تعميم رعب المجازر على كل لبنان
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
سجل التوغّل الإسرائيلي أمس إلى أيطو في قضاء زغرتا، سجّل مأثرة دموية مضاعفة الأثر في إرعاب الناس إذ أنها أولاً المنطقة النائية والأبعد اطلاقاً التي طاولتها الغارات الجوية منذ بدء هذه الحرب، وهي ثانياً الاستهداف الدموي وسط تجمعات النازحين اللبنانيين بما يصعب معه التمييز بين الأهداف الأمنية أو المدنية.
وفيما كانت المعيصرة التي شهدت قبل أيام مجزرة مماثلة أودت بـ17 شهيداً من أفراد عائلة واحدة جرى تشييع بعضهم أمس، ابتليت أيطو بمجزرة مماثلة أودت على الأقل بـ22 شهيداً أيضاً، الأمر الذي أشاع رعباً شاملاً إذ بدت إسرائيل وقد جعلت من تجمعات النازحين المنتشرين في سائر المناطق اللبنانية، من دون استثناء، أهدافاً عسكرية في ما يشكل خطر ارتكاب مذابح جماعية متدحرجة ويحوّل كل المناطق وكل المنازل والأماكن التي تضم نازحين أهدافاً محتملة للهجمات الدموية.
وقد أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس نظيره الأميركي لويد أوستن بأن إسرائيل سترد "بقوة على "حزب الله" بعد أن استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية ما أسفر عن مقتل أربعة جنود". وقال مكتب غالانت إن الأخير تحدث إلى أوستن خلال الليل وشدّد على" خطورة الهجوم والردّ القوي الذي سيتم القيام به ضد حزب الله". كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهّدَ بمواصلة ضرب "حزب الله" حتى في بيروت.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ للمرة الأولى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان غارة على مبنى سكني في بلدة أيطو- زغرتا. وأفاد صاحب المبنى وهو من آل علوان أن الشخص الذي استأجر المنزل هو من آل حجازي وكان استأجره لـ8 عائلات معظمهم من كبار السن مع طفل. وأشارت معلومات أخرى أن العائلات هي من آل فقيه وآل حجازي.
وكشف رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية أنه طلب من "حزب الله" ألا ينزح أي شخص يشكل خطرًا على أهالي زغرتا باتجاه المنطقة. كما قال إن "من يستثمر بموضوع النازحين ويقول إن هناك سلاحاً نقول له إن الإرهاب ليس أطفالاً ولا نساء و"حزب الله" ليس إرهاباً، كما أننا لا نضع سلاحاً بين المنازل وبين الناس، والسلاح عندنا هو للحماية الشخصية ونحن داعمون لـ"حزب الله" ولو كنا سنقاتل معه فإن ذلك يكون في الجنوب".
غير أن النائب ميشال معوض أعلن من أيطو أن "ما تم استهدافه ليس بلدة أيطو بل عنصر حزبي من "حزب الله" كان متواجداً مع عائلته في منزله وهذا ما وصلنا من الأجهزة الأمنية".
ونفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مختلف قرى البقاع والجنوب فيما أعلن "حزب الله" بعد سلسلة بيانات استهداف مدينة صفد بصلية صاروخية كبيرة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عصراً أنه تم إطلاق صواريخ أرض- أرض من لبنان على تل ابيب، الأمر الذي دفع أكثر من مليوني إسرائيلي الى الملاجئ. وتوقفت حركة الملاحة في مطار بن غوريون إثر إطلاق الصواريخ، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف المنصة التي أطلقت الصواريخ باتجاه وسط إسرائيل، كما أعلن عن محاولات اعتراض لصواريخ عدة عبرت من الأراضي اللبنانية باتجاه وسط إسرائيل.
ولفتت أوساط سياسية وعسكرية لـ”البناء” الى أن “”إسرائيل” لم تستطع تحقيق أهدافها من الحرب حتى الآن رغم كل حرب التدمير وارتكاب المجازر، فبعد ثلاثة أسابيع على الحرب الشرسة على لبنان فشلت الحكومة الإسرائيلية بفرضها، وكان حزب الله تحت وطأة صدمة الضربات وبحالة إرباك وفراغ داخل القيادة السياسية والعسكرية، فكيف الآن وقد انتقل من مرحلة استيعاب الصدمات إلى مرحلة استنهاض قواه والبدء بالردود المقابلة والمؤلمة”. وأشارت الى أن “الميدان وصمود حزب الله وقدرته على منع جيش الاحتلال من الدخول البري إلى الجنوب إلى جانب صمود الجبهة الداخلية ونفاد الوقت أمام حكومة “إسرائيل” داخلياً وأميركياً ودولياً، عوامل أساسية وحاسمة في تحديد مسار ووجهة ونتائج الحرب، لأن الفشل بتحقيق الأهداف مع ارتفاع كلفة الحرب على “إسرائيل”، سيضغط على الحكومة الإسرائيلية وحينها ستبدأ المبادرات والمفاوضات الأميركية والدولية والعربية لإخراج “إسرائيل” من المأزق والتوصل الى اتفاق يفرض ترتيبات على الحدود لضمان أمن الكيان ومستوطنيه في الشمال”.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بقاء الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط بالجنوب اللبناني: أي خيارات لدى لبنان وحزب الله؟
انسحبت إسرائيل من القرى الحدودية في جنوب لبنان باستثناء خمس نقاط، وسط تأكيد الرئاسة اللبنانية على ضرورة الانسحاب الكامل والتوجه إلى مجلس الأمن لإلزام إسرائيل بتنفيذ القرار 1701. في المقابل، يواجه حزب الله خيارات معقدة بين رفض السيطرة الإسرائيلية وضغوط داخلية وخارجية، مع إبقاء الخيار العسكري مفتوحًا.
جاء انسحاب الجيش الإسرائيلي من كلّ القرى الحدودية في جنوب لبنان، باستثناء النقاط الخمس بالتزامن مع انتهاء مهلة تطبيق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وفي موازاة ذلك دخل الجيش اللبناني إلى تلك القرى بشكلٍ تدريجي، بسبب وجود متفجّرات في بعض الأماكن، وأضرار بالطرقات.
من جانبها أكدت الرئاسة اللبنانية ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب، وأعلنت عن التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي لإلزام "إسرائيل" بتنفيذ القرار 1701.
وفي بيانٍ صادر عنها اليوم الثلاثاء نتيجة اجتماعٍ جمع الرئيس جوزاف عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء نواف سلام، جددت الرئاسة "التزام لبنان الكامل بالقرار 1701، على الرغم من الخروق الإسرائيلية المتكرّرة".
وأكّد البيان الذي تلته المتحدّثة الرسمية باسم الرئاسة، نجاة شرف الدين "دور الجيش اللبناني وجهوزيته للانتشار في جنوب لبنان بما يضمن أمن الجنوبيين". وذكّر ببيان الرئيسين الأميركي والفرنسي عشية قرار وقف إطلاق النار لجهة تأكيد فرنسا والولايات المتحدة العمل مع "إسرائيل" لتنفيذ القرار 1701 بالكامل.
وأعلن بيان الرئاسة عن أنّ المجتمعين لفتوا إلى أنّ وجود "إسرائيل" في الجنوب هو احتلال مع تمسّك لبنان باستعادة أراضيه بكافة الوسائل. وأشار البيان إلى أنّ المجتمعين سيتابعون التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى "إسرائيل".
وأمس، دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون رعاة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان إلى تحمّل مسؤولياتهم لتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في الموعد المحدّد، وإعادة الأسرى.
خيارات حزب اللهومع التغيرات التي شهدتها الأشهر الأخيرة، تكثر التساؤلات في الداخل اللبناني حول موقف حزب الله وخياراته حيال بقاء الجيش الإسرائيلي في نقاط داخل الأراضي اللبنانية.
Related"ولا ليوم واحد".. نعيم قاسم يُعلن رفض حزب الله تمديد انسحاب إسرائيل من لبنان رفضاً قاطعاًتشييع حسن نصر الله في 23 شباط.. ونعيم قاسم: قرارات حزب الله تُتخذ وفق تقديراته الخاصةإسرائيل تحتفظ بقواتها في خمس نقاط حدودية جنوب لبنان بعد انقضاء مهلة تطبيق اتفاق وقف إطلاق الناروفي حين يجد الحزب نفسه بين رفض بقاء إسرائيل في هذه النقاط، وبين ضغوط داخلية وخارجية وظروف تصعّب اتخاذه الخيار العسكري، فإنه يحاول التعاطي بحذر مع الموقف، وترك المجال الأساسي للدور الرسمي الذي تتولاه الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الرسمية ورؤسائها، من دون أن يستبعد نهائياً الخيار العسكري من المعادلة، وهذا ما يقود إلى شيءٍ من الضبابية التي لاتزال تكتنف مشهد الأسابيع المقبلة في جنوب لبنان.
وعن هذا الالتباس في الموقف بالإضافة إلى وجود أسرى من الحزب لدى إسرائيل، يجيب الحزب على لسان مسؤول الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا الذي قال في مقابلة تلفزيونية مساء الاثنين 17 فبراير إنّ "موضوع أسرى حزب الله خلال الحرب الأخيرة، سيتناوله الأمين العام للحزب نعيم قاسم، الذي يتابع الموضوع".
وعن الهدنة والأوضاع المحلية، قال المسؤول في حزب الله، "إنّنا موعودون من رئيس الجمهورية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضينا في الـ18 من فبراير وإطلاق سراح الأسرى"، مشيراً إلى أنّه في ما يخص الخروقات وبقاء الاحتلال، "هو متروك للدولة، وسيكون لنا موقف في ذلك".
كما أضاف، أنّه: "في ما يتعلق باستهداف عناصر أو قادة من حزب الله، سيكون لدينا قرار واضح وسنقوله للناس".
وكان الأمين العام للحزب قال يوم الأحد في 16 شباط إن "إسرائيل يجب أن تنسحب بالكامل في 18 فبراير، وإن على الدولة اللبنانية ألا تقبل بأي بقاء في نقاط خمس أو غير ذلك، وأنه لا توجد أي ذريعة لبقاء الاحتلال، ويجب ان يكون موقف الدولة اللبنانية صلباً وحاسماً" وفق تعبيره.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: لا انسحاب للجيش الإسرائيلي من بعض المناطق بجنوب لبنان حتى نهاية فبراير قوافل العائدين للشمال متواصلة ومقتل جندي إسرائيلي "بالخطأ" وإصابات بغارتين على النبطية جنوب لبنان سكان جنوب لبنان يتحدون التهديدات الإسرائيلية ويعودون إلى قراهم بعد انقضاء مهلة الستين يومًا نبيه بريإسرائيلحزب اللهجنوب لبنان