سواليف:
2024-10-02@01:30:10 GMT

الصين … عالم جديد متعدّد الأقطاب !؟

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

الصين … عالم جديد متعدّد الأقطاب !؟

#الصين … #عالم_جديد متعدّد #الأقطاب !؟

#هشام_الهبيشان

بالبداية ،هناك حقيقة دولية لا يمكن لأحد أنكارها ،فالصينيون اليوم ،أثبتوا للجميع أنهم أصحاب الكلمة العليا والفصل في الملف الاقتصادي العالمي، فهم لم يرضخوا منذ سنوات لمجموعة ضغوط ومساومات من أجل تخفيض صادراتهم الاقتصادية التي اكتسحت العالم، مع العلم أنّ للأوروبيين والأميركيين تجارب كثيرة في مسار المساومات مع الصينيين بخصوص التنازل للأوروبيين وللأميركان عن جزء من حصتهم في السوق العالمية، وهناك أوراق مساومات طرحها ساسة كبار في واشنطن منهم جون كيري وجو بايدن وجون ماكين وترامب للتفاوض مع الصينيين بمراحل زمنية مختلفة، ولكن صمود الموقف الصيني، وثبات موقف بعض القوى والنخب الرسمية والاقتصادية والشعبية والسياسية داخل الصين، هو من أجهض في الكثير من المراحل أوراق المساومات الأميركية – الأوروبية التي كانت تُقدّم للصينيين، والتي كانت تتزامن في الكثير من مراحلها مع اشتداد موجة الضغوط الأميركية الأوروبية على الصينيين بخصوص ملفي بحر الصين الجنوبي وتايوان، وما صاحب كلّ هذا من موجة عقوبات اقتصادية على الصينيين ومن خلف الكواليس.

وهنا ،برز واضحاً في الفترة الأخيرة وفي خضم الصراع الأمريكي الغربي – الروسي ، حول الملف الأوكراني ، مدى التقارب بالمواقف السياسية والأمنية، بين النظام الرسمي الروسي والنظام الرسمي الصيني، وذلك ظهر جلياً من خلال دعم صيني مستمر للروس بخصوص مطالبهم الأمنية وصراعهم المفتوح مع الأمريكي ،وبالتزامن دعم روسي  للموقف الصيني ببحر الصين الجنوبي وملف تايوان وغيره من الملفات، فهذا الدعم وتقارب الآراء وثبات الموقف الروسي والصيني بخصوص رؤيتهما لسبل إنهاء ملفات الصراع الدولية، يؤكد أنّ هناك حلفاً دولياً بدأت تتبلور معالمه وركيزته الأولى هي القوتان العسكرية الروسية والاقتصادية الصينية.

مقالات ذات صلة خلف القضبان : أنامل وقلم وضمير 2023/08/12

في وقت كثر الحديث عن مستقبل وطبيعة العلاقة بين القوة الصينية الصاعدة وبقوة إلى مصاف القوى العظمى، وبين القوة العظمى الأولى الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في الغرب الأوروبي في المقبل من الأيام، تزامناً مع تصاعد حدة الأتهامات المتبادلة حول ملف كورونا ، وبعد هذا الصعود القوي للصين اقتصادياً وعسكرياً..ومحاولات بايدن الحثيثة لاحتواء هذا الصعود الصيني ،عبر تضييق الخناق على الصين اقتصادياً وعسكرياً مع محاولات التقرب من تايوان وتهديد مبدأ”صين واحدة “، والتوسع بالتحركات العسكرية الأمريكية والغربية ببحر الصين الجنوبي والجنوبي الشرقي . 

الصينيون بدورهم كانوا يدركون حجم الخطورة التي ستفرزها الضغوطات الأميركية الأوروبية، وخصوصاً بعد تجميد الحلول السياسية «مرحلياً» بخصوص ملفي بحر الصين الجنوبي ، فالصينيون يدركون أنّ النظام الأميركي الرسمي وحلفاءه في الغرب وفي المنطقة يستعمل سلاح الممرات البحرية والمعابر الدولية ومناطق النفوذ والتهديد الأمني كورقة ضغط على النظام الرسمي الصيني، للوصول معه إلى تفاهمات حول مجموعة من القضايا والملفات الدولية العالقة بين الطرفين ومراكز النفوذ والقوة والثروات الطبيعية وتقسيماتها العالمية ومخطط تشكيل العالم الجديد وكيفية تقسيم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى على الصعيد الدولي، وعلى رأس كلّ هذه الملفات هو الوضع ببحر الصين الجنوبي، ومن هنا أدرك الصينيون مبكراً أنّ أميركا وحلفاءها في الغرب يحاولون بكلّ الوسائل جلب النظام الرسمي الصيني وحلفاءه إلى طاولة التسويات المذلة، ليتنازل الصينيون وحلفاؤهم عن مجموعة من الملفات الدولية لمصلحة بعض القوى العالمية وقوى الإقليم الآسيوي. 

 ختاماً، يمكن القول إنّ جميع أوراق المساومات التي طرحها الأميركيون ـ والأوروبيون، أو التي سيطرحوها مستقبلاً للضغط على الصينيين ودفعهم إلى التخلي عن طموحاتهم بالصعود إلى مصاف القوى العظمى قد باءت وستبوء بالفشل، فمجموع المؤشرات الدولية والإقليمية تؤكد أنّ الصينيين هم من يفرضون اليوم رؤيتهم الاقتصادية على الجميع «لأنها هي الرؤية الأنجع والأفضل»، وهذا ما يؤكد أنّ الصينيين عائدون وبقوة إلى مصاف الدول «العظمى «لصناعة عالم متعدّد الأقطاب.

  *كاتب وناشط سياسي – الأردن.

 hesham.habeshan@yahoo.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عالم جديد الأقطاب الصین الجنوبی على الصین

إقرأ أيضاً:

لبنان: حزب الله يرد على الأنباء المتداولة بخصوص الإجراءات التنظيمية داخل قيادة الحزب

الجديد برس:

أصدر حزب الله اللبناني اليوم الإثنين بياناً رد من خلاله على ما يتم تداوله بخصوص الإجراءات التنظيمية داخل قيادة الحزب.

وقال بيان صادر عن العلاقات الإعلامية: “تعليقاً على الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول إجراءات تنظيمية داخل قيادة حزب الله بعد استشهاد الأمين العام، يهمنا أن نوضح أن الأنباء المتعلقة بهذا الشأن لا أهمية لها ولا يبنى عليها ما لم يصدر بشأنها بيان رسمي عن قيادة حزب الله”.

وفي وقت سابق، نشرت وسائل إعلام لبنانية بياناً نُسب إلى حزب الله بشأن مراسم تشييع أمينه العام حسن نصر الله، زعم أن القيادة تجري اتصالات مكثفة ومشاورات على أعلى المستويات مع العراق وإيران، حيث من المقرر أن يقام تشييع تاريخي في بيروت، كما ستقام صلاة الغائب في إيران”.

وزعم البيان أيضاً أنه سيتم نقل جثمان نصر الله على متن طائرة رئاسية إلى كربلاء، ليوارى الثرى في الصحن الشريف بجوار جده الإمام الحسين.

كما ذكرت وسائل إعلام أن مجلس شورى حزب الله اختار هاشم صفي الدين أميناً عاماً خلفاً لنصر الله.

وكان هاشم صفي الدين يشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله ويعتبر الرجل الثاني فيه وظهر كأبرز المرشحين لخلافة نصر الله.

ويوم السبت 28 سبتمبر أصدر حزب الله اللبناني بياناً نعى فيه أمينه العام حسن نصر الله بعد أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نجاح عملية اغتياله الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني يتعهد بإعادة توحيد الصين مع تايوان عشية الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الصين الشيوعية
  • الداخلية توضح بخصوص مطبات السرعة
  • مواقف الصين المعتدلة تجاه القضايا الدولية تجعل الدول العربية تميل أكثر إلى التعاون الصيني
  • التوك … توكر …!!
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره الصيني بذكرى تأسيس جمهورية الصين
  • قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف قضاء مرجعيون بالقطاع الشرقي من الجنوبي اللبناني
  • إصابة 10 أشخاص إثر تعرض قارب صيد فيتنامي لهجوم في بحر الصين الجنوبي
  • لبنان: حزب الله يرد على الأنباء المتداولة بخصوص الإجراءات التنظيمية داخل قيادة الحزب
  • تصريحات خطيرة بخصوص عقيدة الأسلحة النووية الروسية
  • مكون الحراك الجنوبي يعزي في استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله