بوابة الفجر:
2025-03-25@18:47:36 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: رحم الله أيام "زمان" !!

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT



إحساس غريب جدًا ينتاب البعض ممن قضى من العمر أكثر من سبع عقود  الإحساس بإلحاح بالذهاب إلى مواقع وأماكن عاشوا فيها أطفالًا وشبابًا وقد حضرني هذا الإحساس وربما في بعض الأحيان تقودني (قدماي) أو سيارتي إلى أحياء عشت فيها طفلًا أتذكرها مباني ضخمة وحارات طويلة وعريضة  وواجهات محلات ومباني مميزة في ذاكرتي إلا أنها اليوم حينما قمت بزيارتها إنها تغيرت أصبحت (قبيحة) والحارات "ضيقة" وليست كما كنت أتذكرها نظيفة وراقية  بل ضيقة جدًا ومتسخة رغم أنها تتوسط مدينة القاهرة وعلى سبيل المثال وليس الحصر واجهة "الأمريكين" في شارع سليمان باشا ( طلعت حرب حاليًا ) وفي شارع فؤاد (26يوليو حاليًا ).


حيث كانت هذه الأماكن ملتقى الأصدقاء خاصة أيام الخميس بعد الظهر حيث كنا نلتقي بأبهى ملابسنا ونتطرق في أحاديثنا على كوب أيس كريم أو فنجان قهوة من (البن البرازيلي) ثم ينتهي يومنا بعد دخول إحدى دور السينما الشهيرة وسط البلد مثل "مترو أو كايرو أو ريفولي أو ديانا أو الأوبرا" ( الله يرحمها ) !!
كانت تلك الدور جميلة وتتميز بالرقي ( والأبهة ) وكان روادها يتميزون بأناقة ملابسهم الكاملة وكانت كل دار من تلك ( الدور ) تتميز بأفلامها ومصادرها  فسينما "مترو" تختص بأفلام (جولدن ماير) وسينما ( راديو ) تختص بالأفلام العربي (العرض الأول) وغيرهم من دور حيث يمكث فيلم لأكثر من عام مثل "أبي فوق الشجرة أو ذهب مع الريح أو سانجام " وغيرها من الأفلام العالمية والمحلية والتي كانت تتصدر إعلاناتها واجهات تلك الدور لأكثر من عام.

 

كما أن أيام الجمعة كانت الحفلات الصباحية تهتم بأفلام الكارتون "ميكي ماوس "، "توم وجيرى" !! والتي يذهب إليها أطفال المدارس في رحلات صباحية أيام الأجازات وكان مسرح العرائس في العتبة مقصد أيضًا لأطفال المدارس بجانب المسرح المصري الذي كان يتنافس في سوقه "اسماعيل يس، ومسرح نجيب الريحاني، والفنانين المحترمين (فؤاد المهندس وشويكار ) ومسرح صبحي والمسرح القومي وكانت القهاوي وسط البلد أيضًا تتميز إحداهما بأغاني "أم كلثوم " التي تبث على الهواء ليلة الخميس الأول من كل شهر وكذلك الإعادة طيلة أمسيات الشهر من التسجيلات على (الريكوردر) المسجلات والتي إشتهر منها نوع (جروندنج) ذوي الشرائط الطويلة لأكثر من خمس ساعات وأكثر !!
وكانت في المقاهي تنتشر على الطاولات رقع الشطرنج بجانب الطاولة  والدومينو وأوراق اللعب (الكوتشينة) كل هذا ينكب عليه رواد المقهى مع الشاي والسحلب والينسون والحلبة والقهوة ومن الملاحظ أن عدد من مدخني الشيشة  كانوا أقل من اليوم !!
أحاسيس غريبة تنتابنا بالحنين للماضي حنين لحياة أكثر هدوءًا وأكثر إستقرارًا  وأقل ضوضاء وأكثر نقاءًا وصداقات أكثر حميمية صافية جميلة رحم الله أيام زمان !!!!
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

مكتب فضل الله: الأحد 30 آذار أول أيام عيد الفطر

مكتب فضل الله: الأحد 30 آذار أول أيام عيد الفطر

مقالات مشابهة

  • رامي عياش: لقبت بـ الطفل المعجزة.. وكانت أغني في حفلات المدرسة وأعياد الميلاد
  • نائب أمير منطقة الرياض يعزي في وفاة عبدالله اللحيان
  • ليلة القدر رمضان 2025.. هل كانت الليلة الماضية؟ وما هي علاماتها؟
  • هل ليلة القدر كانت أمس 25 رمضان أم ننتظر ليلتين؟.. 7 من 10 علامات ظهرت
  • اللواء الركن نصر الدين عبد الفتاح يكتب عن الشهيد المقدم حسن إبراهيم
  • حمّاد يوجه وزارة الخارجية بتأمين ترحيل جثامين المهندسين التونسيين
  • 5 صحابيات جاهدن بأرواحهن وأموالهن من أجل الدعوة للإسلام.. كيف كانت سيرهن؟
  • هل ليلة القدر كانت ليلة أمس 23 ؟.. ترقبوا علاماتها
  • مكتب فضل الله: الأحد 30 آذار أول أيام عيد الفطر
  • «راحت فين أيام زمان»| أهالي الأقصر يسترجعون ذكرياتهم مع رمضان.. صور