الأقصى المبارك.. جوهر الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
بانر للقصة بقية (الجزيرة)
ووفقا لبرنامج "للقصة بقية"، فقد غيّر الاحتلال من طبيعة الأقصى كمسجد، بسبب كثرة القيود التي وضعها أمام المسلمين الراغبين في دخوله لأداء الصلاة والذين لا يجدون بابا واحدا مفتوحا لكي يدخلوا منه.
فمنذ احتلال القدس الشرقية في يونيو/حزيران 1968، دأبت سلطات الاحتلال على تنفيذ خطة تستهدف السيطرة الكاملة على المسجد وتحويله إلى دار عبادة يهودية تمهيدا لهدمه وإقامة "الهيكل" المزعوم مكانه تنفيذا لمعتقد تلمودي يؤمن به المتطرفون ويسعون لتنفيذه.
ومن بين هؤلاء الذين ينادون بالسيطرة على المسجد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الذي دأب على اقتحام باحات الأقصى وتحريض المستوطنين على اقتحامه وأداء صلوات تلمودية بداخله.
لم يخف بن غفير يوما رغبته في القفز على المسجد، وقال علنا خلال أحد اقتحاماته إن الأقصى "هو المكان الأهم لشعب إسرائيل ويجب أن نعود إليه ونبسط سيطرتنا عليه".
قد يكون بن غفير متطرفا في التعبير عما يخطط له، ويؤمن به، لكنه ليس الوحيد في إسرائيل الذي يسعى لتحقيق الهدف نفسه، فقد كرّست الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة -اليسارية منها واليمنية- نظرية التقسيم الزماني والمكاني للمسجد وهي آلية يفترض أن تنتهي بالسيطرة الكاملة عليه.
تقييد ممنهجويظهر التقرير، الذي أعده "للقصة بقية"، عملية التقييد الممنهجة التي تطبقها إسرائيل لمنع المسلمين من الوصول إلى المسجد، حيث تنتشر الحواجز ودوريات الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة.
ومنذ يونيو/حزيران 1976، تحتل إسرائيل أجزاء من المسجد كحائط البراق، وسحبت مفاتيح "باب المغاربة" الذي لم يعد المسلمون قادرين على الدخول منه أبدا منذ احتلال القدس الشرقية.
ووفقا لأستاذ دراسات بيت المقدس عبد الله معروف، فقد تحركت سلطات الاحتلال للسيطرة على إدارة المسجد منذ يونيو/حزيران 1967، عندما طلبت من دائرة الأوقاف الإسلامية قائمة بأسماء كافة الموظفين بالأقصى تمهيدا لتحويل تبعيته إلى وزارة الأديان الإسرائيلية.
وقد نفخ الحاخام الأكبر البوق داخل المسجد في السابع من يونيو/حزيران 1967، وتم إغلاقه في وجه المسلمين لعدة أيام، كما يقول معروف.
وعن تفريغ المسجد من طبيعته الإسلامية، بقول إمام الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن تقليص عدد المصلين المسموح لهم بالدخول من 100 ألف إلى 5 آلاف فقط يعني أنه لم يعد مسجدا.
ومنذ يونيو/حزيران 1967، نجح الاحتلال في السيطرة على أماكن بعينها داخل المسجد الأقصى وعند أسواره وتحديدا الخلوة الجنبلاطية وخلوة أرسلان باشا، كما يقول رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة القدس الدولية هشام يعقوب.
لقد أقام الاحتلال نقطتي شرطة في هاتين الخلوتين، ثم احتل المدرسة التنكزية المشرفة على باحات المسجد في 1969، ونصب فوقها كاميرات مراقبة ونقاط حراسة فحوّل المكان إلى ثكنة عسكرية، وليس لمكان عبادة، وفق الباحث ومؤرخ شؤون القدس إيهاب الجلاد.
تحول إستراتيجيولم يتوقف الأمر عند احتلال أجزاء من المسجد، ولكنه واصل التضييق على عمل دائرة الأوقاف وصولا إلى الانتفاضة الثانية في سبتمبر/أيلول 2000 التي اندلعت بعد اقتحام زعيم حزب الليكود السابق أرييل شارون للمسجد.
وكان اقتحام شارون للمسجد نقطة تحول كبيرة في عملية السيطرة على الأقصى، كما يقول الشيخ عكرمة صبري الذي أضاف أن خطوة شارون "مهدت لاقتحامات تالية بدأها المستوطنون عام 2003 تحت حماية الجيش والشرطة، مما أدى لكسر قرار دائرة الأوقاف".
وقد وصف الدكتور عبد الله معروف هذه اللحظة بأنها "تحول إستراتيجي" فعلا، لأن الإسرائيليين قرروا تنظيم رحلات سياحية للمسجد على مسؤوليتهم الشخصية دون أي تنسيق مسبق مع الأوقاف الإسلامية.
وكان كسر سلطة الأوقاف الإسلامية على المسجد هدفا عمل الاحتلال لسنوات من أجل تحقيقه، كما يقول مؤسس حركة القدس الدنيوية دانيال سيدمان، مؤكدا أن ممارسات الشرطة تتسم بالعدوانية.
وأفاد سيدمان بأن حق الصلاة في المسجد مكفول للمسلمين، لكنهم لا يتمكنون من التمتع به في كثير من الأحيان، بسبب السلوك الأمني الإسرائيلي الذي يفرض تفتيشا مستفزا للراغبين في الدخول، فضلا عن مناطق سكان مناطق بعينها من الصلاة مثل سكان الداخل الإسرائيلي (عرب الـ48) أو من هم دون سن الـ55 مثلا.
ويفرض الاحتلال على سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الحصول على تصريح مسبق لكي يتمكنوا من الصلاة في الأقصى في محاولة واضحة ومستمرة للتنغيص على المسلمين ومنعهم من التعبد فيه بشكل طبيعي، كما يقول رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة القدس الدولية.
15/10/2024-|آخر تحديث: 15/10/202412:34 ص (بتوقيت مكة المكرمة)المزيد من نفس البرنامجسكان غزة يواصلون البحث عن الحياة وسط الموت الذي ينشره حولهم الاحتلالplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 01 seconds 03:01الحرب الصامتة.. إسرائيل تواصل ابتلاع الضفة تزامنا مع الحرب على غزةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 53 seconds 02:53من أكبر المتضررين بعد تعطل الملاحة بالبحر الأحمر وباب المندب؟play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 04 seconds 01:04للقصة بقية- الفن الفلسطيني المقاومplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 59 seconds 50:59للقصة بقية- حراقة المشرقplay-arrowمدة الفيديو 49 minutes 36 seconds 49:36للقصة بقية – السودان.. من ينقذ الدولة؟play-arrowمدة الفيديو 49 minutes 28 seconds 49:28للقصة بقية– حرب الغازplay-arrowمدة الفيديو 49 minutes 48 seconds 49:48من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات arrowمدة الفیدیو یونیو حزیران على المسجد کما یقول
إقرأ أيضاً:
العدوان على غزة يدخل يومه 466 والاحتلال يُفكك مواقع في “نتساريم”
سرايا - في اليوم الـ466 للحرب على غزة، تتوالى الأنباء عن خطوات متسارعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي، فيما شرعت قوات الاحتلال بتفكيك عدد من مواقعها داخل محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
وبحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مستجدات المفاوضات في اتصال هاتفي أمس الاثنين، وأكد بايدن أن الاتفاق بات وشيكا. ومن جهته، استقبل أمير قطر وفدا من حركة حماس التي أكدت أنها تتعامل بإيجابية مع الجهود الجارية في الدوحة.
من ناحية أخرى، دعا رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية، في حين أوردت وسائل إعلام عبرية تفاصيل الاتفاق المحتمل، وقالت إن الجيش سينسحب في المرحلة الأولى إلى منطقة عازلة في القطاع قرب الحدود.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #قطر#لبنان#اليوم#بايدن#غزة#الاحتلال#رئيس#الرئيس#القطاع
طباعة المشاهدات: 1538
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 14-01-2025 08:22 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...