حينما يصدر بيان رسمي من قوى عظمى حول صراع إقليمي ما يطالب طرفي الصراع «بضبط النفس» يجب أن نفهم معنى الرسالة الكامنة والمستترة داخل فحوى هذه العبارة.
«ضبط النفس» هو دعوة طرفي الصراع أو أحدهما إلى الإحجام عن أي شكل من أشكال التصعيد بدءاً من التصعيد اللفظي إلى التصعيد الدبلوماسي مروراً بالإجراءات العقابية التجارية والاقتصادية وصولاً إلى الدعوة إلى عدم القيام بأي تصعيد أمني أو عسكري.وكثيراً ما يكون الطلب من طرفي الصراع بضبط النفس مع قيام الدولة العظمى صاحبة البيان بتقديم دعم عسكري ومالي لأحد الطرفين من أجل دعمه للجولة المقبلة للمواجهة العسكرية.
من هنا يقال من المحللين السياسيين المحايدين «بدلاً من أن يطلبوا ويطالبوا «بضبط النفس» قوموا بضبط الدعم لأطراف الصراع لا تعطوه سلاحاً من أجل التصعيد».
للأسف أصبحت لغة التصريحات الدبلوماسية الرسمية هي نوع من الغطاء الأخلاقي القانوني الذي تغسل فيه بعض القوى الدولية يدها من دماء جرائم التصعيد العسكري ضد المدنيين الأبرياء الذين لا دخل لهم بأسباب الصراعات.
إنها حالة نفاق مزدوج، بمعنى نعطي إشارة الاتجاه نحو اليسار بينما أنت تتجه لليمين! أي تتحدث وتطالب بضبط النفس من أجل السلم الأهلي وسلامة المنطقة والخوف من التصعيد العسكري، بينما تكون أنت مصدر التسليح والتسخين الفاعل للصراعات.
من هنا لم يعد أحد يصدق بيانات الخارجية الأمريكية التي تطالب بضبط النفس حينما يتم تحميل قنابل زنة 2 طن الخازوقية المدمرة على طائرات الجسر الجوي إلى قواعد إسرائيل.
تناقض مذهل ومخيف بين القول والفعل!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله بضبط النفس
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط: الصراع لا السلم هو الأصل في العلاقات الدولية
ألقى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية محاضرة بمعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي، وذلك صباح اليوم ٢٩ الجاري، وحضر اللقاء لفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي الكويتي، والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد لدى دولة الكويت.
وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن أبو الغيط ركز في محاضرته على التغيرات المتسارعة في الأوضاع العالمية مشددا على ان انعدام اليقين وعدم قابلية الأوضاع للتنبؤ هي سمات اساسية في هذه المرحلة.
وتناول أبو الغيط الصراع بين القوى الكبرى من منظور تاريخي مؤكدا أن فترة السلام النسبي التي سادت العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وتفرد الولايات المتحدة بالهيمنة لا تمثل سوى لحظة عابرة، فالأصل في العلاقات الدولية هو الصراع والتنافس، وهو ما تعود اليه الأمور اليوم في صورة صراع تنافسي حاد بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وأوضح رشدي أن حديث الأمين العام للجامعة تناول الأوضاع العربية التي تعرضت لانتكاسة كبيرة منذ ما يربو على العقد، حيث أشار ابو الغيط إلى عوامل داخلية وتدخلات خارجية حاولت دفع المنطقة في اتجاه التغيير السريع بما أفضى إلى الفوضى والاضطراب في الكثير من الحالات، مؤكدا أن بعض الدول العربية تواجه تهديدات لوجودها وكيانها ذاته.
ولفت أبو الغيط إلى ما كشفت عنه حرب اسرائيل الوحشية على غزة من اختلال ميزان القيم وشيوع ازدواجية المعايير لدى الكثير من الدوائر الغربية.