حزب الله يسعى للتموضع ضمن معادلة الرد
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
كتبت" الشرق الاوسط": تشكّل منطقة جنوب الليطاني حتى الخط الأزرق حالياً مركز الثقل الوحيد والأهم لـ«حزب الله»، وإسرائيل مستعجلة لإنهائه.
في المقابل يسعى «حزب الله» إلى كسب الوقت، واستنزاف الجيش الإسرائيلي، من هنا أتت كلمة نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، لتؤسس لمرحلة ترميم الردع بحدّه الأدنى، حيث طالَب بوقف للنار من دون ذكر جبهة غزة، لكن الحزب بدأ بقصف العمق الإسرائيلي مباشرةً بعد الكلمة.
عند الحدود اللبنانية يعمل الجيش الإسرائيلي بـ4 فِرق عسكرية مباشرة (91، 36، 146، 98)، منها من قوى المشاة، ومنها المدرعات، وإحداها من المظلليّين والقوات الخاصة؛ الفرقة 98.
وتعمل هذه الفِرق بالتعاون مع قوى البحر، والجو، والسيبر، وغيرها، ضمن شبكة عنكبوتية متواصلة تنقل ديناميكية سير المعركة آنياً وبكل الأبعاد.
ولم تَعُد العمليات العسكرية التي بدأت منذ أكثر من 10 أيام توصف بأنها عملية استطلاع وجس نبض، فهي تُعدّ اليوم عملية أكبر من الاستطلاع، لكنها حتماً أقل من عملية هجوم كبيرة.
وإذ تسعى إسرائيل إلى استنزاف قدرات «حزب الله»، وخصوصاً الصاروخية منها، تعمد إلى استهداف مراكز الثقل لديه جنوب الليطاني، لا سيما القيادات العملانية ومراكز القيادة والسيطرة.
وتعمد إسرائيل إلى عزل منطقة جنوب الليطاني عن الداخل اللبناني، ومن هنا تقدّم الجيش الإسرائيلي في أصبع الجليل باتجاه الداخل اللبناني، وذلك بهدف قطع الطريق الممتدة من بوابة فاطمة إلى دير ميماس.
لكن جنوب لبنان يختلف عن قطاع غزة في أمور كثيرة؛ أهمها العمق الجغرافي الاستراتيجي، فإذا كان العمق الاستراتيجي الأفقي في غزة غير متوفّر بسبب صغر مساحة القطاع، فإن العمق الاستراتيجي العمودي عبر الأنفاق كان البديل، فهل يملك «حزب الله» هذا العمق الاستراتيجي العمودي؟ وإذا ما أضفنا منظومة الأسلحة الخاصة به، كما تحضيره المسبق لساحة المعركة منذ أكثر من 18 سنة، فكيف ستكون خطط الجيش الإسرائيلي؟ وهل سيقع في نفس أخطاء حرب «تموز» 2006؟
وأخيراً وليس آخراً، وبعد استعادة «حزب الله» بعضاً من توازنه، بدأ الحزب يرسم نمطاً جديداً من الرد على الداخل الإسرائيلي، وكأنه يسعى للتموضع ضمن معادلة الرد الإسرائيلي على إيران، والرد الإيراني على الرد.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
سيدفع صنعاء لفرض معادلة جديدة.. “التصنيف الأمريكي” يفتح أبواب الجحيم على مصالحها في المنطقة
الوحدة نيوز/ تصر أمريكا أن تضع نفسها في دائرة تهكمية أمام العالم أجمع، حينما تصدر قراراتها بإدراج كل من يعارضها ويخالف سياساتها الامبريالية في قائمة “الإرهاب”، ولا تراجع نتائج تصنيفاتها السابقة والحالية ضد دول وجماعات وكيانات وأشخاص وشركات، ممن وضعتهم في قائمتها “الإرهابية” ومدى تأثير ذلك عليهم، رغم أن الأمثلة كثيرة وواضحة بأن التصنيف الأمريكي للأخرين بالإرهاب لم يكن يوماً ذا تأثير فاعل في محو أي قوى مناهضة لها. وبالمناسبة هي “سياسة كيدية” لواشنطن تستخدمها لإيذاء شعوب العالم وتدمير مكتسباتهم ومقدراتهم ونهبها خدمة لرغباتها وإبقاءً لهيمنتها وكسراً للإرادات التحررية والتقدمية والنهضوية في كثير من دول العالم.
فما الذي حدث لحركة طالبان المدرجة في قوائم الإرهاب الأمريكية والأوربية منذ عقود؟! ألم تنسحب أمريكا بعد عشرين عاماً من الحرب عليها في جبال أفغانستان وهي مدحورة تجر أذيال الهزيمة وراءها رغم إمكانياتها العسكرية الضخمة! وبالتالي انتصرت طالبان وعادت لسدة الحكم بإرادتها الصلبة وفشلت أمريكا وترسانتها العسكرية وقرارتها التصنيفية والعقابية ضد أفغانستان.
فعندما تلوح الولايات المتحدة بعصا العقوبات أو قائمة “الإرهاب”، في وجه كل من يرفض غطرستها، يجب أن تدرك حينها صوابية ما تفعله وسلامة النهج الذي تسلكه، فأمريكا نظام قائم على الابتزاز والتسلط القمعي، وبمعنى آخر “البلطجة”.
واليوم، تدرج أمريكا حركة أنصار الله إلى ما تسمى بقائمة “الإرهاب” لديها، وهي تعلم يقيناً أن من يفترض أن يكونوا على صدر هذه القائمة فقط هما إسرائيل وأمريكا اللتان سجلهما مثقل بالجرائم الإنسانية في شتى بقاع الأرض. وبالتالي فإن الدافع الأمريكي للقيام بذلك هو موقف اليمن المساند للفلسطينيين بغزة الذين تعرضوا للإبادة الجماعية خلال أكثر من 15 شهراً من قبل الجيش الصهيوني المدعوم أمريكياً.
صحيح أن الولايات المتحدة متألمة لما تلقته من صفعات عسكرية تاريخية في البحرين الأحمر والعربي، حجمت من ضخامتها المخابراتية والتكنولوجية والتقنية دولياَ، وظهرت لا تساوي شيئا أمام القوات المسلحة اليمنية وصواريخها ومسيراتها ورجال بحريتها البواسل الذين جعلوا أكبر أساطيل العالم تفر كالجرذان، ناهيك عن دك العمق الصهيوني “تل أبيب”، وأربكت حسابات للعدو السياسية والاقتصادية والعسكرية التي كان قد رتب عليها حاضره ومستقبله في “الشرق الاوسط الجديد” حد زعمه.
الأسد: أي انعكاس سلبي لهذا التصنيف على شعبنا سيتحمل عواقبه الأمريكي بالدرجة الرئيسية
لا يغير قناعتنا
يعبر هذا التصنيف عن فاعلية المشاركة اليمنية في إسناد أهلنا في غزة وعن حجم الألم والإحباط الذي يعتري الأمريكي والاسرائيلي بعد فشلهم في كسر إرادة الشعب اليمني لأكثر من عام من الإسناد، كما يقول حزام الأسد عضو المجلس السياسي لانصار الله، مشيراً إلى أن هذا التصنيف لن يغير شيئا من قناعات ومواقف شعبنا العادلة والمحقة والمبدئية لا سيما تجاه قضايا أمتنا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ويرى الأسد أن أي انعكاس سلبي لهذا التصنيف على شعبنا سيتحمل عواقبه الأمريكي بالدرجة الرئيسية، وأي خطوة عدائية تُقدم عليها واشنطن أو أدواتها ضد بلدنا فلن يقف شعبنا مكتوف الأيدي. وسيواجه التحدي بالتحدي مستعيناً بالله.
وتابع قائلاً: “أمريكا التي تأسست على الإرهاب والقتل وتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية بحق الهنود الحمر ما تزال اليوم تمثل مصدر الإرهاب وراعيته على مستوى العالم، وستظل مشاهد المجازر والانتهاكات الإجرامية الإرهابية التي ارتكبتها واشنطن بحق الملايين من البشر لا سيما في العراق وأفغانستان وقبل ذلك في اليابان وكوريا وفيتنام ماثلة وشاهدة للأجيال على حجم وبشاعة الإرهاب والإجرام الأمريكي”.
موضحاً أن العدوان الأمريكي الإسرائيلي على أهلنا في غزة شاهد حي على فظاعة الإجرام والإرهاب الأمريكي الذي شارك الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ أبشع جرائم العصر بحق الانسانية من مجازر وعمليات إبادة جماعية خاصة بحق النساء والأطفال والمدنيين.
المعمري: إذا دعمت السعودية تصنيف أمريكا فإنها تضع اقتصادها على المحك
عودة الحرب للواجهة
تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية من قبل الإدارة الامريكية الجديدة بمثابة الشرارة التي ستعيد الحرب إلى الواجهة، ولكن هذه المرة ستكون الحرب مختلفة، بحسب كامل المعمري الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية، والذي أكد أن أنصار الله، يرون في هذا القرار عدواناً جديداً على اليمن، ومستعدون لمواجهة كل من يحاول حرمان الشعب اليمني من حقوقه،
وبالنسبة للسعودية، في حال اختارت دعم هذا التصنيف، للهروب من التزاماتها تجاه اليمن نتيجة عدوانها فإنها ستجد نفسها عالقة في حرب لا نهاية لها، تدفع فيها ثمنا باهظا بسبب قرارات لم تفكر ملياً في تداعياتها، وفقاً للمعمري، منبهاً السعودية أن هذا القرار لن يغير شيئاً من واقع الميدان.
ويقول المعمري أن أنصار الله ليسوا جماعة معزولة يمكن تقويضها بقرارات سياسية صادرة من واشنطن، بل هم جزء أساسي من النسيج اليمني، يتمتعون بتأييد شعبي واسع وبقدرات عسكرية متطورة تختلف عما كانت عليه قبل سنوات لافتاً إلى أن تصنيفهم كإرهابيين لن يضعف موقفهم بقدر ما سيعزز من سرديتهم كطرف يقاوم الهيمنة الخارجية ويدافع عن سيادة اليمن واستقلاله.
وعلى ما يبدو، فإن الرياض تقرأ المشهد اليمني بعدسة خاطئة تماماً، معتقدة أن أنصار الله أصبحوا في حالة ضعف، خصوصاً بعد الأحداث التي جرت في لبنان وسوريا مع أن هذا الافتراض يعكس فهماً قاصراً للواقع، وبالتالي فإنها بذلك ستكون السعودية قد دخلت في مغامرة تضع اقتصادها على المحك، بحسب ما ذكر المعمري.
نصر الله: واشنطن تحاول الثأر لإسرائيل من اليمن
خطوة متوقعة
إن إعادة أمريكا تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية خطوة قد يراه كثر أنها سيئة، لكن واقعا فيها شيء جيد، لأن أحد مبرراتها أن أنصار الله ساندوا غزة وضربوا عمق الكيان الإسرائيلي، كما أفاد خليل نصرالله الباحث السياسي اللبناني، موضحاً أن واشنطن بهكذا تصنيف تحاول الثأر لإسرائيل من اليمن.
ويقول نصر الله أن بيان إعادة التصنيف برر الخطوة بأمور عدة أبرزها أن أنصار الله استهدفوا “العمق الإسرائيلي”، والشحن الدولي، وأحدثوا “تضخما” في العالم، منوهاً بأن الخطوة كانت متوقعة، لأن ترامب عاد إلى سياسته القديمة.
ويرى نصر الله أن من لم يتمكن من منع صنعاء من ضرب العمق السعودي عام ٢٠١٩، لن يتمكن من منعها من استهداف العمق الإسرائيلي.
ولمن يعول على ترامب ليحدث متغيراً في اليمن، يجب التذكير:
– نجح ترامب بانتخابات 2016 وكانت الحرب السعودية على اليمن في أوجها.
– اليمن كان يقاتل، وهو قوة ناشئة على صعد كثيرة.
– في عهده طورت صنعاء قدرات صاروخية.
– في عهده ودعمه المفتوح للسعودية ضرب اليمنيون العمق السعودي، ليطالوا لاحقا الإماراتي.
– في عهده ضربت صنعاء بقيق وخريص ومواقع حيوية أخرى.
– في عهده أفشلت صنعاء اجتياح الساحل الغربي وما أدراك ما الساحل الغربي.
– صنعاء استخدمت القدرات البحرية.
– صنعاء طورت قدرات صاروخية طالت عمق الكيان الإسرائيلي.
– صنعاء استهدفت سفنا وبوارج ومدمرات أميركية وكذلك صوبت نيرانها نحو حاملات الطائرات.
– صنعاء طورت قدراتها البرية، عدة وعتادا وخبرة.
الحداد: الرد على قرار التصنيف الأمريكي سيكون عسكريا ذات طابع اقتصادي
القرار سيعقد المشهد في البحر الأحمر
يقول رشيد الحداد الخبير في الشؤون الاقتصادية، أن قرار التصنيف الأمريكي سيقود نحو استمرار الحصار اليمني على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان والسفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي، .
ويضيف، أن قرار ترامب الأخير لن يعيد صورة الردع الأمريكية التي هشمت في البحر الأحمر، ولن يحمي الكيان الإسرائيلي من صواريخ ومسيرات اليمن، فهذا التصنيف والتصنيف السابق سيدفع نحو استمرار الحصار البحري على الكيان الإسرائيلي وعلى السفن الأمريكية في البحر الأحمر وسيدفع صنعاء لفرض معادلة جديدة.
وتابع: “على ترامب وزبانيته الإدراك بأن صنعاء تمتلك القدرة على نقل تداعيات قرار التصنيف الأخير إلى واشنطن ونيويورك والولايات الأمريكية الأخرى، وأن خطة خفض التضخم التي يسعى ترامب لتنفيذها خلال الأشهر الأولى لجولة رئاسته الثانية ويعتمد فيها على خفض أسعار النفط لن تنجح.
موضحاً أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي تدير السياسيات النقدية في بنك عدن هي من وجهها دونالد ترامب وفقاً لبيان البيت الأبيض بإنهاء علاقتها بكيانات تجارية وبنكية لها علاقة بالحوثيين ،وهي إحدى الأدوات الأمريكية الانتهازية التي أدارت الحرب الاقتصادية ضد اليمنيين خلال السنوات الماضية
وحسب الحداد فإن الرد على تداعيات قرار التصنيف الأمريكي الأخير سيكون عسكري ذات طابع اقتصادي، لذلك سنكون أمام معادلة جديدة ستكشف خيانة وعمالة الحكومة الموالية للتحالف تآمر التحالف أمام العالم، وسيفقد قرار ترامب أهميته.