تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط معرض لأن يصبح أكثر خطورة وتعقيدًا مع دخول الحرب الإسرائيلية عامها الثاني في قطاع غزة، وبعد مسيّرات جماعة "حزب الله" اللبنانية التي اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، إلى جانب التدخُّل العسكري الأمريكي المزمع.

وأوضحت الصحيفة في مقال تحليلي اليوم الإثنين، أنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" وإيران، بدأت إسرائيل تُظْهِر بعض الضعف، حيث تمكَّنت طائرة مسيَّرة تابعة لـ"حزب الله" من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية المبالغ في الترويج لها يوم أمس الأحد، وضربت مطعمًا عسكريًا أثناء انشغال الجنود بتناول العشاء، وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة جنود وإصابة 58 آخرين، سبعة منهم بجروح خطيرة، في موقع يبعد 40 ميلًا جنوب الحدود اللبنانية.

وأضافت الصحيفة أنه بعد هجوم "حزب الله" بطائرات مسيَّرة، فإن أي ضربات انتقامية مع إيران قد تُشَكِّل مشكلة أكبر للدفاعات الإسرائيلية، ولهذا قررت الولايات المتحدة إحضار نظام الدفاع الصاروخي "ثاد".

وتابعت الصحيفة أن إحضار نظام "ثاد" يشير إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن ما تخطط له إسرائيل سيستدعي ردًا جديدًا من إيران، وأن ذلك قد يختبر الدفاعات الجوية الحالية بشكل جدي، ومع ظهور "حزب الله" أيضًا كمصدر لمشاكل من نوع مختلف بالنسبة للدفاعات الجوية الإسرائيلية من خلال هجماته بالطائرات المسيَّرة، فإن الوضع العام معرض لأن يصبح أكثر خطورة وتعقيدًا.

ولفتت الصحيفة إلى أن الطائرة المسيَّرة التي ضربت قاعدة جولاني الإسرائيلية بالقرب من بنيامينا كانت جزءًا من هجوم متزامن سمح لها بالتهرب من الدفاعات الجوية بعدما حلقت ثلاث طائرات مسيَّرة من لبنان فوق البحر المتوسط، ورغم رصدها جميعًا في البداية، وإسقاط اثنتين، إلا أن الأخرى كانت قادرة على الوصول إلى هدفها.

ونوَّهت الصحيفة بأن هذه العملية بمثابة دليل على أن "حزب الله" يعمل على تحسين استراتيجيته الهجومية، موضحةً أن الطائرات المسيَّرة تطير ببطء أكثر من الصواريخ، لكن نماذج ألياف الكربون التي يستخدمها "حزب الله" يصعب رؤيتها ويصعب على الرادار التقاطها، وهي مهمة أصبحت أكثر تعقيدًا لأنها تحلق على ارتفاع منخفض عمدًا.

وألمحت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى في الأيام الأخيرة التي تمر فيها طائرة مسيَّرة إلى هدفها، فقد ضربت طائرة مسيَّرة مبنى في هرتسليا يوم /الجمعة/ الماضي، وهي واحدة من اثنتين عبرتا الحدود من لبنان، حيث تم إسقاط طائرة أخرى، لكن الثانية ضربت المبنى على بُعد أميال قليلة شمال تل أبيب.

وأشارت صحيفة "الجارديان" إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية اعترضت أكثر من 80% من الطائرات المسيَّرة القادمة من لبنان، لكن الزيادة في عدد الهجمات والتطور المتزايد للأسلحة الرخيصة نسبيًا لإنتاجها من شأنه أن يزيد من خطر وقوع خسائر إسرائيلية مع استمرار القتال، ومع ذلك، فإن عدد الضحايا المدنيين والعسكريين جراء الهجمات الإسرائيلية في لبنان وغزة لا يزال أكبر بكثير.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني واسع النطاق على إسرائيل في بداية الشهر كان من حجم مختلف، إلا أنه يبدو أيضًا أنه كان أكثر ضررًا مما تم الاعتراف به في البداية، ففي البداية، تم الحكم على الهجوم من خلال عدد الضحايا الذين تسبب فيهم، لكن التأثير على المباني كان أكبر مما تم الاعتراف به في البداية.

وتابعت الصحيفة أنه على صعيد هذه الخلفية، فليس من المستغرب أن تعلن الولايات المتحدة أنها ستنشر أحد أنظمتها السبعة المتخصصة للدفاع الجوي "ثاد" في إسرائيل، وطاقمًا من حوالي 100 جندي أمريكي، لذا فإن الوضع العام معرض لخطر أن يصبح أكثر توترًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حزب الله إسرائيل الجویة الإسرائیلیة الدفاعات الجویة الصحیفة أن فی البدایة یصبح أکثر حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

من غزة إلى لبنان..معارك واشتباكات وتهديدات بإشعال الشرق الأوسط

أعلن حزب الله اليوم الأحد، الاشتباك مع قوات إسرائيلية تحاول التسلل إلى قرية رامية في جنوب لبنان فيما أصيب جندي ثالث من قوة حفظ السلام يونيفيل، في الصراع المتفاقم بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.

هزت الضربات الإسرائيلية القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودولاً غربية إلى التنديد بالهجمات. ووصفت يونيفيل الهجوم بـ "تطور خطير"، وقالت إنه يجب ضمان أمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها. 

واستدعت فرنسا السفير الإسرائيلي، وأصدرت بياناً مشتركاً مع إيطاليا، وإسبانيا وصفت فيه هذه الهجمات بـ "غير مبررة". وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه طلب من إسرائيل تجنب استهداف قوات يونيفيل. وقالت روسيا إنها "غاضبة" وطالبت إسرائيل بوقف "الأعمال القتالية" ضد قوات حفظ السلام.

320 قذيفة

وقال الجيش الإسرائيلي، إن حزب الله أطلق نحو 320 قذيفة من لبنان على إسرائيل السبت، دون مزيد من التفاصيل. وأعلن إغلاق المناطق المحيطة ببعض البلدات في شمال إسرائيل.
وصدرت أوامر إخلاء لسكان 23 قرية في جنوب لبنان للانتقال إلى شمال نهر الأولي الذي يتدفق من سهل البقاع في الغرب إلى البحر المتوسط. 

وأكد الجيش الإسرائيلي، أن الإخلاء ضروري لسلامة السكان بسبب زيادة عمليات حزب الله، مشيراً إلى أن الحزب يستخدم هذه المواقع لإخفاء أسلحة وشن هجمات على إسرائيل. وينفي حزب الله إخفاء أسلحته بين المدنيين. 

جباليا تحت الحصار

وقال مسعفون، إن الغارات العسكرية الإسرائيلية على غزة أمس السبت أسفرت عن مقتل 29 فلسطينياً على الأقل. وواصل الجيش الإسرائيلي توغله في جباليا، حيث تقول وكالات الإغاثة الدولية إن الآلاف من الأشخاص محاصرون. 

وقال سكان في جباليا، شمال القطاع وأكبر مخيمات اللاجئين فيه، إن القوات الإسرائيلية قصفت المخيم من الجو والبر. 
كما أصدر الجيش الإسرائيلي السبت، أوامر لإخلاء منطقتين عند الطرف الشمالي لمدينة غزة، قائلاً إنها "منطقة قتال خطيرة". ومن جهتها حثت وزارة الداخلية التي تديرها حماس في قطاع غزة السكان على رفض الانتقال.
واندلع الصراع بين إسرائيل وحزب الله منذ عام عندما بدأت الميليشيا إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل دعماً لحركة حماس في بداية حرب غزة.
وتصاعد القتال بين الجانبين في الأسابيع القليلة الماضية، إذ قصفت إسرائيل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع وأرسلت قوات برية عبر الحدود، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من كبار قادة حزب الله.

ومن جانبه، أطلق حزب الله صواريخ على عمق إسرائيل.
وأدت العملية الإسرائيلية الموسعة إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون، وفقاً للحكومة اللبنانية، التي تقول إن أكثر من 2100 قتلوا وأصيب 10 آلاف آخرين خلال أكثر من عام من القتال. ولا تميز الحصيلة بين المدنيين والمقاتلين، ولكنها تشمل عشرات النساء والأطفال.

مسار دبلوماسي

يظل الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى تحسباً لمزيد من التصعيد، في انتظار رد إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني في 1 أكتوبر (تشرين الأول)، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وفي إشارة إلى اتساع رقعة الصراع، قال مصدر أمني سوري، إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا استهدف مواقع مرتبطة بإيران قرب مطار دير الزور شمال شرق سوريا مساء الجمعة.
وقالت قوة حفظ السلام في لبنان يونيفيل، أمس السبت، إن جندياً ثالثاً من قواتها أصيب في هجوم إسرائيلي عندما تعرض لإطلاق نار يوم الجمعة، وأضافت أن حالته مستقرة بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة الرصاصة.
وأوضح بيان يونيفيل أيضاً، أن موقعها في بلدة رامية بجنوب لبنان تعرض لأضرار كبيرة بسبب الانفجارات التي أعقبت قصف قريب، لكنه لم يحدد المسؤول عن الهجومين.
وأصيب جنديان من قوات حفظ السلام في غارة إسرائيلية بالقرب من برج المراقبة في القاعدة الرئيسية ليونيفيل في الناقورة بجنوب لبنان يوم الجمعة. ويبلغ عدد قوات يونيفيل أكثر من 10 آلاف، وتعد إيطاليا، وفرنسا، وماليزيا، وإندونيسيا، والهند من  أكبر المساهمين فيها.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن وزير الدفاع لويد أوستن عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عن "قلقه العميق" من التقارير التي ذكرت أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مواقع لقوات حفظ السلام في لبنان في الأيام القليلة الماضية. وحث إسرائيل على ضمان سلامتها وكذلك سلامة الجيش اللبناني.
ووفقاً لبيان البنتاغون، أكد أوستن أيضاً "الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن".
وترفض إسرائيل دعوات الولايات المتحدة وحلفائها لوقف إطلاق النار في لبنان، وغزة.

مقالات مشابهة

  • "الجارديان": الوضع في الشرق الأوسط يصبح أكثر خطورة مع التدخل العسكري الأمريكي
  • من أبو ظبي إلى عدن: عندما يصبح الخبز الإماراتي أكثر موثوقية من الخبز المحلي
  • إنفوغراف: مسيرات حزب الله تخدع الدفاعات الجوية الإسرائيلية
  • لأول مرة.. مباحثات صينية إسرائيلية حول الوضع في الشرق الأوسط
  • ألسنة اللهب ترتفع وتتمدد.. ما مستقبل الشرق الأوسط؟
  • هجوم بنيامينا.. كيف تمكنت مسيّرة حزب الله من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية؟
  • فقدان النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط يجهض مشروع السلام
  • الخرائط الإسرائيلية للشرق الأوسط الجديد
  • من غزة إلى لبنان..معارك واشتباكات وتهديدات بإشعال الشرق الأوسط