على ترامب لينشر تقريراً مماثلاً عن حالته الصحية. ويتوارى المستشارون المفترض أن يحيطوا بكل مرشح لتحديد أنجح الطرق لوصوله إلى كرسي الرئاسة، ويظهر طبيبا كامالا هاريس ودونالد ترامب في مبارزة باللياقة الصحية والبدنية لكل من المرشحين، وهو هبوط بمستوى الأداء الأمريكي قد ينسحب على أمور أخرى كثيرة.مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وتقارب الحظوظ في معظم الاستطلاعات، لجأت كامالا هاريس إلى معايرة منافسها بعمره، وبأن صغرها عنه بعشرين عاماً يعني أنها أكثر صحة منه، وبالتالي الأجدر بقيادة أمريكا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية کامالا هاریس
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي لـ شركة آبل يتقرب من ترامب
لعب تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، دورًا رئيسيًا خلال إدارة ترامب الأولى، خصوصًا أثناء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
عندما فكر الرئيس السابق في فرض تعريفات جمركية على هواتف iPhone، تدخل كوك وأوضح أن هذه الرسوم ستفيد منافس آبل الأساسي، سامسونج.
وبفضل هذا التدخل، تراجع ترامب عن فرض الضرائب، وتم التوصل إلى تسوية تجارية بين الولايات المتحدة والصين.
كارثة البطارية .. تحديث آبل الجديد يزعج مستخدمي آيفونآبل في ورطة .. فشل BOE لتلبية متطلبات آيفون 17يشبه جوجل Pixel.. آبل تحدث تغييرا كبيرا في iPhone 17الوعد المثير للجدل ببناء مصانع في الولايات المتحدةبحسب“ phonearena”، في عام 2017، أعلن ترامب أن كوك أبلغه بأن الشركة ستبني "ثلاثة مصانع ضخمة وجميلة" في الولايات المتحدة، وعبّر عن أمله بأن تكون هذه المصانع الأفضل في تاريخ آبل، حتى لو كانت "أكبر بمقدار قدم واحد فقط من أي مصنع في الصين." لكن تلك المصانع لم تُبنى أبدًا، ولم تعترف آبل بأن كوك قد وعد بذلك.
من المواقف الطريفة التي برزت خلال تلك الفترة، عندما أشار ترامب إلى كوك باسم تيم آبل بدلاً من اسمه الحقيقي، وهو ما تم تعديله لاحقًا في نص البيت الأبيض الرسمي لإخفاء الخطأ.
بناء الجسور مع الإدارة الجديدةبعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، سارع كوك إلى تهنئته. وفي ليلة الجمعة، استضاف ترامب كوك على عشاء في منتجع مارالاغو.
حضر اللقاء بعد أن قدم كوك دعمًا خلال المناقشات السابقة حول قضايا آبل، بما في ذلك نزاعها مع الاتحاد الأوروبي بشأن ضرائب متأخرة تبلغ قيمتها 14.34 مليار دولار تقول إيرلندا إن الشركة تدين بها.
من غير الواضح إذا كان كوك يأمل في تدخل ترامب لصالح آبل، لكن يبدو أنه يستمر في الحفاظ على علاقات إيجابية مع الرئيس السابق.
الدعم المالي من قادة التكنولوجيا لإدارة ترامب الثانيةلم يكن كوك وحده في محاولة كسب رضا ترامب، حيث قدمت كل من شركة Meta التابعة لـ مارك زوكربيرغ وشركة Amazon المملوكة لـ جيف بيزوس مبلغ 1 مليون دولار لكل منهما للمساعدة في تغطية تكاليف حفل تنصيب ترامب الثاني، كما تبرع سام ألتمان من OpenAI بمبلغ مماثل بشكل شخصي.
التحديات السابقة مع قادة التكنولوجيا الآخرينكان ترامب قد انتقد بيزوس في فترة رئاسته الأولى بسبب تغطية صحيفة واشنطن بوست المملوكة له.
بينما لم يدعم زوكربيرغ أي مرشح بشكل علني في الانتخابات الأخيرة، إلا أنه أثنى على ترامب لطريقة تعامله مع محاولة الاغتيال الأولى التي استهدفته.
سياسة الإطراء والمصالح التجاريةتعتمد العلاقة بين ترامب وقادة التكنولوجيا على استراتيجيات الإطراء والدعم المالي، حيث أثبتت هذه الأساليب فعاليتها في تعزيز المصالح التجارية للشركات.
ويبدو أن كوك يتقن هذه اللعبة ببراعة، مما يمنح آبل نفوذًا قويًا في التعامل مع القرارات السياسية.
بينما لا تزال نتائج عشاء الجمعة غير واضحة، فإن كوك يواصل تقديم نموذج مثالي لكيفية إدارة العلاقات مع الشخصيات السياسية المؤثرة للحفاظ على مصلحة شركته.