تحوّل ملف إبعاد قوات «اليونيفل» عن الجنوب كما طلبت إسرائيل رسمياً إلى واحدٍ من أكثر النقاط الشائكة والحرِجة بالنسبة إلى الغرب، وتحديداً الأوروبيين. فرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورغَم «تأسفه لوقوع إصابات» لم يأبه بكل المواقف المنددة بالإعتداءات، ويمهّد لأي جريمة محتملة بحق جنود قوات الطوارئ عبر تبريرها مسبقاً بالقول إن «بقاء اليونيفل في الجنوب سيؤدي الى تضررها وأن حزب الله يتخذها دروعاً بشرية».



وكشفت مصادر دبلوماسية لـ «الأخبار» أن «آخر رسالة أميركية وصلت الى لبنان أشارت إلى أن إسرائيل تريد الدخول إلى لبنان بعمق ٣ كيلومترات وستخرج منها بعد تنظيف هذه المنطقة، وهي لا تفكّر بالاستقرار فيها، بل ستسعى إلى تنفيذ المهمة في أسرع وقت ممكن». وفُهِم من الأميركيين أن «إسرائيل مُصرة على تحويل هذه المساحة بكاملها إلى منطقة محروقة وأنها لا تريد لأي شيء أن يوقفها أو يعرقل عملها»، وفوقَ ذلك «تُلمّح إلى أنها لم تتخل عن مطلبها بإقامة منطقة عازلة بعمق ١٠ كيلومترات، لكنها تعتبر أن المنطقة المتبقية من بعد الـ٣ كيلومتر وصولاً إلى الـ ١٠ كيلومترات ستكون من مسؤولية اليونيفل والجيش اللبناني، وأنه في حال لم يقُم الطرفان بما يتوجّب عليهما فإنها ستتكفل بالمهمة لاحقاً»، وهي تقول بصراحة إن «بقاء اليونيفيل في المنطقة سيعرض جنودها للخطر».

وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اعرب عن قلقه "من إطلاق "حزب الله" صواريخ على إسرائيل، ومن قصف إسرائيل مناطق سكنية ذات كثافة عاليه في لبنان". وجدّد "الدعوات لوقف إطلاق النار بالشرق الأوسط" مؤكداً، "نحن ضد هجمات إسرائيل على قوات اليونيفيل". 
من جهتها، وزعت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان بياناً في شأن الهجمات الأخيرة ضد "اليونيفيل" أعربت فيه عن "قلق الاتحاد البالغ إزاء التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق. كما دان كل الهجمات ضد بعثات الأمم المتحدة". وأعرب عن "قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد اليونيفيل والتي أسفرت عن إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام. وتشكل مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وهي غير مقبولة على الإطلاق".
وادانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا الإثنين "التهديدات" التي تتعرّض لها قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (اليونيفيل)، مطالبة بأن "تتوقف فوراً" الهجمات التي تستهدف هذه القوات.

وقال وزراء خارجية الدول الأربع في بيان مشترك: "نحن، وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، نعرب عن قلقنا العميق في أعقاب الهجمات الأخيرة على قواعد اليونيفيل والتي أسفرت عن إصابة عدد من القبعات الزرق بجروح".
وأضاف البيان: "نحن ندين كلّ التهديدات التي يتعرّض لها أمن اليونيفيل"، مطالبين بأن "تتوقّف فوراً هذه الهجمات".
وإذ أشار الوزراء إلى أنّ أيّ "هجوم متعمّد" على قوات حفظ السلام يتعارض مع القانون الدولي، ناشدوا "إسرائيل وكل الأطراف احترام التزامهم بضمان سلامة أفراد اليونيفيل وأمنهم بشكل دائم وتمكين اليونيفيل من الاستمرار في تنفيذ تفويضها".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قوات حفظ السلام

إقرأ أيضاً:

“اليونيفيل” ردا على نتنياهو: لن نغادر!

لبنان – رد الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إخلاء القوات مواقعها في جنوب لبنان، مؤكدا “أننا لن نغادر”.

وقال تيننتي لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية إن “وضع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان على مدى الأيام الأخيرة يثير القلق، خصوصا بعدما اعتدت القوات الإسرائيلية على مواقعها مرات عدة في الأيام الثلاثة الماضية”، مؤكدا أن البعثة، وعلى رغم من تعرضها للاعتداء، قررت البقاء لأنها هنا بناء على طلب مجلس الأمن، وتستجيب لطلب مجلس الأمن لا لطلب أي من الدول الأعضاء.

ولفت إلى أنه “من المهم للأمم المتحدة أن تكون في هذه المواقع ليرفرف علم الأمم المتحدة في سماء جنوب لبنان. لذلك قررنا البقاء لكن الوضع صعب جدا”، معتبرا أن “الاعتداء ليس انتهاكا للقانون 1701 فحسب، بل هو أيضا انتهاك للقانون الدولي الإنساني، إذ يتوجب على الأطراف احترام قوات حفظ السلام وحماية أمنها وسلامتها””.

وعن عمل القوات الدولية الحالية شدد تيننتي على أن “العمليات الخاصة بالأمم المتحدة في الجنوب مستمرة، لكن تحركات القوات باتت محدودة لأن من الصعب الخروج من المقرات”، مضيفا: “نستمرّ في المراقبة ورفع تقاريرنا إلى مجلس الأمن، ونحاول قدر المستطاع مساندة الأهالي في الجنوب الذين علقوا في القرى لوقت طويل، لكن حتى هذه المساعي لا تزال صعبة، لأنّ الأمن غير مستتب لقواتنا ولمبعوثينا الإنسانيين”.

وجدد الدعوة إلى العودة إلى القرار 1701، “الذي يبدو مشروعا أكثر من أي وقت لكنه بحاجة للتطبيق”، مبينا أن “كل الأحكام التي ينص عليها القرار 1701 مشروعة جدا ونحتاج الى تنفيذها، لكن بغية تنفيذها فالأمر في حاجة إلى التزام الأطراف بها عبر إعادة بسط الاستقرار في الجنوب، وكذلك عودة الجيش اللبناني إلى المناطق هناك، وكذلك وقف الانتهاكات الجوية والبرية، وأن يكون السلاح منزوعا من الجهة اللبنانية بين نهر الليطاني والخط الأزرق، فالحلّ يكمن بالتطبيق الكامل لقرار 1701”.

المصدر: “الجمهورية”

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: المزاعم عن مهاجمة إسرائيل لقوات اليونيفيل عمدا كاذبة
  • بوريل: دول الاتحاد الأوروبي استغرقت وقتا طويلا لإدانة اعتداء إسرائيل على قوات “اليونيفيل” في لبنان
  • مجددًا دعمه.. الاتحاد الاوروبي حثّ الأطراف على ضمان سلامة العاملين في اليونيفيل
  • الاتحاد الأوروبي يدين استهداف اليونيفيل ويطالب إسرائيل بتوضيح عاجل
  • الاتحاد الأوروبي يُعقّب على استهداف قوات إسرائيلية لجنود "اليونيفيل"
  • رغم تحذير نتنياهو.. الأمم المتحدة: قوات اليونيفيل لا تزال بجميع مواقعها في لبنان.. ومهاجمتها قد يشكل جريمة حرب
  • الأمم المتحدة تعاند نتنياهو: قوات حفظ السلام باقية في لبنان
  • “اليونيفيل” ردا على نتنياهو: لن نغادر!
  • الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه الشديد بشأن الهجمات الإسرائيلية على "يونيفيل" بلبنان